المغرب: مغادرة عناصر «مينورسو» غير المرغوب فيهم الصحراء

واشنطن تؤكد مجددًا أن مشروع الحكم الذاتي «جدي وواقعي وذو مصداقية»

المغرب: مغادرة عناصر «مينورسو» غير المرغوب فيهم الصحراء
TT

المغرب: مغادرة عناصر «مينورسو» غير المرغوب فيهم الصحراء

المغرب: مغادرة عناصر «مينورسو» غير المرغوب فيهم الصحراء

أعلن المغرب أن جزءا كبيرا من الأشخاص المعنيين بالتقليص الملحوظ في المكوّن المدني والسياسي لبعثة الأمم المتحدة في الصحراء «مينورسو» غادروا البلاد صباح أمس.
وقالت وكالة الأنباء المغربية إنهم استقلوا طائرة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، في اتجاه لاس بالماس (جزر الكناري)، وفق ما علمت به من مصدر في مطار العيون (جنوب المغرب). وكان جزء من أعضاء المكون المدني لـ« مينورسو» قد غادر المملكة السبت على متن رحلات تجارية.
وأوضح المصدر ذاته أن مغادرة مجموع الأشخاص المعنيين بالقرار الذي اتخذته السلطات المغربية كرد فعل على الانزلاقات الخطيرة والتصريحات غير المقبولة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، كان منتظرا أن تستكمل بعد ظهر أمس (الأحد).
ونشب خلاف بين الحكومة المغربية والأمين العام للأمم المتحدة على خلفية تصريحاته بشأن الصحراء التي استرجعتها الرباط عام 1975 من المستعمر الإسباني بواسطة مسيرة خضراء سلمية شارك فيها 350 ألف مغربي ومغربية. وقالت الأمم المتحدة إن المغرب طالب بمغادرة 81 من موظفيها المدنيين الدوليين، وثلاثة مراقبين من الاتحاد الأفريقي الذين تم نشرهم ضمن البعثة.
في غضون ذلك، جدّدت واشنطن التأكيد على أن مشروع الحكم الذاتي بالصحراء الذي قدمه المغرب عام2007 «جدي وواقعي وذو مصداقية». وقال سفير الولايات المتحدة بالرباط، دوايت بوش، في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء المغربية، الليلة قبل الماضية «نظل ملتزمين بموقفنا بأن مخطط الحكم الذاتي بالصحراء جدي وواقعي وذو مصداقية». وأضاف السفير الأميركي «ما زلنا نأمل في إيجاد حل سلمي، دائم، ومتوافق عليه لقضية الصحراء». وأعرب السفير الأميركي عن انشغاله الشديد إزاء الاتجاه الذي أخذته الأحداث بين الأمين العام للأمم المتحدة والمغرب، معربا عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة قدر الإمكان، من أجل التوصل إلى حل.
وعد السفير بوش مشروع الجهوية المتقدمة جزءا من الجهود المتواصلة للملك محمد السادس لتوفير البنيات التحتية والفرص والنمو لساكني المنطقة في مناخ من الاستقرار وآفاق نحو مستقبل زاهر.
يذكر أن بان كي مون تفادى الإشارة إلى مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي تقدمت به الرباط خلال زيارته أخيرا لمخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، وتحدث فقط عن «تقرير المصير في الصحراء».
وتوقف المراقبون أمام تصريحات السفير الأميركي لدى المغرب المنوهة بمشروع الحكم الذاتي الموسع في الصحراء، خصوصا أنها جاءت بعد أنباء عن اتخاذ واشنطن لموقف غامض خلال اجتماع مجلس الأمن الخميس، الأمر الذي دفع إلى التساؤل ما إذا كانت واشنطن هي التي دفعت بالأمين العام للأمم المتحدة إلى الإدلاء بتصريحات غير مسبوقة أدت إلى غضب الرباط.
واستغرب المراقبون أيضا موقف جيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق ووكيل الشؤون السياسية في الأمم المتحدة، إزاء التوتر بين المغرب والأمين العام للأمم المتحدة. ذلك أن فيلتمان لم يبد أي لطفٍ تجاه الرباط، ووصف طرده لـ84 من العناصر المدنية في بعثة «مينورسو» بأنه عمل «لم يسبق له مثيل».
يذكر أن أعضاء مجلس الأمن تدارسوا الخميس تداعيات الأزمة بين الرباط وبان كي مون، من دون أن يصدروا أي بيان. في حين أعلن رئيس المجلس سفير أنغولا إسماعيل غاسبير مارتينز أن كل عضو من المجلس سيتحاور مع المغرب على انفراد لمحاولة «تهدئة الوضع» والعمل على «السير به في منحى إيجابي»، مضيفا أن «المجلس عبر عن قلقه الشديد» من التوتر الحاصل بين المغرب وبان كي مون.
ولم يعلن السفير الأنغولي دعم مجلس الأمن لبان كي مون، كما لم يطالب المغرب بالتراجع عن قرار توقيف مساعداته لبعثة «مينورسو»، وتقليص عدد موظفيها المدنيين والسياسيين، وهو الأمر الذي لم يستسغه بان كي مون الذي قرر إثارة هذا الموضوع خلال اجتماع غداء يجمعه اليوم (الاثنين) مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.