حزبا بارزاني وطالباني يتفقان على تفعيل برلمان الإقليم

طهران تواصل التفرقة بين الأحزاب الكردية

حزبا بارزاني وطالباني يتفقان على تفعيل برلمان الإقليم
TT

حزبا بارزاني وطالباني يتفقان على تفعيل برلمان الإقليم

حزبا بارزاني وطالباني يتفقان على تفعيل برلمان الإقليم

تواصل إيران تمزيق الصف الكردي، واستخدمت أساليب عدة؛ منها تضييق الخناق الاقتصادي على الإقليم لإضعافه ومنعه من الاعتماد على نفسه اقتصاديا، بحسب ما كشف مصدر أمس لـ«الشرق الأوسط».
بينما تمخض الاجتماع الثنائي الذي جمع المكتبين السياسيين للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، بإشراف من رئيس الإقليم مسعود بارزاني أمس، عن اتفاق الجانبين على ضرورة تطبيع الأوضاع السياسية في الإقليم، وتفعيل البرلمان، والعمل مع الأطراف السياسية الأخرى للخروج من الأزمة السياسية التي يشهدها الإقليم منذ شهور إثر عدم توصل الأطراف الرئيسية الخمسة إلى حل لمسألة رئاسة الإقليم.
وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط»، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «طهران تواصل العمل على تمزيق وحدة الصف الكردي من خلال مرتزقتها والموالين لها»، مؤكدا بالقول: «النظام الإيراني يعلم جيدا أن إقليم كردستان مقبل على إعلان دولته المستقلة، وأن خريطة الشرق الأوسط تشهد تغييرات كبيرة، وأن هذه الدولة الكردية ستقف أمام المد الإيراني والأطماع الإيرانية في المنطقة، لذا هي، ومنذ الأشهر الماضية، بدأت بتكثيف جهودها لإبعاد الأحزاب الكردية في كردستان بعضها عن بعض، وبث الفتنة والتفرقة بينها، وللحيلولة دون توصل الأطراف الكردستانية إلى اتفاق فيما بينها».
وأشار المصدر إلى أنه «جربت في هذا الاتجاه أساليب عدة؛ منها إدخال عدد كبير من الإيرانيين إلى داخل الإقليم لتنفيذ أعمال شغب، ودفع الأموال للمرتزقة لبث الإشاعات المغرضة والعمل على إثارة الشارع الكردي، بهدف إضعاف تجربة الإقليم، إلى جانب الاتفاق مع الحكومة العراقية على مواصلة الحصار الاقتصادي على الإقليم وتسليط ضغوطات اقتصادية كبيرة على كردستان، من خلال تفجير أنابيب نفط الإقليم، ومحاربة القطاعين الزراعي والصناعي فيه، لتُبعده عن هدفه المتمثل بتأسيس الدولة الكردية».
وفي غضون، ذلك قال المستشار الإعلامي لرئيس الإقليم، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط»: «اجتماع قيادتي الحزبين الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، يأتي ضمن سلسلة الاجتماعات التي تعقدها الأحزاب الكردستانية، بالإضافة إلى أن هذين الحزبين هما الحزبان الرئيسيان في الإقليم، وكان لهما دور بارز في تجربة الإقليم وبناء مؤسساته، وهما الأكثر مسؤولية في ازدهار الإقليم وكثير من المسائل التي تتعلق بمصالح الإقليم العليا، لذا جاء هذا الاجتماع ضمن هذا التصور».
وأضاف محمود: «بحث الجانبان خلال الاجتماع الأزمة المالية، والأزمة السياسية في الإقليم، والحرب ضد إرهابيي (داعش)، واتفق الطرفان على استمرار هذه الاجتماعات، والتأكيد على تفعيل البرلمان، وتفعيل الحكومة، من خلال التعاون مع كل الأحزاب السياسية في كردستان. وكان هناك تقارب واضح بين الجانبين في كيفية تفعيل البرلمان والحكومة»، مبينا بالقول: «رغم أن (الديمقراطي الكردستاني) و(الاتحاد الوطني) هما الحزبان الرئيسيان في قيادة الإقليم، فإن هناك دورا واضحا وكبيرا لبقية الأحزاب الكردستانية، ومهما كان حجم هذه الأحزاب، لكن بتعاونها سيُفعل البرلمان والحكومة»، مؤكدا أن «هناك توجها لتكثيف مثل هذه اللقاءات؛ سواء على المستوى الثنائي، أو بشكل يجمع معظم الأطراف السياسية».
من جهته، بين النائب عن «الاتحاد الوطني الكردستاني»، دلير مصطفى، لـ«الشرق الأوسط»: «(الاتحاد الوطني الكردستاني) عرض خلال اجتماع أمس نتيجة اجتماعاته مع الأطراف السياسية الأخرى للحزب الديمقراطي الكردستاني. الاجتماع ناقش محورين؛ هما: الأول بحث الموضوعات العالقة بين الجانبين المرتبطة بإدارة شؤون إقليم كردستان. والثاني إيصال صوت الأطراف الأخرى في الإقليم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، المتمثل بتفعيل البرلمان ومن ثم مناقشة البرامج المستقبلية».
وعاود رؤساء الكتل السياسية في إقليم كردستان الأسبوع الماضي، اجتماعاتهم بعد انقطاع دام عدة أشهر إثر الأزمة السياسية في الإقليم، وقالت رئيسة كتلة التجمع الكلداني السرياني الآشوري في برلمان كردستان، وحيدة هرمز ياقو، لـ«الشرق الأوسط»: «لأول مرة وبعد الأزمة السياسية التي شهدها الإقليم، شارك رؤساء كل الكتل السياسية في برلمان الإقليم، بما فيها حركة التغيير، في هذا الاجتماع، وكان هناك تقارب بين وجهات نظر كل هذه الكتل، ومن المقرر أن تشهد الأيام المقبلة اجتماعا آخر لرؤساء الكتل البرلمانية»، موضحة أن «هذه الاجتماعات تأتي في إطار تفعيل البرلمان واستئناف جلساته»، مشددة على أن استئناف البرلمان جلساته مرتبط بتوصل الأحزاب السياسية في الإقليم إلى الاتفاق السياسي خارج البرلمان.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».