منع النظام السوري وصول المساعدات إلى مدينة داريا المحاصرة بريف دمشق، وعمد إلى استهداف أحيائها بقذائف الهاون، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بحسب ما أكد «المجلس المحلي لمدينة داريا»، بعدما كان الصليب الأحمر الدولي قد أعلن صباحا أن المساعدة الإنسانية الأولى إلى المدينة منذ بدء الحصار من قبل النظام في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 ستصل اليوم (أمس). وعلى الرغم من مطالبة الأهالي والمجلس المحلي للمدينة وإطلاق نداءات تطالب بأن الأولوية هي للمساعدات الغذائية، فإن تلك التي كانت محملة بالقافلة اقتصرت على الطبية منها.
وفيما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن رفض دخول شاحنات المساعدات إلى المدينة المحاصرة رغم موافقة مسبقة من جميع الأطراف، من دون أن تحدد الجهة المعرقلة، وحثّت المسؤولين على السماح بدخولها تلبية للحاجات الإنسانية الملحة، قال المجلس المحلي لداريا: «كان من المفترض دخول مساعدات دوائية إلى مدينة داريا عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري اليوم (أمس) الخميس، وقد وصلت القافلة التي لا تحتوي مساعدات غذائية، حسب مصادر في الصليب الأحمر، إلى مشارف المدينة، لكن قوات النظام السوري منعتها من تجاوز حواجزها ولم تسمح بدخولها حتى اضطر الفريق المسؤول عن القافلة إلى إلغاء المهمة»، وهو ما أكده الناشط في ريف دمشق ضياء الحسيني، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «القافلة وصلت ظهرا إلى مشارف داريا، لكن النظام منعها من الدخول من دون أن يعلن الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر عن أي توضيح بشأن ما حصل»، مشيرا إلى أن وفد الأمم المتحدة كان قد دخل إلى المدينة قبل 3 أشهر للوقوف على الوضع داخلها من دون أيضا أن يدخل أي مساعدات.
وتشكل داريا معقلا يرتدي طابعا رمزيا كبيرا للمعارضة؛ لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ 4 سنوات. وكانت المدينة على رأس حركة الاحتجاج على نظام بشار الأسد، التي بدأت في مارس (آذار) 2011، في وقت تشكّل نقطة استراتيجية بالنسبة للنظام الذي يحاول «تركيعها» وعجز عن السيطرة عليها، لقربها من مطار مزة العسكري، بحسب ما يلفت إليه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن.
وخسرت المدينة المدمرة بشكل شبه كامل 90 في المائة من سكانها البالغ عددهم 80 ألف نسمة. ويعاني الذين بقوا فيها، ويقدر عددهم بثمانية آلاف، من نقص خطير في المواد الغذائية ونقص التغذية.
وتختصر شعارات «الدواء لا يشبعني» و«الدكتور ما بيسمحلي آخذ الدوا من دون ما آكل»، و«سلة غذاء خير من قنطار دواء»، و«الدوا على الريق ما بينفعني جيبولي أكل بعدين دوا»، التي رفعها أطفال ونساء داريا، يوم أمس وهم ينتظرون وصول المساعدات، حاجتهم إلى الأغذية والحالة الإنسانية الصعبة التي يعيشونها منذ 4 سنوات، وأن الدواء لا ينقذ من هو مهدد بالموت جوعا.
وكانت القوى العاملة في داريا استبقت تصريحات الصليب الأحمر ببيان مساء الأربعاء، وقالت: «إن أنباء غير رسمية حول مساعدات دوائية محتملة ستدخل إلى داريا عن طريق الهلال الأحمر»، مشيرة إلى أن المساعدات لن تتضمن أي مواد غذائية للمدنيين المحاصرين.
وعدّ البيان، الصادر عن المجلس المحلي، و«لواء شهداء الإسلام»، و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، أن المساعدات الدوائية وحدها دون الغذائية «لن تكون - رغم أهميتها - كافية لتلبية الاحتياجات الطبية في المدينة، التي تمضي باتجاه مجاعة مشابهة لما حصل في مضايا سابقًا».
النظام يمنع وصول المساعدات إلى داريا.. وسقوط ضحايا نتيجة قصفه المدينة
القافلة كانت محملة بالمساعدات الطبية والأهالي يطالبون بالأغذية
النظام يمنع وصول المساعدات إلى داريا.. وسقوط ضحايا نتيجة قصفه المدينة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة