2015 في أفغانستان.. عام تمدّد «داعش» على حساب طالبان

روسيا وإيران تعربان عن قلقهما.. وزعماء قبليون يشكلون ميليشيات لمواجهته

شرطيان أفغانيان يعاينان سيارة بعد عملية تفجير انتحاري في منطقة بمدينة قندهار خلال نوفمبر 2015 (إ.ب.أ)، أفغان يشيعون سبعة من أقلية الهازار أعدمهم تنظيم داعش في العاصمة كابل (أ.ف.ب)
، جنود أفغان في طريقهم إلى مقاطعة كوهستان خلال أغسطس 2015 للمشاركة في مواجهة تنظيم داعش بالبلاد (غيتي)
شرطيان أفغانيان يعاينان سيارة بعد عملية تفجير انتحاري في منطقة بمدينة قندهار خلال نوفمبر 2015 (إ.ب.أ)، أفغان يشيعون سبعة من أقلية الهازار أعدمهم تنظيم داعش في العاصمة كابل (أ.ف.ب) ، جنود أفغان في طريقهم إلى مقاطعة كوهستان خلال أغسطس 2015 للمشاركة في مواجهة تنظيم داعش بالبلاد (غيتي)
TT

2015 في أفغانستان.. عام تمدّد «داعش» على حساب طالبان

شرطيان أفغانيان يعاينان سيارة بعد عملية تفجير انتحاري في منطقة بمدينة قندهار خلال نوفمبر 2015 (إ.ب.أ)، أفغان يشيعون سبعة من أقلية الهازار أعدمهم تنظيم داعش في العاصمة كابل (أ.ف.ب)
، جنود أفغان في طريقهم إلى مقاطعة كوهستان خلال أغسطس 2015 للمشاركة في مواجهة تنظيم داعش بالبلاد (غيتي)
شرطيان أفغانيان يعاينان سيارة بعد عملية تفجير انتحاري في منطقة بمدينة قندهار خلال نوفمبر 2015 (إ.ب.أ)، أفغان يشيعون سبعة من أقلية الهازار أعدمهم تنظيم داعش في العاصمة كابل (أ.ف.ب) ، جنود أفغان في طريقهم إلى مقاطعة كوهستان خلال أغسطس 2015 للمشاركة في مواجهة تنظيم داعش بالبلاد (غيتي)

عام 2015 كان عام حضور تنظيم داعش في نسخته الأفغانية بامتياز، حيث سعى التنظيم إلى تجنيد مقاتلين منشقين عن حركة طالبان إلى صفوفه، واتخذ من عدة محافظات أفغانية تقع بالشرق والشمال الشرقي منطلقا لمراكزها ونواة لأنشطته المستقبلية. كذلك شنّ التنظيم الجديد عمليات عسكرية كبيرة ضد وجود مسلحي طالبان في ولاية ننغرهار القريبة من الحدود الباكستانية، في شرقي البلاد، التي تحوّلت بعض مديراتها إلى معقل أساسي للتنظيم في أفغانستان. وكان أول شريط فيديو نشر على موقع التنظيم الأفغاني قد سجّلت وقائعه في ولاية ننغرهار حيث أقدم «داعش» على إعدام عشرة من وجهاء قبائل الباشتون بطريقة وحشية لم يعهدها الأفغان من قبل، وهم الذين عانوا أربعة عقود من حرب ضروس مزقت البلاد، وذلك بتفجير هؤلاء الوجهاء بوضع قنابل تحتهم.

في ضوء الجرائم البشعة التي ارتكبها ويرتكبها تنظيم «داعش أفغانستان» ارتفعت الأصوات المناهضة للتنظيم المتطرف في شرق أفغانستان، كما باشر البعض بتشكيل فصائل مسلحة كما فعل أخيرًا حاجي ظاهر قدير، النائب الأول لرئيس البرلمان الأفغاني، وهو نجل القيادي السابق الراحل في «المجاهدين» الحاج عبد القدير. فلقد شكل حاجي ظاهر، الذي كان أبوه قد اغتيل خلال السنوات الأولى من حكم حكومة حميد كرزاي في كابُل، ميليشيا مسلحة قال إنها موالية للحكومة من أجل التصدّي لعناصر «داعش» في مناطق الشرق الأفغاني. وبالفعل، قامت مجموعة مسلحة منتمية له باعتقال أربعة من عناصر «داعش» وقطع رؤوسهم كإجراء انتقامي مماثل لما يقوم به التنظيم من جرائم ذبح للموالين للحكومة في ولاية ننغرهار.
الواقع أن ظهور «داعش أفغانستان» بات مقلقا لأفغانستان والدول المجاورة لها، وخصوصًا روسيا الاتحادية وإيران اللتين تعتبران التوسع الداعشي في أفغانستان خطرًا يهدد الأمن القومي لكل منهما. ومن هذا المنطلق، عرضت موسكو مساعدات عسكرية للحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن من أجل محاربة التنظيم المتطرف والقضاء عليه قبل أن يتوسّع ويزداد خطره. لكن يبدو أن السلطات في العاصمة الأفغانية كابل ما زالت تتريث في قبول هذه المساعدات من قبل روسيا بسبب التحفظات الأميركية والغربية. وهذا الأمر دعا القيادة الروسية إلى فتح قنوات اتصال مع حركة طالبان، العدو اللدود لتنظيم «داعش أفغانستان».
وحسب التقارير المتوافرة أخيرًا، فإن مسؤولين روس كبارًا، بل ذكر في بعض الإعلام أن منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، التقوا زعيم طالبان الجديد الملا أختر منصور في مدينة دوشنبه، عاصمة جمهورية طاجيكستان (السوفياتية سابقًا). وتفيد التقارير أن الهدف هو تكثيف الجهود من أجل محاربة «داعش أفغانستان» ووضع حد لنشاطه التوسعي، ولا سيما، أن عشرات المقاتلين المتشدّدين المنتمين إلى دول آسيا الوسطى ينضمّون، وباستمرار، إلى صفوف «داعش»، وأن الأرض الأفغانية باتت منطقة خصبة لهم. وهي كما هو معروف قريبة من روسيا، ما يسمح للمتشدّدين بشنّ عمليات ضد روسيا والدول المتحالفة معه انتقامًا من روسيا لحملتها العسكرية الدامية الحالية في سوريا.
من جانب آخر، شهد العام 2015 تطوّرات مهمّة على الصعيدين السياسي والأمني في أفغانستان التي ما زالت تعاني من حرب شعواء تشنها حركة طالبان، التي عادت بكل قوتها إلى الساحة القتالية - الأمنية من خلال تصعيد غير مسبوق بعد التأكد من وفاة زعيم الجماعة المؤسّس الملا عمر قبل سنتين ونصف. طالبان نجحت إلى حد كبير في لملمة خلافاتها وتمكّنت من ترتيب بيتها الداخلي - كما يُقال - بعد تعيين أمير جديد للجماعة خلفا للزعيم المؤسس الراحل هو نائبه الملا أختر منصور الذي بويع في مدينة كويتا عاصمة ولاية بلوشستان الباكستانية.
المبايعة شارك فيها جمع غفير من قادة طالبان ومقاتليها رغم وجود أصوات معارضة في باكستان، وداخل أفغانستان أيضًا، على الطريقة التي تمت فيها البيعة. وحقًا، شهدت مناطق عدة في جنوب أفغانستان وشرقها اشتباكات عنيفة بين موالين للزعيم الجديد لطالبان ومعارضيه خصوصًا في ولاية زابل، بجنوب البلاد، حيث ينتشر مقاتلون ينتمون إلى القائد الميداني في طالبان الملا منصور داد الله الذي رفض مبايعة «الأمير الجديد». ولقد أدى موقف الملا منصور إلى انشقاق فعلي ورسمي في صفوف طالبان حدث عقب إعلان «أمير جديد» للمجموعة المعارضة هو الملا رسول.
وفي حين ما زالت المجموعات والأجنحة في طالبان تشتبك فيما بينها رغم الإنجاز العسكري المهم الذي حققته لبعض الوقت - عندما نجحت بالسيطرة لبضعة على ولاية كندوز خلال هذا العام المنقضي قبل أن تتمكّن القوات الأفغانية من استرجاعها بمساعدة الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية الأميركية - فإن الحركة تواجه اليوم تحدّيًا جديًا؛ إذ بدأ تنظيم «داعش أفغانستان» - أو «داعش ولاية خراسان» كما يدعو نفسه - يتمدّد على حساب طالبان في بعض الأقاليم والولايات الأفغانية، ولا سيما في جنوب البلاد وغربها، بالإضافة إلى ولاية ننغرهار قرب الحدود الباكستانية التي تعتبر راهنًا معقلاً أساسيًا لتجنيد مقاتلين جدد في صفوف التنظيم المتطرف في أفغانستان وعموم المنطقة. ولقد حذّرت حركة طالبان في بيانات صدرت باسمها على مواقع إلكترونية تابعة لها «داعش» من اعتمادها خطط التمدد في أفغانستان، مؤكدة أنها ستتصدى بالقوة للتنظيم. ومن ثَم، شهدت مناطق عدة في ننغرهار وكذلك في ولاية أوروزغان، في الجنوب، مواجهات دامية بين طالبان ومقاتلين يزعمون أنهم ينتمون إلى «داعش أفغانستان» مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الطرفين، وتمكنت طالبان من طرد مسلحي «داعش» من بلدات في ولاية ننغرهار.
من جهة أخرى، تعرّض «داعش» الذي كان قد عيّن على رأس ما يسميها «ولاية خراسان الإسلامية» المدعو حافظ سعيد، وهو من القيادات السابقة في «طالبان باكستان» ضربة كبيرة وموجعة أيضًا بعد إعلان عبد الرحيم مسلم دوست، مساعد قائد التنظيم في أفغانستان، هجره التنظيم بسبب ما وصفه بـ«همجية مقاتلي (داعش) في أفغانستان بحق المدنيين»، وذلك في أعقاب جريمة إعدام الوجهاء الباشتون العشرة «تفجيرًا» بقنابل بعد اتهامهم بمعاداة التنظيم والانتماء إلى حركة طالبان.
جدير بالذكر، أن الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية كانتا في الماضي تقللان من خطر «داعش أفغانستان» غير أنهما اليوم باتتا مقتنعتين بأن التنظيم يشكل خطرا داهمًا ليس لأفغانستان فحسب بل لمنطقتي وسط آسيا وجنوبها أيضًا. وفعلاً، حيث ظهرت بوادر الخطر في عدة دول مجاورة لأفغانستان ودول جنوب آسيا من خلال تبني التنظيم سلسلة تفجيرات هنا وهناك. تقول الدوائر الأمنية التابعة لحكومة أفغانستان في كابُل بأنها تتصدّى جدّيًا وتحارب التنظيم المتطرف «نيابة عن جميع الدول في المنطقة بما فيها دول آسيا الوسطى». وتذكّر بأنها بحاجة إلى دعم سياسي وعسكري خارجي من خلال تعزيز قدرات الجيش الأفغاني وتجهيزه بأسلحة متطورة لكي يتمكن من القضاء على التنظيم في الأراضي التي تحرك فيها حاليًا قبل أن يتحول إلى خطر متوسّع ومتشظّ يصعب احتواؤه السيطرة عليه على غرار ما يحدث في العراق وسوريا.
ثمة خبراء ومحللون عسكريون أفغان مقتنعون بأن «داعش أفغانستان» تنظيم يحمل أجندات دولية وإقليمية. ويذهب بعضهم إلى القول بأن الهدف من الحرص التوسّع والانتشار في هذا الجزء من العالم، بالذات، قد يكون موجهًا لدول كبيرة في المنطقة على رأسها روسيا والصين وإيران، معتبرين أن التنظيم المتطرف قد لا يشكل خطرًا كبيرًا بالنسبة للنظام الأفغاني إلا أنه سيوجه ضربات ويتغلغل في دول آسيا الوسطى من خلال مئات من المتشدّدين من رعايا هذه الدول، وبالأخص من الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، كانوا قد انضموا في الآونة الأخيرة إلى التنظيم، وربما كان هؤلاء يتهيئون الآن لتوجيه ضربات لروسيا بعد مشاركتها القتالية في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد في حربه ضد المعارضة والقوى الإسلامية المعتدلة والمتشدّدة على حد سواء.
من ناحية ثانية، يشير الخبراء والمحللون إلى أن التنظيم المتطرف في أفغانستان وإن كان لا يزال في طور الإنشاء والتحضير حتى الساعة، فإنه من الضرورة بمكان تحاشي التساهل مع هذه الظاهرة التي قد تكبر في ظل ضعف الحكومة الأفغانية المركزية وتواضع إمكانيات أجهزتها الأمنية، ولا سيما، أن غالبية القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي «ناتو» المقاتلة غادرت البلاد مع نهاية العام 2014، وانتقال الملف الأمني كاملاً إلى الجانب الأفغاني. ويرى هؤلاء أن الأشهر القليلة المقبلة ستوضح مدى قدرة التنظيم على تجنيد مقاتلي طالبان إلى صفوفه مستفيدًا من الخلافات الداخلية التي تشهدها في الحركة ومدى تقبّل المجتمع الأفغاني لهذه الظاهرة الغريبة التي لا تنسجم مع عادات المجتمع الأفغاني المحافظ وتقاليده.
وما يذكر أنه في نهاية العام اتهم النائب الأول لرئيس البرلمان ظاهر قدير مسؤولين حكوميين، لم يسمِّهم، بأنهم «متورّطون في لعبة» انتشار وحضور «داعش أفغانستان». وتابع القول بأنه يملك أدلة ومستندات تشير إلى أن هليكوبترات مجهولة تتولّى نقل عناصر «داعش» إلى ننغرهار، مضيفًا بأنه أمر مجموعات مسلحة تنتمي إليه باستهداف هذه الهليكوبترات التي تساعد التنظيم على التوسّع وتقدّم لعناصره المساعدات. غير أن الحكومة الأفغانية رفضت الاتهامات الموجّهة إليها، ووصفت تصريحات ظاهر قدير بأنه لا أساس لها من الصحة، مؤكدة اعتزام الحكومة القضاء على «داعش» وكل المجموعات المسلحة المتطرفة المماثلة التي تهدّد أمن أفغانستان.



ترمب: سأتدخل لوقف اشتباكات تايلاند وكمبوديا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) ينظر إلى رئيس وزراء كمبوديا هون مانيه (وسط) ورئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول خلال مراسم التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار على هامش القمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في كوالالمبور يوم 26 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) ينظر إلى رئيس وزراء كمبوديا هون مانيه (وسط) ورئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول خلال مراسم التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار على هامش القمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في كوالالمبور يوم 26 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

ترمب: سأتدخل لوقف اشتباكات تايلاند وكمبوديا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) ينظر إلى رئيس وزراء كمبوديا هون مانيه (وسط) ورئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول خلال مراسم التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار على هامش القمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في كوالالمبور يوم 26 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (يمين) ينظر إلى رئيس وزراء كمبوديا هون مانيه (وسط) ورئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول خلال مراسم التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار على هامش القمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في كوالالمبور يوم 26 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يخطط للتدخل في الاشتباكات الحدودية التي تجددت بين تايلاند وكمبوديا؛ مشيراً إلى أنه سيجري اتصالاً هاتفياً مع قائدي البلدين.

وخلال كلمة ألقاها مساء الثلاثاء في ولاية بنسلفانيا، قال ترمب: «غداً (الأربعاء) سيتعين عليَّ إجراء اتصال هاتفي»، في إشارة إلى أحدث الهجمات.

وأمام أنصاره في بلدة ماونت بوكونو، زعم ترمب أن قلة من الآخرين يمكنهم «إجراء مكالمة هاتفية وإيقاف حرب بين بلدين قويين جداً، تايلاند وكمبوديا». وأشار إلى اتفاقات سلام سابقة قال إنه ساهم في التوصل إليها، بما في ذلك وقف لإطلاق النار بين جارتَي جنوب شرقي آسيا.

سكان نازحون يستريحون في مركز إيواء خلال الاشتباكات على طول الحدود التايلاندية الكمبودية بمقاطعة سا كايو التايلاندية يوم 10 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

وتجدد العنف بعد نحو 6 أسابيع من توقيع تايلاند وكمبوديا هدنة؛ حيث أفادت تقارير باندلاع قتال عنيف على طول الحدود الممتدة لنحو 800 كيلومتر أمس (الثلاثاء). وأجبر ذلك عشرات الآلاف من السكان على الفرار إلى ملاجئ أو مناطق أكثر أمناً.

