بازار طهران.. يحمل عبق الماضي ويعد مركز جذب للسياح

تحدى التطور العمراني وحافظ على طرازه التاريخي

بازار طهران.. يحمل عبق الماضي ويعد مركز جذب للسياح
TT

بازار طهران.. يحمل عبق الماضي ويعد مركز جذب للسياح

بازار طهران.. يحمل عبق الماضي ويعد مركز جذب للسياح

يحمل البازار الواقع في العاصمة الإيرانية طهران ذكريات من المدينة القديمة. ورغم مرور السنين، لم يفقد رونقه وتمكن من الحفاظ على أهميته التجارية كمركز للتبادل التجاري، بل وتحول إلى إحدى الوجهات السياحية في طهران.
ويحسب للبازار أيضا أنه تميز بنمطه المعماري التقليدي إلى حد كبير في مواجهة النمو المتصاعد للأساليب المعمارية الجديدة والحديثة.
قد لا يعلم الكثير من سكان طهران السر الذي يقف وراء انبهار السياح بهذا المركز التجاري الذي يذكره الكثير من الزوار الوافدين إلى إيران في تعليقاتهم بالمواقع الإلكترونية ومذكراتهم عن أهم الوجهات السياحية بالعاصمة الإيرانية.
ويظهر الاختلاف بين وجهة نظر سكان المدينة، حيث يعد الكثير من المواطنين في العاصمة أن البازار بصفة رئيسة يعد أفضل مكان لشراء البضائع والسلع بأسعار «معقولة» أو «رخيصة»، بينما يحرص السياح على التقاط الصور فيه بصفته معلما سياحيا نادرا.
يقع البازار في قلب العاصمة، بالمدخل الجنوبي الفاصل لشارع 15 خورداد وشارعي الخيام و17 شهريور. ينصح الزوار عادة بأن يستقلوا مترو الأنفاق للوصول إليه، وذلك بسبب زحمة السير الخانقة والمملة التي يشهدها عادة وسط طهران. عندما تخرج من بوابة قطار الأنفاق الذي يرمز إلى الحداثة تطأ قدماك الشارع الذي يقع فيه البازار ويمنع فيه دخول السيارات، فيستطيع الزائر أن يذهب مشيا على الأقدام، أو أن يستقل العربات التقليدية المخصصة للتنزه على امتداد الشوارع المرصوفة بالأحجار، مما قد يبعث لدى الزائر شعورا بالسفر إلى أجواء قديمة.
قد يكون ازدحام الناس أول ما يلفت نظر الزائر الذي يدخل الجزء المسقوف من البازار الذي يعج بالحياة، والنشاط، الذي يزداد في الأيام الأخيرة للعام الإيراني (ينتهي في 21 مارس «آذار»).
يتمتع «البازار» بنسيج فريد من نوعه، يختلف كليا عن مناطق المدينة الصناعية الأخرى، فيشمل الممرات المتداخلة، والأسقف على شكل قوس، والأقسام الصغيرة، والأسقف القرميدية، والمطاعم، والمقاهي. وقد لا تكون فكرة تناول الطعام في المطاعم بهذه المنطقة في الوهلة الأولى ملائمة، غير أنك لا تتمكن بعد رحلة طويلة من المشي، والتقاط الصور، والتبضع في البازار من تفويت فرصة تناول سندويتشات «المرتديلا» أو «الفلافل» أو البنغر الذي يعرضه البائعون المتجولون. ومن أهم وأقدم الأقسام في البازار تبرز أسواق صناعة النسيج، وأسرجة الخيول، والزوارق الصغيرة.
لا يمكن تجاهل أن «البازار» ليس وجهة سياحية فحسب، بل يعد جزءا من شريان الاقتصاد الإيراني، حيث يعد من كبرى الأسواق الإيرانية، إلى جانب كونه منطلقا للتحركات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية بالعاصمة في فترة ثورة الدستور حتى نهاية حكم القاجار. وتغير حال البازار بالتزامن مع فترة تجديد المدن، خاصة طهران في العصر البهلوي، حيث انتقل الكثير من أفراد الطبقة الوسطى، والمرفهة في إيران من «البازار» القديم إلى أحياء حديثة الصنع.
ويعد الكثيرون تاريخ تشييد «البازار» في طهران يعود إلى فترة حكم «ناصر الدين الشاه» القاجاري، غير أن بعض الدلائل والوثائق تشير إلى أن تأسيس «البازار» يرجع لفترة حكم «طهماسب الصفوي» الذي قام أيضا بتشييد البرج، والحصن والبوابات في مدينة طهران بين أعوام 930 و948 للهجرة.
ويذكر المؤرخ الإيراني صنيع الدولة أن الأسواق الكبيرة والصغيرة الأربع في البازار تأسست في فترة فتحعلي الشاه القاجاري، وجرى تطوير البازار وضم أقسام إليه من الجهة الشمالية الغربية والغربية، إذ تحول الخط الفاصل بين منطقة أرك ومسجد الجامع إلى إحدى المناطق المزدهرة في البازار التي تمركزت فيها أشهر المحلات.
وبالتزامن مع التنمية التي شهدتها عملية تشييد البنايات في طهران، انضم عدد من الأقسام والممرات إلى البازار في عهد ناصر الدين القاجاري، وجرى بناء عدد من السرايا التي تخصصت كل منها في ممارسة نشاط خاص.
* من النسخة الإيرانية لـ«الشرق الأوسط» «شرق بارسي»



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.