المنفي والدبيبة وتكالة يؤسسون «هيئة عليا للرئاسيات» تفتح «جبهة جديدة» للصراع

صدام حفتر يبحث التعاون العسكري في تركيا... وبالقاسم يزور روسيا

المنفي واللافي والدبيبة وتكالة (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي واللافي والدبيبة وتكالة (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

المنفي والدبيبة وتكالة يؤسسون «هيئة عليا للرئاسيات» تفتح «جبهة جديدة» للصراع

المنفي واللافي والدبيبة وتكالة (المجلس الرئاسي الليبي)
المنفي واللافي والدبيبة وتكالة (المجلس الرئاسي الليبي)

في حين أُعلن، في العاصمة الليبية طرابلس، تأسيس «هيئة عليا للرئاسات الثلاث» تعمل على «توحيد مواقف القيادات العليا»، كان صدام وبالقاسم حفتر، نجلا القائد العام لـ«الجيش الوطني» خليفة حفتر، يُجريان مباحثات في تركيا وروسيا تتعلق بالتعاون المشترك، وملف «إعادة الإعمار».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مستقبلاً صدام حفتر (القيادة العامة)

وأعلنت «الرئاسات الليبية»، خلال اجتماع رفيع المستوى انعقد، الخميس، في العاصمة طرابلس، تأسيس «الهيئة العليا للرئاسات» كإطار تنسيقي يشكل «السلطة السيادية العليا»، ويضم «المجلس الرئاسي» بقيادة محمد المنفي، ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية» عبد الحميد الدبيبة، ورئيس «المجلس الأعلى للدولة» محمد تكالة.

يأتي هذا التشكيل في سياق «مقاربة وطنية مشتركة» تهدف إلى «توحيد القرار الوطني في الملفات الاستراتيجية، وتعزيز الانسجام المؤسسي بين السلطات».

ويعهد إلى الهيئة الجديدة، وفق «المجلس الرئاسي»، تطوير «منهجية موحدة لصنع القرار الوطني، وتنسيق المواقف الرسمية في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية، وبلورة سياسات مشتركة تحفظ سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقرارها السياسي والاجتماعي والاقتصادي دون استحداث أي كيان إضافي أو أعباء هيكلية جديدة».

المنفي واللافي والدبيبة وتكالة (المجلس الرئاسي الليبي)

وأكدت الرئاسات الثلاث «أن تأسيس الهيئة يأتي استجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة، ويجسد التزاماً بتجاوز الانقسامات، والعمل بروح المسؤولية الوطنية». ودعت المؤسسات السيادية الأخرى إلى «الانضمام إلى هذا المسار التنسيقي بما يعزز الاستقرار ويصون المصالح العليا للدولة الليبية، ويسهم في بناء دولة قوية وموحدة قادرة على حماية سيادتها ومقدَّرات شعبها».

وأعلن وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، بيان تأسيس «الهيئة العليا للرئاسات- السلطة السيادية العليا».

وقال، في بيان التأسيس: «إن الهيئة لا تمثل إنشاء مؤسسة جديدة، ولا تشكل أي عبء تنظيمي على الدولة، وإنما تقوم على عقد اجتماعات دورية وطارئة لتعزيز التنسيق بين السلطات، ومعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وضمان توحيد الرسائل والمواقف الرسمية للدولة الليبية».

وأكد «أن تأسيس الهيئة يأتي استجابة للظرف الوطني الراهن، ودعماً لمسار الاستقرار، وتوحيداً للجهود الرامية إلى صون السيادة وحماية المصالح العليا للدولة»، مشيراً إلى «دعوة باقي المؤسسات السيادية للانضمام إلى هذا الإطار التنسيقي».

ويُنظر إلى هذه الهيئة على أنها ستفتح جبهة جديدة من الصراع مع سلطات بنغازي، وجاءت لمواجهة «تزايد نفوذ قائد الجيش الوطني».

