نفى فرج بوهاشم الناطق باسم مجلس النواب الليبي لـ«الشرق الأوسط» وجود اتجاه لدى بعض أعضاء المجلس الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق مقرًا له، لإقالة رئيسه المستشار عقيلة صالح بسبب الخلافات التي اندلعت نتيجة لاعتراض عقيلة على اتفاق الصخيرات الذي تم توقيعه في المغرب، الأسبوع الماضي، بين ممثلين عن مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته الموجود بطرابلس.
وقال بوهاشم: «هذا الكلام مجرد تفكير بصوت عالٍ من بعض النواب بعد لقاء عقيلة مع رئيس برلمان طرابلس نورى أبو سهمين في مالطا أخيرا، ويعتبر ردة فعل ﻻ أكثر، وطالما أن عقيلة صرح بأن المجلس سيصوت على اﻻتفاق السياسي فلم تعد هناك مشكله إﻻ إذا حدث جديد».
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الأسبوع المقبل بمقره في طبرق للتصويت على اتفاق الصخيرات تمهيدا لاعتماده، فيما قال بوهاشم لـ«الشرق الأوسط»: «لوجيستيا هناك صعوبة لعقد جلسة هذا الأسبوع، هناك بعض النواب خارج ليبيا ولا نضمن وصولهم في الوقت المناسب».
وأوضح أن رأي عقيلة في اتفاق الصخيرات يعبر عن موقفه السياسي، وليس عن الموقف العام لكل أعضاء المجلس، مضيفا: «هو ﻻ يملك الرفض المطلق بصفته، هو يمثل صوتًا واحدًا فقط داخل المجلس، وقد دعانا لعقد جلسة للتصويت، فلا يمكن اعتبار رأي أي نائب يمثل المجلس بل رأي المجلس يتم التعبير عنه من خلال تصويت تحت قبة البرلمان». وتابع: «وهذا ما سيحدث بإذن الله، ونحترم جدا رأي الرئيس الشخصي مهما كان، لكن ﻻ يمكن اعتماده كرأي للمجلس».
وكان مقررا أن يلتقي، أمس، مجددا أبو سهمين وعقيلة في ثاني لقاء بينهما منذ الاجتماع المثير للجدل الذي عقداه في مالطا أخيرًا، حيث رجحت مصادر مقربة من أبو سهمين أن تستضيف سلطنة عمان هذا اللقاء. واتهم أمس نوري أبو سهمين رئيس برلمان طرابلس، بعثة الأمم المتحدة بتجاهل نتائج اجتماعه الأخير مع رئيس مجلس النواب، وقال: «بعد لقاء مالطا أكدنا عزمنا على أن يكون الحوار مباشرًا وسريعًا، لكن البعثة لم تولِ ذلك اهتمامًا».
ونقلت قناة «النبأ» التلفزيونية الموالية لجماعة الإخوان المسلمين عن أبو سهمين قوله: «نسعى للوصول إلى آلية لتشكيل حكومة توافقية قبل نهاية الشهر الحالي بعد اجتماع اللجان المشتركة بين مجلس النواب والمؤتمر الوطني».
وكشف أبو سهمين النقاب عن أنه تم توجيه دعوات لمن وصفهم بأهلنا من كل المناطق في الشرق والجنوب بالإضافة إلى الأمير محمد حسن الرضا ولي عهد ليبيا في المنفى للاحتفال عيد الاستقلال الذي يحل غدا (الخميس).
في المقابل، بدأت لجنة تابعة لبرلمان طرابلس بحث معايير اختيار حكومة جديدة للتوافق الوطني، حيث اجتمعت أمس بمقر البرلمان غير الشرعي لمناقشة وضع المعايير لاختيار رئيس وزراء الحكومة ونوابه وأعضائها.
من جهته، رحب، أمس، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر، بوثيقة خريطة الطريق التي اعتمدتها اللجنة المشتركة المعنية بمصراتة وتاورغاء في مدينة جنيف السويسرية يوم الجمعة الماضي. وعد كوبلر في بيان له أن «هذا الاتفاق يدل على أنه بإمكان الليبيين التغلب على تركات النزاع الثقيلة من خلال التحلي بالشجاعة وحسن النية».
إلى ذلك، أعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، علي الزعتري عن بدء توزيع 1300 طن من المواد الغذائية للمجتمعات المحلية الليبية التي تحتاج حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية.
ووجه الزعتري في بيان له الشكر للحكومة التونسية لتسهيلها مرور قافلة الشاحنات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي المحملة بهذه المواد الغذائية عبر معبر ذهيبة الحدودي، مشيرا إلى أنه سيتم توزيع هذه المساعدات في الأسابيع المقبلة على 4956 أسرة نازحة في مناطق مختلفة من ليبيا.
أمنيًا، فجر مجهولون يعتقد أنهم من الجماعات المتشددة زاوية دينية لتحفيظ القرآن الكريم بعد احتفال بالمولد النبوي الشريف بقلب العاصمة طرابلس.
وقالت مصادر أمنية إن الانفجار الذي وقع في ساعة مبكرة من صباح أمس تم بحقيبة بها مواد ناسفة بمنطقة بومليانة، لكن من دون سقوط أي ضحايا، بينما تعرض مبنى الزاوية لأضرار جسيمة، كما اشتعلت النيران في سيارات خارجه.
واضطر عدد من الزوايا الدينية في طرابلس إلى إلغاء الاحتفالات بمناسبة المولد النبوي الشريف بعد تلقيها تهديدات بالتفجير وقتل المسؤولين عنها.
إلى ذلك، أعلنت قوة الردع الخاصة التابعة للسلطات الموازية وغير المعترف بها دوليا في طرابلس أنها تمكنت من تحرير الرهينة المالطي مدير مستشفى سانت جيمس الذي تم اختطافه الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أنها اعتقلت شخصين لدى مهاجمتها مكان احتجازه.
وقال مصدر بمديرية أمن طرابلس إن المالطي بيير بيلدتشينو كان محتجزا بمزرعة في ضواحي طرابلس، علما بأنه يعتبر المالطي الثاني الذي يتم خطفه في طرابلس خلال الشهرين الماضيين، بعد مدير شركة تجارية يدعى نويل سايبرس جرى احتجازه لمدة 46 يوما في بلدة تاجوراء على يد عصابة طالبت بدفع فدية قيمتها خمسة ملايين يورو لإطلاق سراحه.
من جهة أخرى، وفى مدينة سرت الساحلية ومسقط رأس القذافي، نفذت ميليشيات مسلحة تابعة لتنظيم داعش عرضا أمنيا مفاجئا لما يسمى بالشرطة السلامة للتنظيم للذي يسيطر على المدينة فعليا منذ منتصف العام الحالي.
ونشر التنظيم فيديو يظهر عناصره وهم يرتدون زيا موحدا ويقومون بدوريات في جميع أنحاء المدينة التي باتت العاصمة الرئيسية للتنظيم الذي فقد أخيرا سيطرته على معقله القديم بمدينة درنة في شرق البلاد.
وأظهر الفيديو عربات للشرطة مزودة بصافرات وكشافات ضوئية، بينما ارتدت عناصر الشرطة التي تحمل رشاشات كلاشنيكوف، زيا أقرب إلى الزي الأفغاني وهم يضعون أقنعة سوداء على وجوههم.
وظهر ناطق باسم التنظيم لكن لكنته توحي بأنه لا يحمل الجنسية الليبية وسط تكهنات بأنه ربما من تونس، فيما استخدمت عناصر «داعش» سيارات دفع رباعي يستعملها التنظيم في ليبيا والعراق. ويحاول التنظيم الاستيلاء على الأراضي الواقعة إلى الشرق من سرت واستهداف حقول النفط الغنية بالقرب من بلدة إجدابيا.
وتشهد ليبيا منذ عام 2011 فوضى أمنية، بينما تتنافس على السلطة حكومتان إحداهما في شرق البلاد وتحظى باعتراف دولي، والأخرى في طرابلس ولا تحظى بالاعتراف الدولي.
ظهور مفاجئ لشرطة «داعش» في سرت وتفجير زاوية دينية بالعاصمة
الناطق باسم مجلس النواب الليبي: تأييد صالح لاتفاق الصخيرات لا يعبر عن موقف المجلس
ظهور مفاجئ لشرطة «داعش» في سرت وتفجير زاوية دينية بالعاصمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة