مركز دراسات يوثق 66 خرقًا للهدنة بالفيديو

موسكو تقول إن 37 جماعة مسلحة أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار

مركز دراسات يوثق 66 خرقًا للهدنة بالفيديو
TT

مركز دراسات يوثق 66 خرقًا للهدنة بالفيديو

مركز دراسات يوثق 66 خرقًا للهدنة بالفيديو

فيما وسّعت موسكو يوم أمس من حملتها الجوية في ريفي إدلب واللاذقية، تضاربت المعلومات حول عدد الخروقات المسجلة للهدنة التي انطلقت في سوريا قبل نحو 10 أيام مع تأكيدات لتخطيها بحسب أكثر من مصدر عتبة الـ300. ما دفع مركز «جسور» السوري المتخصص إلى توثيق هذه الخروقات بالصورة معتمدا على منهجية دقيقة تنسحب على 3 مراحل. وبحسب محمد سرميني، مدير المركز، فقد تم تسجيل 66 انتهاكا للهدنة جرى توثيقها عبر مصادر المركز المحلية وإرفاقها بتسجيلات فيديو، لافتا إلى أن هناك 16 حادثا آخر لم نتمكن من العثور على تسجيلات مرئية خاصة بها.
وقال سرميني لـ«الشرق الأوسط» إن المنهجية التي يعتمدها المركز ترتكز على 3 مراحل، فيتم في المرحلة الأولى جمع المعلومات من مختلف المصادر، مصادر المركز المحلية، الدفاع المدني السوري، وكالات الأنباء المحلية والدولية، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اللجنة السورية لحقوق الإنسان...
أما في المرحلة الثانية، فتتم تصفية المعلومات والمطابقة بين مصادر المركز والمصادر الأخرى، ويتم في المرحلة الثالثة التوثيق المرئي من خلال البحث عن مقاطع فيديو توثق الحالة المدروسة، ويشترط فيها ذكر المكان والتاريخ بشكل واضح مع مراعاة الانسجام السمعي والبصري للمادة المرئية.
وأشار سرميني إلى أن مناطق حماه وإدلب الأكثر خضوعا للخروقات، لافتا إلى أن الغارات الجوية والقصف المدفعي أكثر أنواع الانتهاكات التي تم توثيقها.
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية يوم أمس بأنّه «تم انتهاك الهدنة في سوريا 7 مرات خلال الـ24 ساعة الماضية»، لافتة إلى أن «مجموع الجماعات المسلحة التي أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار في سوريا وصل إلى 37».
وقالت موسكو إنّه «تم التوصل إلى اتفاق مصالحة في سوريا مع قائدي مجموعتين خلال الـ24 ساعة الماضية».
ميدانيا، وسّعت المقاتلات الروسية حملتها الجوية مستهدفة مواقع للمعارضة في ريفي إدلب واللاذقية. إذ أفاد ناشطون بشن الطيران الروسي غارات على بلدة أبو الظهور ومطار تفتناز في ريف إدلب. وقال الدفاع المدني في المنطقة إن قوات النظام قصفت بالصواريخ والمدفعية بشكل كثيف مدينة جسر الشغور ومحيطها وقرى السرمانية والبلدات المجاورة في ريف إدلب الغربي، مما أدى إلى مقتل طفلة في جسر الشغور.
وشملت الغارات الروسية أيضا قرية كبينة في جبل الأكراد بريف اللاذقية. وقال فادي أحمد المتحدث باسم الفرقة الساحلية الأولى إن هجوما كبيرا وقع ولكن القوات الحكومية لم تتقدم وإن القتال مستمر. وأضاف أن طائرات حربية سورية وروسية شوهدت أيضا في الجو.
من جهته، أفاد «مكتب أخبار سوريا» بشن القوات النظامية هجومًا واسعًا على قرية الكبانة، آخر معاقل فصائل المعارضة في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، في محاولة للسيطرة عليها، ما أدى لاندلاع اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهما.
وأوضح عضو «مركز سلمى الإعلامي» المعارض عبد الرحمن اللاذقاني، أن القوات النظامية شنّت هجومًا على القرية من عدّة جهات، مدعومة بالطيران الحربي الروسي الذي استهدف بأكثر من 12 غارة مواقع تابعة للمعارضة، تزامنا مع قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة. وبينما تستمر الاشتباكات بين الطرفين، قال المكتب إن «جبهة النصرة» أرسلت تعزيزات عسكرية من مدينة إدلب وريفها إلى قرية الكنابة، لمؤازرة مقاتلي المعارضة.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن قوات النظام السوري سيطرت على مواقع جديدة على أطراف بلدة بالا جنوب الغوطة الشرقية، وذلك عقب هجوم شنته على مواقع للمعارضة المسلحة، تزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدف المنطقة.
وبهذا التقدم باتت قوات النظام تشرف على الطريق الوحيد لبلدتي دير العصافير وزبدين، مما قد يجعلهما مفصولتين عن بقية مناطق الغوطة الشرقية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.