اكتشاف مقبرة جماعية في الرمادي تضم 50 رفاتًا أغلبهم لأطفال ونساء أعدمتهم «داعش»

«القوات العراقية» تتمكن من تأمين طرق الأنبار والخالدية من قبضة المتطرفين

عناصر من القوات العراقية يحاولون الكشف عن متفجرات زرعها {داعش} داخل بعض منازل الرمادي (أ.ف.ب)
عناصر من القوات العراقية يحاولون الكشف عن متفجرات زرعها {داعش} داخل بعض منازل الرمادي (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف مقبرة جماعية في الرمادي تضم 50 رفاتًا أغلبهم لأطفال ونساء أعدمتهم «داعش»

عناصر من القوات العراقية يحاولون الكشف عن متفجرات زرعها {داعش} داخل بعض منازل الرمادي (أ.ف.ب)
عناصر من القوات العراقية يحاولون الكشف عن متفجرات زرعها {داعش} داخل بعض منازل الرمادي (أ.ف.ب)

أعلن قائد شرطة محافظة الأنبار، اللواء هادي رزيج، العثور على مقبرة جماعية في منطقة الصوفية شرقي الرمادي التي تم تحريرها مؤخرًا من سيطرة تنظيم داعش وتضم المقبرة الجماعية رفاة أكثر من 50 مواطنًا من أهالي المدينة، بينهم نساء وأطفال. وقال رزيج في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن العثور على المقبرة الجماعية «جاء بعد ورود معلومات من أهالي منطقة الصوفية إلى قيادة شرطة الأنبار، تفيد بمكان المقبرة، وبعد تطهير المنطقة من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي تمكنا من العثور على قبر جماعي يضم رفات 50 شخصًا من المدنيين بينهم نساء وأطفال وبدت عليها آثار إطلاق نار في أجزاء متفرقة من الجسم، فضلا وجود جثث مقطوعة الرأس فيما تستمر عمليات البحث عن مقابر أخرى».
وأضاف رزيج «نتوقع العثور على مقابر أخرى في مناطق متفرقة من المدينة كون التنظيم الإرهابي قام بسلسلة من الجرائم بحق المدنيين العزل خصوصًا من رفض منهم الامتثال لأوامر المسلحين أثناء دخول القوات الأمنية لتحرير المدينة مما جعل من المدنيين العزل ضحية بيد مسلحي التنظيم الإرهابي الذي قام بحملة إعدامات للمئات من أهالي المدينة، بينما ما زال مصير العشرات من المفقودين الذين اقتادهم التنظيم الإرهابي من مناطقهم مجهولاً».
وجاء اكتشاف المقبرة الجماعية في الصوفية بعد اكتشاف مقبرة أخرى قبل نحو شهر من الآن في منطقة الجمعية والتي ضمت هي الأخرى رفاة 40 شخصًا من أهالي الرمادي بينهم منتسبون في الجيش والشرطة، وتُعد هذه المقبرة الأحدث في سلسلة من المقابر الجماعية التي اكتُشفت مؤخرا في المنطقة التي سيطر عليها سابقا التنظيم المتطرف.
ميدانيًا، تتواصل المعارك بين القوات الأمنية العراقية ومسلحي تنظيم داعش في المناطق الواقعة بين مدينتي الفلوجة والرمادي، وأعلن قائد عمليات محافظة الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، عن إحراز القوات الأمنية تقدما كبيرًا في العمليات العسكرية التي تشهدها منطقتا الحامضية وجزيرة الخالدية شرقي مدينة الرمادي.
وقال المحلاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المسلحة بمختلف صنوفها تواصل إحراز تقدم كبير في الحملة الأمنية التي تشهدها منطقتا الحامضية وجزيرة الخالدية شرقي مدينة الرمادي، وسط انهيار دفاعات مسلحي تنظيم داعش الإرهابي أمام تقدم القوات الأمنية بالتزامن مع قصف عنيف لطائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي». وأضاف المحلاوي أن «الطائرات التابعة لسلاح الجو العراقي تمكنت من قتل كثير من عناصر داعش بينهم عدد من القادة والأمراء، كما أن منتسبي القوات الأمنية يتمتعون بمعنويات قتالية عالية في مواجهة عناصر (داعش) ودحرهم وتطهير مناطق الأنبار كافة من سيطرة التنظيم الإجرامي». وأشار المحلاوي، إلى أن «مسلحي تنظيم داعش يتخذون من هاتين المنطقتين مكانا لشن هجماتهم على القطعات العسكرية المتمركزة في محاور القاطع الشرقي للمدينة، لذا نسعى إلى القضاء عليهم بالسرعة الممكنة ثم الانطلاق لتحرير مدينة الفلوجة».
من جانب آخر تمكنت القوات الأمنية العراقية وبمشاركة من قبل الدوائر الحكومية المحلية في محافظة الأنبار من تأمين وعودة العمل بالطريق البري الرئيسي الرابط بين مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار والخالدية، فيما وفرت الخدمات الأساسية في ناحية حصيبة المحررة من قبل القوات العراقية في الأسبوع الماضي شرقي الرمادي، وشهدت القرى الواقعة على جانبي الطريق حملة واسعة لإزالة الألغام والمخلفات الحربية.
وأعلن الناطق الرسمي بلسان مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي، افتتاح منطقة حصيبة الشرقية شرقي مدينة الرمادي، والطريق البري الرابط بينها وبين مركز المدينة أمام حركة الأشخاص بعد إزالة العبوات الناسفة وإبطال مفعول المنازل المفخخة.
وقال الفهداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «افتتاح طريق حصيبة الشرقية الذي يربط مدينة الخالدية بالرمادي قد تم العمل به والمباشرة باستخدامه من قبل المواطنين، وسيساهم هذا الطريق في سهولة عودة النازحين من أهالي الرمادي إلى ديارهم، وجاء افتتاح هذا الطريق الحيوي بالتزامن مع افتتاح أول مركز للشرطة المحلية في تلك المنطقة وسط احتفالات كبيرة حضرها عدد من المسؤولين في المحافظة وقادة الأجهزة الأمنية». وأضاف الفهداوي أن «القوات الأمنية وبعد أن أنهت عمليات الدهم والتفتيش وإزالة العبوات الناسفة وإبطال مفعول المنازل المفخخة في منطقة حصيبة الشرقية شرقي مدينة الرمادي، شرعت الدوائر الخدمية والهندسية في محافظة الأنبار إلى إطلاق حملة كبرى لتنظيف المنطقة من المخلفات الحربية بالتعاون مع فرق الجهد الهندسي التابع للجيش العراقي، فيما ستشهد المنطقة في غضون الأيام القليلة المقبلة عودة العائلات النازحة إلى مناطق سكناها».



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.