واصل المرشح الجمهوري الملياردير دونالد ترامب انتصاراته في سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، بعد أن فاز مساء أول من أمس بأصوات ثلاث ولايات من أصل أربع، أجريت فيها الانتخابات، فيما فاز السيناتور تيد كروز بأصوات ولاية واحدة هي إيداهو، بينما حل حاكم ولاية أوهايو والسيناتور ماركو روبيو في مراكز متراجعة في الولايات الأربعة.
وتمكن ترامب من تحقيق أعلى الأصوات في ولايتي ميتشغان وميسيسيبي، بعد أن نال تأييد المجمعات الانتخابية الجمهورية في ولاية هاواي، مما عزز حظوظه في تأمين ترشيح الحزب الجمهوري له، بعد فوزه بأصوات 14 ولاية حتى الآن، رغم تعرضه لهجمات لاذعة من شخصيات قيادية في الحزب ضده، لكنه سيظل مطالبا
بالحصول على تأييد 1237 مندوبا جمهوريا للحصول على ترشيح الحزب. وهذا النجاح المتواصل لترامب يضع الحزب الجمهوري أمام معضلة حقيقية، حسب بعض المراقبين.
وحصل ترامب (69 عاما) حتى الآن على تأييد 458 مندوبا، فيما تظل أمامه معركة للحصول على تأييد 779 مندوبا للفوز بالرقم الذهبي 1237، وهو الرقم المطلوب لتأمين ترشيح الحزب له في الانتخابات العامة. أما في المرتبة الثانية فقد جاء السيناتور تيد كروز الذي نال تأييد 359 مندوبا، لكنه سيحتاج إلى تأييد 878 مندوبا للحصول على ترشيح الحزب. فيما حل في المركز الثالث السيناتور ماركو روبيو برصيد 151 مندوبا، مما يجعله بعيدا عن احتمالات الفوز بترشيح الحزب بفارق 1086 مندوبا. لكن روبيو يضع رهاناته على احتمالات فوزه في الانتخابات التمهيدية في ولاية فلوريدا، التي يمثلها في مجلس الشيوخ، في منتصف مارس (آذار) الحالي، ذلك أن تصويت فلوريدا سيضمن تأييد 99 مندوبا، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم ترامب إلى حد كبير في فلوريدا.
ويأتي حاكم ولاية أوهايو جون كاسيك في المركز الرابع بتأييد 54 مندوبا، وهو ما سيجعله بحاجة إلى تصويت 1183 مندوبا، ولذلك فإنه سيضع أيضا رهاناته على تحقيق الفوز في انتخابات ولاية أوهايو، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم ترامب بفارق ضعيف عن كاسيك في أوهايو.
وبخصوص نجاحات ترامب المتواصلة، أوضح عدد من المحللين أنها وجهت ضربة نفسية مؤلمة للجمهوريين، الذين أقنعوا أنفسهم بأن حملة ترامب الانتخابية ستفقد زخمها وقوتها، بعد حملة الهجوم الكبير التي تعرض لها، والتي كلفت، وفقا لتصريحات ترامب، أكثر من 30 مليون دولار، مشيرين إلى أن جانبا كبيرا من الناخبين البيض الغاضبين، والمحافظين وذوي الدخل المنخفض، الساخطين على الأوضاع السياسية والاقتصادية، شكلوا دافعا مساعدا لفوز ترامب المتواصل.
وسخر ترامب من أداء منافسيه خلال المؤتمر الصحافي لأنصاره وأصدقائه، الذين تجمعوا في نادي الجولف المملوك لترامب في مدينة جوبيتر بولاية فلوريدا، حيث قال ترامب «شخص واحد فقط كان أداؤه جيدا الليلة هو دونالد ترامب. فقد فزت في ميسيسيبي بما يقرب من 50 في المائة من الأصوات، وفزت في ولاية ميتشغان بما يقرب من 40 في المائة من الأصوات»، مشددا على أنه سيعمل على توحيد الحزب الجمهوري، والحصول على دعم المشرعين الجمهوريين الذين يعارضون ترشيحه.
وخرجت المرشحة الجمهورية السابقة كيرلي فيورينا صباح أمس لتعلن في مؤتمر صحافي بولاية فلوريدا عن دعمها للسيناتور تيد كروز في ولاية فلوريدا، وتؤكد أنه الشخص الأصلح لمنصب الرئيس والقادر على إلحاق الهزيمة وهزيمة هيلاري كلينتون في الانتخابات العامة. وفي الجانب الديمقراطي جرت الانتخابات التمهيدية مساء أول من أمس في ولايتين، هما ميتشغان وميسيسيبي، من أجل الحصول على أصوات 166 مندوبا. وقد حققت هيلاري كلينتون فوزا سهلا وكبيرا في ولاية ميسيسيبي بدعم من الناخبين الأميركيين السود ذوي الأصول الأفريقية، فيما حقق السيناتور بيرني ساندرز مفاجأة كبيرة منتصرا على منافسته كلينتون في ولاية ميتشغان.
وفي هذا السياق قال محللون إن فوز ساندرز المفاجئ في ولاية ميتشغان أدى إلى حدوث هزة كبيرة في مخططات هيلاري كلينتون في تأمين حصولها على ترشيح الحزب الديمقراطي لها لخوض الانتخابات العامة، وأثار تساؤلات جديدة حول قدرة هيلاري على الحصول على دعم حزبها في خضم الصعود المفاجئ لساندرز.
وتعهد ساندرز مجددا بتوفير تأمين صحي لجميع الأميركيين، وإصلاح النظام القضائي، وتحقيق عدالة في الأجور، وإصلاح نظام الهجرة ومكافحة العنصرية، وشن هجوما على دونالد ترامب، مؤكدا قدرته على هزيمة ترامب في الانتخابات التمهيدية، وقال بهذا الخصوص إنه «لا أحد يريد انتخاب رئيس يسب الأميركيين من أصول أفريقية ويهاجم المسلمين والمرأة والمكسيكيين».
وأرجع المحللون هزيمة كلينتون في ولاية ميتشغان إلى نجاح الحملة التي شنها ساندرز ضد كلينتون حول علاقاتها بوول ستريت، والشركات المالية العاملة في سوق المال الأميركية، موضحين أن رسالة ساندرز الشعبوية الاقتصادية كان لها صدى جيد لدى الناخبين الديمقراطيين، وأنه سيكون لها أثر كبير أيضا في الانتخابات المقبلة في ولايات أوهايو وإلينوي وويسكنسن.
ورغم نجاح ساندرز، فإن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تملك تأييد ضعف عدد المندوبين المؤيدين للسيناتور بيرني ساندرز، وسيتطلب الأمر الحصول على تأييد 2383 مندوبا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي. كما تملك وزيرة الخارجية السابقة تأييد 1221 مندوبا، وهو ما يعني أن أمامها معركة لكسب تأييد 1162 مندوبا، فيما يملك سيناتور ولاية فيرمونت بيرني ساندرز تأييد 571 مندوبا. لكن يظل أمامه طريق طويل للحصول على تأييد 1812 لتحقيق الرقم الذهبي والفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
فوز ثالث لترامب في الانتخابات التمهيدية الأميركية.. وساندرز يهزم كلينتون في ميتشغان
صعود نجمه المتواصل يضع الحزب الجمهوري أمام معضلة حقيقية
فوز ثالث لترامب في الانتخابات التمهيدية الأميركية.. وساندرز يهزم كلينتون في ميتشغان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة