انطلقت أمس الدورة الثامنة لسوق الفنون السنوي «آرت دبي» وسط حضور إعلامي كبير، حيث بلغ عدد الصحافيين الذين وفدوا إلى دبي لتغطية الحدث 70 صحافيا من مطبوعات متخصصة وجرائد ومجلات عربية وأجنبية. وخلال المؤتمر الصحافي الذي سبق الافتتاح تحدثت أنتونيا كارفر مديرة «آرت دبي» عن أهم الفعاليات والأنشطة الفنية التي يقدمها المعرض هذا العام، وأشارت في سياق حديثها إلى ازدياد عدد الصالات المشاركة من منطقة الشرق الأوسط، مقدرة عددها بنصف العدد الكلي للصالات. وقالت: «نحن متحمسون لافتتاح فعاليات المعرض في دورته الثامنة وخصوصا مع المشاركة القوية والمتنوعة لـ85 صالة عرض من 34 دولة وعرض أعمال لأكثر من 500 فنان، مضافا إليها أكبر برنامج غير ربحي نقيمه حتى اليوم».
لكن بدا الاهتمام واضحا سواء من قبل المسؤولين عن المعرض أو من قبل الصحافيين بالإضافة الجديدة التي دخلت إلى جدول الفعاليات، ألا وهي قسم الفن الحديث «آرت دبي مودرن»، فتوالت الأسئلة حول عدد المشاركين والأسباب التي دعت السوق التي تهتم أساسا بالفن المعاصر لإلقاء نظرة على الوراء لتقدم أعمال الفنانين من بدايات القرن الماضي وحتى الثمانينات. وردا على سؤال حول ما إذا كان السبب هو مسايرة الاهتمام الذي يشهده الفن العربي الحديث سواء من قبل الجمهور أو من الأرقام القياسية لمبيعات لوحاته في مزادات «كريستيز» و«سوذبيز» في السنوات الأخيرة، قالت كريستين خوري، وهي من القيمين على «آرت دبي مودرن»، إن هناك اهتماما ملموسا بالفعل في المنطقة بالفن الحديث، ويأتي المعرض ليضيف لذلك الزخم الموجود. أما كارفر فعلقت: «كنا نفكر منذ فترة في إقامة فعالية تهتم بعرض الفن الحديث وهدفنا الأساس هو الموازنة بين الفن المعاصر والفن الحديث والربط بين أجيال الفنانين المتعاقبة في المنطقة». وقالت ردا على تساؤل حول التوسع في عدد الفنانين الذين تقدم أعمالهم في «آرت دبي مودرن» إن الاتجاه هو أن يلقي كل غاليري الضوء على فنان أو اثنين. أما بالنسبة للجانب التجاري، وهو كان موضع عدد من الأسئلة، فأشارت كارفر إلى أن العوائد ستقسم لدعم الجانبين الربحي وغير الربحي في المعرض.
اعتاد الجمهور المتابع لدورات المعرض أن ينسق جولاته ما بين أقسام محدودة من العروض مثل صالات الفن المعاصر وصالات «ماركر» التي تسلط الضوء في كل عام على منطقة من العالم لاستكشاف أهم اتجاهات الفن المعاصر بها. وهذا العام سيدخل «آرت مودرن» ليتخذ مكانه في جداول الزيارة، وهو ما يعني وجبة فنية دسمة، ينبغي على الزائر وضعها في الحسبان.
ويحافظ قسم الفن المعاصر على مكانته ككبرى قاعات المعرض بـ70 صالة فنية تقدم أحدث الإبداعات المعاصرة المعروضة للبيع. أما «ماركر» فيركز هذا العام على منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز، وتشرف المجموعة الفنية «السلاف والتتر» على تقييم هذا القسم، وتضم قائمة المشاركين غاليريهات من قرغيزستان وكازاخستان وأذربيجان وجورجيا. عروض ماركر تستكشف العلاقات المشتركة بين الخليج وآسيا الوسطى والقوقاز، التي تشمل الدين والتجارة، وقديما طريق الحرير، وحاليا هناك كثير من الروابط بين المقيمين في دبي ومنطقة آسيا الوسطى، ويحاول القيمون على «ماركر» استكشاف تلك العلاقات عبر الفن المعاصر بحيث تخاطب أعمال الفنانين المشاركين فيه مفاهيم الهوية، الإيمان واللغة، بالإضافة إلى استكشاف تعقيدات تلك المنطقة وأهميتها المباشرة، ليس للعالم الإسلامي فحسب وإنما للعالم برمته.
وإضافة إلى قاعات العرض الفنية تبرز فعالية «مشاريع آرت دبي»، وهي فعالية غير ربحية، وتقوم على تكليف مجموعة من الفنانين الشباب لاستكشاف بنية ونسيج المعرض. وهذا العام يشارك 12 فنانا في الفعاليات عبر تقديم مجموعة من الأعمال التركيبية واللوحات وعروض الأداء والمنحوتات.
الزائرون للمعرض أيضا يمكنهم مشاهدة معرض «الحديقة والربيع» للأعمال الفائزة بجائزة «أبراج» الفنية، والتي منحت لستة فنانين هم أنوب ماثيو توماس من الهند، وباسم مجدي من مصر، وبشرى خليلي من المغرب، وعباس أخافان وكامروز آرام من إيران. وجدير بالذكر أن الجوائز تمنح للفائزين على أساس مقترحاتهم بدلا من أعمالهم المنجزة، وبعد إعلان الجوائز يبدأ الفنانون في تنفيذ الأعمال بالتنسيق مع قيم فني زائر، وهي هذا العام خبيرة الفنون ندى رازا.
وتضم لجنة اختيار «جائزة مجموعة أبراج للفنون» نخبة من أهم الخبراء المتخصصين في الفنون المرئية، منهم أنتونيا كارفر مديرة «آرت دبي»، ودانا فاروقي، داعمة فنون، وغلين لوري، مدير متحف الفن المعاصر في نيويورك، وسلوى مقدادي، قيمة ومؤرخة فنية، وجيسيكا مورغان، قيمة الفنون العالمية لمعرض داسكالوبولوس التابع لدار «تيت»، وجوليا بيتون جونز، مديرة مشاركة من غاليري «سيربانتاين»، إضافة إلى داعمة الفنون فايزة نقفي.
جدير بالذكر أن إجمالي عدد الأعمال الفنية التي فازت بالجائزة منذ انطلاقها وصلت إلى 26 عملا، جرى عرضها في أبرز الصالات الفنية حول العالم ومنها بينالي الشارقة، وبينالي كوتشي موزيريس، وبينالي سيدني، إضافة إلى مجموعة من المتاحف العالمية مثل متحف فيكتوريا وألبرت في لندن ومتحف سميثونيان في واشنطن دي سي.
ولكن يجب القول إن «آرت دبي» تحول من فعالية فنية مختصة إلى حالة ثقافية خاصة، حيث تتحول المدينة كلها وتدب فيها حيوية خاصة، ولن يحتاج المرء إلى الذهاب إلى أبعد من قاعات العرض في جميرا للوقوف على تلك الحالة. فالقاعات المشاركة والشرفات والممرات وكل الأركان حول المعرض تشهد مناقشات وأحاديث تشمل كل مناحي الحياة مما يحول المعرض إلى مناسبة اجتماعية من الدرجة الأولى للكثيرين الذين يحرصون على الحضور للقاء المعارف والأصدقاء، وأيضا لرؤية بعض الأسماء اللامعة في عالم الفنون. ومن جانب آخر يشارك 12 فنانا وعرضا فنيا في فعالية «مشاريع آرت دبي» حيث يقدمون مجموعة من الأعمال التركيبية واللوحات وعروض الأداء والمنحوتات تمتد على مساحات داخل المعرض وخارجه.
8:58 دقيقه
«آرت دبي» في دورته الثامنة.. وجبة فنية دسمة لهواة الفنون
https://aawsat.com/home/article/59401
«آرت دبي» في دورته الثامنة.. وجبة فنية دسمة لهواة الفنون
قسم للفن الحديث يسجل انطلاقته الأولى
جانب من المعرض
- دبي: عبير مشخص
- دبي: عبير مشخص
«آرت دبي» في دورته الثامنة.. وجبة فنية دسمة لهواة الفنون
جانب من المعرض
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

