البحرين تنظم مهرجان ربيع الثقافة التاسع

المنامة عاصمة للسياحة الآسيوية لعام 2014

فنان العرب محمد عبده
فنان العرب محمد عبده
TT

البحرين تنظم مهرجان ربيع الثقافة التاسع

فنان العرب محمد عبده
فنان العرب محمد عبده

تحتضن مملكة البحرين خلال هذه الفترة مهرجان ربيع الثقافة التاسع والذي ينظم من قبل مجلس التنمية الاقتصادية ووزارة الثقافة، حيث يتميز المهرجان بكثير من البرامج المتنوعة التي تجذب المهتمين والسياح إلى المملكة.
خلال شهرين من السياحة الثقافية والفنون والآداب، تستدرج الثقافة أجواء متنوعة عائلية وشبابية، تستلهم من كل العالم تجارب مختلفة تتنوع ما بين الموسيقى، والأدب، والفكر، والفنون البصرية، كما تتعمد تكوين توليفات ثقافية وفكرية لا تكتفي بالنخبة، وإنما تمسك بالتوجهات العامة وتتجاوب معها من أجل استدراجها واستقدامها لمشاركة الثقافة ومقاسمتها الفنون وإحداث الأثر.
وتجتمع القارات بأكملها في «المنامة، عاصمة السياحة الآسيوية لعام 2014» كي تحتفل على طريقة الثقافة باللون والبهجة. المسرحيات، والمعارض، والحفلات الموسيقية الغنائية والمحاضرات كلها في مكان واحد، جاءت لتعيش ربيع ثقافة البحرين الحافل كعادته بتنوع الثقافات وغنى اختلافها. سيكون الكتاب عنوانا مميزا في الربيع أيضا، من خلال إقامة معرض البحرين الدولي للكتاب الـ16، في الفترة من 27 مارس (آذار) إلى 6 أبريل (نيسان) واختيار جمهورية مصر العربية ضيف شرف هذه السنة.
تنظم وزارة الثقافة في الفترة ذاتها مهرجان التراث السنوي الثاني والعشرين بعنوان «حياكة وألوان»، إذ ستركز هذه الاحتفالية السنوية على صناعة الأقمشة والأزياء البحرينية التقليدية، حيث ستتضمن معرضا خاصا وسوقا مفتوحة لمختلف أنواع الأقمشة والألبسة، إضافة إلى ورش عمل تتعلق بصناعة الأقمشة وسوق للأطعمة البحرينية، ويوفر أيضا للزوار فرصة لرؤية الحرفيين البحرينيين المهرة وهم يؤدون أعمالهم.
* المعارض
*معرض شكيب سابانجي من تركيا يضم روائع الخط الإسلامي: خمسمائة عام من الخط الإسلامي.
*معرض الماكي الياباني، وهو معرض عن فن رش بودرة الذهب أو الفضة على الورنيش، وقد انتشر هذا الفن من بلاط الأباطرة والنبلاء إلى العوام في القرن السادس عشر، ولا تزال منتجات الماكي من ضروريات الحياة اليومية اليابانية.
*المعرض الصيني، طريق الحرير والذي يقام ضمن برامج الأسبوع الثقافي الصيني بالتعاون مع السفارة الصينية في البحرين، وذلك بمناسبة مرور 25 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البحرين والصين.
*معرض الاندماج والتحول للفنان التركي لعلي أبايغلو، المصمم ومبدع المنحوتات التجريدية واللوحات والأعمال التركيبية المصنوعة من مواد متعددة كالخشب والمعدن وغيرها من المواد كالزجاج.
*معرض «المحرقي: الأب والابن»، يشارك فيه الفنان ورسام الكاريكاتير الشهير عبد الله المحرقي وابنه خالد المحرقي.
*معرض «ظل الوردي»، للفنان التشكيلي البحريني إبراهيم بو سعد ويقام في أحياء المحرق القديمة التي تزهر برحيق الماضي.
*افتتاح «ذاكرة البيت» في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث: المركز الذي تكاثر بفكرته عن الثقافة والجمال في بيوت المحرق، كان يواصل تأريخه واشتغاله من موقعه الأصلي الذي تقلصت مساحاته بسبب التغيرات في المنطقة، لكنه خلال ربيع الثقافة يعيد اكتشاف مكانه بعد اثني عشر عاما من انطلاق المشروع، وذلك من خلال اكتشاف وجود غرفة من البيت الأصلي لم تتعرض إلى المد العمراني والتغيير.
* المسرح
*تشهد قلعة عراد انبعاثا لأسطورة طروادة التاريخية الشهيرة على مسرحها، وذلك من خلال العرض الساحر لفرقة نار الأناضول التركية، الذي يجمع بين الرقص الحديث والباليه بالإيقاعات الشرقية التقليدية والرقصات الشعبية بمؤثرات خاصة يجسدها ما لا يقل عن 64 راقصا وراقصة بملابس أسرة للأنظار.
