مع أولى ساعات العام الجديد مارس الكثير من المحتفلين حول العالم طقسا سنويا بالقفز في مياه الأنهار الباردة، وتناقلت وكالات الأنباء صورا متعددة من ألمانيا وهولندا وإيطاليا للمحتفلين الذين تحدوا برودة الشتاء للقفز في الماء. ويبدو أن القفز في المياه المثلجة بملابس السباحة لا يغري كل المحتفلين على الأقل لتفادي الإصابة بنزلة برد مع بداية العام، ففي برلين بألمانيا انطلق المئات في ماراثون سنوي، وفي لندن أقيم كرنفال العام الجديد والاستعراضات في شوارع العاصمة البريطانية. وشارك في الكرنفال الذي يحتفل بمرور 30 عاما على بدايته أكثر من 8500 راقص ومؤدٍ قدموا إلى لندن من جميع أنحاء العالم للمشاركة في الكرنفال. وقد سار المؤدون في طريق محدد لهم امتد من غرين بارك بوسط لندن وحتى بارلمانت سكوير.
وانطلق كرنفال العام الجديد من تجربة رجل بريطاني اسمه بوب بون عندما أراد أن يرفه عن أطفاله في أول أيام العام الجديد ولكنه صدم بأن جميع المتاحف ودور السينما والمسارح مغلقة الأبواب، ومن هنا بدأ بون السعي لخلق نشاط ترفيهي في العاصمة في هذا اليوم وحسب ما ذكر لـ«بي بي سي» فهو أراد أن يحاول حل المشكلة بدلا من «الشكوى منها». وتميز الكرنفال بالأمس بالبالونات الضخمة والملونة المصنوعة على شاكلة شخصيات معروفة، منها شخصية عمدة لندن.
وكعادتها منذ 75 عاما استقبلت العاصمة النمساوية، فيينا، العام الجديد بحفل موسيقي كلاسيكي صباحي تميز هذا العام بمشاركة منظمة الأمم المتحدة احتفالاتها بمرور 70 على تأسيسها، حيث افتتح الحفل بحضور الرئيس النمساوي هاينز فيشر بصحبة بان كي مون أمين عام منظمة الأمم المتحدة.
نقل الحفل الذي أقيم بقاعة «الميوزيك فراين» الفخمة مباشرة إلى 90 دولة، وشاهده 50 مليون شخص. وقاد فرقة «فيينا فيلهارمونيكا» للمرة الثالثة المايسترو ماريس جانسون، فيما تم الإعلان عن أن حفل العام المقبل سيكون بقيادة المايسترو الفنزويلي الشاب غوستاف دودميل المولود 1981.
وكما هو البرنامج سنويا قدم الحفل عدة مقطوعات رائعة لمؤلفين من أسرة «أشتراوس» كما قدم عزف خاص لـ«مارش» منظمة الأمم المتحدة. وكانت ساحة الرات هاوس قد اكتظت، بل فاضت رغم ضخامتها بحشود المحتفلين، وخصوصا من دول أوروبية في مقدمتها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا ممن جاءوا خصيصا بسبب الإجراءات الأمنية التي أعاقت جماهيرية الاحتفالات ببلادهم خشية جرائم إرهابية.
وكانت الشرطة قد طمأنت المواطنين بفرض سيطرتها على كل المواقع مؤكدة عدم وجود ما يمنع من الاحتفال جماهيريا، ناصحة فقط بعدم حمل حقائب ضخمة أو متعلقات قد يساء تفسيرها وتستدعي التوقيف والتفتيش.
