أطفال وكبار جمعهم حب الشوكولاته ودفعهم شغفهم بها لتعليم طرق تصنيعها، وجدوا ما يشبع رغباتهم في ضاحية المعادي الهادئة، حيث يتيح حلواني «غاناش» المتخصص في تصنيع الشوكولاته على الطريقة الفرنسية، فرصة لتعلم طرق تصنيع الشوكولاته لجميع الأعمار من 4 إلى 99 سنة. في الوقت الذي اختفت فيه الزيارات المدرسية لمصانع الشوكولاته والحلويات التي اعتادها المصريون منذ الصغر، وكانت تترك انطباعًا وذكريات جميلة لا تُنسى.
وتحت شعار «المتعة والسعادة في غاناش»، فكر الشيف مجدي مصطفى، في تقديم خبرته في صناعة الشوكولاته الطازجة لعشاقها، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بدأت الفكرة أثناء عملي في مصنع للشوكولاته في فرنسا مع والد زوجتي، وهناك كنا نعد أشكالاً من الشوكولاته في أعياد الفصح، وفكرت لماذا لا أقوم بذلك في مصر؟ عدت إلى مصر منذ 4 سنوات تقريبًا، وبدأت في صناعة أشكال من الشوكولاته الخام من المنزل وبيعها، وحينما وجدت إقبالاً عليها فكرت في افتتاح المحل، وكان ذلك في نهاية 2014».
ويكشف «كنت متخوفًا من فكرة تقديم (الشوكولاته الطازجة) خصوصًا أن المصريين اعتادوا الشوكولاته الجاهزة، وهناك فرق كبير بينهما، لأن (الشوكولاته الطازجة) التي تقدم بحشو من الكريمة والزبدة والنكهات، لها مدة صلاحية لمدة 3 شهور فقط».
يقف الشيف مجدي وحوله 25 طفلاً ينظرون إليه بعيون يملأها الشغف والتطلع، يتلهفون لتعلم طرق ووصفات صناعة الشوكولاته وتلوينها لعمل أشكال تتعلق بالمناسبات والأعياد أو بشخصيات كارتونية محببة لهم. فيأتي لهم بمجسم الكرة الأرضية لتعريفهم بأهم الدول التي تزرع أشجار الكاكاو الذي هو أساس الشوكولاته التي يعشقونها.
وترتفع الأنامل الصغيرة في الهواء للسؤال عن شكل ثمرة الكاكاو، فيأتي الشيف مجدي بثمرة كبيرة خضراء اللون، شارحًا طبيعة أشجار الكاكاو وزراعته في البلدان الاستوائية، موضحا أنها «شجرة ضخمة طولها ما بين 3 أمتار إلى 8 أمتار، وهي أشجار «بتحب المطر».
وأثناء حمله لقدر كبير من الشوكولاته الساخنة، يشرح الشيف مجدي للأطفال أهمية التعامل مع درجة حرارة الشوكولاته التي عادة ما تكون 29 درجة مئوية. ينخرط الجميع في خلط وتقليب الشوكولاته الداكنة والفاتحة وصبها في قوالب، بعدها يأخذ العاملون الأشكال لكي تتجمد في ثلاجات المحل، وخلال دقائق معدودة يبدأ الأطفال في ممارسة هواية التلوين والتزيين. يشير الشيف مجدي: «لتلوين الشوكولاته لا بد من ألوان طبيعية معينة خاصة بالشوكولاته، ولها نسب معينة أحضرتها خصيصًا من فرنسا لتناسب الأطفال».
وتتوفر في المتجر شوكولاته بنكهات متنوعة، ترضي جميع الأذواق، منها: «المانجو والبرتقال والليمون والنعناع والبلح والكراميل المملح، فضلا عن شوكولاته بالفواكه المجففة والسمسم والمكسرات»، وبسؤال الشيف مجدي عن النكهات التي أضافها خصيصًا لإرضاء الذواقة المصريين قال: «بشكل عام، المصريون يفضلون الشوكولاته الداكنة أكثر من البيضاء، أما بالنسبة للنكهات فقد أضفت القرفة والجنزبيل والمانجو وغيرت في بعض الوصفات لتكون خالية من الكحول».
أصبح «غاناش» قبلة لرحلات المدارس من كل مكان في مصر، كما أنه أصبح وجهة للسيدات وللرجال، وتقام دروس تعليم الشوكولاته للكبار والصغار يوميًا منذ العاشرة صباحا، ويستمر الدرس ساعتين. وتبلغ الرسوم 125 جنيها (نحو 16 دولارا) في الدرس، بعدها يحصل المشترك على قطعته من الشوكولاته وقميص باسم المحل.
تقول مها السلمي، ربة منزل: «أجد متعة كبيرة في اصطحاب أطفالي هنا حيث يمكنني أنا وصديقاتي الدردشة وتناول الشوكولاته التي نثق في جودتها، في حين أن أطفالنا يستمتعون أيضًا بوقتهم ويتعلمون مهارة جديدة، ويكفي شعورهم بالفخر بما صنعت أيديهم، وهو أمر مهم جدًا».
وتلتقط أطراف الحديث زينب الجبالي، طبيبة أطفال، قائلة: «من الضروري أن نجعل أطفالنا يمارسون أنشطة مفيدة تستهلك طاقتهم بشكل إيجابي، وفي الوقت نفسه تجعلهم يستمتعون بوقتهم، خصوصًا في أوقات العطلات الدراسية، حيث تكثر المشكلات الناجمة عن شعورهم بالفراغ والملل».
أصبح الشيف مجدي في غضون عام أشهر صانعي الشوكولاته والمتفننين في تقديمها. حيث يقوم بتشكيل الشوكولاته بلمسات فنية فيصنع الكثير من الأشكال والألوان المختلفة أيضا، بعضها من نسج خياله والأخرى طلبات زبائنه الصغار والكبار.
يفاخر الشيف مجدي بأن كل قطعة شوكولاته مصنعه وفقًا لأصول تصنيعها ويتحدى بمذاقها الغني الذي يذوب في الفم، قائلاً: «من يتذوقها فلن يعشق غيرها». ويقول بسعادة: «يأتي الأطفال في كل زيارة بأفكار خلاقة جديدة ويرغبون في تصنيع أشكال مختلفة عن القوالب الجاهزة، شغفهم هذا يدفعني للابتكار معهم ونجد في نهاية الورشة التعليمية أفكار وأشكال جديدة رائعة، أنه أمر ممتع لي ولهم».
«غاناش» حصص لتعليم تصنيع الشوكولاته.. ولا أحلى
عنوان للكبار والصغار في القاهرة
«غاناش» حصص لتعليم تصنيع الشوكولاته.. ولا أحلى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة