محافظ عدن لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على حل أزمة الكهرباء وعلاج الجرحى

تشغيل مطاري عدن والريان في حضرموت لاستئناف الملاحة الجوية خلال أيام

محافظ عدن عيدروس الزبيدي
محافظ عدن عيدروس الزبيدي
TT

محافظ عدن لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على حل أزمة الكهرباء وعلاج الجرحى

محافظ عدن عيدروس الزبيدي
محافظ عدن عيدروس الزبيدي

قال محافظ العاصمة المؤقتة لليمن، اللواء عيدروس الزبيدي، إن الرئاسة اليمنية أكدت أن تشغيل مطاري عدن والريان في محافظة حضرموت شرق البلاد، سيستأنفان الملاحة الجوية خلال أيام.
وأضاف المحافظ، لـ«الشرق الأوسط»، أن الرئيس هادي أبلغه بمعالجة أهم مسألتين، وهما أزمة الكهرباء، وعلاج ألف جريح ممن إصابتهم استعصي علاجها في الداخل أو الدول التي تم نقلهم إليها في وقت سابق، منوها بأزمة الكهرباء الناتجة عن عجز في التوليد، إذ إن هذه الأزمة في طريقها للحل خلال الأيام المقبلة، وبمجرد وصول مولدات الطاقة البالغ قدرتها 200 ميغا وتركيبها وتشغيلها من قبل الشركة المشغلة.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، اطمأن على سلامة محافظ ومدير شرطة عدن، في اتصال هاتفي أجراه، مساء أول من أمس (الأحد)، باللواء عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة المؤقتة، واللواء شلال شائع مدير عام الشرطة.
وخلال الاتصال طمأن رئيس الجمهورية المسؤولين على سلامتهما عقب نجاتهما من عملية اغتيال بسيارة مفخخة، مؤكدا وقوفه ودعمه إلى جانبهما في جهودهما في مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار.
وأكد الرئيس هادي أن مطار عدن والريان في حضرموت سيتم تشغيلهما قريبا جدا، فضلا عن توفير طاقة كهرباء بقدرة مائتي ميغا لحل أزمة الكهرباء في عدن والناتجة عن عجز في القدرة التوليدية، مشيرا في هذا الشأن إلى معالجة الأزمة خلال الأيام المقبلة، وكذا بحل مشكلة العلاج لنحو ألف جريح ممن استعصت حالاتهم العلاج في الداخل أو الدول التي نقلوا إليها في أوقات سابقة.
وبدورهما، شكرا المحافظ ومدير الأمن، الرئيس هادي على اتصاله بهما للاطمئنان عليهما، مؤكدين استمرارهما في واجبهما الوطني، ومثمنين وقوف الرئيس إلى جانبهما.
وكشف وزير النقل اليمني، مراد الحالمي، عن الموعد النهائي ﻹعادة افتتاح مطار عدن الدولي أمام الرحلات الجوية.
وقال الوزير، في تصريح صحافي لوسائل الإعلام، إن المطار سيعاود نشاطه خلال أقل من أسبوع. وأشاد الحالمي بالجهود التي تبذل من قبل الرئيس هادي وبإشرافه شخصيا، وكذلك للجهود التي يبذلها دولة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر ووزارة النقل، ﻹعادة افتتاح المطار بعد أشهر من التوقف الإجباري.
وأكد الحالمي وجود خطة يمنية إماراتية تم التنسيق لها مع الإخوة اﻹماراتيين في هذا الجانب تفضي إلى تأمين مطار عدن. وأشار وزير النقل إلى أن هذا الاتفاق لتأمين الملاحة في مطار عدن جاء عقب زيارة الرئيس هادي دولة الإمارات التي أفضت إلى تنسيق كامل بين الجانبين في عدة مجالات، وأولها إعادة افتتاح وتأمين مطار عدن الدولي أمام الرحلات الجوية.
ولفت إلى أن تأخر تشغيل المطار تسبب في كثير من المعاناة لآلاف من المسافرين، موضحا أن توقف عمل المطار طوال الأشهر الماضية كان خارجا عن إرادة وزارته، ولأسباب أمنية بدرجة أساسية.
وأوضح أنه وكلما قررت الحكومة استئناف الملاحة الجوية بالمطار يتم استهدافه بحوادث أمنية مثلما سبق وحصل في الفترة الماضية، وكان آخرها الأسبوع الماضي، وهي العملية الواقعة يوم الأحد وقبل يوم واحد فقط من موعد الافتتاح للمطار.
من جهته، قال رئيس الوفد الاستشاري وعضو الفريق الحكومي في مشاورات الكويت، الدكتور عبد الله العليمي، إن المشاورات التي لا تكون التهيئة لها، ابتداء بالإفراج عن الصبيحي وناصر منصور ورجب ورائد السلام «قحطان» وجميع المعتقلين، لا تعد جادة مطلقًا.
وأكد الدكتور العليمي، في تغريدة له على حسابه في «تويتر»، أنه و«لليوم الثاني لا مشاورات مع الطرف الآخر، ولن تتم». وأضاف أن «الاستهتار بأرواح وممتلكات شعبنا لن يسمح له بأن يستظل بمظلة المشاورات».
وأشار رئيس الوفد الاستشاري إلى أن «المشاورات التي لا توقف قصف المدنيين ونسف المنازل وفتح ممرات آمنة وإيقاف العبث بموارد وأموال ومؤسسات الدولة لا تعد جادة مطلقا».
وفي محافظة الضالع جنوب البلاد، قام محافظ المحافظة، فضل الجعدي، يوم أمس، بوضع حجر الأساس، إيذانا بالبدء في إعادة تأهيل مدراس المحافظة التي تضررت نتيجة الحرب.
وأوضح المحافظ، لـ«الشرق الأوسط»، أن إعادة تأهيل هذه المدارس جاءت بدعم من هيئة الهلال الإماراتي التي دشنت العمل بإعادة تأهيل أربع مدارس في مدينة الضالع، موضحا أن إجمالي ما دمرته الحرب بلغ 32 مدرسة أساسية وثانوية، منها 6 مدارس دمرت كليا.
وعبر المحافظ عن بالغ شكره وتقديره للإمارات العربية المتحدة، قيادة وشعبا، مثمنا جهود الهلال الإماراتي في إعادة التيار الكهربائي إلى المحافظة، وبعد عام كامل من الانقطاع، وإسهامه الآن في إصلاح وتأهيل المنشآت التعليمية، واصفا «الهلال الإماراتي» بأفضل المنظمات الدولية العاملة في البلاد.
وشدد المحافظ على ضرورة أن تعمل المنظمات من خلال مؤسسات السلطة المحلية بالمحافظة، مشيرا إلى الإشكاليات التي خلفتها كثير من المنظمات التي نفذت مشاريعها الخيرية في الفترة السابقة بعيدا عن إشراف مؤسسات الدولة، خصوصا مكتب التخطيط المعني بهذه المشاريع.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».