الهجرة والإرهاب و«داعش» علامات بارزة في 2015

جثمان الطفل إيلان كردي على أحد الشواطئ التركية.. وهي الصورة التي صدمت العالم وأثارت الكثير من مشاعر الحزن والغضب في العديد من الدول، وجسدت المأساة الإنسانية بكل رعبها وتفاصيلها (أ.ف.ب)
جثمان الطفل إيلان كردي على أحد الشواطئ التركية.. وهي الصورة التي صدمت العالم وأثارت الكثير من مشاعر الحزن والغضب في العديد من الدول، وجسدت المأساة الإنسانية بكل رعبها وتفاصيلها (أ.ف.ب)
TT
20

الهجرة والإرهاب و«داعش» علامات بارزة في 2015

جثمان الطفل إيلان كردي على أحد الشواطئ التركية.. وهي الصورة التي صدمت العالم وأثارت الكثير من مشاعر الحزن والغضب في العديد من الدول، وجسدت المأساة الإنسانية بكل رعبها وتفاصيلها (أ.ف.ب)
جثمان الطفل إيلان كردي على أحد الشواطئ التركية.. وهي الصورة التي صدمت العالم وأثارت الكثير من مشاعر الحزن والغضب في العديد من الدول، وجسدت المأساة الإنسانية بكل رعبها وتفاصيلها (أ.ف.ب)

نودع عام 2015 الذي شهد أزمات وأعاصير سياسية، كانت امتدادا لأعوام سبقت منذ ما يسمى بثورات الربيع العربي، التي خلفت آثارا كبيرة ما زالت باقية حتى الآن وقد تمتد إلى أعوام مقبلة.
كما شهد عام 2015 أيضا مجموعة من الأحداث البارزة، أهمها التغيرات في السعودية بتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، وما تبعه من أحداث وتغيرات، أهمها قيادة السعودية للتحالف العربي الإسلامي في اليمن، الذي تمكن من إعادة الشرعية لهذا البلد بعودة حكومته ورئيسه عبد ربه منصور هادي إلى عدن، بعد انقلاب على السلطة قادته جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. واختتم العام بتحالف آخر تقوده السعودية، أيضا، مع عشرات الدول الإسلامية لمحاربة الإرهاب، تلك الآفة التي تشعبت جذورها وامتدت في عدد من دول العالم.
وترصد «الشرق الأوسط» أحداث العام في سلسة من الملفات تمتد لعدة أيام لرصد تلك الأحداث بالصورة والقلم والتحليل. ومن سمات العام.. أزمة اللاجئين أو المهاجرين التي شكلت بكل تداعياتها السياسية والاقتصادية والإنسانية الحدث الأبرز الذي فرض نفسه في عام 2015 ولا يزال. حتى إن الدول الأوروبية التي اعتقدت أنها بمنأى عن هذا المد البشري، وجدت نفسها في قلب العاصفة. وقد أعلنت الأمم المتحدة، ومنظمة الهجرة الدولية، قبل أيام، أن مليون مهاجر وصلوا إلى أوروبا في عام 2015، وهو رقم قياسي منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرتان إلى أن سيل المهاجرين تراجع بشكل ملحوظ منذ شهر الذروة في أكتوبر (تشرين الأول). ومن بين المهاجرين الذين عبروا المتوسط في اتجاه أوروبا «كان شخص من أصل اثنين هذه السنة؛ أي نصف مليون، من السوريين الفارين من الحرب في بلادهم». وشكل الأفغان 20 في المائة من الوافدين، والعراقيون 7 في المائة.
وشهد العام تمدد تنظيم داعش ليضرب انتحاريوه مدن عدة عربية في تونس ومصر والسعودية والكويت، ومدن غربية مثل باريس وغيرها.



ميزانية حوثية لكبار القادة وعائلاتهم لتعزيز طرق التخفي والحماية

القيادي محمد علي الحوثي في اجتماع سابق مع كيان استحدثه للسيطرة على العقارات (إكس)
القيادي محمد علي الحوثي في اجتماع سابق مع كيان استحدثه للسيطرة على العقارات (إكس)
TT
20

ميزانية حوثية لكبار القادة وعائلاتهم لتعزيز طرق التخفي والحماية

القيادي محمد علي الحوثي في اجتماع سابق مع كيان استحدثه للسيطرة على العقارات (إكس)
القيادي محمد علي الحوثي في اجتماع سابق مع كيان استحدثه للسيطرة على العقارات (إكس)

أفادت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء بأن الجماعة الحوثية خصصت ميزانية مالية ضخمة من موارد المؤسسات الحكومية المختطفة، على هيئة نفقات يومية لكبار القادة وأُسرهم، وذلك منذ انتقالهم من صنعاء إلى وجهات غير معلومة ضمن إجراءات احترازية لتجنب الاستهداف المباشر من المقاتلات الأميركية.

وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن مكتب زعيم الجماعة الحوثية أصدر في أواخر مارس (آذار) الماضي توجيهات إلى وزارة المالية في الحكومة غير المعترف بها، وهيئتي «الزكاة» و«الأوقاف» المستحدثتين، إلى جانب مؤسسات مالية أخرى تُدير أموال الجماعة المنهوبة، بتخصيص مليارات الريالات اليمنية لصالح قادة الصفين الأول والثاني ولأسرهم، لتغطية نفقات فترة اختفائهم عن الأنظار. (الدولار بنحو 535 ريالاً في مناطق سيطرة الجماعة).

ووفق المصادر ذاتها، فقد شددت التوجيهات على أن يُقتطع جزء من هذه الميزانية من التبرعات الشعبية التي جمعتها الجماعة سابقاً في مناطق سيطرتها تحت لافتة دعم القضية الفلسطينية.

وفي وقت تستمر فيه الجماعة في رفضها صرف رواتب الموظفين الحكوميين منذ سنوات، اتهمت مصادر عاملة في وزارة مالية الانقلاب تورط ثلاث قيادات حوثية بارزة هم: محمد علي الحوثي، ومهدي المشاط، وأحمد حامد، في الاستحواذ على النصيب الأكبر من تلك المبالغ المخصصة لكبار القادة.

ضربات أميركية دمّرت ميناء رأس عيسى اليمني الخاضع للحوثيين (رويترز)
ضربات أميركية دمّرت ميناء رأس عيسى اليمني الخاضع للحوثيين (رويترز)

وأكدت المصادر أن القيادي محمد علي الحوثي، ابن عم زعيم الجماعة، ومهدي المشاط، رئيس مجلس حكمها الانقلابي ومدير مكتبه أحمد حامد، حصلوا على الجزء الأكبر من تلك النفقات، رغم الأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلاد.

نهب للموارد

في ظل هذا النهب المنظم للموارد، يعيش أكثر من ثلثي السكان في مناطق سيطرة الحوثيين على حافة الفقر والمجاعة، بينما تستمر الجماعة في التوسع في مشروعها المالي الخاص عبر استغلال الموارد العامة وتوظيفها لصالح القادة وأُسرهم.

كان ناشطون موالون للحوثيين قد كشفوا عن أن مصروفات أحد قادة الجماعة من الصف الرابع بلغت خلال عام واحد فقط أكثر من ملياري ريال يمني، وهو ما يعكس حجم الفساد المالي في صفوف الجماعة حتى في المستويات الدنيا من القيادة.

وتزامناً مع الإنفاق السخيّ على القيادات، كثّفت الجماعة من فرض الإتاوات والجبايات غير القانونية على المواطنين والتجار في مختلف المناطق الخاضعة لها، لتعويض النفقات المتزايدة للقادة المختفين عن الأنظار.

ومنذ بدء الغارات الأمريكية ضد الحوثيين في 15 مارس الماضي، نفَّذت قيادات حوثية عمليات نهب واسعة شملت مؤسسات حكومية ومقرات رسمية في صنعاء ومدناً أخرى، كما باعت أراضي وعقارات تعود ملكيتها إلى الدولة أو صودرت سابقاً من مواطنين.

تلاعُب بالمساعدات

في موازاة ذلك، اتهمت مصادر حقوقية الجماعة الحوثية بمحاولة وقف صرف المساعدات النقدية التي تقدمها منظمات أممية ودولية ضمن المرحلة الـ19 المخصصة للحالات الفقيرة في صنعاء وريفها، ومحافظات إب، وعمران، وذمار، وريمة، والحديدة.

نازح يحمل مساعدات غذائية على أطراف صنعاء (إ.ب.أ)
نازح يحمل مساعدات غذائية على أطراف صنعاء (إ.ب.أ)

وتستمر الجماعة الحوثية في وضع العراقيل أمام صرف هذه المساعدات، مما تسبب في حرمان مئات الأسر المستحقة في مديريات صنعاء مثل معين وبني الحارث وصنعاء القديمة وبني مطر وأرحب، إضافة إلى مناطق ريفية أخرى.

واشتكى عدد من المستفيدين في صنعاء ومحافظات أخرى لـ«الشرق الأوسط» من ممارسات حوثية تهدف إلى عرقلة عملية صرف المساعدات في بعض مراكز التوزيع، مما فاقم من معاناتهم في ظل أوضاع معيشية متدهورة.