محسن رضائي يطالب «حزب الله» بمراجعة «الصبر الاستراتيجي»

لاريجاني: نتنياهو يغامر... ولم يبقَ طريق إلا مواجهة إسرائيل

القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي يلقي خطاباً أمام مشيعين بالقرب من قبر الجنرال قاسم سليماني بمدينة كرمان في جنوب إيران اليوم (التلفزيون الرسمي)
القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي يلقي خطاباً أمام مشيعين بالقرب من قبر الجنرال قاسم سليماني بمدينة كرمان في جنوب إيران اليوم (التلفزيون الرسمي)
TT

محسن رضائي يطالب «حزب الله» بمراجعة «الصبر الاستراتيجي»

القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي يلقي خطاباً أمام مشيعين بالقرب من قبر الجنرال قاسم سليماني بمدينة كرمان في جنوب إيران اليوم (التلفزيون الرسمي)
القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي يلقي خطاباً أمام مشيعين بالقرب من قبر الجنرال قاسم سليماني بمدينة كرمان في جنوب إيران اليوم (التلفزيون الرسمي)

أدانت إيران رسمياً اغتيال هيثم علي الطبطبائي، الرجل الثاني في «حزب الله» اللبناني، أبرز الجماعات التي تمولها طهران في المنطقة. وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، إن استمرار العمليات الإسرائيلية «لن يترك خياراً سوى المواجهة».

ودعا القيادي في «الحرس الثوري» وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، «حزب الله» إلى إعادة النظر في سياسة الصبر الاستراتيجي، قائلاً إن «اغتيال قادة المقاومة لا يزعزع الجبهة؛ بل يخلق موجة جديدة من التحاق المقاتلين». ووصف العملية الإسرائيلية في بيروت بأنها «عمل إرهابي»، واتهم إسرائيل بـ«استغلال وقف إطلاق النار وضبط النفس الذي تبديه المقاومة».

وأوضح رضائي في تقييم لأوضاع «حزب الله»، قائلاً: «اليوم التحقت مجموعات أكبر بالمقاومة، و(حزب الله) يدير الميدان بصبر وضبط نفس استراتيجي. ورغم أننا لا نصدر الأوامر لجبهة المقاومة، وهذه القوى تتخذ قراراتها باستقلالية، فإنني أرى أن هذا الصبر وضبط النفس تجب إعادة النظر فيهما».

القيادي في «الحرس الثوري» محسن رضائي يلقي خطاباً أمام مشيعين بمقبرة كرمان في جنوب إيران اليوم (التلفزيون الرسمي)

ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن رضائي قوله بمدنية كرمان، إن «إسرائيل تتوهم أنها باغتيال قادة المقاومة في إيران أو لبنان أو العراق، ستجبر الشعوب على الاستسلام، لكنها مخطئة؛ فكل عملية تقرب إسرائيل خطوة من نهاية عمرها. وهذا اعتراف يقر به حتى أعداؤها».

وأضاف في السياق نفسه، أن «الولايات المتحدة وإسرائيل تواجهان اليوم وللمرة الأولى في تاريخهما، ظاهرة لم تشهدا لها مثيلاً منذ عقود؛ فصمود غزة ولبنان غير المسبوق أحدث تحولاً كبيراً في المعادلات العالمية».

وتطرق رضائي إلى حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل في يونيو (حزيران)، التي تخللتها ضربات أميركية لأبرز منشآت تخصيب اليورانيوم الإيراني، وبدأت الحرب بهجوم إسرائيلي على مقرات كبار قادة «الحرس الثوري» وهيئة الأركان ومسؤولين في البرنامج النووي. وردت طهران بشن هجمات مستخدمة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

وقال إن الولايات المتحدة وإسرائيل «استخدمتا كل ما لديهما من قوة، لكنهما لم تتمكنا من الاستمرار أكثر من 12 يوماً، وفي النهاية توسلتا لإيران كي تقبل بوقف إطلاق النار، وقد قبلت الجمهورية الإسلامية ذلك».

وأضاف رضائي أن «غياب المقاومة كان من شأنه أن يعرض إيران مجدداً لخطر الاحتلال والمجاعة»، وقال: «لتكرر المصير المرير الذي فُرض على إيران في الحربين العالميتين الأولى والثانية. أمّا اليوم، فمذهب المقاومة هو الذي منح الشعب الإيراني قوته».

وكان رضائي يلقي خطاباً صباح اليوم بمدينة كرمان جنوب البلاد، على بعد أمتار من قبر الجنرال قاسم سليماني، وذلك على هامش مشاركته في مراسم تشييع رفات جنود مجهولي الهوية، في الحرب الإيرانية - العراقية بالثمانينات.

وشهدت طهران وعدة مدن إيرانية صباح الاثنين، مراسم تشييع مماثلة، وهو حدث غالباً ما يشهد رسائل سياسية من «الحرس الثوري».

من جانبه، وصف علي لاريجاني، الطبطبائي، بأنه «أحد أبرز قادة الحزب»، وقال في منشور على منصة «إكس»، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «يواصل مغامراته»، معتبراً أن هذا المسار «سيقود إلى قناعة عامة بأن المواجهة أصبحت الخيار المتبقي».

وأدلى لاريجاني بتصريحاته قبل توجهه إلى باكستان، حيث أشاد بموقف الشعب الباكستاني خلال حرب الـ12 يوماً، قائلاً إن طهران «لن تنسى وقوفه إلى جانبها».

بدوره، قال علي شمخاني، عضو لجنة الدفاع العليا الإيرانية، ومستشار المرشد علي خامنئي، إن «استمرار جرائم تل أبيب لن يبني مستقبلاً آمناً للصهاينة؛ بل يجعل مسار المقاومة أكثر إشراقاً»، مضيفاً أن «الكيان الصهيوني المزيف لا يفهم إلا لغة المقاومة».

وبالتوازي، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، أنها «تدين بشدة» الاغتيال، في غارة جوية أودت أيضاً بـ4 عناصر آخرين من «حزب الله»، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

والطبطبائي الذي وصفته إسرائيل بأنه «رئيس أركان (حزب الله)»، هو أبرز قيادي في الحزب الموالي لإيران يُقتل منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ قبل نحو عام، رغم استمرار إسرائيل في غاراتها الجوية على لبنان.

وخرج «حزب الله» منهكاً من حربه الأخيرة مع إسرائيل، وزاد من حدة ذلك سقوط حليفه الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول).

مشيعون يحملون نعوشاً ملفوفة بالعلم لجنود مجهولي الهوية من قتلى الحرب العراقية - الإيرانية... في طهران (أ.ب)

وأشارت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن اغتيال الطبطبائي «يشكّل انتهاكاً صارخاً لوقف إطلاق النار المُبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، واعتداء وحشياً على السيادة الوطنية اللبنانية».

وتولى هيثم علي الطبطبائي القيادة العسكرية لـ«حزب الله»، بعد مقتل أبرز أركانها في الحرب الأخيرة.

ولم يكن الطبطبائي الذي أتم هذا الشهر عامه السابع والخمسين، شخصية معروفة لدى عامة اللبنانيين.

وقال «حزب الله» في نبذة وزعها عنه، إنه تولى «القيادة العسكرية» بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

وبحسب واشنطن، تولى الطبطبائي مهمات في سوريا، حيث ساند الحزب عسكرياً قوات بشار الأسد، إلى أن أطاحه تحالف فصائل مسلّحة في نهاية عام 2024.

وتزامنت التطورات في الساحة اللبنانية مع ترقب في طهران، عقب تحذيرات وزير الاستخبارات إسماعيل خطيب، السبت الماضي، من «محاولات لاستهداف المرشد علي خامنئي وإثارة اضطرابات داخلية». وقال إن الولايات المتحدة انتقلت من استراتيجية «إسقاط النظام» إلى «احتوائه عبر الضغط»، مشيراً إلى توسع الوجود العسكري الأميركي وقوات «الناتو» في المنطقة.

وتراجع الظهور العلني لخامنئي (86 عاماً) بشكل ملحوظ منذ الحرب الأخيرة، بعدما لوّح مسؤولون إسرائيليون باستهدافه، في وقت أثار فيه بعض وسائل الإعلام الإيرانية تكهنات حول ترتيبات منصب القيادة العليا.

وقال خطيب، خلال كلمة في مدينة ياسوج، إن خامنئي «عمود الخيمة»، وإن «محاولات استهدافه» تشكل جوهر خطط الخصوم. واتهم أطرافاً داخلية بـ«زيادة السخط بين الناس» و«مجاراة العدو» في ظل الضغوط الاقتصادية والعقوبات الأممية.

وأضاف أن خصوم إيران «فعلوا شبكات تهريب السلاح، وشنّوا هجمات سيبرانية واسعة، وسعوا لإثارة اضطرابات» في مناطق متعددة، قبل أن «تحبطها الأجهزة الأمنية».

وقبل نحو أسبوعين، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إنه «خشي اغتيال المرشد أثناء الحرب»، وإن ذلك كان سيؤدي إلى «انقسامات داخلية خطيرة».


مقالات ذات صلة

إيران تربط التعاون النووي بإدانة قصف منشآتها

شؤون إقليمية إيرانيون يمرون بجانب لوحة دعائية مناهِضة لإسرائيل تحمل عبارة: «نحن مستعدون. هل أنتم مستعدون؟» معلقة في ساحة فلسطين وسط طهران (إ.ب.أ)

إيران تربط التعاون النووي بإدانة قصف منشآتها

رهنت طهران أي تعاون جديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا سيما ما يتعلق بإعادة تفتيش المنشآت النووية التي تعرضت للقصف، بإدانة واضحة وصريحة من الوكالة.

«الشرق الأوسط» (لندن - نيويورك - طهران)
خاص الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض يوم 7 يوليو 2025 (د.ب.أ)

خاص نتنياهو لا يزال يدرس «ترمب الجديد»

الخبراء بتل أبيب يلفتون الانتباه إلى «أزمة خطيرة بمكانة إسرائيل لدى واشنطن لدرجة الحديث عن تشكيل تهديد استراتيجي»، وترمب يثق بأنه يعرف مصلحة إسرائيل أكثر منها.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية بزشكيان يسلم مسودة مشروع الموازنة إلى قاليباف الثلاثاء (الرئاسة الإيرانية)

الحكومة الإيرانية تعرض موازنة تتجاوز 107 مليارات دولار

قدّمت الحكومة الإيرانية الثلاثاء مشروع موازنة العام الجديد إلى البرلمان بقيمة تتجاوز 107 مليارات دولار

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي خلال حوار ويبدو خلفه ملصق لأجهزة الطرد المركزي (دفاع برس)

«الأركان الإيرانية»: جاهزون لكل السيناريوهات

قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، إن القدرات البحرية والبرية والصاروخية لإيران «جاهزة لمواجهة أي سيناريو يفرضه العدو».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب) play-circle

مسؤولون إسرائيليون: التسريبات الإعلامية حول إيران قد تشعل حرباً جديدة

حذر مسؤولون إسرائيليون من أن التسريبات والإحاطات الإعلامية الصادرة من إسرائيل في الأيام الأخيرة بشأن تجدد الاشتباك مع إيران قد تؤدي لحرب جديدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

نتنياهو يتهم «حماس» بخرق الاتفاق قبل لقائه ترمب


جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يتهم «حماس» بخرق الاتفاق قبل لقائه ترمب


جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
جانب من احتفالات ليلة عيد الميلاد خارج «كنيسة المهد» في بيت لحم بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة ‍في رفح.

وجاء اتهام نتنياهو لـ«حماس» قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة. ونقلت تقارير عبرية أن نتنياهو يريد إقناع ترمب بتثبيت «الخط الأصفر» حدوداً دائمة بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»؛ ما يعني احتلال إسرائيل لـ58 في المائة من مساحة القطاع.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً في انفجار رفح لمعرفة توقيت زرع العبوة؛ فإن نتنياهو اتهم «حماس» بأنها انتهكت اتفاق ‌وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفق خطة قدمها ترمب. لكن «حماس» أكدت أن الانفجار وقع في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، ورجحت أن يكون الحادث ناجماً عن «مخلفات الحرب».

إلى ذلك، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نائب الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ، أمس، من المشاركة في قداس منتصف الليل الذي تقيمه كنيسة المهد ببيت لحم احتفالاً بعيد الميلاد، ومنعت موكبه من الوصول إلى الكنيسة.


فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
TT

فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو

نشر المكتب الصحافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، مقطع فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي لرئيس الوزراء والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهما يقودان طائرة مقاتلة فوق مجموعة من المباني في منطقة صحراوية غير محددة.

ووفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن الفيديو الذي تم نشره على تطبيق «إنستغرام» يبدو أنه يأتي في مناسبة مرور 6 أشهر على الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

ويظهر في الفيديو، الذي تبلغ مدته بضع ثوانٍ، نتنياهو وترمب وهما يرتديان نظارات شمسية ويتبادلان نظرة خاطفة. وجاء في التعليق: «في جولة احتفالية بالنصر»، مع وسم «ستة أشهر».

واستمرت المواجهة العسكرية الخاطفة بين إسرائيل وإيران 12 يوماً فقط، وبدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 يونيو (حزيران) 2025، حين شنّت إسرائيل هجوماً مباغتاً على عشرات الأهداف الإيرانية.

وقالت إسرائيل إن هجومها على كبار القادة العسكريين الإيرانيين، وعلماء نوويين، ومواقع تخصيب اليورانيوم، وبرنامج الصواريخ الباليستية، «كان ضرورياً لمنع طهران من تنفيذ خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية»، وفق «تايمز أوف إسرائيل».

وتنفي إيران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، فقد زادت من مستويات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات «يمكن استخدامها في أغراض غير سلمية»، وعرقلت وصول المفتشين الدوليين إلى منشآتها النووية، ووسّعت قدراتها الصاروخية الباليستية.

وقالت إسرائيل إن إيران اتخذت مؤخراً خطوات نحو إعادة بناء قدراتها الصاروخية، ولا تزال تسعى إلى امتلاك سلاح نووي.

وردّت إيران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق أكثر من 500 صاروخ باليستي، ونحو 1100 طائرة مسيرة على إسرائيل. وأسفرت الهجمات عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة أكثر من 3000 آخرين في إسرائيل، وفقاً لمسؤولين صحيين ومستشفيات.

ومع اقتراب نهاية الحرب، انضمّت الولايات المتحدة إلى الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.


تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
TT

تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)

مدّدت لجنة بالبرلمان التركي تتولى إعداد الأساس القانوني لـ«عملية السلام»، التي تمر عبر حلّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، عملها لشهرين إضافيين.

وقال رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، الذي يترأس أيضاً اللجنة المعروفة باسم «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية»، إنه تم خلال فترة عمل اللجنة، الذي استمر منذ تشكيلها في 5 أغسطس (آب) الماضي، تجاوز مراحل حرجة بحساسية بالغة.

وعقدت اللجنة، الأربعاء، اجتماعها الـ20 لعرض وتحليل نتائج الاجتماعات السابقة، تمهيداً لإعداد «تقرير مشترك» استناداً إلى التقارير التي أعدّتها الأحزاب المشاركة وقدمتها إلى البرلمان.

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش متحدثاً خلال اجتماع اللجنة البرلمانية لوضع الأساس القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» (حساب البرلمان في «إكس»)

وجرى تصويت خلال الاجتماع، تمّ خلاله الموافقة بالإجماع على تمديد عملها لمدة شهرين بدءاً من 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال كورتولموش إنهم كانوا يهدفون إلى إتمام العملية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن لم تستطع إنجاز عملها بالكامل حتى هذا التاريخ.

قضايا عالقة وغموض

وأكد كورتولموش أن اللجنة البرلمانية ليست هي مَن سيحل القضية برمتها، لافتاً إلى أن هناك شقاً يتعلق بإلقاء «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، وهي ذراع لحزب «العمال الكردستاني» في سوريا، أسلحتها، استجابة لنداء زعيم الحزب السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، الذي أطلقه في 27 فبراير (شباط) الماضي، وطالب فيه بحل الحزب ومختلف المجموعات المرتبطة به. وتساءل كورتولموش: «كيف ستضمن اللجنة إلقاء (قوات سوريا الديمقراطية) أسلحتها؟».

وعرضت أكاديميتان تركيتان، خلال الجلسة، ملخصاً تنفيذياً لتحليل محاضر جلسات اللجنة التي بلغت 58 جلسة خلال 19 اجتماعاً، تم خلالها الاستماع إلى 135 شخصاً يمثلون الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك عائلات ضحايا عملية حزب «العمال الكردستاني» وجمعيات المحاربين القدامى.

لا تزال عودة مسلحي «العمال الكردستاني» واندماجهم بالمجتمع تشكّل نقطة غامضة في عملية السلام بتركيا (رويترز)

وعكس التحليل تبايناً واضحاً في مقاربات الجهات الفاعلة فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين مفهومي الأمن والحرية، في العملية التي تسميها الحكومة «تركيا خالية من الإهارب»، ويسميها الجانب التركي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

وأشار التحليل إلى أن الغموض لا يزال يكتنف الهدف النهائي للعملية، وهو «إنهاء الإرهاب»، ويتم التعبير عن أهداف مختلفة مثل «المصالحة» و«النموذج التركي» لحلّ المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) و«الأخوة» و«التطبيع» و«الديمقراطية» و«الاندماج السياسي». ولا يوجد إجماع واضح على كيفية دمج هذه الأهداف معاً، وما الخطوات الملموسة التي ستُتخذ.

ولفت أيضاً إلى وجود اختلافات كبيرة في المقاربات بالنسبة لمسألة العفو والاندماج الاجتماعي لعناصر «العمال الكردستاني»، فضلاً عن استخدام أُطر مختلفة في تحديد الأسباب الجذرية للمشكلة، وهي أمور يجب معالجتها في التقرير النهائي.

مبادئ أساسية

وطالبت الأحزاب المشاركة في اللجنة، خلال الاجتماع، بسرعة الانتهاء من إعداد التقرير النهائي دون تأخير، مع «التمسك بمبادئ الجمهورية التركية وهوية الأمة واللغة في أي خطوات ستتخذ من أجل تعزيز الديمقراطية، ومراعاة ألا تفتح هذه الخطوات آفاقاً جديدة أمام المنظمات الإرهابية». ورفض النائب عن حزب «العدالة والتنمية»، كورشاد زورلو، استخدام مصطلح «السلام» للإشارة للعملية الجارية، قائلاً إن «الحرب تقع بين الدول».

رئيس حزب «الجيد القومي» موساوات درويش أوغلو متحدثاً أمام المجموعة البرلمانية للحزب الأربعاء (حساب الحزب في «إكس»)

في السياق، طالب رئيس حزب «الجيد القومي»، الذي أعلن منذ البداية رفضه العملية الجارية وأي تفاوض مع أوجلان، مساوات درويش أوغلو، الرئيس رجب طيب إردوغان بعدم إهدار وقت البرلمان في إعداد تقارير.

وقال دوريش أوغلو، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه الأربعاء، إن إردوغان «يتصرف أحياناً بوصفه رئيساً لحزب (العدالة والتنمية)، وأحياناً بصفته رئيساً للبلاد، خلال هذه العملية. وبما أنه يدعي أنه وراء هذه العملية، وأنها مشروع دولة ومشروع القرن، فإنه يملك السلطة، لا ينبغي أن يضيع وقت البرلمان في إعداد التقارير، بل وأن يفرج عن أوجلان، إن استطاع».