هل تنجح «دبلوماسية إعادة الضبط» التي يقودها روبيو في تعديل خطة ترمب؟

أميركا وأوكرانيا تتفقان على «أهم النقاط» فيها... وربما تتوجها زيارة زيلينسكي لواشنطن هذا الأسبوع

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ورئيس مكتب رئيس أوكرانيا أندري يرماك يتحدثان للصحافيين في جنيف الأحد (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ورئيس مكتب رئيس أوكرانيا أندري يرماك يتحدثان للصحافيين في جنيف الأحد (أ.ب)
TT

هل تنجح «دبلوماسية إعادة الضبط» التي يقودها روبيو في تعديل خطة ترمب؟

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ورئيس مكتب رئيس أوكرانيا أندري يرماك يتحدثان للصحافيين في جنيف الأحد (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ورئيس مكتب رئيس أوكرانيا أندري يرماك يتحدثان للصحافيين في جنيف الأحد (أ.ب)

في غضون أيام قليلة فقط، تحوّلت مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلام في أوكرانيا من مشروع متكامل من 28 نقطة، إلى مسودة جديدة «مخففة» من نحو 20 نقطة، جرى تعديلها على عجل في جنيف تحت إشراف وزير الخارجية ماركو روبيو. هذا التعديل المتسارع لم يكن تعبيراً عن مراجعة هادئة، بل عن محاولة لتدارك حالة الفوضى والارتباك التي أحدثتها النسخة الأولى من الخطة، سواء داخل المؤسسات الأميركية نفسها، أو لدى أوكرانيا وأوروبا، التي رأت فيها انحيازاً فاضحاً نحو روسيا.

اليوم، ومع انتقال المشهد الدبلوماسي إلى مسار متشابك بين جنيف وأبوظبي وواشنطن، تظهر لوحة اتصالات معقدة تشارك فيها كل الأطراف، لكنها لا تزال محكومة بمعادلة أساسية: محاولة أميركية لتعديل الخطة بما يجعلها مقبولة لأوكرانيا وأوروبا، من دون أن تسقط من يد ترمب الورقة التي تحظى بدعم مبدئي من فلاديمير بوتين.

روبيو وويتكوف شاركا في محادثات جنيف يوم 23 نوفمبر (أ.ب)

روبيو يستعيد المبادرة لكن بشروط ترمب

المعروف أن روبيو، منذ توليه وزارة الخارجية، يسعى إلى انتزاع القرار الدبلوماسي من الحلقة الضيقة المحيطة بترمب، جاريد كوشنر، ستيف ويتكوف، وأخيراً دان دريسكول، التي دفعت سابقاً باتجاه طرح الخطة الأصلية بشكل مفاجئ. وفي جنيف، بدا روبيو عازماً على إعادة «ضبط الإيقاع» بعد أن تلقى الأوروبيون والأوكرانيون النص الأول بصدمة، ووصفوه بأنه «خطة استسلام».

ومع ذلك، فإن قدرة روبيو على المناورة تبقى مقيدة بإرادة الرئيس. فترمب هو الذي فرض مهلة لزيلينسكي لقبول الخطة، قبل أن يتراجع عنها، وهو الذي عبّر بوضوح عن قناعته بأن أوكرانيا «تخسر الأرض» وأن «الوقت يعمل لمصلحة روسيا». هذا المزاج الرئاسي يجعل الدبلوماسية الأميركية تتحرك في مساحة ضيقة بين محاولة تجميل الخطة وضبط ردود فعل الحلفاء، وبين عدم استفزاز موسكو أو تجاوز السقف الذي يفرضه ترمب.

يعمل رجال الإنقاذ الأوكرانيون في موقع غارة روسية على مبنى سكني من 9 طوابق بكييف بأوكرانيا (إ.ب.أ)

أوكرانيا: بين ضغط واشنطن وتصلّب موسكو

مع أن الرئيس الأوكراني أعلن الثلاثاء أن أوكرانيا مستمرة في محادثات السلام مع الولايات المتحدة، لكن تبدو كييف هي الجهة الأكثر تعقيداً في هذه اللوحة. وينظر إلى التعديلات التي جرى إدخالها في جنيف على أنها سمحت لوفد كييف بالتحدث عن «تقدم» في المفاوضات، خصوصاً عبر نقل القضايا الأكثر حساسية، الأرض، الحدود، حجم الجيش، إلى المرحلة النهائية بين زيلينسكي وترمب مباشرة. هذا يوفر مخرجاً مؤقتاً للجانب الأوكراني من دون إظهار قبول عملي بخطة تخشى أن تفجر الداخل الأوكراني أو المؤسسة العسكرية.

نقلت شبكة «إيه بي سي نيوز» عن مسؤول أميركي قوله، الثلاثاء، إن وفداً أوكرانياً اتفق مع الولايات المتحدة على شروط اتفاق محتمل للسلام مع روسيا. وأضاف المسؤول الأميركي: «وافق الأوكرانيون على اتفاق السلام. هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي يتعين حلها، لكنهم وافقوا على اتفاق سلام».

وقال اللفتنانت كولونيل، جيفري تولبرت، المتحدث باسم الجيش الأميركي لـ«إيه بي سي نيوز» إن دريسكول وفريقه أجروا مناقشات مع الوفد الروسي، الاثنين والثلاثاء، سعياً لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا.

وأضاف: «المحادثات تسير على ما يرام، وما زلنا متفائلين. الوزير دريسكول على تواصل وثيق مع البيت الأبيض والوكالات الأميركية المعنية، مع تقدم المحادثات».

أعلن رستم عمروف، الثلاثاء، أن واشنطن وكييف توصلتا إلى اتفاق بشأن أهم النقاط في الخطة. وقال رستم عمروف، وزير الدفاع السابق الذي يشغل الآن منصب أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني وعضو فريق التفاوض الأوكراني: «توصل وفدانا إلى فهم مشترك بشأن البنود الأساسية للاتفاق الذي تم بحثه في جنيف». وأضاف عمروف، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «نعتمد الآن على دعم شركائنا الأوروبيين في خطواتنا المقبلة». وتابع عمروف: «نتطلع إلى تنظيم زيارة للرئيس الأوكراني (فولوديمير زيلينسكي) إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت مناسب هذا الأسبوع، لاستكمال الخطوات النهائية والتوصل إلى اتفاق مع الرئيس ترمب».

تصاعد الدخان فوق المباني خلال غارة جوية على كييف في خضم الحرب بين روسيا وأوكرانيا (أ.ف.ب)

أوروبا تدعم السلام بلا تنازلات

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبّر عن موقف متقدم حين قال إن الخطة الأميركية «تسير في الاتجاه الصحيح» لكنها «تحتاج إلى تحسينات». بالنسبة لماكرون، السلام مرغوب، لكن ليس «سلام الاستسلام»، والقرار بشأن الأرض «حق حصري للأوكرانيين».

فرنسا، ومعها أوروبا، تعارض بوضوح أي صيغة تحدّ من قدرة الجيش الأوكراني على إعادة البناء، كما ترفض منح الولايات المتحدة أو روسيا حق التحكم بالأصول الروسية المجمدة في أوروبا. هذا يعني أن التعديلات التي أدخلها روبيو، والتي شملت تجميد البنود المتعلقة بحجم الجيش الأوكراني أو بمنع نشر قوات الناتو، كانت استجابة مباشرة للاعتراضات الأوروبية، وليست مجرد مناورة تفاوضية.

ومع ذلك، يدرك الأوروبيون أن قدرتهم على التأثير محدودة. فالمشهد الأميركي الداخلي يجعل أي اعتراض أوروبي عرضة للاتهام بأنه «يعطل السلام»، وهو خطاب يميل ترمب إلى تعبئته بسهولة.

جنود من لواء المدفعية الرقم 148 لدى القوات المسلحة الأوكرانية يطلقون النار من مدفع هاوتزر ذاتي الحركة في اتجاه القوات الروسية قرب بلدة بوكروفسك في دونيتسك (رويترز)

موسكو... سلام المنتصر

تعامل موسكو مع الخطة المعدلة يعكس ثقة مفرطة بميزان القوى. ديمتري بيسكوف قال بوضوح إن «خطة ترمب هي الوثيقة الوحيدة الأساسية»، وإن روسيا تنتظر النسخة الجديدة «لكن من دون توقع كثير». وهذا يعكس موقفاً ثابتاً: أي خطة يجب أن تكون أكثر ملائمة لروسيا، لا أقل. بوتين، الذي يروّج لـ«التقدم الاستراتيجي»، يريد اتفاقاً يحقق ثلاثة أهداف: اعترافاً أميركياً – ولو ضمنياً – بأن لأوكرانيا سقفاً سيادياً لا يتجاوز الخطوط التي فرضتها موسكو، إرساء شرعية دولية لسيطرة روسيا على أجزاء من دونباس، إخراج أوروبا من المعادلة السياسية عبر تقليص دورها في محادثات الأمن الإقليمي.

صورة تجمع ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

لكن بوتين أيضاً لا يريد خسارة ترمب. ولذلك، فإنه مستعد لـ«مرونة محسوبة»، خصوصاً إذا شعر بأن العقوبات والضغوط الاقتصادية قد تجعل العام المقبل أكثر صعوبة. وجود وزير الجيش الأميركي دان دريسكول في أبوظبي للاجتماع بوفد روسي، ثم بقائد الاستخبارات الأوكرانية بودانوف، يؤكد وجود قناة دبلوماسية إضافية خارج الأضواء. هذه اللقاءات، التي وصفها الأميركيون بأنها «تسير بشكل جيد»، تعكس أمراً أساسياً: إدارة ترمب تريد اتفاقاً سريعاً. لكن «السرعة» بحد ذاتها تزيد الشكوك الأوروبية، وتمنح موسكو ورقة ضغط إضافية، لأنها تدرك أن واشنطن مستعجلة أكثر مما تظهر.

هل يمكن تعديل خطة ترمب؟ يرى البعض أن الأمر ممكن، لكن التعديلات ستطول الهوامش، ليبقى جوهر الخطة قبول أوكرانيا بتنازلات إقليمية وتخفيضات عسكرية، لتكون «مقبولة» من روسيا. وإذا جرى حذف هذه البنود كلياً، فلن تبقى خطة ذات معنى في نظر ترمب أو بوتين. وهذا يفسر تقارير «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» أن التعديلات التي أجراها روبيو قد تجعل الخطة «غير مقبولة لموسكو»، ما يفتح الباب أمام مفاوضات طويلة مفتوحة ومعقدة قد تمتد لأشهر، وربما لعام كامل، إذا لم يقرر أحد الأطراف، غالباً ترمب، فرض سقف زمني جديد.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا ستطلب من واشنطن أسلحة بعيدة المدى إذا رفضت روسيا جهود السلام

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوكرانيا ستطلب من واشنطن أسلحة بعيدة المدى إذا رفضت روسيا جهود السلام

أضاف زيلينسكي للصحفيين على تطبيق «واتساب» أن كييف تؤيد فكرة وقف إطلاق النار، لا سيما فيما يتعلق بالهجمات على الطاقة، خلال فترة عيد الميلاد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
المشرق العربي الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب) play-circle

ترمب: نبحث ما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف النار بقتل قيادي في «حماس»

قال الرئيس الأميركي، الاثنين، إن إدارته تبحث فيما إذا كانت إسرائيل انتهكت وقف إطلاق النار في قطاع غزة بقتلها، السبت، قيادياً في حركة «حماس» الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا صورة جماعية للقادة الأوروبيين المجتمعين في برلين لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (أ.ف.ب) play-circle

أوروبا ترفض تنازل أوكرانيا عن أراضٍ من دون «ضمانات أمنية قوية»

قال قادة أوروبيون بعد محادثات سلام في برلين، الاثنين، إن القرارات بشأن احتمال تقديم تنازلات بشأن الأرض لا يمكن أن يتخذها سوى شعب أوكرانيا وبعد ضمانات أمنية قوية

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» تابعة للقوات الجوية التركية تقلع في مناورات جوية في شمال ألمانيا 9 يونيو 2023 (رويترز)

وزارة الدفاع التركية تعلن إسقاط طائرة مسيّرة فوق البحر الأسود

أعلنت وزارة الدفاع التركية إسقاط مسيّرة «خارج السيطرة»، الاثنين، بعدما اقتربت من المجال الجوي التركي من جهة البحر الأسود.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
العالم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في مقر المستشارية في برلين بألمانيا 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
play-circle

زيلينسكي: مواقفنا مختلفة مع الأميركيين بمسألة الأراضي في محادثات السلام

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن مسألة الأراضي لا تزال قضية شائكة في محادثات السلام لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)

يقتل 200 ألف سنويا... ترمب يصنف مخدر الفنتانيل «سلاح دمار شامل»

الرئيس الأميركي خلال توقيعه الأمر التنفيذي في البيت الابيض (رويترز)
الرئيس الأميركي خلال توقيعه الأمر التنفيذي في البيت الابيض (رويترز)
TT

يقتل 200 ألف سنويا... ترمب يصنف مخدر الفنتانيل «سلاح دمار شامل»

الرئيس الأميركي خلال توقيعه الأمر التنفيذي في البيت الابيض (رويترز)
الرئيس الأميركي خلال توقيعه الأمر التنفيذي في البيت الابيض (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإثنين تصنيف مادة الفنتانيل المخدّرة سلاح دمار شامل، معززا حملة إدارته ضد كارتيلات تهريب المخدرات في أميركا اللاتينية.

وقال الرئيس الأميركي خلال توقيعه الأمر التنفيذي في البيت الابيض «نصنف رسميا الفنتانيل سلاح دمار شامل»، مضيفا «ليس هناك قنبلة تفعل ما تفعله هذه القنبلة، بحسب معلوماتنا أن 200 إلى 300 ألف شخص يموتون كل عام» بسبب هذه المادة المخدرة. وجاء في الأمر التنفيذي أن الفنتانيل «أقرب إلى سلاح كيميائي منه إلى مخدّر»، وأن تصنيعه وتوزيعه «يهدّدان أمننا القومي ويؤجّجان الفوضى» في منطقتنا وعلى حدودنا.

ويعتبر محلّلون أن الخطوة على صلة بحرب تشنّها إدارة ترمب ضد ما يُسمّى «إرهابيي المخدّرات»، بما في ذلك حملة عسكرية تستهدف بضربات زوارق تقول واشنطن إنها تستخدم لتهريب المخدرات. وأسفرت تلك الحملة عن مقتل حوالى 90 شخصا منذ مطلع سبتمبر (أيلول).

لكن في حين يقول ترمب إن كل زورق يتم تدميره، وقد تجاوز عددها 20، ينقذ أرواح 25 ألف أميركي، يُعتقد أن هذه المراكب تنقل الكوكايين لا الفنتانيل الأكثر فتكا والذي يهرّب أساسا إلى الولايات المتحدة من المكسيك لا بحرا من كولومبيا أو فنزويلا.

بموازاة الضربات، تحشد الولايات المتحدة قواتها في البحر الكاريبي حيث نشرت أكبر حاملة طائرات في العالم وعددا من السفن الحربية، كما حلّقت طائرات عسكرية أميركية فوق الساحل الفنزويلي في الأسابيع الأخيرة.

ويقول ترمب إن الانتشار العسكري يرمي إلى مكافحة المخدرات، متهّما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بتزّعم كارتيل للتهريب. وتنفي كراكاس ذلك، وتتهم واشنطن بالسعي الى تغيير النظام في فنزويلا والسيطرة على احتياطاتها النفطية.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة 50 مليون دولار لمن يساعد في القبض على مادورو، الوريث السياسي للزعيم اليساري الراحل هوغو تشافيز.


اتهام 4 أشخاص بالتخطيط لهجمات ليلةَ رأس السنة في جنوب كاليفورنيا

أفراد شرطة في لوس أنجليس (أرشيفية - رويترز)
أفراد شرطة في لوس أنجليس (أرشيفية - رويترز)
TT

اتهام 4 أشخاص بالتخطيط لهجمات ليلةَ رأس السنة في جنوب كاليفورنيا

أفراد شرطة في لوس أنجليس (أرشيفية - رويترز)
أفراد شرطة في لوس أنجليس (أرشيفية - رويترز)

أعلنت السلطات الفيدرالية، اليوم الاثنين، توقيف أربعة أشخاص يُشتبه في أنهم أعضاء في جماعة متطرفة، يُعتقد أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجمات تفجيرية منسقة في ليلة رأس السنة في أنحاء جنوب ولاية كاليفورنيا.

وأُلقي القبض على المشتبه فيهم الأسبوع الماضي في لوسيرن فالي، وهي مدينة صحراوية تقع شرق لوس أنجليس، حيث يُشتبه في أنهم كانوا يستعدون لاختبار عبوات ناسفة بدائية الصنع قبيل التفجيرات المخطط لها، وذلك بحسب الشكوى الجنائية الفيدرالية التي قُدّمت يوم السبت.

ووفقاً لوكالة أسوشييتد برس، ذكرت الشكوى أنهم أعضاء في فصيل منشق عن جماعة مؤيدة للفلسطينيين تُعرف باسم «جبهة تحرير جزيرة السلحفاة». وتواجه المجموعة تهماً تشمل التآمر وحيازة جهاز تدميري، وفقاً لوثائق المحكمة.

ويُزعم أن المجموعة كانت تخطط لتنفيذ سلسلة من التفجيرات تستهدف مواقع متعددة في كاليفورنيا بدءاً من ليلة رأس السنة، كما كانت تخطط أيضاً لاستهداف عناصر ومركبات إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، بحسب ما قالت المدعية العامة بام بوندي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتُظهر صور الأدلة المرفقة في وثائق المحكمة مخيماً في الصحراء يحتوي على ما قال المحققون إنها مواد لصنع القنابل كانت مبعثرة فوق طاولات بلاستيكية قابلة للطي.

وجاء في الشكوى أن المشتبه فيهم «جلبوا جميعاً مكونات لصنع القنابل إلى موقع التخييم، بما في ذلك أنابيب PVC بأحجام مختلفة، ومادة يُشتبه بأنها نترات البوتاسيوم، والفحم، ومسحوق الفحم، ومسحوق الكبريت، ومواد يُفترض استخدامها كفتائل، من بين أشياء أخرى».

وكان من المقرر أن تعقد السلطات الفيدرالية مؤتمراً صحافياً صباح الاثنين لمناقشة تفاصيل التوقيفات.


الديمقراطيون الأميركيون يرفضون التورط في عمل بري بفنزويلا

طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)
طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)
TT

الديمقراطيون الأميركيون يرفضون التورط في عمل بري بفنزويلا

طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)
طائرة من طراز «سي 2 غرايهاوند» على مدرج فيه مقاتلات من طراز «إف 35» في قاعدة «روزفلت رود» البحرية في بورتوريكو (رويترز)

غداة التصريحات المتجددة للرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن عمليات بريّة «قريباً جداً» في حوض البحر الكاريبي، عبّر السيناتور الديمقراطي مارك وارنر عن شكوك حيال الأهداف النهائية للبيت الأبيض في فنزويلا، رافضاً بصورة قاطعة أي تورط بري للولايات المتحدة هناك.

وقال ترمب للصحافيين أخيراً: «قضينا على 96 في المائة من المخدرات التي تدخل عبر البحر، والآن نبدأ براً»، مضيفاً: «سيبدأ الأمر براً قريباً جداً».

ووصفت هيئة التحرير في صحيفة «وول ستريت جورنال» تحركات ترمب العسكرية بأنها تعهد لتغيير النظام. وكتبت أن ترمب «مُلزم الآن بتنفيذ» وعده بإزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«نزاع لا داعي له»

أكد وارنر عبر شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية الأميركية أنه وبقية الأعضاء في «مجموعة الثماني» التي تضم قادة مجلسي النواب والشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في لجان الاستخبارات، لم يطلعوا على نيات إدارة ترمب في ما يتعلق بفنزويلا، وقال: «لا أعرف ما هو هدف هذا الرئيس تجاه فنزويلا». وأضاف عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أنه في حين أن نظام مادورو «كان وحشياً تجاه الشعب الفنزويلي»، فإن تصرفات إدارة ترمب في المنطقة تُنذر بجر الولايات المتحدة إلى نزاع لا داعي له. كما دعا الإدارة إلى المثول أمام الكونغرس، وتوضيح نياتها فيما يتعلق بالكلام عن إطاحة مادورو، الذي قال ترمب إن «أيامه معدودة». وزاد: «لست متأكداً إلى أين يتجه (ترمب) هنا. أخشى أن يكون إرسال قوات برية إلى فنزويلا كارثة».

