تقارير عن طرد القوات الأميركية ميليشيات «الحشد الشعبي» من الأنبار

تلقت معلومات عن تسلل عناصرها ضمن الشرطة الاتحادية

تقارير عن طرد القوات الأميركية ميليشيات «الحشد الشعبي» من الأنبار
TT

تقارير عن طرد القوات الأميركية ميليشيات «الحشد الشعبي» من الأنبار

تقارير عن طرد القوات الأميركية ميليشيات «الحشد الشعبي» من الأنبار

كشف ضابط رفيع في قيادة عمليات الأنبار عن إيقاف القوات الأميركية عمليات القوات العراقية في الأنبار إثر تلقيها معلومات عن زج عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي بزي قوات الشرطة الاتحادية في معارك بمناطق شرق الرمادي.
وأضاف الضابط الذي يحمل رتبة عقيد في الجيش، أن «إيعازًا عسكريًا أميركيًا صدر للقيادة العسكرية العراقية المشتركة بإيقاف تقدم القطعات العسكرية والأمنية قبل ثلاثة أيام»، مشيرًا إلى أن «بعض القادة العسكريين ربطوا الإيعاز الأميركي في بادئ الأمر بأنه يتعلق بتحركات لعناصر (داعش)، لكنه تبين لاحقا أنه يتعلق بزج عناصر من الحشد الشعبي مع قوات الشرطة الاتحادية». وتابع الضابط العراقي أن «القوات الأميركية تحرت قائمة بأسماء قوات الشرطة الاتحادية وظهرت أعداد كبيرة من عناصر الحشد الشعبي يرتدون زي الشرطة الاتحادية معهم، وهو أمر أغضب الجانب الأميركي ودفعهم لطردهم من قاطع العمليات».
من جانبه، نفى الناطق الرسمي باسم مجلس محافظة الأنبار عذّال الفهداوي توقف العمليات العسكرية بسبب وجود عناصر «الحشد»، عازيًا سبب وقف العمليات خلال اليومين الماضيين إلى الحاجة لإعادة تنظيم القوات الأمنية بعد تحرير أي منطقة جديدة. وقال الفهداوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «عمليات تحرير مدن الأنبار والتي انطلقت بنجاح كبير في تحرير مناطق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار بالكامل، تعتمد على خطة عسكرية رسمت بشكل يعتمد على تنفيذها على مراحل وعبر صفحات، فبعد تحرير أي منطقة من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش تقوم قواتنا الأمنية المحررة بإعادة تنظيم صفوفها استعدادًا للمرحلة التالية».
في السياق نفسه، أكد المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «العمليات العسكرية في الأنبار لم ولن تتوقف، لكن لدينا بعض الاستراتيجيات والخطط التي قد تتيح بعض الوقت من أجل إعادة تنظيم القوات هنا وهناك، قواتنا المسلحة الآن تهاجم من ثلاثة محاور لتحرير مناطق شرق الرمادي ولدينا خطط لتحرير الفلوجة وهيت وبقية مدن المحافظة». وشدد رسول على أن «القوات الأمنية هي فقط تقاتل على أرض الأنبار ولا توجد أي قطعات برية أجنبية على الأرض».
إلى ذلك، انطلقت القوات المسلحة العراقية صباح أمس في عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على مناطق السجارية وجويبة وحصيبة عند الأطراف الشرقية لمدينة الرمادي. وقال رئيس اللجنة الأمنية لقضاء الخالدية، إبراهيم الفهداوي، إن «القوات الأمنية العراقية باشرت بشن سلسلة من الهجمات على مناطق السجارية وجوبية وحصيبة الشرقية من أجل تطهيرها وتواجه قواتنا مقاومة عنيفة من مسلحي تنظيم داعش في تلك المناطق، ولا بد من التنسيق مع قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في هذه العمليات من أجل تنفيذ ضربات جوية على مواقع المسلحين من أجل الإسراع بتحرير تلك المناطق وعدم إعطاء الفرصة للمسلحين لإعادة تنظيم صفوفهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.