وتعهد رئيس مجلس الشيوخ الكمبودي هون سين بخوض قتال شرس ضد تايلاند، بعدما دفع يوم ثانٍ من القتال الواسع النطاق بين البلدين، أمس (الثلاثاء)، عشرات الآلاف من السكان إلى الفرار من المناطق الحدودية، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وجاءت المعارك عقب اشتباك وقع الأحد، وأسفر عن إصابة جنديين تايلانديين، وأطاح بوقف إطلاق النار الذي كان الرئيس الأميركي قد دفع باتجاهه، وأنهى النزاعات الإقليمية في يوليو (تموز). وقد أسفرت أيام القتال الخمسة آنذاك عن مقتل عشرات الأشخاص من الجانبين، وإجلاء أكثر من 100 ألف مدني.

سكان نازحون يستريحون في مركز إيواء خلال الاشتباكات على طول الحدود التايلاندية الكمبودية بمقاطعة سا كايو التايلاندية (أ.ف.ب)

وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع في كمبوديا، مالي سوتشياتا: «في المجموع، أُجليت 20105 عائلات، أو 101229 شخصاً، إلى ملاجئ وأقارب في 5 مقاطعات».

سكان تايلانديون فروا من منازلهم عقب الاشتباكات بين الجنود التايلانديين والكمبوديين يستريحون داخل مركز إيواء بمقاطعة سورين في تايلاند (أ.ب)

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الدفاع التايلاندية، سوراسانت كونغسيري، في مؤتمر صحافي: «نُقل أكثر من 400 ألف شخص إلى ملاجئ»، وذلك بعد حصيلة أولية للحكومة التايلاندية أفادت بإجلاء 180 ألفاً. وأضاف: «اضطر المدنيون للإخلاء الجماعي بسبب ما اعتبرناه تهديداً وشيكاً لسلامتهم».

وتتنازع تايلاند وكمبوديا منذ فترة طويلة على ترسيم أجزاء من حدودهما الممتدة على طول 800 كيلومتر، والتي يعود تاريخها إلى مرحلة الاستعمار الفرنسي.


كوريا الجنوبية تنشر طائرات مقاتلة بعد دخول طائرات روسية وصينية منطقة دفاعها الجوي

كوريا الجنوبية تنشر طائرات مقاتلة من سلاحها الجوي «استعداداً لأي طارئ» (إ.ب.أ)
كوريا الجنوبية تنشر طائرات مقاتلة من سلاحها الجوي «استعداداً لأي طارئ» (إ.ب.أ)
TT

كوريا الجنوبية تنشر طائرات مقاتلة بعد دخول طائرات روسية وصينية منطقة دفاعها الجوي

كوريا الجنوبية تنشر طائرات مقاتلة من سلاحها الجوي «استعداداً لأي طارئ» (إ.ب.أ)
كوريا الجنوبية تنشر طائرات مقاتلة من سلاحها الجوي «استعداداً لأي طارئ» (إ.ب.أ)

أعلنت كوريا الجنوبية، الثلاثاء، نشر طائرات مقاتلة من سلاحها الجوي «استعداداً لأي طارئ» بعد دخول سبع طائرات روسية وطائرتين صينيتين منطقة الدفاع الجوي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت هيئة الأركان المشتركة في سيول، في بيان، إنّ الطائرات الروسية والصينية دخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي الكورية نحو العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي (1:00 بتوقيت غرينتش). علماً بأنها لم تخرق مجالها الجوي.

وأوضح الجيش الكوري الجنوبي أنّه أمر بنشر «طائرات مقاتلة لاتخاذ تدابير تكتيكية تحسّباً لأي طارئ».

ومنطقة تحديد الدفاع الجوي أكبر من المجال الجوي، وتسيطر عليها دولة ما لأسباب أمنية، على الرغم من أنّ المفهوم غير محدد في أي معاهدة دولية.

ونقلت وكالة «يونهاب» عن الجيش قوله إنّ الطائرات الصينية والروسية رُصدت قبل أن تدخل المنطقة وتخرج منها عدّة مرات، إلى أن غادرتها نهائياً بعد ساعة.

وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الدفاع الصينية أنّها أجرت تدريبات مع الجيش الروسي وفقاً لـ«خطط التعاون السنوية».

وأشارت الوزارة إلى أنّ التدريبات أُجريت الثلاثاء فوق بحر الصين الشرقي والمحيط الهادئ غرباً، واصفة المناورات بأنّها «الدورية الجوية الاستراتيجية المشتركة العاشرة».

وكذلك، أكدت موسكو التدريبات وقالت إنها استمرت ثماني ساعات وإن بعض المقاتلات الأجنبية تعقّبت الطائرات الروسية والصينية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية: «في مراحل معينة من المسار، تبعت طائرات مقاتلة من دول أجنبية القاذفات الاستراتيجية».

منذ عام 2019، ترسل بكين وموسكو بانتظام طائرات عسكرية إلى منطقة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية، مشيرتَين إلى تدريبات مشتركة.

ويعود آخر حادث من هذا النوع إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وشاركت فيه خمس طائرات صينية وست طائرات روسية، وفقاً لسيول.

عززت الصين وروسيا، الحليفتان التقليديتان لكوريا الشمالية، تعاونهما العسكري منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في بداية عام 2022.


إندونيسيا: مقتل 20 إثر اندلاع حريق بمبنى إداري في جاكرتا

صرّح رئيس شرطة مترو وسط جاكرتا المفوض الأول سوساتيو بورنومو كوندرو بأن 20 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم (إ.ب.أ)
صرّح رئيس شرطة مترو وسط جاكرتا المفوض الأول سوساتيو بورنومو كوندرو بأن 20 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم (إ.ب.أ)
TT

إندونيسيا: مقتل 20 إثر اندلاع حريق بمبنى إداري في جاكرتا

صرّح رئيس شرطة مترو وسط جاكرتا المفوض الأول سوساتيو بورنومو كوندرو بأن 20 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم (إ.ب.أ)
صرّح رئيس شرطة مترو وسط جاكرتا المفوض الأول سوساتيو بورنومو كوندرو بأن 20 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم (إ.ب.أ)

أعلنت الشرطة الإندونيسية مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً، إثر اندلاع حريق في مبنى إداري بالعاصمة جاكرتا، بحسب «رويترز».

واشتعلت النيران في المبنى المكون من سبعة طوابق، ما أدى إلى تصاعد دخان أسود كثيف في السماء، والتسبب في حالة ذعر بين السكان والعاملين القريبين من المكان الذي يقع في أحد أحياء وسط جاكرتا.

وصرح سوساتيو بورنومو كوندرو، قائد شرطة وسط جاكرتا، للصحافيين، بأنه تم إخماد الحريق، وتتواصل جهود البحث عن المزيد من الضحايا المحتملين داخل المبنى.

أحد أفراد الشرطة الإندونيسية يضع شريطاً حاجزاً حول مبنى مكون من سبعة طوابق حيث أخمدت فرق الإطفاء حريقاً أسفر عن مقتل 20 شخصاً (أ.ف.ب)

وأوضح كوندرو أن الحريق اندلع في الطابق الأول نحو منتصف النهار، ثم امتد إلى الطوابق العليا.

وأضاف أن بعض الموظفين كانوا يتناولون الغداء في المبنى وقت الحادث، بينما غادر آخرون المكتب.

وأشار إلى أن عدد القتلى وصل إلى 20 شخصاً حتى ظهر الثلاثاء.

وقال كوندرو: «الآن، ما زلنا نركز على إجلاء الضحايا وتبريد الحريق».

رجال إطفاء وإنقاذ يتجمعون خارج مبنى بعد حريق في جاكرتا (إ.ب.أ)

وفق «رويترز»، فإن هذا المبنى هو مكتب شركة تيرا درون إندونيسيا، التي توفر طائرات دون طيار لأنشطة المسح الجوي مع عملاء في قطاعات التعدين والزراعة.

رجال إطفاء ينقلون جثة ضحية من مبنى بعد حريق في جاكرتا (إ.ب.أ)

والشركة هي الوحدة الإندونيسية لشركة تيرا درون اليابانية للطائرات دون طيار، وفقاً لموقع الشركة الإلكتروني. أظهرت لقطات بثتها قناة «كومباس» التلفزيونية عشرات رجال الإطفاء وهم يحاولون إجلاء الأشخاص من داخل المبنى، وكان بعضهم يحمل أكياس جثث من المبنى. كما شوهد بعض العمال وهم يهربون من الطوابق العليا للمبنى باستخدام سلالم محمولة.