وعززت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الوجود العسكري للقوات بشكل كبير في منطقة القيادة الجنوبية الأميركية. وأذن الرئيس ترمب بتنفيذ ما لا يقل عن 22 غارة على قوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ؛ ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 87 شخصاً يُشتبه في انتمائهم إلى «جماعات مخدرات إرهابية». كما احتجزت ناقلة كانت محملة بأكثر من مليون برميل من النفط قبالة سواحل فنزويلا. وصعّدت هذه التحركات من حدة التوتر مع مادورو، الذي يصفه مسؤولون في الإدارة الأميركية بأنه «زعيم غير شرعي» يقود شبكة إرهابية لتهريب المخدرات.

حشد إضافي

ناقلة نفط قبالة فنزويلا (إ.ب.أ)

وبحسب تقارير نُشرت، الأسبوع الحالي، على موقعي «ذا وور زون» و«بريكينغ ديفانس»، يُسرع «البنتاغون» نشر مقاتلات متطورة في قواعد أميركية سابقة في بورتوريكو وجمهورية الدومينيكان، استعداداً لشن غارات جوية على الأراضي الفنزويلية.

وأفاد موقع «ذا وور زون» بأن مقاتلات شبحية من طراز «إف 35 إيه» التابعة للجناح 158 في الحرس الوطني الجوي بولاية فيرمونت تلقت أوامر تعبئة فيدرالية للانتشار في منطقة الكاريبي. ويمثل نشر هذه الطائرات القادرة على حمل قنابل موجهة زنة 2000 رطل وضرب أهداف في عمق المجال الجوي الفنزويلي، تصعيداً كبيراً للوجود العسكري الأميركي في المنطقة. ورأى الموقع أن «نشر طائرات إف 35 إيه يُعد مؤشراً مهماً إلى نوع العمليات التي قد تُشن قريباً».

وكذلك وصلت 6 طائرات حرب إلكترونية من طراز «إي إيه 18 جي غرولير» إلى قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو في 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ووفقاً لموقع «بريكينغ ديفانس»، فإن طائرات «غرولير»، المصممة للتشويش على رادارات العدو واتصالاته ودفاعاته الجوية، ربما تعد «أبرز دليل على استعداد الولايات المتحدة لشن غارات جوية، أكثر من أي وقت مضى خلال الأشهر القليلة الماضية». كما وصلت إلى قاعدة روزفلت رودز طائرات البحث والإنقاذ القتالية من طراز «إتش سي - 130 جاي كومبات كينغ 2» وطائرات هليكوبتر من طراز «إتش إتش 60 دبليو جولي غرين». ورأى موقع «ذا وور زون» أن «نشر طائرات البحث والإنقاذ القتالية المخصصة في المنطقة يُشير إلى أن إدارة ترمب قد تصعّد ضغطها على مادورو بشكل كبير، وتستهدف عصابات المخدرات في الداخل بشن غارات. وتعد هذه الطائرات ضرورية لعمليات الإنقاذ السريع لأي أطقم جوية تُفقد في أثناء العمليات العسكرية، لا سيما فوق المناطق المتنازع عليها».

وإلى جانب مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد فورد»، وأكثر من 15 ألف جندي منتشرين في المنطقة، وعشرات الطائرات الموجودة بالفعل في المنطقة، يُمثل هذا الحشد العسكري أكبر قوة أميركية في منطقة الكاريبي منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

وتروج وسائل الإعلام الأميركية بنشاط لتغيير النظام في فنزويلا.

وعبّر الحلفاء الإقليميون لفنزويلا عن دعمهم حكومة مادورو خلال قمة عُقدت، الأحد، منددين باحتجاز إدارة ترمب ناقلة نفط، الأسبوع الماضي. وقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل: «تواجه أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، اليوم، تهديدات غير مسبوقة». وفي إشارة إلى احتجاز الولايات المتحدة لناقلة النفط، وصف الرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا الأميركيين بأنهم «لصوص».