ممارسة الرياضة تحمي الأطفال من الحقد والميل للانتقام

الرياضة وسيلة بسيطة وفعالة لتعزيز الانضباط والسلوك الإيجابي لدى الأطفال (جامعة مدينة دبلن)
الرياضة وسيلة بسيطة وفعالة لتعزيز الانضباط والسلوك الإيجابي لدى الأطفال (جامعة مدينة دبلن)
TT

ممارسة الرياضة تحمي الأطفال من الحقد والميل للانتقام

الرياضة وسيلة بسيطة وفعالة لتعزيز الانضباط والسلوك الإيجابي لدى الأطفال (جامعة مدينة دبلن)
الرياضة وسيلة بسيطة وفعالة لتعزيز الانضباط والسلوك الإيجابي لدى الأطفال (جامعة مدينة دبلن)

كشفت دراسة دولية أجراها باحثون من كندا وإيطاليا فائدة جد يدة لممارسة الرياضة المنظمة في مرحلة الطفولة، تتعلق بإمكانية الوقاية مما يُعرف بـ«اضطراب التحدي المعارض».

وأوضح الباحثون من جامعة بافيا الإيطالية، وجامعة مونتريال الكندية أن الرياضة توفر سياقاً تربوياً واجتماعياً يساعد الأطفال على تبني أنماط سلوكية أكثر تكيفاً، ما يقلل من العبء الناتج عن اضطرابات السلوك المعارض ويدعم الصحة النفسية على المدى الطويل، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «European Child & Adolescent Psychiatry».

ويُعد اضطراب التحدي المعارض (ODD) حالة سلوكية تتميز بنمط متكرر ومستمر من الغضب وسهولة الاستثارة والجدال والرفض تجاه الأهل والأشخاص ذوي السلطة. ويتضمن الاضطراب أيضاً مشاعر الحقد والسعي إلى الانتقام، وهو ما يُعرف بالنزعة الانتقامية. وتؤثر هذه السلوكيات على التفاعلات الاجتماعية والعائلية، كما قد تعيق قدرة الطفل على التعلم وأداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.

وتبدأ أعراض اضطراب التحدي المعارض غالباً في مرحلة ما قبل المدرسة، وتشمل المزاج الغاضب والعصبي، والسلوك الجدلي والمتحدي، والسلوك المؤذي والانتقامي. وتستمر عادة لمدة ستة أشهر على الأقل، وقد تظهر في مكان واحد فقط (خفيفة) أو في أماكن متعددة مثل المنزل والمدرسة والأنشطة الاجتماعية (شديدة). وغالباً ما يصاحب الاضطراب حالات أخرى مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والاكتئاب، واضطرابات القلق، وصعوبات التعلم، مما يزيد من تعقيد التعامل مع حالة الأطفال.

واستندت الدراسة إلى بيانات بحث طولي حول تطور الطفل، شمل 1492 طفلاً وطفلة، وراقب مشاركتهم في الرياضات المنظمة خارج المدرسة، مع متابعة أعراض السلوك المعارض في أعمار 10 و12 عاماً. وركزت الدراسة على الرياضات التي تُمارَس تحت إشراف مدربين، والتي تتضمن قواعد واضحة وطابعاً تنافسياً.

وأظهرت النتائج أن الفتيان الذين شاركوا بانتظام في الرياضة أظهروا لاحقاً أعراضاً أقل بكثير من السلوك المعارض مقارنة بالفتيان ذوي المشاركة المنخفضة أو غير المنتظمة. أما الفتيات، فلم تُظهر الدراسة أي ارتباط واضح بين الرياضة وأعراض السلوك المعارض، وهو ما يُعزى إلى أن الفتيات عادةً يظهرن مستويات أقل من السلوك المعارض في مرحلة الطفولة الوسطى.

وأشار الباحثون إلى أن الرياضة توفر بيئة اجتماعية وإشرافية تساعد الأطفال على تعلم ضبط النفس، والتعاون، واحترام القواعد، مما يعزز صمودهم السلوكي ويحدّ من اضطرابات السلوك مستقبلاً.

وأضاف الفريق أن هذه النتائج تحمل دلالات مهمة لسياسات الصحة العامة والتعليم، إذ يمكن تشجيع المشاركة المستمرة في الرياضة خلال مرحلة الطفولة الوسطى بوصفها وسيلة بسيطة وفعالة لتعزيز الانضباط والسلوك الإيجابي لدى الأطفال، خصوصاً الفتيان، وهذه الاستراتيجية بسيطة وقابلة للتطبيق وتعود بالنفع على العائلات والمدارس والمجتمعات.


