«ليفت بانك».. أجواء النيل بمذاق «السين» الباريسي

حلوياته فرنسية وأطباقه إيطالية

أجمل جلسة على الجهة اليسرى من النيل - ألذ حلوى متوسطية - حلوى تعتمد على المذاق والشكل
أجمل جلسة على الجهة اليسرى من النيل - ألذ حلوى متوسطية - حلوى تعتمد على المذاق والشكل
TT

«ليفت بانك».. أجواء النيل بمذاق «السين» الباريسي

أجمل جلسة على الجهة اليسرى من النيل - ألذ حلوى متوسطية - حلوى تعتمد على المذاق والشكل
أجمل جلسة على الجهة اليسرى من النيل - ألذ حلوى متوسطية - حلوى تعتمد على المذاق والشكل

المعيشة في العاصمة عادة ما تصيبك بالإجهاد بسبب الزحام والروتين اليومي وقلة الأماكن التي تتيح لك الاسترخاء وتجديد طاقتك أو الاستمتاع بالأفق المحاصر بالأبراج والكتل الخرسانية، لكن مقهى ومطعم «Left Bank» بالزمالك يمثل مهربا من دوامة الحياة القاهرية وصخبها، حيث يمكنك تناول وجبتك أو احتساء قهوتك في أجواء تأخذك من صخب القاهرة. بمجرد وصولك إلى المطعم الكائن بـ«53» شارع أبو الفدا بحي الزمالك الراقي، تطل عليك صفحة النيل في بقعة مميزة تتميز بالهدوء، حيث تنساب مياه النيل المترقرقة وفي المواجهة البيوت القديمة العائمة (العوامات).
يستقبلك العاملون في «ليفت بانك» بحفاوة بالغة كأنك أحد أهم الزبائن، يحرصون على اختيار الطاولة التي تناسبك بكل جدية، والابتسامة لا تفارق وجوههم. المكان مقسم إلى قسم مغلق يفصله حائط زجاجي عن القسم الآخر أو التراس الخارجي المطل مباشرة على النيل. وما إن تجلس يمكنك الاطلاع على قائمة الطعام والمشروبات المطبوعة على «الكوفر» الخاص بك على أضواء الشموع التي تزيد من رومانسية المكان. وما إن تلتفت حولك ستجد النادل بجوارك ليُلبي طلبك.
ديكورات المطعم بسيطة وهادئة تتنوع ألوانها ما بين الرمادي والأبيض والأزرق السماوي الهادئ، والطاولات قريبة من بعضها، لا تكفل خصوصية تامة، لكنها تشعرك بالحميمية مع الموجودين والمكان، فهو بشكل عام تسري فيه طاقة إيجابية. يضم أحد أركان المطعم مكتبة صغيرة، جزء منها مخصص للبيع، وجزء آخر للمطالعة. أما في حال رغبتك بالجلوس في التراس المطل على النيل، فهناك جلسات متنوعة تلائم لقاءات الأصدقاء أو اللقاءات الرومانسية.
تأسس المقهى عام 2011 على غرار المقهى الفرنسي الشهير (لا ريف غوش) La Rive Gauche، على الضفة اليسرى لنهر السين الذي يخترق العاصمة الفرنسية باريس. وقد نجح في استقطاب عدد كبير من الجنسيات المختلفة التي تعيش بالقاهرة، حيث يشعرك بأجواء القاهرة الكوزموبوليتانية في بدايات القرن العشرين. يقدم «ليفت بانك» أصنافا من الحلويات الفرنسية والأطباق الإيطالية. ويمكنك تناول الإفطار من الثامنة صباحا حتى الواحدة ظهرا. وتضم القائمة البيض بطرق متنوعة، سواء مع البيف أو البسطرمة أو الخضراوات، إلى جانب الفول المدمس بالطريقة المصرية، أو«البان كيك»، والكرواسون والدنش، مع أطباق الجبنة، أو السلامون المدخن. وننصح بتجربة الزبادي بارفيه وهو كأس من الزبادي مع الجرانولا والتفاح وكمبوت الخوخ والعسل الأبيض بسعر 45 جنيها.
أما قائمة الغذاء فهي غنية وترضي كل الأذواق، وننصح بتجربة سلطة الكابوريا المدخنة مع الطماطم الشيري واللوز المحمص وصوص كريمة البيستو (38 جنيها). أو سلطة السلمون المدخن (84 جنيها)، حيث المكونات البحرية الطازجة. ويتميز المطعم بإعداد البيتزا بمذاق رائع، وتتراوح أسعارها ما بين 48 و65 جنيها.
أما الأطباق الرئيسية فتتراوح أسعارها ما بين 85 إلى 150 جنيها، وتضم «بيف استراجانوف»، أو الفراخ المحشوة بالجمبري والأعشاب وصوص التاراجون، والفراخ البانيه، أو السلمون المشوي، والجمبري المشوي، والفيليه المشوي، وتقدم تلك الأطباق مع اختيارك من الخضار السوتيه أو البطاطس المقلية أو البطاطس الروستو، أو الأرز الأبيض.
وتتميز قائمة الحلويات بتنوع كبير، وهناك اختيارات كثيرة لعشاق الشوكولاته، وننصح بتجربة الكريم بروليه (30 جنيها) الذي يتميز بقوامه الغني، وكيك الشوكولاته الساخنة مع الآيس كريم بالفانيليا (40 جنيها). بعد انتهائك من وجبتك يحرص العاملون بـ«ليفت بانك» على التأكد من استمتاعك بكل طبق أو مشروب قدم إليك، وهو أمر أصبح نادرا في مطاعم القاهرة، ويرحبون بالاستماع إلى ملاحظاتك إن وجدت. بوجه عام إذا قمت بزيارة «ليفت بانك» سترغب في زيارته مرات أخرى، لكن ننصح بالحجز مسبقا، لأن المكان مزدحم على مدار اليوم.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».