قال تقرير أميركي، أمس، إن الحكومة الأميركية وشركات أميركية كبيرة بدأت تطبق «سوبرفايزر تكنولوجي» (تكنولوجيا مديري المكاتب) لمراقبة الموظفين، ليس بوضع كاميرات في المكاتب، ولكن بمراقبة كل كمبيوتر عن طريق «سوبرفيشن أب» (أداة الرقابة). وتقدر بعض هذه الأدوات الجديدة على مراقبة لوحة المفاتيح في كل كومبيوتر، لتنقل ما يكتب الشخص، سواء في تقرير مكتبي، أو في رسالة شخصية.
وقال التقرير الذي أعدته شركة «رايثون» للمصنوعات العسكرية والأمنية، التي تتعاون مع البنتاغون ومع وزارات أخرى ومع شركات أخرى، إن التكنولوجيا الجديدة تقدر على أن تكون «مديرا داخل كل كومبيوتر».
وقالت لين دوغل، مديرة قسم تكنولوجيا المراقبة في الشركة، وتشرف على توزيع تكنولوجيا جديدة اسمها «شورفيو» (منظر مؤكد): «قبل خمس سنوات، عندما كنا نقدم استشارات أمنية للوزارات والمؤسسات والشركات، كنا نتفاوض مع المسؤولين عن الموظفين، وعن مراقبتهم.. وكانوا يقولون لنا إن مراقبة الموظفين صعبة، وتحتاج إلى ميزانيات أكبر.. لكن، الآن صار هؤلاء المسؤولون يعرفون أن التكنولوجيا التي نوفرها لن تكلف كثيرا.. وأنها يمكن أن تكون أكثر دقة من البشر».
يقدر «شورفيو» على أن يتابع ليس فقط كل موظف، ولكن، أيضا، كل موضوع. مثلا: من الموظفون الذين يعملون في موضوع «الإرهاب» أو «العقودات الأجنبية» أو «المقاولين من الباطن» أو «التقرير السنوي»؟ وهل ما يكتبون «عادي» أو «سري» أو «سري جدا» أو «للنظر فقط»؟ وأين كل ملف؟ ومن نظر إليه؟ ومن حمله؟ ومن أرسله في إيميل؟ وهل داخل الرسالة أو مرفق؟
بمجرد أن يفعل أي موظف أيا من الخطوات السابقة، يدق جرس، وتظهر إنذارات حمراء في كومبيوتر المدير، أو المراقب الأمني جنبا إلى جنب مع صورة شاشة كومبيوتر الموظف. وتظهر جميع تحركات الموظف، خاصة «الكيرسار» (المؤشر) وهو يتنقل من مكان إلى مكان، ومن ملف إلى ملف، ومن رسالة إلكترونية إلى رسالة إلكترونية. ليس ذلك فحسب، بل يقدر المدير على تسجيل تحركات المؤشر (ليقدمها كدليل ضد الموظف في وقت لاحق). تماما مثلما تسجل كاميرات البنوك والمكاتب صور كل داخل أو خارج.
وفي صحيفة «واشنطن بوست»، كتب كريستيان ديفنبوت، محرر شؤون التكنولوجيا، أن شركة «لوكهيد مارتن»، التي تعمل في المجال العسكري والأمني، أنتجت أداة مراقبة اسمها «ويسدوم» (الحكمة). وأنها مثل «عينين وأذنين داخل الإنترنت». تقدر على مراقبة جبال من البيانات على مواقع مثل «فيس بوك» و«تويتر» ومواقع الأخبار والتعليقات، في كل المجالات.
لم تعد الوزارات والشركات تحتاج إلى كثير من الخبراء والمستشارين لتقديم تقارير وتنبؤات عن انقلاب عسكري متوقع، أو صفقة تجارية تهز العالم، أو شخص حصل على وثائق سرية ويريد نشرها في الإنترنت. يقدر جهاز «ويسدوم» على جمع كل ذلك بمتابعة كلمات أو عبارات معينة.
الآن، بالإضافة إلى المتابعات الخارجية، صارت هذه الوزارات والشركات تستعمل داخل مكاتبها. صارت تتابع، ليس فقط عمل الموظفين، ولكن، أيضا، تحركاتهم وتصرفاتهم وعاداتهم. ومن ثم، التنبؤ بمن الذي سيسرب تقريرا سرا، أو سيتصل بشخص مشتبه فيه، أو سيزور موقعا مشتبها فيه.
وقال جاسون أوكونور، نائب مدير شركة «لوكهيد مارتن» للتحليلات: «يقدر (ويسدوم)، ليس فقط على مراقبة كل موظف، ولكن، أيضا، على تقييمه. خاصة النوع المغامر». وأضاف: «نحن ندخل عصر الوزارات والمؤسسات والشركات الرقمية».
وقال إن مراقبة الموظفين يجب ألا تكون عن مواضيع عسكرية وأمنية وإرهابية، ولكن، أيضا، لمراقبة الأطباء والممرضات في المستشفيات (بعد أن صاروا يكتبون تقاريرهم الطبية في كومبيوترات). ولمراقبة العاملين في المتاجر والبنوك (وهم يراجعون مشتريات وحسابات الزبائن). في نفس الوقت، احتجت منظمات حقوق الإنسان الأميركية، وأيضا منظمات الشفافية الحكومية، بأن أدوات مراقبة وتجسس، مثل «ويسدوم» و«شورفيو»، تجعل كل مدير وكل رئيس «ديكتاتورا» على الذين يعملون تحته. بل تجعله يستعمل أجهزة مراقبة لم يستعملها ديكتاتور في الماضي. لكن، يشير مروجو هذه الأجهزة إلى أمثلة حقيقية، وليست لها صلة بالأمن والإرهاب. منها:
أولا: مدير في بنك «يو بي إس» السويسري وضع «قنبلة تحليلية» في موقع البنك في الإنترنت لنسف محاولات السلطات الأميركية متابعة الأميركيين الذين يودعون أموالهم سرا في البنك ويتهربون من دفع الضرائب.
ثانيا: موظف اقتصادي صيني كان يتدرب في شركة «فورد» الأميركية لصناعة السيارات، واستطاع الدخول إلى ملفات الشركة، والوصول إلى ملفات سرية، أرسلها إلى الصين.
ثالثا: مسؤول في تكنولوجيا الكومبيوتر في بلدية سان فرانسيسكو اتهم بالفساد، وسجن. لكنه كان الوحيد الذي يعرف كلمات سر لدخول كومبيوترات معينة حساسة. ورفض الإفصاح عنها. وساوم للإفراج عنه (كان يمكن أن يراقب مسبقا).
7:26 دقيقه
تقرير أميركي: احذر مديرك.. يتابع كومبيوترك ويراقب كتاباتك الشخصية
https://aawsat.com/home/article/53981
تقرير أميركي: احذر مديرك.. يتابع كومبيوترك ويراقب كتاباتك الشخصية
ليس بوضع كاميرات.. ولكن عن طريق تكنولوجيا جديدة تسمى «سوبرفيشن أب»
مراقبة لوحة المفاتيح في كل كمبيوتر لتنقل ما يكتب الشخص
- واشنطن: محمد علي صالح
- واشنطن: محمد علي صالح
تقرير أميركي: احذر مديرك.. يتابع كومبيوترك ويراقب كتاباتك الشخصية
مراقبة لوحة المفاتيح في كل كمبيوتر لتنقل ما يكتب الشخص
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

