لجنة يابانية تقترح ميزانية تحفيز ضخمة لدعم الأسر

الحكومة تراقب تقلبات الين وتتابع الضوابط الصينية

مشاة يعبرون الطريق في ضاحية غينزا التجارية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
مشاة يعبرون الطريق في ضاحية غينزا التجارية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

لجنة يابانية تقترح ميزانية تحفيز ضخمة لدعم الأسر

مشاة يعبرون الطريق في ضاحية غينزا التجارية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
مشاة يعبرون الطريق في ضاحية غينزا التجارية بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

اقترحت لجنة تابعة للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم في اليابان إعداد ميزانية تكميلية تتجاوز 25 تريليون ين (161 مليار دولار) لتمويل حزمة التحفيز الاقتصادي التي تعهّدت رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي بإطلاقها، في خطوة تعكس اتساع الضغوط السياسية لمعالجة ارتفاع تكاليف المعيشة.

وتمثل الميزانية المقترحة أكثر من ضعف الحجم الإضافي المقرّ للعام الماضي البالغ 13.9 تريليون ين، ما يشير إلى توجه واضح لدى الحكومة لتعزيز الدعم المالي للأسر، وتحفيز الاستثمار وسط التحديات العالمية وتباطؤ الطلب المحلي. وتضم اللجنة عدداً من النواب المقربين من تاكايتشي، ومن بينهم وزير الإنعاش الاقتصادي مينورو كيوتشي، الذي يشغل دوراً استشارياً أساسياً في رسم السياسات المالية. وأكدت الوثيقة أن الحكومة «يجب ألا تتردد في إصدار مزيد من السندات» لتمويل الإنفاق الواسع في مجالات النمو وإدارة الأزمات.

مخاوف من اتساع الديون

ومنذ توليها المنصب الشهر الماضي، وعدت تاكايتشي بحزمة مالية «كبيرة وفعّالة» لتخفيف الضغوط على الأسر التي تواجه ارتفاعاً مستمراً في الأسعار. لكن اعتماد تمويل إضافي عبر السندات يثير تساؤلات لدى الأسواق حول اتساع الدين العام الياباني، وهو من الأعلى عالمياً.

وأدت التوقعات بزيادة الإنفاق إلى ارتفاع عوائد السندات الحكومية اليابانية طويلة الأجل، وسط ترقب لما ستتضمنه الحزمة النهائية من إجراءات مالية ونقدية.

القيود الصينية

وفي سياق منفصل، قال وزير التجارة الياباني ريوسي أكازاوا إن الحكومة لا ترى «أي تغييرات خاصة» في ضوابط التصدير الصينية المتعلقة بالمعادن النادرة والمواد الحساسة. وتأتي تصريحاته في وقت تسعى فيه طوكيو إلى تهدئة التوترات مع بكين وسط الخلاف المتصاعد حول تايوان، وتعمل على تأمين سلاسل التوريد الاستراتيجية، خصوصاً للمواد الحيوية في الصناعات التكنولوجية. ويُعد تأمين المعادن النادرة ملفاً محورياً لليابان، التي تعتمد بشكل كبير على الصين في استيراد عناصر تُستخدم في أشباه الموصلات والمركبات الكهربائية والتقنيات المتقدمة. إلى ذلك، عبّرت وزيرة المالية ساتسوكي كاتاياما عن «قلق بالغ» من تراجع الين إلى أدنى مستوياته في تسعة أشهر أمام الدولار، مشيرة إلى أن التحركات الأخيرة في أسواق الصرف «سريعة وأحادية الاتجاه». وأكدت أن الحكومة ستواصل مراقبة السوق «بإحساس عالٍ من اليقظة»، وأنها مستعدة للتحرك في حال شهدت الأسواق تقلبات مفرطة قد تؤثر على استقرار الأسعار والتجارة.

وتجمع التطورات الأخيرة بين ضغط سياسي لتوسيع الإنفاق، وقلق رسمي من تقلبات العملة، وسعي حثيث لتأمين المواد الاستراتيجية في ظل التوترات الإقليمية. وتترقب الأسواق إعلان تفاصيل الحزمة التحفيزية التي قد تحدد مسار الاقتصاد الياباني خلال المرحلة المقبلة.


مقالات ذات صلة

السعودية مقر إقليمي لبرنامج بناء القدرات في المنافسة

الاقتصاد جانب من توقيع الهيئة العامة للمنافسة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لاستضافة السعودية البرنامج الإقليمي لبناء القدرات في مجال المنافسة بالمنطقة (الشرق الأوسط)

السعودية مقر إقليمي لبرنامج بناء القدرات في المنافسة

أعلنت الهيئة العامة للمنافسة استضافة السعودية، بالشراكة مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، البرنامج الإقليمي لبناء القدرات بمجال المنافسة لمنطقة الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد عامل يسير أمام لافتة تحمل شعار شركة «فانكي» العقارية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

«فيتش» تخفض تصنيف «فانكي» الصينية مع تصاعد مخاوف التعثر

عمّقت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني الضغوط على شركة «تشاينا فانكي» العقارية الصينية، بعدما خفّضت تصنيفها الائتماني.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد عملة «بتكوين» أمام شاشة تعرض سعر صرفها مقابل الدولار الأميركي (رويترز)

انهيار العملات المشفرة يثير الحذر ويعزز الابتكار في استراتيجيات الاستثمار

أحدث الانهيار الأخير في سوق العملات المشفرة موجة من الحذر والترقب لدى المستثمرين، بعد أن طال تأثيره أعمق قطاعات الصناعة وأكثرها رسوخاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد يمشي أشخاص خارج متجر «كاوفهاوس ديس فيستنز» خلال موسم عيد الميلاد في برلين (رويترز)

تراجع غير متوقع لمعنويات الأعمال في ألمانيا خلال ديسمبر

أظهر استطلاع نُشر يوم الأربعاء، انخفاضاً غير متوقع في معنويات قطاع الأعمال الألماني خلال شهر ديسمبر (كانون الأول)، مع استمرار صعوبة تعافي الاقتصاد الألماني.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد رئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايتشي في مؤتمر صحافي بمكتبها بالعاصمة طوكيو (أ.ب)

رئيسة وزراء اليابان تؤكد على ضرورة اتباع نهج إنفاق استباقي لتحقيق النمو

قالت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي الأربعاء على اليابان اتباع نهج إنفاق استباقي بدلاً من التقشف المالي المفرط.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

أميركا تسمح بمبيعات النفط من مشروع «سخالين 2» الروسي حتى 18 يونيو

مشروع «سخالين 2» للغاز المسال (إكس)
مشروع «سخالين 2» للغاز المسال (إكس)
TT

أميركا تسمح بمبيعات النفط من مشروع «سخالين 2» الروسي حتى 18 يونيو

مشروع «سخالين 2» للغاز المسال (إكس)
مشروع «سخالين 2» للغاز المسال (إكس)

سمحت وزارة الخزانة الأميركية بمبيعات النفط من مشروع «سخالين 2» الروسي حتى 18 يونيو المقبل، في خطوة من المرجح أن تسمح باستمرار إنتاج الغاز الطبيعي المسال من المشروع.

وهذه الخطوة مهمة بالنسبة لليابان حليفة الولايات المتحدة، إذ تحصل على نحو 9 في المائة من الغاز الطبيعي المسال من روسيا.

وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية، الأربعاء، الترخيص العام للتعاملات مع «سخالين 2»، وهو إعفاء من العقوبات التي فرضها الرئيس السابق جو بايدن على المشروع في عام 2022.


منصة «التوازن العقاري» تعلن نتائج أول دفعة أراضٍ مدعومة في الرياض

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

منصة «التوازن العقاري» تعلن نتائج أول دفعة أراضٍ مدعومة في الرياض

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، الأربعاء، صدور نتائج القرعة الإلكترونية لشراء الأراضي السكنية عبر منصة «التوازن العقاري»، وذلك بعد استكمال إجراءات التحقق من أهلية المتقدمين، والبتّ في الاعتراضات التي سبقت إجراء القرعة.

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطوات إنفاذ توجيهات الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتحقيق التوازن في القطاع العقاري بمدينة الرياض.

وقالت الهيئة إن القرعة أُجريت بإشراف لجنة مستقلة تضم ممثلين عن الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ووزارة العدل، والهيئة العامة للعقار، وأمانة منطقة الرياض، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، مشيرة إلى تنفيذها باستخدام أنظمة تقنية متقدمة لضمان العدالة، وتكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين المؤهلين.

وأوضحت أن النتائج النهائية باتت متاحة عبر منصة «التوازن العقاري»، بما يتيح للمستحقين الاطلاع على حالة طلباتهم، واستكمال الإجراءات اللاحقة، بما في ذلك استعراض تفاصيل القطع المخصصة، ومتابعة الخطوات التالية إلكترونياً.

وبحسب الهيئة، شملت نتائج القرعة تحديد مواقع الأراضي السكنية المخصصة للمستحقين بإجمالي مساحات بلغ 6.3 مليون متر مربع، موزعة على مواقع داخل النسيج العمراني في مدينة الرياض، وأخرى في مواقع متعددة يجري تصميمها، ضمن أحياء القيروان، والملقا، والنخيل، والنرجس، ونمار، والرماية، والرمال، والجنادرية، على أن تبلغ مساحة القطعة الواحدة 300 متر مربع.

وأكدت الهيئة أن هذه الخطوة تأتي امتداداً للدعم الحكومي المتواصل لما يمس احتياجات المواطنين، وتطوير الخدمات في العاصمة، وتهيئة السبل للارتقاء بالمعروض العقاري، وإتاحة حلول مرنة، وخيارات متعددة لتملك المواطنين.

وبيّنت أن رحلة المستفيد من التقديم حتى التخصيص تتم عبر منصة «التوازن العقاري» وفق مراحل واضحة، ومحددة، على أن تشمل الخطوات المقبلة للمستفيدين عبر المنصة إجراءات البيع على الخريطة، وتسلم المواقع، وإتمام مراحل البناء.

وأشارت إلى أن المسار سيستمر بعد هذا العام عبر طرح دفعات جديدة خلال السنوات الأربع المقبلة، للإسهام في تحقيق التوازن في القطاع العقاري، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، ومؤشرات جودة الحياة في مدينة الرياض.

ولفتت الهيئة إلى تبنيها معايير التخطيط الحضري خلال مراحل تطوير المخططات العامة بما يحقق مجتمعات عمرانية تراعي جودة الحياة للسكان، إضافة إلى تطوير «كود عمراني» لتعزيز التجانس في المشهد الحضري، بما يعكس مبادئ عمارة مدينة الرياض.


بريطانيا تستثني حقل غاز «ظُهر» في مصر من العقوبات المفروضة على روسيا

منصة غاز في حقل «ظهر» المصري (وزارة البترول المصرية)
منصة غاز في حقل «ظهر» المصري (وزارة البترول المصرية)
TT

بريطانيا تستثني حقل غاز «ظُهر» في مصر من العقوبات المفروضة على روسيا

منصة غاز في حقل «ظهر» المصري (وزارة البترول المصرية)
منصة غاز في حقل «ظهر» المصري (وزارة البترول المصرية)

أضافت بريطانيا، الأربعاء، حقل «ظُهر» للغاز في مصر، الذي تملك فيه شركة النفط الروسية العملاقة «روسنفت» حصة 30 في المائة وشركة «بي بي» ومقرها لندن حصة 10 في المائة، إلى قائمة المشروعات المعفاة من عقوباتها على روسيا.

وفرضت بريطانيا والولايات المتحدة عقوبات على شركتي «روسنفت» و«لوك أويل»، وهما أكبر منتجي النفط في روسيا، في أكتوبر (تشرين الأول) بسبب دورهما في تمويل موسكو لحربها في أوكرانيا.

ويسمح الترخيص العام، الذي خضع للتعديل الأربعاء، الآن أيضاً بالمدفوعات والعمليات التجارية المرتبطة بحقل «ظُهر» حتى أكتوبر 2027. وتملك «بي بي» حصة في حقل «ظهر» إلى جانب المساهم الرئيسي «إيني» و«روسنفت» وشركاء آخرين.

وتشمل المشروعات الأخرى المعفاة من الترخيص مشروعات نفط وغاز كبيرة أخرى في روسيا وكازاخستان ومنطقة بحر قزوين.

وفي حزمة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في أكتوبر، تم تضمين تراخيص عامة تسمح باستمرار العمل في مشروعات طاقة كبرى مثل مشروع «تينجيز شيفرويل» في كازاخستان، الذي تشارك فيه «لوك أويل»، ومشروع خط أنابيب بحر قزوين في روسيا وكازاخستان، والذي تُعد «روسنفت» من بين مساهميه.

وقالت شركة المحاماة الدولية «غولينغ دبليو إل جي» إن هذه التراخيص العامة تُعد أدوات لتصفية أو استثناء بعض المشروعات، مما يسمح باستمرارها في ظل العقوبات، ويساعد الشركات على إدارة الامتثال وتجنب أي انقطاع مفاجئ في الإمدادات.

وتتولى «إيني» الإيطالية تشغيل «ظُهر»، ويعتبر بحجم احتياطياته المقدرة بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز أكبر حقل في البحر المتوسط، على الرغم من انخفاض الإنتاج إلى ما دون ذروته في عام 2019.

وتعهدت «إيني» باستثمار نحو 8 مليارات دولار في مصر، وأطلقت في الآونة الأخيرة حملة تنقيب في البحر المتوسط لزيادة الإنتاج.