عقدت «دارة الملك عبد العزيز» النسخةَ الأولى من ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين، المنعقد ضمن برنامج مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ، في قاعة «سوبر دوم» بمدينة جدة، بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي أقيم خلال الفترة من 18-21 جمادى الأولى 1447هـ (9-12 نوفمبر «تشرين الثاني» 2025).
افتُتِحت فعاليات الملتقى بعد إعلان الأمير فيصل بن سلمان، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس إدارة «دارة الملك عبد العزيز» إطلاق الملتقى خلال حفل افتتاح مؤتمر ومعرض الحج 1447هـ.
وسجّل الملتقى إنجازاً نوعياً؛ حيث حظي بإشادة مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتاريخ 11 نوفمبر، لما تميز به تنظيم «دارة الملك عبد العزيز» من احترافية عالية، عكست جهود السعودية وقيادتها في خدمة الحرمين الشريفين، كما جرى تكريم جناح «دارة الملك عبد العزيز» ضمن الأجنحة الفائزة في المؤتمر والمعرض.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للملتقى كلمة للأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وكلمة لوزير الحج والعمرة.

يأتي الملتقى امتداداً لجهود السعودية في توثيق شعيرة الحج وخدمة الحرمين الشريفين، وتمثلت أهدافه في إبراز الجهود التاريخية والتنظيمية للمملكة في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، وتتبع تطور رحلة الحج عبر التاريخ الإسلامي والحضارات المختلفة، وتوثيق التحولات المعمارية والفنية للحرمين الشريفين، ولا سيما في العهد السعودي المبارك، ودعم البحث العلمي المتخصص في موضوعات الحج والحرمين الشريفين وتعزيز التداخل المعرفي بين التخصصات، وتطوير منهجيات حديثة لتوثيق هذا التاريخ وعرضه باستخدام الوسائط الرقمية، وكذلك تحويل مخرجات الملتقى إلى محتوى معرفي وثقافي يمكن الاستفادة منه في التعليم والإعلام.
وتناول الملتقى 5 محاور رئيسية، شملت مختلف الجوانب التاريخية والثقافية والعمرانية المتصلة بالحج والحرمين الشريفين؛ وتمثّلت هذه المحاور في: «السعودية وخدمة الحرمين الشريفين»، و«الحج والحرمان الشريفان في المدونات التاريخية والرحلات»، و«الحَرَمان الشريفان: العمارة والهوية البصرية»، و«الحج في الثقافة والذاكرة الاجتماعية»، و«التقنيات الحديثة وتوثيق الحج»، وذلك بمشاركة أكثر من 50 متحدثاً من المؤرخين والباحثين والمتخصصين عبر 12 جلسة علمية.
وأقيم ضمن فعاليات الملتقى معرض مصاحب تحت عنوان «مائة عام من العناية بالحرمين الشريفين» يحكي قصة التطور المتسارع الذي شهدته رحلة الحج منذ عام 1925 حتى اليوم؛ حيث ضم صوراً وأفلاماً تاريخية نادرة، وعدداً من المقتنيات القيمة، كما ضم المعرض وثائق تاريخية ومخطوطات وخرائط.
يذكر أن هذا الملتقى يُجسّد التزام «دارة الملك عبد العزيز» بتوثيق ذاكرة الوطن والعالمين العربي والإسلامي، وتعزيز حضور الحرمين الشريفين في الوعي التاريخي، مستنداً في ذلك إلى الجهود التي اضطلع بها منسوبو ومنسوبات الدارة تحت رئاسة سعادة رئيسها التنفيذي الأستاذ تركي بن محمد الشويعر.