مقالات ذات صلة

برنامج غذائي صحي يخفف آثار علاج مرضى السرطان

صحتك جلسات البرنامج تتم عن بُعد ما يسهّل مشاركة المرضى من منازلهم دون الحاجة إلى زيارة المستشفى (جامعة كولورادو)

برنامج غذائي صحي يخفف آثار علاج مرضى السرطان

أظهرت دراسة أميركية أنّ برنامجاً افتراضياً يجمع بين التغذية والتمارين الرياضية يمكن أن يقلّل بشكل ملحوظ من الآثار الجانبية لعلاج السرطان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق التقنية تعتمد على استخدام الميكروفونات المدمجة في الهواتف الذكية لتحديد مواقع الأشخاص المحاصرين (جامعة طوكيو)

تقنية مبتكرة لتحديد مواقع العالقين تحت الأنقاض

كشف باحثون في جامعة طوكيو اليابانية عن تقنية صوتية مبتكرة، تستخدم ميكروفونات الهواتف الذكية للمساعدة في تحديد مواقع الأشخاص العالقين تحت الأنقاض، خلال الكوارث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
خاص يتوقع 91 في المائة من قادة الأعمال أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل الوظائف خلال عام عبر انتقال الموظفين إلى أدوار تحليلية واستراتيجية (شاترستوك)

خاص تقرير: المؤسسات السعودية تجني مكاسب مبكرة من الذكاء الاصطناعي رغم تحديات التأسيس

يكشف تقرير «كيندريل» عن أن السعودية تحقق مكاسب مبكرة من الذكاء الاصطناعي رغم تحديات الأنظمة والمهارات، فيما تستعد الشركات لمرحلة توسّع أكبر بدعم «رؤية 2030».

نسيم رمضان (لندن)
صحتك الفحص الجديد يعتمد على عينة بول لتشخيص سرطان المثانة بدقة (مركز موفيت للسرطان في أميركا)

فحص جديد يكشف سرطان المثانة بدقة عالية

تكشف دراسة إسبانية عن فحص غير جراحي يعتمد على تحليل الحمض النووي في البول، قادر بدقة عالية على تشخيص سرطان المثانة وتحديد مرحلته ومتابعة تطوّره.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الأداة الجديدة تمنح المبرمجين من ضعاف البصر استقلالية في التصميم (جامعة تكساس)

أداة مبتكرة تُساعد ضعاف البصر على البرمجة

طوّر فريق دولي أداةً بالذكاء الاصطناعي تمكّن المبرمجين ضعاف البصر من إنشاء النماذج ثلاثية الأبعاد وتحريرها بشكل مستقل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«البحر الأحمر» يكرِّم أسطورة بوليوود ريخا

إطلالة فاخرة للنجمة ريخا على السجادة الحمراء للمهرجان وهي تحيي الجمهور (المهرجان)
إطلالة فاخرة للنجمة ريخا على السجادة الحمراء للمهرجان وهي تحيي الجمهور (المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يكرِّم أسطورة بوليوود ريخا

إطلالة فاخرة للنجمة ريخا على السجادة الحمراء للمهرجان وهي تحيي الجمهور (المهرجان)
إطلالة فاخرة للنجمة ريخا على السجادة الحمراء للمهرجان وهي تحيي الجمهور (المهرجان)

كرَّم «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الأحد، النجمة الهندية الأسطورية ريخا (بانورخا غانيشان)، وذلك خلال ظهور نادر لها؛ حيث تسلَّمت جائزتها التكريمية من الرئيس التنفيذي لمؤسسة «البحر الأحمر السينمائي» فيصل بالطيور، في وجود مديرة البرامج السينمائية الدولية فين هاليغان، وذلك قيل العرض الدولي الأول للنسخة المُرممة من فيلمها الكلاسيكي الشهير «أومراو جان» الصادر عام 1981.

ويعد الفيلم الذي عُرض ضمن برنامج «كنوز البحر الأحمر»، تحفة سينمائية خالدة، وعملاً فنّياً كلاسيكياً يحمل في طيَّاته ذكريات عزيزة على قلوب جماهير السينما حول العالم. وتنطلق أحداثه من مدينة لكناو الهندية في حقبة زمنية فارقة (عام 1857)، ليسلِّط الضوء على قصة مُغنية وراقصة وشاعرة محلية، كاشفاً النقاب عن رحلتها الشخصية مع الشهرة والتألُّق.

وشهد العرض العالمي الأول حضوراً مميزاً؛ حيث حضر مخرج الفيلم مظفَّر علي، صاحب الرؤية الإخراجية الأصلية، لعمل يعدُّ واحداً من أهم الإنتاجات السينمائية الهندية في تاريخ الفن السابع.

ريخا في عرض فيلمها «أومراو جان» الذي يعد من التحف السينمائية الخالدة (المهرجان)

وفي تعليقها على عرض الفيلم في «مهرجان البحر الأحمر»، استحضرت ريخا العلاقة الفنية والنفسية التي تربطها بهذا العمل، قائلة: «يحظى الفيلم بمكانة خاصّة في قلبي. إذ لم تكن البطولة مجرد شخصية أديتها؛ بل كانت مرآة عكست أعمق مشاعري وأكثر أحلامي حميمية واتساعاً. كما أرى فيها تجسيداً حياً لخلجات روحي وأسرارها، وتراثاً روحانياً تتناقله الأجيال، لتحوّل قصة من صميم الواقع إلى صدى إنساني يتردد في قلوب الملايين من حول العالم».

وأضافت متحدثة عن أهمية إعادة عرض الفيلم: «إن إحياء هذا العمل الكلاسيكي بعد 45 عاماً، وعرضه على جمهور (مهرجان البحر الأحمر السينمائي) يتجاوز كونه مجرد حدث؛ بل هو إنجازٌ ثقافي له أثر عميق في نفوس عشاق السينما الكلاسيكية الخالدة في الذاكرة الجمعية للجمهور».

وتابعت: «أعتزُّ غاية الاعتزاز وأنا أرى عودة التحفة الخالدة (أومراو جان) إلى الواجهة السينمائية العالمية، ضمن برنامج (كنوز البحر الأحمر)، إلى جانب عمل للمخرج الأسطوري ألفريد هيتشكوك. فهذه ليست عودة للفيلم فحسب؛ بل هي تتويج لرحلة فنية استثنائية».

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «أومراو جان» مقتبس من رواية «أومراو جان آدا» الأوردية الصادرة عام 1899 للشاعر والكاتب الهندي ميرزا هادي روسوا. وتعدُّ من أبرز أعمال السينما الهندية الكلاسيكية التي تخلِّدها موسيقى المؤلف خيَّام، وكلمات الشاعر الأُردي شهريار، وأداء المغنية آشا بهوسلي، والممثلة ريخا ذات الجمال الآسر والأداء الاستثنائي في الدور البطولي.


العُلا تحصد لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية عالمياً لعام 2025

إرث إنساني فريد وطبيعة استثنائية يعزّزان مكانة العُلا على خريطة السفر العالمية (واس)
إرث إنساني فريد وطبيعة استثنائية يعزّزان مكانة العُلا على خريطة السفر العالمية (واس)
TT

العُلا تحصد لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية عالمياً لعام 2025

إرث إنساني فريد وطبيعة استثنائية يعزّزان مكانة العُلا على خريطة السفر العالمية (واس)
إرث إنساني فريد وطبيعة استثنائية يعزّزان مكانة العُلا على خريطة السفر العالمية (واس)

مقطوعة محافظة العُلا جائزة «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025» ضمن جوائز السفر العالمية، في الإنجاز يعزّز حضورها خصيصاً لها وجهاًً محددةً للثقافة والتراث، ويؤكد مكانتها المتنامية في تقديم تجارب سياحية تقوم على مزيج من الإرث المذهل والطبيعة الفريدة.

ويُعد التكريم من أرفع الجوائز في قطاع السياحة، إذ نالت العُلا يسحب بعد حصولها على نسبة أعلى من 8 خبراء دوليين في مجالات السفر والضيافة ومن تمثيل التنفيذيين ومنظمي طب الطوارئ ووكلاء السفر.

وتعد جوائز السفر العالمية، التي انطلقت عام 1993، معياراً كلاسيكياً من دورياً للاحتفاء بالتميز في الشتاء والضيافة، وتضم من أفضل فنادق الطيران إلى أبرز تجارب السفر حول العالم.

200 ألف عام من التاريخ و 7 آلاف عام من الحضارات المتعاقبة في وجهة واحدة (واس)

يأتي التتويج الجديد ممتداً لسلسلة الإنجازات التي حققتها العُلا خلال الفترة الطويلة، بعد فوزها بثلاث جوائز أكثرية ضمن نسخة الشرق أوسطية لجوائز نفسه لعام 2025، تظهر أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط، وأفضل وجهة للفعاليات والأفلام، وأفضل مشروع سياحي ثقافي رائد في السعودية.

وتميز العُلا بمزيج يجمع بين الصحابة والتاريخ العميق، حيث يضمن موقع الحجر المدرج على قائمة التراث لـ«يونيسكو»، بما في ذلك ما يحتويه من مادافن نبطية ثقة حضارية ازدهرت قبل قرون. وتمتد جذور العُلا إلى أكثر من 200 ألف عام من الوجود البشري وسبعة آلاف عام من الحضارات المتعاقبة، تُجسّدها السلطة الملكية لمحافظة العُلا عبر التجارب الثقافية الفكرية والتاريخ برؤية مع الظلمة.

فعاليات «لحظات العُلا» تجسّدت رؤية معاصرة تُحيي التاريخ وتجارب تجارب ثقافية مختلفة (واس)

كما شاركت الفعاليات الفنية والمهرجانات التي تحتضنها برنامج «لحظات العُلا» على مدار العام، للحفاظ على وتنوع تجاربها السياحية.


هل يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في إنقاذ اليابان من الخرف؟

علماء بجامعة واسيدا في طوكيو يطورون روبوتات الرعاية (إنستغرام)
علماء بجامعة واسيدا في طوكيو يطورون روبوتات الرعاية (إنستغرام)
TT

هل يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في إنقاذ اليابان من الخرف؟

علماء بجامعة واسيدا في طوكيو يطورون روبوتات الرعاية (إنستغرام)
علماء بجامعة واسيدا في طوكيو يطورون روبوتات الرعاية (إنستغرام)

غادر أكثر من 18 ألف شخص مصابين بمرض الخرف منازلهم خلال العام الماضي وتجولوا في أنحاء البلاد. وعُثر على نحو 500 منهم لاحقاً، ولكن كانوا مُتوفين. وتقول الشرطة إن تلك الحالات قد تضاعفت منذ 2012. ويمثل كبار السن، الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً حالياً نحو 30 في المائة من سكان اليابان، وهي ثاني أكبر نسبة في العالم بعد موناكو، بحسب البنك الدولي.

مما عقّد الأزمة تقلّص القوى العاملة والقيود الصارمة المفروضة على العاملين الأجانب الوافدين لتقديم الدعم والرعاية. وقد صرّحت الحكومة اليابانية بأن الخرف أحد أهم التحديات الملحّة في سياساتها، حيث من المتوقع أن تصل تكاليف المشكلات الصحية المرتبطة بالخرف والرعاية الاجتماعية إلى 14 تريليون ين (90 مليار دولار أو 67 مليار جنيه إسترليني) بحلول عام 2030، بحسب تقديرات وزارة الصحة، حسب «بي بي سي» البريطانية.

وقد حددت الحكومة في أحدث استراتيجياتها محوراً أقوى نحو التكنولوجيا من أجل تخفيف الضغط. يتبنى الناس في أنحاء البلاد أنظمة قائمة على تقنية التموضع العالمي الـ«جي بي إس» من أجل تعقب الذين يتجولون على غير هدى. وتقدم بعض المناطق علامات «جي بي إس» إلكترونية يمكنها تنبيه السلطات في اللحظة التي يغادر فيها شخص منطقة محددة. وفي بعض البلدات يتلقى العاملون في المتاجر الصغيرة إخطارات في الوقت الفعلي في إطار شبكة أمان مجتمعي يمكنها تحديد موقع شخص مفقود في غضون ساعات.

كذلك هناك وسائل تكنولوجية أخرى تستهدف اكتشاف الخرف في وقت مبكر. ويستخدم نظام «غيت» من شركة «فوجيتسو» الذكاء الاصطناعي لتحليل وضع الجسم وأنماط المشي ورصد أي علامة من علامات الخرف المبكرة، مثل المشي بجرّ القدم أثناء السير، أو الدوران ببطء، أو الصعوبة في الوقوف، حيث يمكن للأخصائي الإكلينيكي مراجعة المخططات الخاصة بالهيكل العظمي أثناء عمليات الفحص الدوري. وقال هيدينوري فوجيوارا، متحدث باسم شركة «فوجيتسو»: «الاكتشاف المبكر للأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر أمر رئيسي ومهم. إذا استطاع الأطباء استخدام بيانات رصد للحركة، فيمكنهم التدخل مبكراً ومساعدة الأشخاص في البقاء نشطين لفترة أطول».