هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

بطارية تدوم يومين وكاميرات متقدمة ودعم لتقنيات الذكاء الاصطناعي

دعم متقدم لتقنيات التصوير والتحرير باستخدام الذكاء الاصطناعي
دعم متقدم لتقنيات التصوير والتحرير باستخدام الذكاء الاصطناعي
TT

هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

دعم متقدم لتقنيات التصوير والتحرير باستخدام الذكاء الاصطناعي
دعم متقدم لتقنيات التصوير والتحرير باستخدام الذكاء الاصطناعي

يستهدف هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت» Nothing Phone 3a Lite جيل الشباب والطلاب بسبب تصميمه الجريء ومواصفاته التصويرية المتقدمة ومزايا تحرير الصور وعروض الفيديو وحماية الخصوصية وبطاريته ذات العمر الممتد، في سعر منخفض. ويتميز الهاتف كذلك بتصميم فريد مما يجعله منافساً قوياً وجذاباً.

واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف، ونذكر ملخص التجربة.

تصميم أنيق وجريء بمواصفات متقدمة

تصميم أنيق

يواصل الهاتف تبني الفلسفة الجمالية لتصاميم الشركة من خلال تصميمه البسيط والأنيق، حيث يتميز بإطار مسطح مصنوع من الألمنيوم، ما يمنح إحساساً بالجودة والمتانة، ويكمله زجاج واقٍ على الجهتين الأمامية والخلفية لحمايته من الصدمات والخدوش. ويمنح الوزن المنخفض إحساساً مريحاً ومطمئناً عند الإمساك به. ويتوفر الهاتف بألوان كلاسيكية أنيقة ويتميز بمقاومته للغبار ورذاذ الماء وفقاً لمعيار IP54، مما يؤكد على متانته اليومية.

تجربة بصرية متقدمة

شاشة الهاتف هي واحدة من أبرز نقاط قوته، حيث إن قطرها كبير مع توفير دقة كبيرة. وتقدم الشاشة تجربة مشاهدة غامرة بفضل أطرافها النحيفة والمتساوية، وهي تدعم عمق ألوان 10 بت، ما يعني قدرتها على عرض أكثر من مليار لون بدقة مذهلة، وهي مزودة بزجاج خاص لحماية إضافية.

ولعل الميزة الأبرز في الشاشة هي السطوع الفائق الذي يصل إلى ذروته عند 3000 شمعة في نمط العرض HDR، ما يضمن رؤية واضحة وممتازة للمحتوى حتى تحت أشعة الشمس المباشرة بمتوسط سطوع خارجي يبلغ 1300 شمعة. ويتم تعزيز هذه التجربة بمعدل تحديث تكيفي سلس يصل إلى 120 هرتز، ما يجعل التمرير وتصفح الأخبار ومشاهدة عروض الفيديو واللعب بالألعاب الإلكترونية تجربة سلسة وذات استجابة فائقة. كما يوفر معدل التعتيم PWM بتردد 2160 هرتز راحة للعينين أثناء الاستخدام المطول في ظروف الإضاءة المنخفضة.

نظام الكاميرات الثلاثي المتقن

ويقدم الهاتف مصفوفة كاميرات خلفية ثلاثية متكاملة تتصدرها عدسة رئيسية احترافية بدقة 50 ميغابكسل ومستشعر عالي الجودة يلتقط ما نسبته 64 في المائة إضافية من الضوء. وتتضمن الكاميرا أيضاً ميزة التثبيت البصري Optical Image Stabilization OIS لضمان التقاط صور واضحة وعروض فيديو ثابتة. ويعمل هذا النظام القوي مع محرك «ترو لينس إنجن 4» TrueLens Engine 4.0 نفسه المستخدم في الهواتف الرائدة لهذه السلسلة، مما يضمن جودة صور فائقة التفاصيل وألواناً حقيقية.

ويكتمل النظام بكاميرا واسعة جداً بدقة 8 ميغابكسل لالتقاط مناظر طبيعية ولقطات جماعية مذهلة، بالإضافة إلى مستشعر «ماكرو» بدقة 2 ميغابكسل لاستكشاف تفاصيل العالم الصغير عن قرب. أما الكاميرا الأمامية، فتبلغ دقتها 16 ميغابكسل لضمان تسجيل صور ذاتية («سيلفي») واضحة ومكالمات فيديو عالية الجودة.

ويدعم الهاتف تسجيل الفيديو بالدقة الفائقة 4K بمعدل 30 صورة في الثانية، مع دعم مزايا تصويرية متقنة مثل «ألترا إكس دي آر» Ultra XDR (تقنية تم تطويرها بالشراكة مع «غوغل» تهدف إلى زيادة تباين الألوان والظلال لجعل الصور تظهر بشكل طبيعي أكثر) ونمط «بورتريه» المدعوم بالذكاء الاصطناعي لصور احترافية.

وتجدر الإشارة إلى أن الهاتف يقدم أدوات لتحرير الصور وعروض الفيديو مباشرة من خلاله، الأمر الذي يجعل مشاركة أهم اللحظات مع الآخرين عبر الشبكات الاجتماعية أمراً في منتهى السلاسة والبساطة. كما تستطيع الكاميرا تسجيل الصور بامتداد RAW، ما يجعل تحرير الألوان والإضاءة بعد انتهاء عملية الالتقاط أمراً يسيراً جداً. وإن كنت تبحث عن قدرات آلية للتعرف على نوع الصورة الملتقطة وتعديل إعدادات الكاميرا قبل الضغط على زر التسجيل، فيمكن القيام بذلك بشكل فوري باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة.

واجهة ذكية وبسيطة للاستخدام

وتقدم ميزة الإضاءة الخلفية «غليف لايت» Glyph Light طابعاً مميزاً للهاتف، حيث تقدم ضوء «إل إي دي» خلفياً واحداً لعرض الإشعارات بشكل يشابه الهواتف الكلاسيكية، ولكنه يحافظ على الوظائف الأساسية المفضلة لدى المستخدمين. ويمكن من خلال هذه الميزة عرض وهج ثابت لجهات الاتصال والتطبيقات المهمة، أو استخدامه كمؤشر للعد التنازلي للكاميرا، مع تفعيل ميزة قلب شاشة الهاتف لتفعيل الإشعارات الضوئية الصامتة، وغيرها.

ويعمل الهاتف بواجهة «ناثينغ أو إس 3.5» Nothing OS 3.5 المبنية على نظام التشغيل «آندرويد 15»، وهي واجهة تتميز بالبساطة وتقدم تجربة استخدام سلسة للغاية ومستقرة. وتوفر الواجهة مجموعة من المزايا الذكية مثل «الدرج الذكي» Smart Drawer لتنظيم التطبيقات تلقائياً، و«المساحة الأساسية» Essential Space المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنظيم الملاحظات والملفات وتحويل الملفات الصوتية إلى نصوص وإيجاد وصف للصور، و«المساحة الشخصية» Private Space لحماية محتوى تطبيقاتك من أعين المتطفلين، ومزايا أمان مثل «قفل التطبيقات» App Locker لمنع تشغيل تطبيقات محددة إلا بعد إدخال رمز سري.

يضاف إلى ذلك دعم الهاتف ميزة «المفتاح الأساسي» Essential Key التي تسمح لك التقاط صور وتسجيل محتوى شاشتك وصوتك من مكان واحد بكل سلاسة. كما يقدم الهاتف ميزة «البحث الأساسي» Essential Search التي تسمح لك البحث عن أي شيء حفظته في هاتفك، مثل التطبيقات والصور والرسائل، حيث يكفي كتابة كلمة واحدة للعثور على ما تبحث عنه في الهاتف. وتدعم الشركة تحديثات «آندرويد» الرئيسية لثلاث سنوات وست سنوات من التحديثات الأمنية، مما يضمن طول عمر الهاتف لفترة ممتدة.

بطارية لا تتعب وشحن سريع... بسعر منخفض

مواصفات تقنية

وبالنسبة للمواصفات التقنية للهاتف، فيبلغ قطر شاشته 6.77 بوصة وهي تعرض الصورة بدقة 2392x1080 بكسل وبدقة 387 بكسل في البوصة وبتردد 120 هرتز وبشدة سطوع تتراوح بين 800 و3000 شمعة، وهي تعرض الألوان بتقنية «أموليد» AMOLED وبدعم للمجال العالي الديناميكي High Dynamic Range HDR، مع استخدام زجاج «باندا» المقاوم للخدوش والكسر.

ويستخدم الهاتف معالج «ميدياتيك دايمنستي 7300 برو» ثماني النوى (4 نوى بسرعة 2.5 غيغاهرتز و4 بسرعة 2 غيغاهرتز) بدقة التصنيع 4 نانومتر، والذي يتميز بكفاءته العالية في استهلاك الطاقة وقوته في التعامل مع المهام اليومية المتعددة، مما يضمن تجربة استخدام سريعة وسلسة، حيث يتم تشغيل التطبيقات وفتحها بسلاسة تامة دون أي تأخير ملحوظ.

كما يقدم الهاتف 8 غيغابايت من الذاكرة للعمل و256 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة التي يمكن زيادتها بـ2 تيرابايت (2048 غيغابايت) من خلال بطاقات الذاكرة الإضافية «مايكرو إس دي». وبالنسبة لمصفوفة الكاميرات، فيقدم الهاتف 3 كاميرات خلفية بدقة 50 و8 و2 ميغابكسل (للزوايا العريضة والعريضة جدا وللعناصر القريبة جداً) مع توفير ضوء «فلاش» بتقنية «إل إي دي». أما بالنسبة للكاميرا الأمامية، فتبلغ دقتها 16 ميغابكسل، وهي تدعم التصوير بزوايا عريضة.

ويدعم الهاتف شبكات «واي فاي» a وb وg وn وac و6 و«بلوتوث 5.3» اللاسلكية، مع دعم تقنية الاتصال عبر المجال القريب Near Field Communication NFC وتقديم مستشعر بصمة خلف الشاشة. الهاتف مقاوم للبلل والغبار وفقاً لمعيار IP54، وهو يدعم استخدام شريحتي اتصال، ويعمل بنظام التشغيل «آندرويد 15».

ويتميز الهاتف ببطارية قوية تبلغ شحنتها 5000 ملي أمبير - ساعة، مصممة لتوفير يوم كامل من الاستخدام المريح دون قلق. وتدعم هذه البطارية تقنية الشحن السلكي السريع بقدرة 33 واط، مما يسمح بشحن ما يصل إلى 50 في المائة من شحنتها في نحو 20 دقيقة فقط، وهي سرعة ممتازة تضمن قضاء الهاتف وقت أقل موصولاً بالشاحن. وتستطيع البطارية تقديم ما يصل إلى 55 ساعة من تشغيل الموسيقى أو 47 ساعة من إجراء المكالمات الصوتية أو 22 ساعة من تشغيل عروض «يوتيوب» أو 9 ساعات ونصف الساعة من اللعب بالألعاب الإلكترونية. هذا، ويدعم الهاتف الشحن السلكي العكسي بقدرة 5 واط لشحن الأجهزة والملحقات الأخرى.

وتبلغ سماكة الهاتف 8.3 مليمتر ويبلغ وزنه 199 غراماً، وهو متوفر في المنطقة العربية بألوان الأبيض أو الأسود بسعر 749 أو 899 ريالاً سعودياً (199 أو 239 دولاراً أميركياً) لإصداري 128 أو 256 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة.


مقالات ذات صلة

توقعات بتراجع مبيعات الهواتف الذكية في 2026 بسبب ارتفاع تكاليف الرقائق

الاقتصاد امرأة تستخدم جوالها داخل متجر لشركة «أبل» في بكين (رويترز)

توقعات بتراجع مبيعات الهواتف الذكية في 2026 بسبب ارتفاع تكاليف الرقائق

توقعت شركة «كاونتربوينت» لأبحاث السوق انخفاض شحنات الهواتف الذكية العالمية 2.1 في المائة العام المقبل، إذ من المرجح أن يؤثر ارتفاع تكاليف الرقائق على الطلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا بدائل لتطبيقات الدردشة الرئيسية بالذكاء الاصطناعي في الجوالات

بدائل لتطبيقات الدردشة الرئيسية بالذكاء الاصطناعي في الجوالات

إليكم بعض البدائل، ومنها مجانية، التي يمكن إحلالها محل تطبيقات الدردشة التوليدية الذكية الرئيسية المعروضة الأسبوع الماضي، في الجوالات.

جيرمي كابلان (واشنطن)
تكنولوجيا هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

أحد أكثر الهواتف الذكية المتينة ومتعددة الاستخدامات في السوق

غريغ إيلمان (واشنطن)
تكنولوجيا امرأة تستخدم جوالها داخل متجر لشركة «أبل» في بكين (رويترز)

الطلب الشديد على رقائق الذاكرة قد يرفع أسعار الجوالات الذكية... ما القصة؟

مع استهلاك مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من رقائق الذاكرة المستخدمة في صناعة الإلكترونيات قد يواجه المستهلكون ارتفاعاً بأسعار منتجات تكنولوجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا فصل أجهزة الشحن يوفر في استهلاك الطاقة (بيكسلز)

هل يجب فصل الشواحن عند الانتهاء من استخدامها؟

يزداد عدد الشواحن الموصولة بالكهرباء في المنازل اليوم سواءً للجوالات أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو كاميرات المراقبة وغيرها

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«تسلا» تعرض الروبوت الشبيه بالبشر «أوبتيموس» في برلين

 «أوبتيموس» (أ.ب)
«أوبتيموس» (أ.ب)
TT

«تسلا» تعرض الروبوت الشبيه بالبشر «أوبتيموس» في برلين

 «أوبتيموس» (أ.ب)
«أوبتيموس» (أ.ب)

كشفت شركة «تسلا»، السبت، عن روبوتها الشبيه بالبشر المُسمى «أوبتيموس» أمام الجمهور في العاصمة الألمانية برلين.

وقام الروبوت بتوزيع الفشار في سوق لعيد الميلاد بمركز التسوق «إل بي 12»، المعروف أيضاً باسم «مول برلين»؛ حيث كان يلتقط علب الفشار الصغيرة ويملؤها، ثم يقدمها للزوار.

وتشكل طابور طويل أمام المنصة. وكما الحال في عروض مماثلة أخرى قدمتها «تسلا»، ظل من غير الواضح إلى أي مدى كان «أوبتيموس» يعمل بشكل ذاتي، أو ما إذا كان خاضعاً للتحكم عن بُعد جزئياً على الأقل.

«أوبتيموس» (أ.ب)

وفي الوقت الذي يتوقع فيه أن تتراجع مبيعات سيارات «تسلا» الكهربائية مرة أخرى هذا العام، أعلن الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك أن مستقبل «تسلا» يكمن في سيارات الأجرة ذاتية القيادة «الروبوتاكسي»، والروبوتات الشبيهة بالبشر.

كما توقّع ماسك أن يفوق عدد الروبوتات عدد البشر في العالم مستقبلاً، مشيراً إلى أن السيارات ذاتية القيادة والروبوتات ستفضي إلى «عالم بلا فقر»، يتمتع فيه الجميع بإمكانية الوصول إلى أفضل رعاية طبية. وأضاف قائلاً: «سيكون (أوبتيموس) جراحاً مذهلًا».

وأوضح ماسك أنه يأمل في بدء إنتاج هذه الروبوتات بحلول نهاية العام المقبل.

وحسب تقارير إعلامية، يتم التحكم في بعض هذه الروبوتات عن بُعد خلال مثل هذه العروض. وأثار مقطع فيديو ضجة على الإنترنت مؤخراً، يظهر فيه روبوت «أوبتيموس» وهو يسقط إلى الخلف مثل لوح مسطح خلال فعالية في مدينة ميامي.

وقبل أن يسقط يرفع الروبوت ذراعيه الاثنتين إلى رأسه، في حركة توحي بأن الشخص الذي كان يتحكم فيه عن بُعد قد نزع نظارة ثلاثية الأبعاد. ولم تعلق «تسلا» على ذلك.


خبراء يحذِّرون: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ

يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
TT

خبراء يحذِّرون: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ

يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)
يورينا نوغوتشي البالغة من العمر 32 عاماً تتحدث مع كلاوس شريكها في الذكاء الاصطناعي عبر تطبيق «شات جي بي تي» خلال تناول العشاء في منزلها بطوكيو (رويترز)

أفاد تقرير بأن تفويض بعض المهام إلى الذكاء الاصطناعي يقلل من نشاط الدماغ؛ بل وقد يضر بمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات.

في وقت سابق من هذا العام، نشر «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) دراسة أظهرت أن الأشخاص الذين استخدموا برنامج «شات جي بي تي» لكتابة المقالات أظهروا نشاطاً أقل في شبكات الدماغ المرتبطة بالمعالجة المعرفية في أثناء قيامهم بذلك.

لم يتمكن هؤلاء الأشخاص أيضاً من الاستشهاد بمقالاتهم بسهولة، كما فعل المشاركون في الدراسة الذين لم يستخدموا روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي. وقال الباحثون إن دراستهم أظهرت «أهمية استكشاف احتمال انخفاض مهارات التعلم».

تم اختيار جميع المشاركين الـ54 من «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) والجامعات المجاورة. وسُجِّل نشاط أدمغتهم باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، الذي يتضمن وضع أقطاب كهربائية على فروة الرأس.

وتضمنت بعض التوجيهات التي استخدمها المشاركون طلب المساعدة من الذكاء الاصطناعي لتلخيص أسئلة المقالات، والبحث عن المصادر، وتحسين القواعد والأسلوب.

كما استُخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الأفكار والتعبير عنها، ولكن بعض المستخدمين شعروا بأنه لم يكن بارعاً في ذلك.

انخفاض التفكير النقدي

وفي دراسة منفصلة، ​​وجدت جامعة «كارنيجي ميلون» و«مايكروسوفت» التي تُشغّل برنامج «Copilot»، أن مهارات حل المشكلات لدى الأفراد قد تتضاءل إذا ما اعتمدوا بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي.

واستطلعت الدراسة آراء 319 موظفاً من ذوي الياقات البيضاء ممن يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي في وظائفهم مرة واحدة على الأقل أسبوعياً، حول كيفية تطبيقهم للتفكير النقدي عند استخدامها.

ودرس الباحثون 900 مثال لمهام مُسندة إلى الذكاء الاصطناعي، تتراوح بين تحليل البيانات لاستخلاص رؤى جديدة والتحقق من استيفاء العمل لقواعد مُحددة.

وخلصت الدراسة إلى أن ارتفاع مستوى الثقة في قدرة الأداة على أداء مهمة ما يرتبط بـ«انخفاض مستوى التفكير النقدي»، وذكرت الدراسة أن «مع أن الذكاء الاصطناعي من الجيل الجديد يُمكن أن يُحسِّن كفاءة العاملين، فإنه قد يُعيق التفاعل النقدي مع العمل، وقد يُؤدي إلى اعتماد مُفرط طويل الأمد على الأداة، وتراجع مهارات حل المشكلات بشكل مستقل».

كما أُجري استطلاع رأي مماثل على طلاب المدارس في المملكة المتحدة، نُشر في أكتوبر (تشرين الأول) من قِبل مطبعة جامعة أكسفورد. وأظهر أن 6 من كل 10 أشخاص شعروا بأن الذكاء الاصطناعي قد أثر سلباً على مهاراتهم الدراسية.

وقد وجدت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد ونُشرت العام الماضي، أن مساعدة الذكاء الاصطناعي حسَّنت أداء بعض الأطباء، ولكنها أضرَّت بأداء آخرين لأسباب لم يفهمها الباحثون تماماً.

معلم خصوصي لا مقدم للإجابات

تقول جاينا ديفاني التي تقود التعليم الدولي في شركة «أوبن إيه آي» -الشركة التي تمتلك «شات جي بي تي»- والتي ساعدت في تأمين الدراسة مع جامعة أكسفورد، إن الشركة «تدرك تماماً هذا النقاش في الوقت الحالي».

وتقول لـ«بي بي سي»: «لا نعتقد قطعاً أن على الطلاب استخدام (شات جي بي تي) لتفويض المهام الدراسية». وترى أنه من الأفضل استخدامه كمعلمٍ خصوصي لا مجرد مُقدّمٍ للإجابات.


أبحاث الروبوتات… «ضلَّت طريقها»

رودني بروكس
رودني بروكس
TT

أبحاث الروبوتات… «ضلَّت طريقها»

رودني بروكس
رودني بروكس

يقول رودني بروكس: «أحب أن أنظر إلى ما يفعله الجميع، وأحاول أن أجد قاسماً مشتركاً يفترضونه جميعاً ضمنياً... لكنني أنكر وجوده».

رائد في علم الروبوتات

كان بروكس، رائد علم الروبوتات، يتحدث مباشرةً إلى الكاميرا في فيلم إيرول موريس «سريع، رخيص، وخارج عن السيطرة» عام 1997، الذي يجمع بين مقابلات مع بروكس، ومرّوض أسود، وبستاني متخصص في تقليم الأشجار، وباحث يدرس فئران الخلد العارية. قال بروكس حديثاً عن الفيلم: «أربعة رجال، كان كل منهم يحاول السيطرة على الطبيعة بطريقته الخاصة، وكنا جميعاً نفشل».

في الفيلم، كان بروكس يصف إنجازاً مبكراً. ففي ثمانينيات القرن الماضي، قيّدت قيود الحوسبة التقنية تطوير الروبوتات. لكنه وأثناء مراقبته للحشرات، أدرك أنها تمتلك قدرات عقلية محدودة، لكنها أكثر كفاءة بكثير من روبوتاته، وأن محاكاة بيولوجيا الحيوانات أذكى من محاولة التحكم في كل جانب من جوانب سلوك الروبوت عبر البرمجة. وقادته نجاحاته إلى التنبؤ بانتشار الروبوتات «في كل مكان حولنا».

بروكس مدير مختبر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا السابق، الذي كرّس حياته المهنية لجعل الآلات الذكية جزءاً من حياتنا اليومية والمشارك في ابتكار مكنسة «رومبا» الروبوتية الشهيرة، وهو في سن السبعين، يجد نفسه الآن متشككاً.

شكوك بقدرة الروبوتات... وأموال مهدورة

يعد رواد الأعمال اليوم بروبوتات لا تبدو بشرية فحسب، بل قادرة أيضاً على القيام بكل ما يستطيع الإنسان فعله.

يضخ مستثمرو التكنولوجيا مليارات الدولارات في هذا المسعى، لكن بروكس يرى أن الروبوتات البشرية متعددة الأغراض لن تعود إلى منازلنا قريباً، وأنها ليست آمنة بما يكفي للوجود حول البشر. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، نشر مقالاً نقدياً لاذعاً خلص فيه إلى أنه خلال الخمسة عشر عاماً المقبلة، «ستُهدر أموال طائلة في محاولة استخلاص أي تحسينات ممكنة من الروبوتات الشبيهة بالبشر الحالية. لكن هذه الروبوتات ستكون قد ولَّت منذ زمن بعيد، وسيتم نسيانها في الغالب».

أثار منشوره على مدونته ضجة كبيرة في عالم الروبوتات الصغير. كان هذا الشخص أسطورة في هذا المجال، وقد ساهمت رؤاه في انتشار موضة الروبوتات الشبيهة بالبشر.

وكتب كريس باكستون، الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، معلقاً: «سألني ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً عما إذا كنت أوافق على ما قاله بعد وقت قصير من نشره (وأنا لا أوافق)» على ما قاله.

أمثلة تاريخية

ويتذكر بروكس سيارة إرنست ديكمانز ذاتية القيادة، التي انطلقت في رحلاتها عبر أوروبا عام 1987. كان حاضراً عندما هزم حاسوب «آي بي إم» العملاق «ديب بلو» بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف عام 1997، وعندما تنبأ باحث الذكاء الاصطناعي جيف هينتون عام 2016 بأن علم الأشعة سيصبح من الماضي خلال خمس سنوات لأن برامج التعلم الآلي ستؤدي أعماله بشكل أفضل.

كانت كل هذه تطورات مهمة، لكن السائقين ولاعبي الشطرنج واختصاصيي الأشعة ما زالوا بيننا.

يصر بروكس على أنه يتصرف بواقعية. قال في مقابلة: «سنمر بفترة من الحماس الشديد، ثم ستأتي فترة من خيبة الأمل».

سباق تسلح نحو الروبوتات الشبيهة بالبشر

يقول بروكس، الذي يعمل الآن في مؤسسة «روبست»، إن المظهر الخارجي للروبوت يُوحي بقدراته. فالروبوتات المستخدمة على نطاق واسع اليوم مصممة لمهام محددة في ظروف معينة، وتبدو كذلك - كذراع تؤدي نفس الحركة المتكررة على خط الإنتاج، أو رافعات المنصات الآلية في مستودعات «أمازون». إنها ليست مبهرة. ويضيف: «يرى الناس الشكل الشبيه بالبشر، فيعتقدون أنه قادر على فعل كل ما يفعله الإنسان».

بعبارة أخرى، تُعد الروبوتات الشبيهة بالبشر فكرة مثالية لوادي السيليكون، حيث يُمثل النمو المحتمل كل شيء بالنسبة للشركات المدعومة برأس المال المغامر.

طموحات أم أوهام؟

لهذا السبب يبدو أن شركة تسلا، المملوكة لإيلون ماسك، تُراهن بكل شيء على روبوتها «أوبتيموس». في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، صرّح ماسك بأن بناء مثل هذه الروبوتات على نطاق واسع يُمثّل «معضلة مالية لا نهائية»، وتوقّع أن روبوت شركته «قد يُحقق إنتاجية تفوق إنتاجية الإنسان بخمسة أضعاف سنوياً لقدرته على العمل على مدار الساعة». ويعتقد، من بين أمور أخرى، أن أوبتيموس سيكون جراحاً بارعاً، وهو ادعاء جريء، إذ تُعدّ البراعة البشرية من أصعب التحديات في مجال الروبوتات.

ليس ماسك الوحيد الذي يطمح إلى تحقيق أهداف كبيرة. فمن بين شركات أخرى، جمعت شركة Figure AI الناشئة ما يقارب ملياري دولار منذ عام 2022 لتطوير خط إنتاجها من الروبوتات الشبيهة بـ C-3PO، التي تُستخدم في مجالات متنوعة من التصنيع إلى رعاية المسنين. كما يمكنك إنفاق 20 ألف دولار للحصول على روبوت من إنتاج شركة 1X Technologies في بالو ألتو، ووضعه في منزلك العام المقبل، ولكن سيتم دعم استقلاليته المحدودة من قِبل موظفي الشركة، الذين سيتحكمون به عن بُعد ضمن خطة لتعليمه مهامَ جديدة.

صعوبة محاكاة البشر

هذه ليست سوى أحدث محاولة لتحقيق ما وصفه بروكس وزملاؤه في حينه في ورقة بحثية نُشرت عام 1999 بتطوير «الكأس المقدسة». وقد تعثرت المحاولات السابقة لبناء روبوتات بشرية متعددة الأغراض بسبب صعوبة المشي على قدمين، وغيرها من الصعوبات المتعلقة بمحاكاة الشكل البشري باستخدام الإلكترونيات.

ثم هناك العدد الهائل من المواقف التي قد يجد الإنسان نفسه فيها. كيف يُمكن كتابة برنامج يُساعد الروبوت، لحل إحدى المهام الروتينية الشائعة التي يُمكن الاستعانة بمصادر خارجية لتنفيذها، على التنقل في كل منزل، وجمع الغسيل، وفرزه؟

الذكاء الاصطناعي التوليدي

يُقدم الذكاء الاصطناعي التوليدي إجابة جديدة: تعليم الروبوت القيام بذلك بنفس الطريقة التي نُعلم بها أجهزة الكمبيوتر التعرف على الأشخاص، أو نسخ التسجيلات الصوتية، أو الاستجابة لطلبات مثل «اكتب أغنية راب من التسعينيات».

يُعدّ تدريب الشبكات العصبية باستخدام كميات هائلة من البيانات تقنيةً مُثبتة، وهناك كمّ هائل من البيانات التي تُظهر البشر وهم يتحركون في بيئتهم - عقود من اللقطات المصورة لأشخاص يقومون بأعمال مختلفة تُغذّي مراكز البيانات.

قد تبدو النتائج مُبهرة، على الأقل في مقاطع الفيديو، حيث يُمكن رؤية روبوتات بشرية من شركة Figure وغيرها من الشركات وهي تطوي الملابس، أو تُرتّب الألعاب، أو تُصنّف قطع الغيار في مصنع BMW بولاية كارولاينا الجنوبية.

الإنسان وأخطار الروبوت

لكن ما لا يُرى في معظم مقاطع الفيديو هو وجود أشخاص بالقرب من الروبوتات. يقول بروكس إنه لن يقترب من أي روبوت بشري لمسافة تقل عن متر واحد. ويضيف أنه إذا - وعندما - فقدت هذه الروبوتات توازنها، فإن الآليات القوية التي تجعلها مفيدة، تُحوّلها إلى أداة خطرة.

تُلزم لوائح السلامة عموماً الأفراد بالابتعاد عن الروبوتات في البيئات الصناعية. ويقول آرون براذر، مدير قسم الروبوتات والأنظمة المستقلة في ASTM International، وهي منظمة معنية بوضع المعايير، إن الروبوتات البشرية ليست غير آمنة بطبيعتها، ولكنها تتطلب إرشادات واضحة، خاصةً عند خروجها من البيئات التي تدرب فيها البشر على العمل جنباً إلى جنب معها.

ويضيف براذر: «بالنسبة للروبوتات التي تدخل المنازل، وخاصة الروبوتات الشبيهة بالبشر التي يتم التحكم بها عن بُعد، فنحن في منطقة جديدة».

في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رفع رئيس قسم سلامة المنتجات السابق في شركة «فيغر» Figure دعوى قضائية ضد الشركة بتهمة الفصل التعسفي، مدعياً أنه طُرد بعد محاولته تطبيق إرشادات سلامة صارمة. رفضت الشركة التعليق على تقنيتها، لكن أحد ممثليها نفى الادعاءات الواردة في الدعوى، قائلاً إن الموظف فُصل بسبب ضعف أدائه. من جهته، قال ممثل عن شركة 1X إن روبوتها المنزلي يعتمد على آليات جديدة «تجعله آمناً ومتوافقاً بشكل فريد مع البشر».

قدرة الأصابع الحسّية المذهلة... يصعب ترجمتها للآلات

يشكّك بروكس بشدة في قدرة الشبكات العصبية على حلّ مشكلة البراعة. لا يمتلك البشر لغةً لجمع وتخزين ونقل البيانات المتعلقة باللمس، كما هو الحال بالنسبة للغة والصور. تجمع قدرة أصابعنا الحسية المذهلة أنواعاً شتى من المعلومات التي يصعب علينا ترجمتها للآلات. ويرى بروكس أن البيانات المرئية التي يفضلها الجيل الجديد من الشركات الناشئة في مجال الروبوتات لن تتمكن ببساطة من محاكاة ما نستطيع فعله بأصابعنا.

ويقول بروكس: «لقد صنع طلابي العديد من الأيدي والأذرع، وشحنوا عشرات الآلاف من أذرع الروبوت. أنا على يقين تام بأن الروبوتات الشبيهة بالبشر لن تصل إلى مستوى قدرات التلاعب (الحركي) البشري».

يجادل الباحثون بأنه إذا لم تكن البيانات المرئية وحدها كافية، فيمكنهم إضافة مستشعرات لمسية إلى روبوتاتهم، أو استخدام البيانات الداخلية التي يجمعها الروبوت عند تشغيله عن بُعد بواسطة مستخدم بشري. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التقنيات ستكون رخيصة بما يكفي لجعل هذه الشركات مستدامة.

لكن هناك أيضاً احتمالات عديدة بين براعة الإنسان وفشل الروبوت. يقول براس فيلاغابودي، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة أجيليتي روبوتيكس: «يطرح بروكس العديد من النقاط المهمة، لكنني أختلف معه في نقطة واحدة، وهي أننا بحاجة إلى بلوغ مستوى براعة الإنسان لنستفيد من الروبوتات متعددة الأغراض».

واقعي... لا متشائم

يصف بروكس نفسه بأنه واقعي، لا متشائم. ويكمن قلقه الرئيسي في أن التركيز المفرط على أحدث أساليب التدريب سيؤدي إلى إهمال أفكار واعدة أخرى. ويتوقع أن تعمل الروبوتات يوماً ما جنباً إلى جنب مع البشر، وأننا قد نطلق عليها اسم «الروبوتات الشبيهة بالبشر»، لكنها ستكون، كما يقول، مزودة بعجلات وأذرع متعددة، وربما لن تكون متعددة الأغراض.

وهو يعمل حالياً فوق مستودع النماذج الأولية في سان كارلوس، كاليفورنيا، حيث تتعلم روبوتات شركة روبست عملها، لكنه يتوقع الابتعاد عن العمل في الشركات خلال السنوات القليلة المقبلة. ليس للتقاعد، بل لكتابة كتاب عن طبيعة الذكاء، ولماذا لن يتمكن البشر من ابتكاره اصطناعياً قبل 300 عام أخرى.

يقول عن حلمه المتنامي بالذكاء الاصطناعي: «لقد كان هذا حلمي طوال حياتي». ويضيف: «ما أكرهه الآن هو الذكاء الاصطناعي العام. لطالما سعينا نحو الذكاء الاصطناعي العام! وقريباً سيُطلقون عليه اسم الذكاء الاصطناعي الفائق».

«لا أعرف ما سيأتي بعد ذلك، لكنه سيكون الذكاء الاصطناعي الخارق».

* باختصار، خدمة «نيويورك تايمز».