أوباما يدعو بوتين لوقف الحملة الجوية على المعارضة السورية

مصادر دبلوماسية لـ {الشرق الأوسط}: مكالمة الرئيسين تحذير جاء في موعده

أوباما يدعو بوتين لوقف الحملة الجوية على المعارضة السورية
TT

أوباما يدعو بوتين لوقف الحملة الجوية على المعارضة السورية

أوباما يدعو بوتين لوقف الحملة الجوية على المعارضة السورية

دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف الضربات الجوية التي تستهدف قوات المعارضة السورية، بحسب ما أفاد به البيت الأبيض، أمس.
وفي مكالمة هاتفية مع بوتين السبت، شدد أوباما على أن «من المهم من الآن وصاعدا أن تضطلع روسيا بدور بناء عبر وقف حملتها الجوية ضد قوات المعارضة المعتدلة في سوريا»، مع ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المناطق المحاصرة.
وأشار البيان الصادر عن الكرملين بهذا الشأن إلى أن «الرئيسين بوتين وأوباما تبادلا الآراء حول قضايا التسوية السياسية في سوريا بعد أن استمع كل منهما إلى تقدير الآخر تجاه ما توصلت إليه مجموعة دعم سوريا في اجتماعها في ميونيخ في 11 - 12 فبراير (شباط) الحالي، والذي أكد على مبادئ وأحكام قرار مجلس الأمن رقم 2254 سواء في ما يتعلق بالجوانب الإنسانية وصياغة نظام وقف إطلاق النار، أو قضايا إطلاق عملية التسوية السياسية في سوريا». وبهذا الصدد خلص الرئيسان إلى ضرورة تأييد جهود المجموعتين المنوط بهما تحقيق الهدفين، سواء ما يتعلق بوقف إطلاق النار أو دعم الجوانب الإنسانية. وكان الرئيسان تطرقا أيضًا إلى أهمية تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الإرهاب، مع التأكيد على ضرورة التنسيق العسكري بين الجانبين في المواجهة مع تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية في المنطقة، بينما أعربا عن دعمهما لوقف إطلاق النار في سوريا ومتابعة الأوضاع الإنسانية عملا بقرار مجلس الأمن. وأشار بيان الكرملين المنشور على الموقع الإلكتروني للرئيس بوتين إلى أن «الرئيسين اتفقا أيضًا حول ضرورة تنشيط التعاون من خلال القنوات الدبلوماسية والهيئات الأخرى من أجل تنفيذ ما جرى الاتفاق حوله في ميونيخ من جانب مجموعة دعم سوريا»، بينما جرى التأكيد على أن بوتين «شدد بشكل خاص على ضرورة إطلاق اتصالات عمل مكثفة بين وزارتي الدفاع الروسية والأميركية، بما يتيح مكافحة تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية بشكل ممنهج وناجح».
وكان الرئيسان تناولا أيضًا في مكالمتهما التليفونية الأخيرة المسائل المتعلقة بالأزمة الأوكرانية من منظور ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاقيات مينسك التي جرى التوصل إليها في 12 فبراير من العام الماضي. ومن اللافت أن الكرملين حرص على أن يختتم استعراضه لما جاء في معرض هذه المكالمة الهاتفية، إلى أن «الحديث بين الرئيسين اتسم بالصراحة وبطابع عملي». وتعليقا على ما جاء في مكالمة الرئيسين قالت مصادر دبلوماسية روسية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المكالمة تبدو بمثابة «تحذير جاء في موعده»، وتعكس أهمية خاصة من منظور التوقيت ويتمثل في أنها جرت في أعقاب اجتماع مجموعة دعم سوريا، وما يتعلق بذلك من إصدار البيان الخاص بضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأشارت المصادر إلى أن «المكالمة الهاتفية قد تكون محاولة للابتعاد بساحة المواجهة من التلويح بالعملية البرية إلى التعاون من أجل تشكيل جبهة مشتركة لمواجهة الإرهاب، وبما يبدو مقدمة مناسبة للعودة بالأطراف المعنية إلى طاولة الحوار في جنيف». وقالت بأهمية دور الناتو في المرحلة الحالية في الحيلولة دون أية اشتباكات أو مواجهات على الحدود السورية التركية.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.