كشفت مجموعة من الدراسات الحديثة عن أن كثرة استخدام الهاتف تهدد الصحة، حيث تؤثر سلباً على النوم والحالة النفسية، وتؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية من بينها السرطان وأمراض القلب والسكري والسمنة.
وحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد أظهرت الدراسات أن الضوء الأزرق المنبعث من الهاتف قد يُساعد على التركيز وإطالة مدة الانتباه خلال النهار، ولكنه يُسبب اضطرابات في النوم.
ويُعطل هذا الضوء الاصطناعي في الليل الإيقاع اليومي، وهو دورة الجسم الطبيعية على مدار 24 ساعة والتي تتحكم في أوقات اليقظة والنعاس، وإنتاج هرمونات مثل الميلاتونين (هرمون النوم) والكورتيزول (هرمون التوتر)، والعديد من وظائف الجسم الأخرى.
وقد ترتبط قلة النوم بسبب ضوء الشاشة في الليل بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، لأن إيقاعاتنا اليومية تُنظم كيفية استجابة أجسامنا للإنسولين وإنتاج الغلوكوز.
ووجدت إحدى الدراسات أن من يتعرضون للضوء الأزرق أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري بنسبة 50 في المائة.
كما ثبت أن التعرض للضوء الأزرق ليلاً يزيد احتمالات زيادة الوزن والسمنة، وهما عامل خطر آخر للإصابة بمرض السكري.
كما يتحكم إيقاع الجسم الطبيعي في التقلبات اليومية في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
ويمكن أن يؤدي اضطراب «الساعة البيولوجية» إلى مشكلات في القلب والأوعية الدموية مثل تسارع ضربات القلب، وقصور القلب، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، فقد ربطت دراسة حديثة بين استخدام الشاشات وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
ووجدت الدراسة، التي بحثت في آثار أطوال موجات الضوء الأزرق، أن التعرض لأضواء الشاشات ليلاً يزيد من خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي بمقدار مرة ونصف، وخطر أعلى للإصابة بسرطان البروستاتا بمقدار الضعف.
وقد يكون هذا الخطر المتزايد للإصابة بسرطان الثدي، على وجه الخصوص، ناتجاً عن نقص الميلاتونين.
ويُثبط الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات إنتاج الميلاتونين، الذي قد تكون له خصائص مضادة للسرطان. ويمكن أن يؤدي انخفاض مستوياته إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والأورام.
ووسط ازدياد اعتمادنا على التكنولوجيا بشكل مفرط، ينصح خبراء الصحة بضرورة تقليل استخدام الشاشات، خصوصاً قبل النوم، والعمل على تبني عادات صحية أكثر توازناً للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية، تفادياً لهذه المشكلات الصحية المهدِّدة للحياة.