ومع الإعلان عن الهيئة سارعت شخصيات محسوبة على «الجيش الوطني» إلى توجيه انتقادات حادة لها، ورأت أنها جاءت رد فعل لـ«انحصار سلطات طرابلس»، وهي الرؤية التي عبّر عنها الدبلوماسي الليبي حسن الصغير.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مستقبلاً صدام حفتر (القيادة العامة)

في غضون ذلك، وفي إطار توسع النشاطات الخارجية لها،أعلنت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، الخميس، أن نائب القائد العام الفريق صدام حفتر أجرى زيارة رسمية إلى تركيا، التقى خلالها وزير الخارجية هاكان فيدان.

وأضافت القيادة العامة، في بيان مقتضب،أن الجانبين بحثا «عدداً من الملفات ذات الاهتمام المشترك، ومناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية، إضافة إلى استعراض آفاق التعاون الثنائي بما يخدم مصالح البلدين».

كما التقى صدام وزيرَ الدفاع التركي يشار غولر، في مقر وزارة الدفاع بالعاصمة أنقرة. ونقلت القيادة العامة أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول آخِر المستجدّات على الساحة الدولية، وقالت إنه «بحث سبل تعزيز التعاون العسكري المشترك بين البلدين بما يسهم في مواجهة التحديات الأمنية ويدعم جهود الأمن والاستقرار في المنطقة».

وفي أغسطس (أب) الماضي، كان صدام قد باشَر أُولى مهامه بعد أدائه اليمين نائباً لوالده، بلقاء وفد عسكري تركي في ميناء بنغازي، وسط تأكيدات بتعزيز التعاون البحري والعسكري بين الجانبين.

وزار صدام حفتر تركيا، في يوليو (تموز) الماضي، بناءً على دعوة رسمية للمشاركة في معرض «IDEF 2025» للصناعات الدفاعية في مدينة إسطنبول، والتقى حينها، كبار القادة العسكريين الأتراك، وركزت اللقاءات على «تعزيز التعاون العسكري المشترك وتبادل الخبرات في المجالات الدفاعية».

وزير الخارجية الروسي يلتقي في موسكو بالقاسم حفتر الخميس (صندوق التنمية الليبي)

في سياق مختلف، زار بالقاسم حفتر، مدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، العاصمة الروسية موسكو. ونقل بيانٌ لـ«الصندوق»، أنه ناقش مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «سبل التعاون المشترك، خصوصاً في مجالات الإعمار والتنمية». ووسّعت روسيا علاقتها مع سلطات شرق ليبيا بشكل لافت، عبر المشاركة في مجالات الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا.

وفي إطار العلاقات الليبية الأميركية، قالت حكومة «الوحدة» إن المجلس الأطلسي بالعاصمة واشنطن استضاف مائدة مستديرة رفيعة المستوى بتنظيم مشترك مع «المجلس الوطني للتطوير الاقتصادي والاجتماعي».

وأوضحت الحكومة، الخميس، أن المائدة، التي كانت تحت عنوان «آفاق جديدة للعلاقات الليبية الأميركية»، حضرها وفد رسمي ليبي رفيع المستوى ومسؤولون أميركيون من الكونغرس والإدارة ومراكز الفكر، في خطوة لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين.

وتناولت المائدة المستديرة ثلاثة محاور رئيسية؛ أولها دعم المسار الديمقراطي و«خريطة الطريق» للانتخابات الوطنية، واستعراض الفرص الاستثمارية في مجالات الطاقة والبنية التحتية، ومناقشة التحديات الأمنية الإقليمية وسبل مواجهة التدخلات الخارجية.

وأشارت الحكومة إلى أن «وفدها أكد التزامها بتعزيز الحوكمة والشفافية، والعمل على تطوير شراكة استراتيجية شاملة مع الولايات المتحدة، بما يسهم في دعم الاستقرار وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك بين البلدين والمنطقة».


مقالات ذات صلة

مباحثات بين السيسي وحفتر تركز على السودان والحدود البحرية و«المرتزقة»

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مستقبلاً القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي بحضور نجليه صدام وخالد حفتر الاثنين (الرئاسة المصرية)

مباحثات بين السيسي وحفتر تركز على السودان والحدود البحرية و«المرتزقة»

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي  «ضرورة التصدي لأي تدخلات خارجية».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي في زيارة سابقة لمنشأة عسكرية بغرب ليبيا (مكتب المنفي)

استراتيجية «تطويق الأرض»: صراع شرق ليبيا وغربها على «النفوذ والجغرافيا»

يرصد مراقبون ليبيون كيف أن سلطات بنغازي الممثلة في قيادة «الجيش الوطني» وحكومة أسامة حمّاد أحدثت «اختراقاً» بجبهة العلاقات الاجتماعية لغريمتها «الوحدة».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع حفتر ونجليه مع قائد «أفريكوم» في مقر «الجيش الوطني» الثلاثاء (القيادة العامة)

حفتر يبحث مع «أفريكوم» التعاون الأمني والعسكري

قال مكتب قائد «الجيش الوطني» الليبي إن حفتر ناقش مع أندرسون التنسيق والتعاون الأمني والعسكري المشترك، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب وشبكات مهربي البشر.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من المظاهرات التي شهدتها شرق ليبيا الجمعة الماضي (مديرية أمن بنغازي)

هل تدفع الاحتجاجات في شرق ليبيا نحو «كسر الجمود السياسي»؟

يرى ليبيون أن «قطاعاً كبيراً» ممن شاركوا في المظاهرات، المعروفة بـ«حراك وطن»، لن يوقفوا خطواتهم التصعيدية للمطالبة بالانتخابات.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا حفتر متحدثاً إلى مجموعة من النشطاء والإعلاميين (الجيش الوطني)

حفتر يدعو مجدداً إلى تصحيح «المسار المنحرف» في ليبيا

حذَّر المشير حفتر من أن الأزمة السياسية في ليبيا «الناتجة عن التشبث بالسلطة ورفض التداول الديمقراطي لها وصلت إلى الخطوط الحمراء».

خالد محمود (القاهرة)

مصر لـ«تعاون اقتصادي أعمق» مع قطر

فعاليات منتدى «الأعمال المصري - القطري» بالقاهرة الأحد (وزارة الاستثمار المصرية)
فعاليات منتدى «الأعمال المصري - القطري» بالقاهرة الأحد (وزارة الاستثمار المصرية)
TT

مصر لـ«تعاون اقتصادي أعمق» مع قطر

فعاليات منتدى «الأعمال المصري - القطري» بالقاهرة الأحد (وزارة الاستثمار المصرية)
فعاليات منتدى «الأعمال المصري - القطري» بالقاهرة الأحد (وزارة الاستثمار المصرية)

سعياً لتعميق التعاون الاقتصادي بين القاهرة والدوحة، أعلنت الحكومة المصرية عن «تسهيلات استثمارية» جديدة خلال منتدى «الأعمال المصري - القطري» في القاهرة.

وأكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، حسن الخطيب، الأحد، «تشكيل لجنة متخصصة لتيسير إجراءات الاستثمار والتجارة بين بلاده وقطر»، في خطوة يراها خبراء «تعكس تطور الشراكة الاقتصادية بين القاهرة والدوحة».

وافتتح الخطيب، فعاليات منتدى «الأعمال المصري - القطري»، الأحد، بحضور وزير الدولة القطري لشؤون التجارة الخارجية، أحمد بن محمد السيد، وبمشاركة واسعة من ممثلي مجتمع الأعمال في البلدين.

وتشهد العلاقات المصرية - القطرية تطوراً نوعياً الفترة الحالية، بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، للدوحة في أبريل (نيسان) الماضي، وأعلنت قطر وقتها «دعم الشراكة الاقتصادية مع مصر، من خلال الإعلان عن حزمة من الاستثمارات المباشرة بقيمة 7.5 مليار دولار».

وهناك تطور في مؤشرات التعاون الاقتصادي بين مصر وقطر، وفق وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، وقال، الأحد، إن «حجم الاستثمارات القطرية في مصر بلغ نحو 3.2 مليار دولار، موزعة على أكثر من 266 شركة، تعمل في قطاعات متنوعة، منها المالي والصناعي والسياحي»، وأشار إلى «ارتفاع التبادل التجاري بين البلدين، ليصل إلى 143 مليون دولار خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي، في مقابل 80 مليون دولار عام 2023 بمعدل نمو يقترب إلى 80 في المائة».

ولفت الخطيب إلى أن علاقات بلاده مع قطر «شهدت دفعة قوية، خصوصاً بعد زيارة الرئيس السيسي إلى الدوحة في أبريل الماضي»، وقال إن «الزيارة نتج عنها الإعلان عن حزمة من الاستثمارات القطرية الجديدة، وفي مقدمتها مشروع تطوير منطقة (علم الروم) بالساحل الشمالي المصري».

ووقّعت مصر وقطر، في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عقد شراكة استثمارية لتنمية منطقة «سملا وعلم الروم» بالساحل الشمالي الغربي بمحافظة مطروح (شمال غربي مصر) بقيمة تبلغ نحو 29.7 مليار دولار، وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، وقتها، إن توقيع عقد الشراكة الاستثمارية مع الجانب القطري «يشكل تتويجاً للعلاقات الثنائية بين البلدين، ويعكس عمق الروابط التاريخية بينهما».

خلال التوقيع على صفقة مصرية - قطرية لتنمية منطقة «علم الروم» بالساحل الشمالي في نوفمبر الماضي (مجلس الوزراء المصري)

ودعماً للمستثمرين القطريين، أعلن وزير الاستثمار المصري عن «تشكيل لجنة متخصصة لتيسير إجراءات الاستثمار والتجارة، بهدف دعم الشركات القطرية، وتذليل التحديات، وذلك لتعزيز التعاون الاقتصادي»، مؤكداً «حرص بلاده لدفع التعاون مع الدوحة لمستوى استراتيجي أعمق».

وشدد وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية القطري على «أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية بين بلاده والقاهرة»، وأشار خلال محادثات ثنائية مع وزير الاستثمار المصري، إلى «دور القطاع الخاص في دعم النمو وخلق فرص استثمارية جديدة»، وأكد أن «التعاون المستمر بين الشركات في البلدين، يعزز من تبادل الخبرات ويتيح استثمارات نوعية تحقق التنمية المستدامة»، حسب إفادة لوزارة الاستثمار المصرية، الأحد.

ووفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير يوسف الشرقاوي، فإن العلاقات المصرية - القطرية «دخلت مرحلة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجانب الاقتصادي يشكل قاطرة للمشاركة الاستراتيجية بين القاهرة والدوحة لتعميق الاستثمارات بين البلدين». ويعتقد الشرقاوي أن «الدوحة تحاول الاستفادة من مناخ الاستثمار في مصر حالياً، بالمشاركة بمشروعات استثمارية في الساحل الشمالي المصري، وفي المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وفي قطاعات السياحة والصناعة والعقارات».

وخلال منتدى «الأعمال المصري - القطري»، الأحد، قال وزير الاستثمار المصري، إن «بلاده تتبنى خطة طموحة لتصبح ضمن أفضل 50 دولة عالمياً في مؤشرات تنافسية الاستثمار والتجارة خلال العامين القادمين»، وأشار إلى «بدء تنفيذ هذا التحول، من خلال التوسع في التحول الرقمي الشامل عبر إطلاق منصة التراخيص، وبدء العمل على منصة الكيانات الاقتصادية؛ بما يبسط الإجراءات».

جانب من منتدى «الأعمال المصري - القطري» بالقاهرة الأحد (وزارة الاستثمار المصرية)

عضو «الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع»، وليد جاب الله، يرى أن «منتدى (الأعمال المصري - القطري) من الآليات الخاصة بتفعيل حزمة الاستثمارات القطرية لمصر»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الدوحة تستهدف الاستثمارات في قطاعات مختلفة، بالقاهرة، خصوصاً في السياحة والزراعة والتكنولوجيا»، إلى جانب «الاستفادة من حوافز القطاع الصناعي». ويعتقد جاب الله أن «التطور في الشراكات الاقتصادية بين مصر وقطر، انعكس على معدلات التبادل التجاري بين البلدين»، وقال إن «الحكومة المصرية تعمل على تهيئة مناخ الاستثمار أمام المستثمرين القطريين في مختلف المجالات، بهدف تفعيل حزمة الاستثمارات التي جرى الإعلان عنها بين البلدين وقيمتها 7.5 مليار دولار».

وسجل حجم التبادل التجاري المشترك بين مصر وقطر 128.4 مليون دولار خلال العام الماضي، وفق إفادة للجهاز المصري للتعبئة العامة والإحصاء، في أبريل الماضي.

ويتواكب التطور في العلاقات الثنائية بين القاهرة والدوحة، مع تحرك إقليمي ودولي نشط بين مصر وقطر، وفق الشرقاوي، وقال إن «تنسيق البلدين لتثبيت وقف إطلاق النار، ودفع التهدئة في المنطقة، يواكبه تنامي مستوى العلاقات المصرية - القطرية». وأعلنت الدوحة، في مارس (آذار) 2022 ضخ استثمارات في مصر بنحو 5 مليارات دولار، في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع القاهرة، بحسب «مجلس الوزراء المصري».


ليبيا: ترحيب من «الوحدة» و«الاستقرار» بإجراء الانتخابات البلدية المؤجلة

صناديق الاقتراع داخل مراكز الانتخابات البلدية المؤجلة (مفوضية الانتخابات)
صناديق الاقتراع داخل مراكز الانتخابات البلدية المؤجلة (مفوضية الانتخابات)
TT

ليبيا: ترحيب من «الوحدة» و«الاستقرار» بإجراء الانتخابات البلدية المؤجلة

صناديق الاقتراع داخل مراكز الانتخابات البلدية المؤجلة (مفوضية الانتخابات)
صناديق الاقتراع داخل مراكز الانتخابات البلدية المؤجلة (مفوضية الانتخابات)

رحبت الحكومتان في شرق ليبيا وغربها، بإجراء الانتخابات الخاصة بتسعة مجالس بلدية مؤجلة، تقع بنطاق سيطرة «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، السبت، وأظهرا توافقا نادراً على «أهمية هذه الخطوة نحو إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية»، في بلد يشهد انقسامات سياسية وعسكرية مستمرة.

ففي الغرب، ورغم الانقسام السياسي، وصف رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، إجراء هذه الانتخابات بأنه «ركيزة أساسية لدعم الوصول إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في جميع أنحاء البلاد، وتحقيق الاستقرار وترسيخ دولة القانون والمؤسسات»، وذلك في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك».

الإشادة نفسها، جاءت من حكومة «الاستقرار» المكلفة من البرلمان في الشرق، حيث عدّ رئيسها، أسامة حماد، أن «نجاح الانتخابات البلدية محطة أساسية على طريق إجراء الانتخابات العامة، وتلبية تطلعات الشعب». وفي السياق ذاته، جدّد رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، دعمه الكامل للاستحقاقات الانتخابية كافة، واصفاً إياها بأنها «السبيل الدستوري والقانوني لتجديد الشرعيات، وتحقيق الاستقرار السياسي». كما أكد القائد العام لـ«الجيش الوطني»، أن هذه الانتخابات تسهم في «تعزيز المشاركة المدنية الفاعلة، وتطوير المؤسسات الوطنية، بما يخدم مصالح المواطنين، ويعزز قدرات الدولة».

لقاء المنفي والنائب الثاني لرئيس «المجلس الأعلى للدولة» في طرابلس (المجلس الرئاسي)

وأجريت الانتخابات، وسط استمرار الانقسام السياسي بين حكومتين، إحداهما تسيطر على غرب البلاد برئاسة الدبيبة، وأخرى في الشرق وأجزاء من الجنوب برئاسة حمّاد. وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية، التي أجريت العام الماضي وشملت 58 بلدية، شهدت مشاركة تجاوزت 77 في المائة، فيما تعرضت المرحلة الثانية، لبعض التأجيلات بسبب اعتداءات مسلحة على مكاتب «المفوضية» في عدة بلديات غربية، ما يعكس التحديات السياسية والأمنية المستمرة التي تواجه البلاد.

وفي جولة الاقتراع التي جرت، السبت، بلغت نسبة المشاركة 69 في المائة، حيث توجه الناخبون إلى 311 مركز اقتراع في بنغازي وطبرق وسبها وسرت وقصر الجدي وتوكرة وسلوق والأبيار وقمينس، لاختيار 87 ممثلاً من بين 922 مرشحاً.

وفي تطور لافت، نفت «المفوضية الوطنية العليا للانتخابات» ما تردد حول وجود مخالفات في مركز اقتراع سرت، مؤكدة أن الفيديوهات المتداولة تظهر أوراق تصويت تخص موظفي الاقتراع والعناصر الأمنية داخل المركز، وأن الإجراءات المتعلقة بذلك تقع ضمن مسؤولية المفوضية.

وسبق أن أعلن رئيس المفوضية، عماد السائح، أن جميع المراكز التي زارها كانت «بمستوى أمني مرتفع جداً، وأن عملية تأمين الانتخابات كانت دقيقة للغاية، سواء بالنسبة للجان الاقتراع أو المواطنين»، مشيراً إلى «وعي أكبر لدى الناخبين مقارنة بالانتخابات السابقة، خصوصاً فيما يتعلق بمنح التزكيات». وأضاف: «أنظارنا تتجه الآن إلى الانتخابات العامة الرئاسية والبرلمانية، ونحن مستعدون لبدء إجراءاتها حال توفر الدعم المالي، والغطاء القانوني اللازم».

استهداف مقر «هيئة مكافحة الفساد» بطرابلس (متداولة)

في السياق ذاته، عبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن ترحيبها باستكمال عملية التصويت، مشيدة بجهود السلطات المحلية والأجهزة الأمنية وفريق المفوضية، لكنها شددت في بيان، الأحد، على «ضرورة احترام نزاهة العملية الانتخابية، واستخدام الآليات القانونية، لمعالجة أي نزاعات محتملة».

وفي إطار تعزيز التنسيق السياسي، بحث رئيس «المجلس الرئاسي»، محمد المنفي، مع النائب الثاني لرئيس «المجلس الأعلى للدولة»، موسى فرج، سبل «تعزيز التشاور بين المؤسستين لدعم مسار العملية السياسية، وتهيئة المناخ الملائم لتحقيق توافق وطني شامل، مؤكدين على أهمية توحيد الجهود الوطنية والحفاظ على الاستقرار، وترسيخ دعائم الدولة».

وتزامنت هذه التطورات، مع استهداف مسلحين مجهولين مقر «الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد» في منطقة جنزور غرب طرابلس، الأحد، بقذائف «آر بي جي»، ورصدت وسائل إعلام محلية آثار القصف، دون صدور تفاصيل رسمية حول الأضرار أو الملابسات، ما يعكس استمرار المخاطر الأمنية في العاصمة، رغم جهود تأمين العملية الانتخابية.


مجابهة «تهديدات غير نمطية» ضمن مناورة بحرية مصرية - فرنسية

جانب من التدريب البحري المصري - الفرنسي «كليوباترا 2025» (المتحدث العسكري المصري)
جانب من التدريب البحري المصري - الفرنسي «كليوباترا 2025» (المتحدث العسكري المصري)
TT

مجابهة «تهديدات غير نمطية» ضمن مناورة بحرية مصرية - فرنسية

جانب من التدريب البحري المصري - الفرنسي «كليوباترا 2025» (المتحدث العسكري المصري)
جانب من التدريب البحري المصري - الفرنسي «كليوباترا 2025» (المتحدث العسكري المصري)

مجابهة «تهديدات غير نمطية» كان ضمن التدريب البحري «كليوباترا 2025» الذي يستمر لعدة أيام بالمياه الإقليمية الفرنسية، بمشاركة وحدات من القوات البحرية المصرية والفرنسية. وقال المتحدث العسكري المصري، الأحد، إن «التدريب يأتي في إطار دعم العلاقات المتميزة وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكل من مصر وفرنسا».

وبحسب المتحدث العسكري المصري، يشهد التدريب «كليوباترا 2025» عديداً من المحاضرات النظرية والعملية لتوحيد مفاهيم العمل المشترك، كذلك «التخطيط لإدارة أعمال بحرية مشتركة والتدريب على مجابهة التهديدات البحرية غير النمطية، بما يسهم في صقل المهارات وتبادل الخبرات بين القوات المشاركة بالتدريب». وأكد أن «(كليوباترا 2025) في إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة مع نظائرها من الدول الشقيقة والصديقة لدعم وتعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات العسكرية».

والعام الماضي نفذت القوات البحرية المصرية والفرنسية المناورة البحرية «كليوباترا 2024» بنطاق الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط. وتضمنت المناورة حينها «تفتيش السفن غير المنصاعة، وإجراءات الدفاع الجوي ضد الأهداف المعادية، والتدريب على الإمداد والتزود بالوقود في البحر، فضلاً عن تنفيذ رماية مدفعية سطحي بالذخيرة الحية لصد وتدمير الأهداف المعادية، بالإضافة إلى تنفيذ تشكيلات إبحار مختلفة أظهرت مدى التجانس بين الوحدات المشاركة في المناورة».

«كليوباترا 2025» يسهم في تبادل الخبرات بين القوات المشاركة بالتدريب (المتحدث العسكري المصري)

ونهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، اختتمت فعاليات التدريب «ميدوزا 14» الذي جرى بنطاق مسرح عمليات البحر المتوسط وقاعدة محمد نجيب العسكرية في مصر، بمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة السعودية والمصرية والفرنسية واليونانية والقبرصية.

وشملت المرحلة الرئيسية من التدريب حينها «تنفيذ حق الزيارة والتفتيش على سفينة مشتبه بها، وأعمال البحث والإنقاذ، والقيام بأعمال الدفاع ضد التهديدات السطحية من خلال تنفيذ رماية مدفعية سطحي بالأعيرة المختلفة، بالإضافة إلى تنفيذ عملية الهجوم على شاطئ معادٍ من خلال عناصر القوات الخاصة بواسطة الإبرار البحري والإسقاط المظلي، وتنفيذ قذف جوي ضد الأهداف المخططة على الساحل بواسطة الطائرات متعددة المهام»، وفق المتحدث العسكري المصري، الشهر الماضي.

تدريب «كليوباترا 2025» يأتي في إطار تعزيز التعاون بين مصر وفرنسا (المتحدث العسكري المصري)

وفي أغسطس (آب) 2024 أقيمت فعاليات التدريب الجوي المصري - الفرنسي المشترك «آمون 24» في عدد من القواعد الجوية بمصر. وشملت المرحلة الأولى للتدريب حينها «تنفيذ مجموعة من المحاضرات النظرية والعملية لتوحيد المفاهيم القتالية لكلا الجانبين، فضلاً عن التدريب على أعمال التخطيط وإدارة أعمال قتال جوية مشتركة لتبادل الخبرات وتطوير المهارات للقوات المشاركة».