إلى ذلك، عززت السلطات من الاعتماد على كاميرات المراقبة بمحطات قطارات الأنفاق التي ظلت تعمل طيلة الليل مجانا ولم يتم إغلاق غير محطة واحدة فقط هي محطة «إشتيفان بلاتز»، وذلك من السابعة مساء الخميس وحتى الثانية صباح الجمعة ضمن إجراءات تنظيمية فقط للتخفيف من الازدحام حول منطقة وسط البلد القديم.وكان ملايين الأشخاص في العالم قد استقبلوا العام الجديد وسط إجراءات أمنية مشددة تخللها إلغاء الألعاب النارية في باريس وبروكسل، بينما نشر ستة آلاف شرطي لضمان الأمن في ساحة تايمز سكوير في نيويورك.
في دبي، اندلع مساء الخميس حريق كبير في فندق فاخر بالقرب من برج خليفة، البرج الأعلى في العالم، من دون أن يؤدي إلى سقوط قتلى، وأصرت السلطات على المضي في عرض الألعاب النارية الضخم فانطلق بحلول عام 2016 عرض الأسهم النارية أمام برج خليفة البالغ ارتفاعه 828 مترا، ووقفت الحشود في محيطه تلتقط صور الأضواء والألوان، في وقت كانت ألسنة اللهب لا تزال ظاهرة على مقربة من المكان.
وحضر حشد كبير العد العكسي لإنزال الكرة الزجاجية في الثواني الأخيرة من 2015 في ساحة تايمز سكوير التي نفذت فيها الشرطة أكبر عملية أمنية في تاريخ نيويورك، في تدبير احترازي بعد اعتداءات باريس وسان برناردينو بولاية كاليفورنيا. وبعد ذلك قدم عدد من الفنانين عروضا غنائية.
ووسط أجواء الفرح التي سادت في المكان، قال سعد القادم من السعودية: «أنا سعيد جدا. الاحتفال في ساحة تايمز سكوير في نيويورك مشهور في العالم، لذلك قررت أن آتي وأحضره. أتمنى السلام للجميع في العالم». ودشنت سيدني الاحتفالات بنهاية عام 2015 وحلول العام الجديد بعرض ضخم للألعاب النارية فوق الأوبرا وجسر هاربر الساعة 13.00 بتوقيت غرينتش الخميس. واستمر العرض 12 دقيقة واستخدمت فيه سبعة أطنان من المفرقعات وخصصت له سبعة ملايين دولار أسترالي (4.6 مليون يورو).
وفي العاصمة البريطانية مثلت «عين لندن» (لندن آي) خلفية لاستعراض مبهر بالألعاب النارية حيث تجمع ألوف الأشخاص على ضفاف نهر التايمز لاستقبال العام الجديد. وتحلى المحتفلون بالشجاعة لتحمل زخات المطر قبل استعراض منتصف الليل الذي وردت تقارير بأنه اشتمل على 12 ألف لعبة نارية.
ومنعت الألعاب النارية في إيطاليا بسبب ارتفاع نسبة التلوث في الجو وكذلك خوفا من أن يؤدي دوي انفجارها إلى حالة ذعر بين السكان.
في مدريد، لم يسمح لأكثر من 25 ألف شخص بدخول ساحة بويرتا ديل سول حيث تم الاحتفال بقدوم العام الجديد بسبب مخاوف أمنية.
في ريو دي جانيرو، قدر عدد الذين حضروا الاحتفال بالعام الجديد على شاطئ كوباكابانا بمليوني شخص.
وسعت فريتاون عاصمة سيراليون، إحدى دول غرب أفريقيا الأكثر تضررا نتيجة وباء إيبولا، لتستعيد مكانتها كواحدة من أفضل المدن في المنطقة للاحتفال. وكانت هذه المدينة قبل 12 شهرا مقفرة تماما بسبب انتشار الفيروس. إلا أن المحتفلين انتشروا على شاطئها الليلة الماضية.
العالم احتفل بالعام الجديد بالألعاب النارية والسباحة والموسيقى
بمشاركة وفرحة الملايين.. وآمال بسنة أفضل
العالم احتفل بالعام الجديد بالألعاب النارية والسباحة والموسيقى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة