محمد عبده يلهب شتاء الرياض بأروع أغنياته

حفل جديد لـ«فنان العرب» يوم 5 ديسمبر ضمن «موسم الرياض 2025»

حضور جماهيري كبير شهدته الأمسية الغنائية في الرياض (الشرق الأوسط)
حضور جماهيري كبير شهدته الأمسية الغنائية في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

محمد عبده يلهب شتاء الرياض بأروع أغنياته

حضور جماهيري كبير شهدته الأمسية الغنائية في الرياض (الشرق الأوسط)
حضور جماهيري كبير شهدته الأمسية الغنائية في الرياض (الشرق الأوسط)

ألهب فنان العرب محمد عبده شتاء العاصمة الرياض في ليلة طربية ساحرة، امتدت حتى ساعات الصباح الأولى من يوم السبت، وسط حضور جماهيري كبير تجاوز 22 ألفاً من محبيه وعشّاقه من السعودية والوطن العربي. واكتظ المسرح الذي يحمل اسمه في المجمع الترفيهي «بوليفارد سيتي» في حي حطين بالرياض بالحضور، في حين تابع ملايين المشاهدين الحفل عبر نقله المباشر على قنوات فضائية ومنصات رقمية.

قدَّم نسخة استثنائية من «أنشودة المطر» (الشرق الأوسط)

وقدَّم محمد عبده لعشّاق الفن الأصيل أمسية استثنائية تُضاف إلى مسيرته العريقة الممتدة لأكثر من 5 عقود، مزج فيها بين الإحساس العالي وروعة الألحان وأدائه المميّز الذي أسر قلوب الملايين، وسط حضور متناغم مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو السعودي هاني فرحات.

وقدّم أروع أعماله الغنائية وأجملها، من بينها أغنياتٍ لم يسبق أن أدّاها على المسرح، وسط تفاعل جماهيري كبير شهده الحفل الذي جاء ضمن فعاليات «موسم الرياض 2025»، أكبر وأشهر وجهة ترفيهية في المنطقة والعالم، وذلك بدعم وإشراف ومتابعة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، وبالتنظيم من «مجموعة روتانا للموسيقى».

آه... ما أرق الرياض

جانب من حفل محمد عبده (الشرق الأوسط)

«ألف غصن من اليابس فزّ لأجلك وانثنى... اكسري الأوهام كاس... وإن عشقتِني أنا» كانت البداية، وأي بداية! لوحة إبداعية استهلّ بها محمد عبده الحفل بأغنية «وين أحب الليلة»، وسط تفاعل جماهيري كبير تحوّل فيه الجمهور إلى كورال يرافق الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو السعودي هاني فرحات، مردّدين معه: «ما أبي من الناس ناس... ما علينا لو طربنا وانتشينا... آه... ما أرق الرياض تالي الليل... أنا لو أبي خذتها بيدها ومشينا».

وعبر حنجرة أثراها العمر فزادها دفئاً وعمقاً وطرباً، واصل الفنان محمد عبده تألّقه على المسرح بباقة من أجمل أعماله التي رافقت أجيالاً كاملة، إضافة إلى أحدث إنتاجاته الفنية. فقد تغنّى بـ«أنشودة المطر» مقدّماً إياها بأسلوب مبتكر واحترافية عالية، حين أطال في ترديد أبياتها مختزلاً سنوات طويلة من التجربة: «أتعلمين... أيّ حزن يبعث المطر... وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع».

محمد عبده والمايسترو السعودي هاني فرحات خلال وصلة غنائية في الحفل (هيئة الترفيه)

ومن ثَمَّ أتبعها بالأغنية التي طرحها مؤخراً: «وينها ذيك الليالي وين راحت ما درينا... يوم كان القلب خالي والهوى غضّ بإيدينا»، وهي أغنية تعكس مشاعر الحنين والاشتياق، من كلمات الأمير فيصل بن تركي بن ناصر، وألحان أحمد الهرمي.

وأبحر فنان العرب بجمهوره طرباً وحباً وشجناً خلال الحفل، معلناً دخول فصل الشتاء عبر رائعته «جمرة غضى»، تلتها «رماد المصابيح»، و«ما في داعي»، و«مرّ قلبي يوم... واسألي مرة عليه... منهو يجيه ويسأله».

طلب خاص

محمد عبده يحيي الجماهير الحاضرة في ختام حفلته الغنائية (هيئة الترفيه)

وخلال وصلته الأخيرة في الحفل، قدّم فنان العرب أغنية «موعد الأحباب» و«مذهلة.. ما هي بس قصة حُسن رغم أن الحُسن فيها بحد ذاته مشكلة». ثم كشف عن طلب تلقّاه من شخص عزيز عليه، وصفه بأنه «طلب خاص»، ليؤدي بعدها أغنية «الأماكن»، مستحضراً بصوته الشجي مشاعر الفقد والحنين، وسط تفاعل جماهيري كبير مع كلمات الأغنية التي ما زالت منذ عام 2005 راسخة في ذاكرة عشّاق «أبو نورة». والأغنية من كلمات منصور الشادي وألحان ناصر الصالح، وتقول: «الأماكن كلها مشتاقة لك... والعيون اللي انِرسم فيها خيالك... والحنين اللي سرى بروحي وجالك... ما هو بس أنا حبيبي... الأماكن كلها مشتاقة لك».

فنان العرب محمد عبده برفقة سالم الهندي الرئيس التنفيذي لمجموعة «روتانا للموسيقى» (روتانا)

ليواصل الفنان محمد عبده تألّقه على خشبة المسرح بأغنية «اختلفنا مين يحب الثاني أكثر... واتفقنا إنك أكثر وأنا أكثر»، قبل أن يختتم أمسيته الغنائية بـ«أبي منه الخبر» و«ما عاد بدري»، ليغادر المسرح بالحفاوة الجماهيرية ذاتها التي استُقبل بها.

وجاءت هذه الليلة الطربية الفريدة، التي امتدت لنحو 5 ساعات متواصلة على 3 فقرات تخللتها استراحتان قصيرتان، لتشهد مشاركة الفنان الشاب رامي عبد الله خلال الفقرة الأولى، في إطار دعم المواهب الشابة وتقديمها في كبرى المحافل والحفلات الغنائية. وقدّم رامي مجموعة من الأعمال التي سبق أن أدّاها فنان العرب، منها «آخر زيارة»، و«رسولي قوم»، و«علّ ما باس»، و«الله عليها عوّدت».

الفنان رامي عبد الله خلال مشاركته في الفقرة الأولى من حفل «فنان العرب» (الشرق الأوسط)

وكشف الفنان محمد عبده للإعلاميين، خلال فترة الاستراحة الثانية، عن شعوره بوعكة صحية داهمته أثناء الحفل، مشيراً إلى أنه كان بإمكانه الاعتذار، إلا أنه فضَّل مواصلة الغناء رغبة منه في إمتاع الجمهور والحاضرين والمشاهدين خلف الشاشات. وقدَّم نصيحة للفنانين الشباب بضرورة تقديم أعمال فنية مميزة تبقى إرثاً في مسيرتهم، لافتاً إلى أنّ لديه أعمالاً كثيرة ومتنوعة تحاكي التراث وتثريه.

وتحدّث أيضاً عن نجله «عبد الرحمن» وحبّه للمجال الفني، موضحاً أن شغفه بالموسيقى دفعه للدراسة في باريس حتى أصبح عازفاً ماهراً على البيانو، وله أعمال لحنية جيدة، مؤكّداً أنها ستحمل تأثيراً واضحاً في المستقبل.

الفنان محمد عبده هو أحد كبار المغنين والملحنين في الوطن العربي، واشتهر إلى جانب اسمه بكنيته «أبو نورة» ولقب «فنان العرب». وقد بدأ مسيرته الغنائية في بداية الستينات من القرن الماضي، لفت خلالها الأنظار بصوته العذب الشجي، وقدّم مجموعة كبيرة من الأغنيات الخالدة التي لاقت نجاحاً جماهيرياً واسعاً، إلى جانب تمتّعه بقدرة عالية ومميّزة على التلحين.

حضور جماهيري تجاوز الـ22 ألفاً من محبي الفنان محمد عبده (الشرق الأوسط)

حفل آخر في ديسمبر

وإثر الإقبال الكبير الذي شهده حفل فنان العرب، بعد نفاد التذاكر في وقت مبكر جداً من موعد الحفل، أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، عن تنظيم حفل جديد للفنان محمد عبده يوم الجمعة 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وذلك عبر حسابه الشخصي على منصة «إكس»، حيث نشر بوستر الحفل وعلّق عليه قائلاً: «عشانكم».

ويُقام الحفل، الذي يأتي تحت عنوان «جلسة شعبيّات»، على مسرح «محمد عبده أرينا» في الرياض، بمشاركة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو السعودي هاني فرحات، في حين شهدت تذاكر الحفل عند طرحها عصر السبت إقبالاً جماهيرياً كبيراً.

ويأتي تنظيم الحفلات الغنائية ضمن سلسلة من الفعاليات الموسيقية الكبرى التي يقدّمها الموسم الترفيهي الأضخم إقليمياً وعالمياً «موسم الرياض 2025»، الذي بات إحدى أهم المنصّات الفنية في العالم.

ويستضيف موسم العام الحالي نخبة من ألمع نجوم الغناء في السعودية والعالم العربي، إلى جانب عروض تجمع بين الفن والموسيقى والترفيه، ما جعل من العاصمة الرياض وجهة رئيسية لعشاق الحفلات الضخمة من داخل السعودية وخارجها.


مقالات ذات صلة

مهرجان الملك عبد العزيز: «شعل» القحطاني تتوَّج بشوط شلفا ولي العهد

رياضة سعودية فعاليات مسابقة المزاين لفئة شوط شلفا ولي العهد «شعل» بعد استعراضها أمام لجنة التحكيم (نادي الإبل)

مهرجان الملك عبد العزيز: «شعل» القحطاني تتوَّج بشوط شلفا ولي العهد

أعلنت لجنة التحكيم النهائي بمهرجان الملك عبد العزيز للإبل في نسخته العاشرة، اليوم (الثلاثاء)، نتائج الفائزين في اليوم الثالث والعشرين.

«الشرق الأوسط» (الصياهد)
الخليج وزير الخارجية السعودي ونظيره الصيني خلال التوقيع على اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين البلدين (الخارجية السعودية)

السعودية والصين توقّعان اتفاقية إعفاء متبادل من التأشيرات

عقدت السعودية والصين الاجتماع الخامس للجنة السياسية، وبحثتا تعزيز الشراكة الاستراتيجية، ووقّعتا اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات الدبلوماسية والخاصة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تحتفي جوائز «جوي أواردز» بنجوم السينما والدراما والموسيقى والإخراج والرياضة والمؤثرين العرب (هيئة الترفيه)

انطلاق التصويت لجوائز «جوي أواردز 2026»

انطلق التصويت لجوائز صُنَّاع الترفيه «جوي أواردز 2026»، التي تُعدّ الأرقى والأضخم في المنطقة، بعد اكتمال مرحلة التسمية التي شهدت تفاعلاً واسعاً من الجمهور.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أحد المسارح الجديد لنسخة هذا العام من فعالية «ساوندستورم» في الرياض (الشرق الأوسط)

«ساوندستورم 2025» يُحوِّل «بنبان» الرياض إلى مدينة نابضة بالموسيقى

تحوَّلت منطقة بنبان شمال الرياض، الخميس، إلى وجهة موسيقية نابضة مع انطلاق «ساوندستورم 2025»، الذي يستمر حتى السبت، في نسخة تعدّ الأضخم منذ تأسيس المهرجان.

فاطمة القحطاني (الرياض)
يوميات الشرق مُلصق الفيلم من بطولة يعقوب الفرحان وسارة طيبة (البحر الأحمر)

«مسألة حياة أو موت»... حين يضع الحبّ يده على حافة العبث

يشكّل «البحر الأحمر» محطة أساسية في مسار الفيلم، لا سيما أنّ المهرجان دعم العمل في مرحلتَي التطوير والإنتاج...

أسماء الغابري (جدة)

كيف صنعت الجبال والبرد تنوّع النباتات عبر ملايين السنين؟

جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)
جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)
TT

كيف صنعت الجبال والبرد تنوّع النباتات عبر ملايين السنين؟

جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)
جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)

تلعب الجبال ودرجة الحرارة المنخفضة دوراً أساسياً في نشوء النباتات وتنوّعها على الأرض، إذ تشكل الارتفاعات العالية بيئات جديدة وتربط التغيرات المناخية بين سلاسل جبلية منفصلة، مما يسمح للنباتات بالانتشار والتكيف على مدى ملايين السنين.

أظهرت دراسة حديثة أجراها شينغ ياو وو وزملاؤه، في حديقة شيشوانغباننا النباتية الاستوائية بالأكاديمية الصينية للعلوم، ونُشرت في مجلة «ساينس أدفانس (Science Advances)» أن ارتفاع الجبال وانخفاض درجات الحرارة العالمية لعبا دوراً محورياً في نشوء وتنوّع النباتات الجبلية في نصف الكرة الشمالي. إذ أسهمت الجبال في خلق بيئات جديدة على ارتفاعات شاهقة، في حين سمح التبريد العالمي بربط سلاسل جبلية منفصلة، مما مكّن النباتات من الانتشار والاختلاط عبر مساحات واسعة على مدى ملايين السنين.

ركزت الدراسة على 5 أنظمة جبلية رئيسية وحلَّلت 34 مجموعة من النباتات الزهرية تضم 8456 نوعاً، لإعادة بناء تاريخ انتشار هذه النباتات وتنوعها زمنياً ومكانياً. أظهرت النتائج أن تشكّل الجبال وفّر بيئات جديدة على ارتفاعات عالية، مما أتاح فرصاً للتكيّف والتنوع المحلي، في حين ساعد انخفاض درجات الحرارة على توسيع نطاق البيئات الباردة وربط سلاسل جبلية كانت معزولة سابقاً، مما سهّل امتزاج النباتات عبر مسافات شاسعة.

كما كشفت الدراسة عن اختلافات واضحة في الآليات التطورية بين الأنظمة الجبلية. فقد تبين أن منطقة «التبت - الهيمالايا - هنغدوان» مثّلت مركزاً رئيسياً لنشوء التنوع البيولوجي، حيث نشأ أكثر من نصف الأنواع الجديدة من تطور محلي. في المقابل، أظهرت الأنظمة الجبلية الأوروبية والإيرانية - التورانية نمطاً مختلفاً، إذ تشكّلت نباتاتها الجبلية أساساً من سلالات محلية متوسطة إلى منخفضة الارتفاع، ومن ثَمَّ تكيفت لاحقاً مع البيئات العالية.

تؤكد هذه النتائج أن تنوع النباتات الجبلية لا يعود إلى عامل منفرد، بل إلى تفاعل طويل الأمد بين العمليات الجيولوجية والتغيرات المناخية العالمية. كما توفر الدراسة إطاراً لفهم كيفية استجابة النظم البيئية الجبلية للتغيرات المناخية المستقبلية، وتُسهم في توضيح الأنماط العامة لتشكّل التنوع البيولوجي على سطح الأرض.


وزير الإعلام السعودي: لا تسامح مع استخدام حرية التعبير لخلق فوضى

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
TT

وزير الإعلام السعودي: لا تسامح مع استخدام حرية التعبير لخلق فوضى

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)

شدد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، على عدم التسامح مع من يحاولون استخدام «حرية التعبير» لخلق فوضى في الفضاء الإعلامي، أو استخدام خطاب شعبوي زائف الهدف منه زيادة أعداد المتابعين، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الحكومي بالعاصمة الرياض.

وقال وزير الإعلام السعودي إن القوانين والأنظمة في السعودية تكفل حرية التعبير كحق أصيل، لكن في الوقت نفسه تميز بوضوح بين الرأي المسؤول والنقد البناء، وبين التحريض الذي يهدف إلى التضليل أو تأجيج الرأي العام.

وبيّن أن إجراءات هيئة تنظيم الإعلام لا تستهدف الآراء أو النقد البناء، بقدر ما تأتي في إطار تطبيق الأنظمة تجاه أي ممارسات تتجاوز المسؤولية الإعلامية وتمس السلم المجتمعي.

وكشف الوزير الدوسري خلال المؤتمر، الذي عقد للحديث عن تطورات مشروع مدينة القدية، أن العمل جارٍ لإطلاق مشروع «مدرسة الموهوبين الإعلاميين»، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم، لاكتشاف ورعاية الموهوبين من مراحل مبكرة.

وأوضح أن مدينة القدية ستستضيف الملتقى الثاني لصناع التأثير إمباك 2026، لافتاً إلى أن العمل قائم مع الشركاء في القدية لإطلاق مشروع «بيت إمباك».

واستعرض وزير الإعلام السعودي مجموعة من الإنجازات التي حققتها السعودية خلال الفترة الماضية، ومن ذلك زيادة مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، حيث بلغت 55.4 في المائة خلال الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة بـ45.9 في المائة في الربع الثالث من عام 2016. فيما ⁠«بلغت نسبة تملُّك الأسر السعودية للمنازل في نهاية العام الماضي 65.4 في المائة».

وتابع: ⁠«احتلّت المملكة المركز الأول عالمياً في عدد الجوائز التي نالتها في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب بـ26 جائزة، كأكبر دولة في العالم تنال هذا العدد من الجوائز في تاريخ المسابقة».

وأضاف الوزير الدوسري أن قطار الرياض استقبل 120 مليون راكب منذ بدء انطلاق المشروع وحتى أكتوبر (تشرين الأول) 2025، وسجّل أعلى درجات الانضباط في التشغيل، بنسبة التزام بلغت 99.8 في المائة لعام 2025. مشيراً إلى أن السعودية تستهدف تنفيذ المرحلة السابعة من مشروع قطار الرياض خلال العام المقبل.

من جهته، قال العضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار»، عبد الله الداود، أن القدية مدينة فريدة من نوعها تجمع أكثر من 70 أصلاً في مكانٍ واحد، من بينها استاد الأمير محمد بن سلمان، ومجمع التنس الوطني، ومركز الفنون الأدائية، والعديد من الأصول النوعية الأخرى. ‏وأكد الداود أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يؤمن بالمشاريع النوعية التي تضيف لحياة الناس ولها القدرة على خلق اقتصادات وقطاعات جديدة، ولذلك كان كل العمل منصباً على تنفيذ أفكار الأمير محمد وتطلعاته، مشيراً إلى أن مشروع القدية يأتي من قلب «رؤية 2030»، وأن القدية تتبنى مفهوماً متكاملاً يندمج فيه الترفيه والرياضة والثقافة والسياحة بشكل متجانس.

وأعلن العضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار»، خلال المؤتمر، أن تاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، هو موعد افتتاح مدينة القدية لأول أصولها، منتزه «سيكس فلاغز»، مؤكداً أن الافتتاح سيشكل نقلة نوعية تحولية في مسيرة المدينة.

وأضاف الدواد أن منتزه «Six Flags» نجح في كسر عدد من الأرقام القياسية، وذلك من خلال 5 ألعاب في مكان واحد، من أبرزها لعبة أفعوانية الصقر التي تحطم 3 أرقام قياسية كأطول أفعوانية في العالم، وأسرع أفعوانية في العالم، وأعلى أفعوانية في العالم.

وكشف الداود أنه تم الانتهاء الكامل من منتزه «Six Flags» الذي صمم لاستقبال نحو 10 آلاف زائر يومياً، ومن المتوقع أن يتجاوز أعداد زوار المنتزه مليوني زائر خلال 2026، فيما تم الانتهاء من أكثر من 95 في المائة من منتزه أكواريبيا المائي وسيفتتح خلال العام المقبل، إضافة إلى المرحلة الأولى للبنية التحتية في الطرق والكهرباء والاتصالات وخدمات الطوارئ.


«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
TT

«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

يقدّم الفيلم المصري «خريطة رأس السنة» تجربة سينمائية إنسانية تنطلق من علاقة عائلية واضحة منذ اللحظة الأولى؛ إذ يعرف الطفل «نور» (يقوم بدوره الطفل آسر) أن «حبيبة» (ريهام عبد الغفور) هي خالته، ويتعامل معها على هذا الأساس، فالطفل المتفوق في المدرسة الداخلية التي يدرس فيها بالمجر، يخطط لمفاجأة والدته في رأس السنة بزيارتها في باريس مع تحضير مفاجأة لها، لتكون العطلة بمثابة بداية لأيام مختلفة في حياته.

نشاهد الفيلم من منظور الطفل «نور» على مدار الأحداث، بداية من المدرسة الداخلية التي يدرس فيها بالمجر والتي تقع بالقرب من منزل «حبيبة» وصديقتها التي تقيم معها، وكلتاهما من أصحاب «متلازمة داون»، مروراً بتواصله مع «سارة» (هنادي مهنا) باعتبارها والدته التي لم تأتِ لزيارته ولقائه من باريس منذ عامين، في حين يقتصر التواصل بينهما على الاتصالات الهاتفية.

يعتمد الفيلم بالكامل على رؤية العالم من خلال «نور»، فنحن نراه ونفهمه كما يراه هو، ونشهد تحوّلاته النفسية من دون تدخل تفسيري مباشر للقاءات التي يخوضها في الطريق مع غرباء، وتبدّل الأمكنة، والضغط المتواصل الناتج عن السفر، والظروف الاضطرارية التي تعوق ترتيب رحلته وإكمالها بالطريقة التي يريدها، مع إعادة ترتيب الأنشطة والأماكن التي يوجد فيها قبل الوصول إلى والدته.

في الأحداث التي تستمر على مدار أكثر من 90 دقيقة نتابع رحلة «نور» التي تشمل توقفات بعدد من المدن الأوروبية قبل الوصول لوجهته النهائية في باريس؛ توقفات لرغبته في تنفيذ مفاجأة استثنائية لوالدته وهدية لذكرى والده الراحل.

ريهام عبد الغفور مع عدد من الحضور في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

الفيلم الذي شارك في بطولته إلى جوار ريهام وآسر كل من هنادي مهنا، وأسماء أبو اليزيد، وعدد من الممثلين الأجانب، كتبه يوسف وجدي، ويخرجه رامي الجندي في أولى تجاربه الإخراجية، في حين صُوّر بين 6 مدن أوروبية مختلفة على مدار أكثر من عام.

وقال المخرج رامي الجندي لـ«الشرق الأوسط» إن نقطة الانطلاق في «خريطة رأس السنة» كانت تحديد زاوية الرؤية للأحداث، وإن القرار الأهم تمثّل في أن يُروى الفيلم بالكامل من داخل وعي الطفل «نور»، فالمتفرج لا يُفترض به أن يرى الشخصيات من الخارج، بل يختبر العالم بذات الدرجة من البراءة والارتباك والأسئلة غير المكتملة التي يعيشها البطل، وهو ما فرض إيقاعاً هادئاً ولغة بصرية تميل إلى المراقبة أكثر من الشرح، وفق تعبيره.

وأوضح الجندي أن «العلاقة بين (نور) و(حبيبة) لا تقوم على المفاجأة أو الاكتشاف، بل على المعرفة المسبقة، وهو ما منح الفيلم مساحة أعمق للاشتغال على الاختبار الإنساني، لا الصدمة الدرامية»، مشيراً إلى أن هذا الاختيار أتاح له التركيز على التفاصيل الصغيرة في العلاقة، وعلى التحوّلات التدريجية في فهم الطفل لمعنى المسؤولية، بدلاً من اللجوء إلى حلول سردية مباشرة.

ولفت المخرج إلى أن «اختيار التصوير في أجواء (الكريسماس) بأوروبا كان تحدياً كبيراً؛ إذ يُعد هذا التوقيت الأصعب من حيث الإجازات والتحكم في المواقع وحركة المدن»، على حد تعبيره، وقال إنه قام بتقسيم التصوير إلى ثلاث مراحل، عبر ست دول أوروبية مختلفة، معتبراً أن السيطرة على هذا الكم من التفاصيل لم تكن سهلة، لكنها كانت حاسمة للحفاظ على الإحساس الحقيقي بالطريق.

وأضاف الجندي أن «العمل مع ممثلين أجانب جرى بالكامل عبر الإنترنت، من خلال شركات متخصصة، وهو ما تطلّب تحضيرات طويلة قبل التصوير».

الملصق الترويجي للفيلم (الشركة المنتجة)

وأكد مؤلف الفيلم يوسف وجدي لـ«الشرق الأوسط» أن العمل لا يتعامل مع «متلازمة داون» بوصفها موضوعاً مستقلاً، بل كجزء من نسيج إنساني أوسع، موضحاً أن «التحدي الحقيقي كان في تجنّب الخطاب المباشر أو التفسير الأخلاقي الجاهز، خصوصاً أن ما شغله منذ البداية مرتبط بطبيعة الاختلاف بين كل حالة، والتفاوت الموجود لدى كل شخص، وكيف يمكن أن يستفيد منه ليعيش حياته بشكل أفضل».

وأضاف وجدي أن «فكرة العمل استُلهمت جزئياً من قضايا حقيقية أُثيرت في فرنسا، تتعلق بالأهلية الأسرية، وبالنظرة القانونية والاجتماعية إلى مفهوم المسؤولية لمن يعاني من (متلازمة داون)»، مشيراً إلى أن هذه القضايا فتحت أمامه مساحة للتفكير في الفجوة بين القانون والمشاعر، وبين ما يُعتبر صحيحاً على الورق وما يحدث فعلياً داخل البيوت والعلاقات اليومية.