*أما مسرحية جبران القادمة من إنجلترا، فتسلط الضوء على حس الفكاهة العربي ودفء العائلة من خلال العلاقة بين جبران خليل جبران وأخته مريانا وهما يحاولان التكيف مع حياتهما الجديدة في أميركا بعد هجرتهما من لبنان، والتي نتعرف من خلال سرد وقائعها التي تتمازج فيها الكوميديا والدراما على البيئة والأشخاص الذين تركوا بصمتهم في حياة هذا الكاتب الخالد.
*كما تحضر الصين من خلال عرض باليه لياونينج وهي فرقة تأسست عام 1980 وتعتبر أشهر فرقة من نوعها في الصين. وستمتع الفرقة القومية البهلوانية الصينية المرموقة جمهور المهرجان بعرض خلاب يمزج بين الموسيقى والرقص والدراما والكونغ فو الصينية والغناء وألعاب السحر.
*وللأطفال مواعيد جميلة منها عرض الدودة الجائعة وحكايات مفضلة أخرى لإريك كارل وهو عرض عائلي مشوق يجسد حكايات إريك كارل المحببة للأطفال بإبداع مسرح ميرميد نوفا سكوتيا الكندي، حيث ستحظى العائلات بلحظات فنية لتنسجم من خلالها مع حكاية الدودة الجائعة التي تصبح فراشة جميلة، وحكاية الغيمة الصغيرة التي تتحول إلى مخلوقات غريبة في السماء، وأخيرا خوض المغامرة المدهشة للحرباء المتلونة في حديقة الحيوان. وللمسرحيات العائلية التربوية مكان عبر الطفل والوصفات السحرية التي أتت إلى ربيعنا من فرنسا.
*معرض «غاية ترفيهية» وهو معرض صور جماعي بدأ التحضير له بمناسبة اختيار المنامة عاصمة السياحة العربية لخمسة مصورين من أرجاء الوطن العربي.
* الغناء
*يحل الثنائي الملحن الكبير وعازف البيانو وأسطورة موسيقى الجاز الفائز بثلاثة جوائز غرامي رامزي لويس ومؤلف الأغاني الحائز على سبع جوائز غرامي فيليب بايلي، ضيفين على محبي وعشاق الموسيقى وذلك بأمسية ساحرة بقلعة عراد وتجسد عملهما الأسطوري الفريد وتستحضر أصداء موسيقى الغوسبل الأفريقية الأميركية والإيقاع والبلوز وموسيقى الجاز وR&B في قالب فني مدهش.
*عشاق موسيقى الروك على موعد مع أسطورة الروك المغني إريك كلابتون الذي يعتبر أحد أكثر عازفي الجيتار أهمية وتألقا وتأثيرا وحاصدا لكثير من الجوائز المهمة وعلى رأسها جوائز غرامي، وذلك من خلال أمسية له في قلعة عراد.
*أمسية أوبرالية ساحرة برفقة أسطورة الأوبرا العالمية خوسيه كاريراس صاحب الحنجرة الذهبية. يعد مغني التينور كاريراس الإسباني الأصل من عمالقة الأوبرا في النصف الثاني من القرن العشرين بمسيرته الفنية الممتدة على مدى ستة عقود، والتي تميز فيها بأدائه المتقن والمفعم بالإحساس لأعمال أوبرالية خالدة على خشبات مسارح أكبر دور الأوبرا في العالم وألبوماته التي تتصدر قائمة أكثر الألبومات رواجا.
*يضم المهرجان صوت الأوبرا في فعالية عالم الأوبرا، تقدمه الفنانتان العالميتان فيرتشا غرومزا وأنا كاراديميتروفا بمرافقة عازف البيانو باتريك ريباك.
*يحتضن ربيع الثقافة فنان العرب محمد عبده، الذي يعتبر من أبرز المطربين على مستوى دول الخليج العربية والعالم العربي، حيث سيضم إلى مسيرته الغنائية الثرية الممتدة لنصف قرن أمسية لا تنسى في البحرين وسط عشاق فنه ومحبيه.
*من لبنان يحل ميشال فاضل ضيفا على جمهور ربيع الثقافة ليدمج أغاني ومقطوعات مختارة لأكثر من 60 فنانا مختلفا في منظومة موسيقية واحدة فريدة من نوعها.
*من مصر لمحبي الطرب المصري الأصيل الموعد مع المغني الشاب أحمد جمال أحد مواهب عرب آيدول.
*غالية بن علي تحل على الربيع بأغاني أم كلثوم وهي الحائزة بصوتها الشجي على جائزة الموسيقى العالمية من المؤسسة البريطانية المستقلة «نحن نسمع» لأفضل أغنية موسيقية في العالم.

* المحاضرات
*يشارك الكاتب السوري الفرنسي هاشم صالح بمحاضرة حول معركة التنوير العربي.
*الكاتب رينيه جاك مايير من فرنسا يقدم محاضرة ثانية بعنوان: «الجمال: وسيلة تعبر بها الأوطان عن هويتها الثقافية».
*محاضرة لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي السابق الشيخ محمد الصباح حول «التنمية المستدامة في عالم مضطرب».
*حديث شعري يلقيه الدكتور عبد العزيز الخوجة من المملكة العربية السعودية في بيت الشعر.
*يشارك الدكتور طالب الرفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية في محاضرة بعنوان «السياحة الثقافية: الهوية الحضرية للمدن التاريخية».
*تقدم المخرجة السعودية هيفاء المنصور محاضرة بعنوان «ملامح السينما الخليجية الوليدة: صوت الشباب والمرأة».
*أمسية شعرية يقدمها الشاعر والمسرحي والصحافي اللبناني يحيى جابر بعنوان «الرجل الأموي».

* التعليم
* ورش تعليمية للراغبين في تعلم واكتساب مهارات فنية وإبداعية ستقدمها بعض الفرق المشاركة في المهرجان وهي فرقة «الدودة الجائعة وحكايات مفضلة أخرى» والفرقة القومية البهلوانية الصينية.
ورش تعليمية حول معرض الحرير ليتعلم خلالها الأطفال كيفية تصميم وتطريز الأزياء الصينية المتنوعة، والتقليدية منها على وجه الخصوص.
ورشة عمل فنية للنحت بالرمال يقدمها الفنان الهندي سودارشان باتنيك الحائز على كثير من الجوائز الدولية من أبرزها جائزة النحت على الرمال الذهبية في موسكو.
باب البحرين
تستمر سوق باب البحرين لتحتفي بالحياة والجمال في الهواء الطلق، من خلال تقديم المصممين المحليين لمنتجاتهم ومواهبهم في سلسلة من الفعاليات والأنشطة.
«أرت ماركت»، الذي يقام بمناسبة احتفاء وزارة الثقافة بالفنون تحت شعار «الفن عامنا». يقدم مساحة مفتوحة لعرض الأعمال والمنتجات الفنية الابتكارية للمبدعين الشباب وأصحاب المشاريع الفنية الصغيرة في منطقة باب البحرين ويقدم باقة من العروض عبر مجموعة من المساحات التي يعرض فيها الفنانون إنتاجات تتنوع بين: اللوحات الفنية، والمنتجات اليدوية، وقطع الأثاث الابتكارية، والإكسسوارات، وأعمال الغرافيك، وأعمال الخشب، والطباعة، والتصوير الفوتوغرافي وغيرها.
ومن المنامة إلى الصخير ستكون هناك فعاليات بعنوان «في الربيع، تزور الأغنيات شجرة الحياة»، من خلال عزف أغاني شعبية بحرينية بالقرب من موقع شجرة الحياة لإعادة الذاكرة الجديدة لها.
* بيت الغوص

* كما سيتم افتتاح بيت الغوص، وهو أحد المواقع في المحرق التي يتألف منها طريق اللؤلؤ، من خلال معرض كبير يكشف للزوار تفاصيل حياة الغواصين.
ومن المهرجانات الفنية، مهرجان ألوان 338 لإبراز منطقة العدلية وتميزها النوعي وتفاعلها مع التطور الحضري في البحرين، معارض فنية وحوارات وأمسيات موسيقية وحلقات نقاشية فنية وعروض لأفلام سينمائية في الهواء الطلق.
كما تقام فعاليات «محادثات خاصة في أماكن عامة» في مدينة المحرق مجمع 209 بالقرب من بيت القهوة، وهو برنامج يتضمن عروضا تقديمية وأحاديث تجمع عددا من المعماريين الإقليميين والعالميين والفنانين والكتاب حول الممارسات العامة وتصميم الأماكن العامة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».