حماس ترفض الاتهامات المصرية وتعدها «استهدافًا سياسيًا»

مصادر من الحركة: بوصلتنا موجهة نحو صدر العدو

حماس ترفض الاتهامات المصرية وتعدها «استهدافًا سياسيًا»
TT

حماس ترفض الاتهامات المصرية وتعدها «استهدافًا سياسيًا»

حماس ترفض الاتهامات المصرية وتعدها «استهدافًا سياسيًا»

رفضت حماس اتهامات وزير الداخلية المصري، لها، بالتورط في اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات (64 عاما)، في تفجير استهدف موكبه بالقاهرة في يونيو (حزيران) الماضي، وهو أكبر مسؤول مصري يغتال على يد مسلحين، منذ إعلان الجيش عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013.
وقال القيادي في حماس، صلاح البردويل، في مؤتمر صحافي أمس، إن ما جاء في مؤتمر وزير الداخلية المصري، مجرد «ادعاءات باطلة»، وتأتي في «سياق سلسلة من الادعاءات التي ثبت بطلانها قبل ذلك، مثل الادعاء بتورط فلسطينيين من قطاع غزة في حادثة تفجير كنيسة القديسين».
ووصف البردويل الاتهامات المصرية لحماس، بأنها «صادمة ومجافية للواقع وللحقائق الذي يعرفها القاصي والداني»، داعيًا إلى وقف هذا «التخبط» و«الاستهداف السياسي». واستغرب البردويل، كيف أن اتهام حماس جاء بعد أكثر من إعلان تم فيه الكشف عن متهمين بقتل النائب العام. ومضى يقول، في 1 يوليو (تموز) 2015، «أعلنت الداخلية المصرية أنها قتلت 13 من قيادات الإخوان في شقة بمدينة 6 أكتوبر (تشرين الأول) بدعوى قتل النائب العام. وفي 1 سبتمبر (أيلول)، أعلنت أيضًا، عن قتل ضابط صاعقة مصري بالتهمة نفسها. وفي 2 مارس (آذار) 2016، أعلنت الداخلية المصرية عن تصفية قتلة النائب العام. وفي 6 مارس، أعلنت الداخلية أن 4 طلبة هم من قاموا بقتل النائب العام».
وتساءل البردويل: «أي الروايات نصدق من كل تلك.. ثم لماذا الزج بحماس في هذا التوقيت الذي جاء في وقت غلبت عليه الاتصالات المصرية الفلسطينية لإعادة الأمور إلى نصابها، وكنا على وشك خروج وفد قيادي للقاهرة بالتنسيق مع المخابرات المصرية».
ونفى البردويل وجود أي موقوف فلسطيني ينتمي لحركة حماس، من ضمن الأشخاص الذين ظهروا على شاشات التلفزة المصرية في حادثة اغتيال بركات. كما أكد أن «الشخصيات المصرية التي ظهرت كمتهمين، لم يسبق لهم الدخول إلى غزة في أي يوم من الأيام، ولم يكن لهم أي علاقة من بعيد أو قريب بحماس أو بكتائب القسام».
وأكد البردويل على موقف حركته القاضي «بعدم المساس أو التدخل في شؤون أي قطر عربي»، مضيفا «ليس من فلسفتنا، ولا من قيمنا، ولا من برنامجنا، ولا من قاموسنا، ولا في سيرتنا، ولا تاريخنا المساس بأمن مصر أو بأي قطر عربي أو التدخل في الشؤون الداخلية لها». وتابع «حماس تستهدف فقط الكيان الصهيوني الذي يحتل الأرض والمقدسات، ويعتدي على دماء الشعب الفلسطيني وحرماته». وأردف، «ستظل بوصلتنا موجهة نحو صدر العدو ومهما تغيرت الظروف أو تبدلت ومهما جار علينا البعيد والقريب». واستشهد البردويل بالاتصالات التي تجري بين رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وبين مسؤولي المخابرات المصرية قائلا، إنها تؤكد على توجه حماس الإيجابي وحرصها الأكيد على علاقات طبيعية مع مصر، رافضًا في الوقت نفسه توظيف اسم الحركة في الشأن الداخلي المصري.
وكان وزير الداخلية المصري، اللواء مجدي عبد الغفار، قال في مؤتمر صحافي مساء أمس، إن جماعة الإخوان المسلمين تقف وراء اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، وإن حماس كان لها «دور كبير جدًا» في العملية، موضحًا أن اغتيال بركات جرى في إطار «مؤامرة كبرى» بأوامر من قيادات لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة تعيش في تركيا، وبتنسيق مع الذراع الأخرى المسلحة في غزة، وهي حركة حماس التي اضطلعت بدور كبير جدًا في هذه المؤامرة. وأشعلت تصريحات عبد الغفار المخاوف لدى حماس من تبعات خطيرة لهذا الاتهام. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة تخوفات من أن تقدم مصر طلبا للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي تطلب إدراج حماس على قائمة الإرهاب. ودعا البردويل، القاهرة، إلى مراجعة تصريحات وزير الداخلية المصري، وأكد أن حماس ستعد مذكرة لتفنيد الاتهامات ضدها وحث مصر على مراجعتها. وساعد بيان وزير الداخلية المصري في تأجيج الخلافات بين فتح وحماس. وكان القيادي في فتح جهاد الحرازين، أكد تعقيبا على تصريحات وزير الداخلية المصري، بأنه يحق للسلطات المصرية معاقبة حماس طالما أنها ضالعة في ارتكاب مثل هذه الأعمال التي تهدد بها الأمن القومي للبلاد. ووصفت حماس في بيان، بعض تصريحات قيادة فتح، بأنها «مجردة من أدنى الاعتبارات الأخلاقية والوطنية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.