لعبة الكراسي تطال قطاع الأزياء الرجاليةhttps://aawsat.com/home/article/565386/%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%84-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9
في أسبوع واحد.. ثلاثة بيوت كبيرة تغير أو تستغني عن مصمميها
من تصاميم أليساندرو سارتوري لـ«برلوتي» - من تصاميم براندن مولان لـ«برلوتي» - من تصاميم ستيفانو بيلاتي لـ«زينيا» - المصمم أليساندرو سارتوري - براندن مولان
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لعبة الكراسي تطال قطاع الأزياء الرجالية
من تصاميم أليساندرو سارتوري لـ«برلوتي» - من تصاميم براندن مولان لـ«برلوتي» - من تصاميم ستيفانو بيلاتي لـ«زينيا» - المصمم أليساندرو سارتوري - براندن مولان
إذا كان 2015 عام التغيرات الصادمة بالنسبة لعالم الموضة النسائية، حيث شهد خروج ألكسندر وانغ من «بالنسياغا» واستقالة راف سيمونز من «ديور» واستغناء «لانفان» عن خدمات ألبير إلباز، فإن2016 عام التغيرات في عالم الموضة الرجالية؛ فبعد شهر فقط من حلوله، شهدت الساحة مغادرة ثلاثة مصممين في قطاع الأزياء الرجالية لبيوت أزياء مهمة هي «بريوني»، و«برلوتي» و«زينيا». الأولى صرحت بأنها لن تجدد عقدها مع المصمم براندن مولان، وبأنها ستعلن عن اسم مصممها الفني الجديد قريبا حتى تقطع الطريق على التكهنات والتأويلات. «برلوتي» أكدت استقالة أليساندرو سارتوري، الذي قضى خمس سنوات فيها، ولم يمر يومان على انتشار الخبر حتى عرفنا أنه سيعود إلى دار «زينيا» التي عمل فيها سابقا، ليخلف ستيفانو بيلاتي. وطبعا هذا الأخير غادر مجموعة «إيرمينغيلدو زينيا» التي أتى إليها من دار «إيف سان لوران» في عام 2013. وسواء كان الأمر استقالة أو استغناء عن خدمات، فإن السؤال الذي يلح على الذهن هو أنها صدفة غريبة أن يخرج ثلاثة مصممين في غضون شهر واحد، ومن بيوت كبيرة، الأمر الذي يشير إلى أن الإدارات الحالية تتبع استراتيجيات صارمة، لا تعطي فرص طويلة لأي مصمم يعمل بها. غيلدو زينيا، الرئيس التنفيذي في مجموعة «زينيا» علق على خروج ستيفانو بيلاتي من الدار قائلا بأنهم عندما استعانوا به في عام 2013، كان الهدف إعطاء الدار وجهة نظر واضحة وتصاميم قوية، حتى يصبح عرضها في «أسبوع ميلانو» من العروض التي لا يمكن تفويتها، و«هذا ما حققه ستيفانو بيلاتي.. فقد حققنا هدفنا أسرع مما كنا نتوقع» حسب قوله. من جهته، أكد المصمم أن القرار كان مشتركا ووديا، لأنه بعد عدة نقاشات، شعر أن مهمته في الدار انتهت بنجاح، وبأن الوقت حان لكي يخوض تحديات جديدة و«مشاريع كنت قد وضعتها جانبا حتى أتفرغ لتحقيق أهدافي في (زينيا كوتير)». القراءة بين سطور هذه التصريحات تُعطي الانطباع بأن التعاقد لم يكن زواجا، كما كان عليه الأمر في السابق، بين بيوت الأزياء والمصممين، بقدر ما كان مجرد مشروع، يمكن أن ينتهي في أي وقت. خلفيته، أليساندرو سارتوري، ليس غريبا على دار «زينيا»، فقد شغل فيها وظيفة مصمم فني لخط «زي.زينيا» في ما بين عامي 2003 و2011، قبل أن يلتحق بـ«برلوتي» التي تملكها مجموعة «إل في آم آش» وكانت قبله متخصصة في الإكسسوارات فحسب. لم يستطع أن يقاوم إغراء أن يكون أول من يطلق خط أزياء فيها، وكانت سنواته فيها ناجحة، بدليل أن الدار تحقق أرباحا تقدر بمائة مليون يورو مقارنة بـ30 مليون يورو في عام 2011. سيباشر سارتوري العمل في «زينيا» بشكل رسمي في شهر يونيو (حزيران) المقبل. وتعد «إيرمينغيلدو زينيا» من أكبر بيوت الأزياء العالمية المتخصصة في الأزياء الرجالية، حيث تضم أكثر من 500 محل. وأهم أسواقها في الصين، تليها السوق الأميركية، ثم الإيطالية واليابانية، وكانت الدار قد سجلت في عام 2014 أرباحا تقدر بنحو 1.2 مليار يورو. بيد أن تأثر الاقتصاد الصيني بالأزمة الاقتصادية ونموه المتباطئ في السنوات الأخيرة أثر على مبيعاتها بشكل ملموس. بالنسبة لستيفانو بيلاتي، فقد عمل سابقا في دار «إيف سان لوران» وخلال السنوات الثلاث التي قضاها في «زينيا»، حاول إضفاء روح الشباب على تصاميمها المعروفة بأسلوبها الإيطالي الكلاسيكي، إلا أنه من الظلم الحكم عليه بعد ثلاث سنوات فقط، لأنها غير كافية لكي يرسخ فيها صورتها بشكل قوي. فرغم كل ما يقال عن أن إيقاع الموضة سريع وكذلك تأثيرها، فإنه عندما يتعلق الأمر بترسيخ صورة أو اسم ما في الذاكرة أو الحصول على ولاءات زبائن جدد من دون استبعاد القدامى، فإن الأمر يحتاج إلى وقت؛ بل يمكن القول إن ست تشكيلات قدمها المصمم للدار لحد الآن، قد تكون مجرد مقدمة لقصة جديدة، تحتاج إلى شرح مفصل، وهو لم يُتح لبيلاتي كتابته بأسلوب واضح يمكن أن يرتبط باسم «زينيا» أو يُثري أرشيفها ويلهم خليفته.
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.
ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».
بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.
صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.
كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.
الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.
المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.
المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.
سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»
من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.
موسم الأعياد والحفلات
بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.
وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».
دمج بين الفينتاج والبوهو
تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.
مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.
إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.
أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.
رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.