الإعصار «كالمايغي» يتوجه لفيتنام بعد تسببه بمقتل 140 شخصاً في الفلبين
سكان يسيرون على طول شارع مغطى بالوحول في أعقاب إعصار «كالمايغي» في ليلوان (أ.ف.ب)
هانوي :«الشرق الأوسط»
TT
هانوي :«الشرق الأوسط»
TT
الإعصار «كالمايغي» يتوجه لفيتنام بعد تسببه بمقتل 140 شخصاً في الفلبين
سكان يسيرون على طول شارع مغطى بالوحول في أعقاب إعصار «كالمايغي» في ليلوان (أ.ف.ب)
يتوجَّه الإعصار «كالمايغي» إلى فيتنام، حيث يُتوقَّع أن يصل ليل الخميس، بعدما اجتاح الفلبين، حيث تسبب بمقتل 140 شخصاً على الأقل، بحسب أرقام رسمية؛ نتيجة فيضانات عنيفة، ليُصنَّف الأعنف في الأرخبيل الآسيوي هذه السنة.
وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد أعلن الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، الخميس، «حال الكارثة الوطنية»، سامحاً للحكومة بتخصيص أموال للمساعدات الإنسانية، وفرض سقف لأسعار السلع الأساسية، بعدما غمرت المياه مدناً بأكملها في مقاطعة سيبو، الأكثر تضرراً في البلاد.
سيارات بين الأنقاض التي جرفتها الفيضانات الناتجة عن إعصار «كالمايغي» (أ.ف.ب)
وأكد مكتب الدفاع المدني الوطني، الخميس، مقتل 114 شخصاً، إضافة إلى 28 وفاة سجَّلتها السلطات المحلية في سيبو بوسط الفلبين.
وفي ليلوان، البلدة القريبة من عاصمة المقاطعة سيبو سيتي، عُثر على 35 جثة في مناطق غمرتها المياه، وشاهد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية» سيارات جرفتها الفيضانات مكدسة فوق بعضها ومنازل اقتُلعت أسطحها، بينما يحاول السكان إزالة الوحول.
صورة جوية تُظهر بلدة ليلوان في أعقاب إعصار «كالمايغي» (أ.ف.ب)
وروى كيروس روا (42 عاماً) الذي صعد مع أولاده على غرار كثيرين إلى سطح منزله حين اجتاحته المياه: «حاولنا الاتصال بفرق الإغاثة، لكن لم يأتِ أحد. قالوا لنا إن التيار جرف عناصر الإنقاذ».
وقُتلت كريستين أتون المقعدة في غرفتها حين اجتاحت المياه منزلها.
وقالت شقيقتها ميشال أتون (29 عاماً): «حاولنا خلع باب غرفتها، لكنه لم يتزحزح».
وتابعت: «فتحت نافذة وسبحنا أنا ووالدي إلى الخارج. كنا نبكي لأننا كنا نريد إنقاذ شقيقتي الكبرى... لكن والدي قال لي إنه لا يسعنا القيام بشيء من أجلها، وإننا قد نموت نحن الثلاثة».
لافتة استغاثة بجانب سيارات متضررة في أعقاب إعصار «كالمايغي» في ليلوان (أ.ف.ب)
سيل من الوحل
وفي جزيرة نيغروس المجاورة، حيث قضى ما لا يقل عن 30 شخصاً، تسبَّبت الأمطار الغزيرة المصاحِبة للإعصار في سيل من الطين البركاني طمر المنازل في مدينة كانلاون، حسبما أفاد اللفتنانت في الشرطة ستيفن بولينار الأربعاء.
وقال بولينار: «إن ثورات بركان كانلاون تسبَّبت منذ العام الماضي في ترسب مواد بركانية على سفوحه العليا. وعندما هطلت الأمطار، انهمرت هذه الترسبات على القرى».
وبين القتلى 6 من أفراد طاقم مروحية عسكرية تحطَّمت في أثناء قيامها بمهمة إغاثة للمتضررين من الإعصار.
في بلدة تاليساي المجاورة، حيث جرفت السيول مساكن عشوائية على ضفاف النهر، بدأ ريغي مايوركا البالغ 26 عاماً بإعادة بناء منزله.
وقال وهو يخلط الأسمنت والرمل فوق الأنقاض: «سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً لأنني لا أملك المال الكافي حالياً. سيستغرق الأمر شهوراً».
في الساعات الـ24 التي سبقت وصول الإعصار «كالمايغي»، بلغ منسوب الأمطار في المنطقة المحيطة بمدينة سيبو 18.3 ملليمتر، ما يتخطى بكثير المتوسط الشهري البالغ 13.1 ملليمتر، بحسب ما أوضحت خبيرة الأرصاد الجوية شارمين فاريلا.
ويحذر العلماء من أن تغيُّر المناخ الناتج عن النشاط البشري يجعل الظواهر المناخية القصوى أكثر تواتراً وشدة وتدميراً. كما أن الغلاف الجوي الأكثر دفئاً يحتفظ بكمية أكبر من الرطوبة، ما يسبِّب هطول أمطار أكثر غزارة.
عمال إغاثة يحملون جثة أحد ضحايا إعصار «كالمايغي» (أ.ف.ب)
ويتوجَّه الإعصار الذي اشتدت قوته حالياً إلى فيتنام، حيث يصل مساء الخميس، وتتوقع الأرصاد الجوية الوطنية أن يتسبَّب بأمواج قد يصل ارتفاعها إلى 8 أمتار.
وحذَّر نائب رئيس الوزراء الفيتنامي، تران هونغ ها، الأربعاء من أن الإعصار «خطير» و«غير اعتيادي» داعياً السلطات المحلية إلى الاستعداد له.
وشهدت الفلبين هذه السنة 20 عاصفة استوائية إلى الآن، من ضمنها الإعصار «كالمايغي» الذي تسبَّب بأعلى حصيلة في الأرواح هذا العام، بحسب قاعدة البيانات العالمية حول الكوارث الطبيعية (EM- DAT).
وأسفر الإعصار «ترامي» العام الماضي عن مقتل 191 شخصاً في الأرخبيل.
تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
كابل :«الشرق الأوسط»
TT
كابل :«الشرق الأوسط»
TT
حريق هائل بسوق في كابل يخلف خسائر قدرها 700 ألف دولار
تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
ذكر مسؤولون أن حريقاً هائلاً اندلع بسوق «مندوي» التاريخية في كابل، فجر الأحد؛ ما أدى إلى تدمير عشرات من المتاجر وتسبب في خسائر تقدر بنحو 700 ألف دولار.
وألقى المسؤولون الضوء على المخاطر المستمرة في المناطق التجارية بالعاصمة، وفق وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء الأحد.
ونشب الحريق في سوق للأحذية داخل منطقة مندوي؛ وهي من أقدم وأنشط مراكز تجارة الجملة في كابل، حيث تباع بضائع مستوردة، مثل الأحذية والملابس والأدوات المنزلية.
وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي دخاناً كثيفاً وألسنة لهب متصاعدة تلتهم صفوفاً متراصة من المتاجر.
وقالت وزارة داخلية «طالبان» إن الحريق ناجم عن تماس كهربائي، وهي مشكلة يقول تجار وخبراء إنها شائعة في الأسواق ذات الأسلاك القديمة والرقابة المحدودة على متطلبات السلامة.
قبل مذبحة بونداي... لطالما شعر يهود أستراليا بالتهديدhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5221709-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D9%85%D8%B0%D8%A8%D8%AD%D8%A9-%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%8A-%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7-%D8%B4%D8%B9%D8%B1-%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%A3%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%8A%D8%AF
ريبيكا دي فيرولي مع ابنتها كلوي وهما تُجهّزان الشمعدان العائلي في منزلهما في نورث بونداي يوم الأحد (نيوريوك تايمز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
قبل مذبحة بونداي... لطالما شعر يهود أستراليا بالتهديد
ريبيكا دي فيرولي مع ابنتها كلوي وهما تُجهّزان الشمعدان العائلي في منزلهما في نورث بونداي يوم الأحد (نيوريوك تايمز)
أصبحت الحراسة المسلحة والحواجز الخرسانية والتدابير الأمنية السرية جزءاً من الحياة، في خضم ازياد الهجمات المعادية للسامية، وتداخل الغضب تجاه إسرائيل مع مشاعر الكراهية إزاء اليهود.
من جهتها، وعلى مدار الأعوام الثلاثة والثلاثين التي نشأت خلالها، كونها يهودية في أستراليا، لطالما عانت ريبيكا دي فيرولي طويلاً شعوراً دائماً بالهشاشة؛ شعوراً لازمها كما لازمها حضور الشمس والبحر والرمال في تفاصيل حياتها.
كان حراس مدججون بالسلاح يقفون أمام كل كنيس، وكل مركز رعاية أطفال، وحتى دار المسنين اليهودية، التي كانت تزور فيها جدها، في حين تُحاوط جدران عالية مدارس اليهود التي التحقت بها. أما والدها، الذي فرّت عائلته من بولندا في خضم مذبحة ضد اليهود، فكان يمنع الأسرة من حضور التجمعات اليهودية، خصوصاً في الأماكن المفتوحة مثل المتنزهات.
وقالت إنها كانت ترد عليه: «بحقك، نحن في أستراليا، لا تكن سخيفاً».
نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي يوم الجمعة (نيوريوك تايمز)
ومع ذلك، وجدت نفسها مساء الأحد الماضي، على شاطئ بونداي في سيدني، ممددة فوق ابنها البالغ 5 سنوات تحت طاولة طعام، تحاول حماية جسده الصغير بجسدها، في حين تنهال طلقات الرصاص حولهما. وبالقرب منهما، أُصيب حاخام في صدره حين كان يقدم النقانق للضيوف، وكان يلهث محاولاً التقاط أنفاسه.
من وجهة نظر أعضاء المجتمع اليهودي الأسترالي الصغير والمترابط، كان الهجوم الدموي على احتفال الحانوكا بمثابة أسوأ كوابيسهم، وقد تحقق على أرض الواقع. في الواقع، تفاقمت المخاوف التي لطالما سيطرت عليهم، على نحو حاد، منذ هجوم جماعة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما تلاه من حرب إسرائيل على غزة، التي أطلقت موجة من الخطاب المعادي للسامية وأعمال التخريب، حسب تقرير لـ«نيويورك تايمز»، السبت.
والد ماتيلدا (10 سنوات) إحدى ضحايا حادثة إطلاق النار في بونداي يشعل شمعة خلال مراسم إحياء اليوم الوطني للذكرى على شاطئ بونداي في سيدني الأحد 21 ديسمبر 2025 بعد الحادث الذي وقع في 14 ديسمبر (أ.ب)
وكان الشعور بالهشاشة حاضراً بشكل خاص داخل مجتمع ينحدر كثير من أفراده من نسل ناجين من المحرقة النازية، ونشأوا في عائلات فرّت إلى أقصى بقاع العالم هرباً من الاضطهاد في أوروبا.
ووجد اليهود الذين فرّوا من المجر، قرب شاطئ بونداي الخلاب، ملاذاً لهم، إذ كانت المعيشة بالقرب من الشاطئ ميسورة التكلفة نسبياً بعد الحرب العالمية الثانية. وعلى مر السنوات، اعتادت عائلاتهم الاجتماع على رمال الشاطئ لإقامة احتفالات دينية ومجموعات صلاة، فضلاً عن الاحتفال السنوي بعيد الحانوكا، الذي تخللته إقامة حديقة حيوانات صغيرة، وطلاء وجوه الأطفال بألوان زاهية.
أما المسلحان اللذان فتحا النار خلال احتفال هذا العام، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً، فكانا يستلهمان أفكارهما من تنظيم «داعش»، وفقاً لما أفادت به السلطات.
وجاءت المذبحة في أعقاب سلسلة من الهجمات المعادية للسامية في أستراليا خلال العامين الماضيين، شملت إحراق معابد يهودية وإضرام النار في منشآت تجارية يملكها يهود. وردت الحكومة الفيدرالية برفع مستوى الحماية الشرطية، وتشديد قوانين جرائم الكراهية، وتخصيص ملايين الدولارات لتعزيز التدابير الأمنية.
وبعد هجوم الأحد، اشتكى كثير من اليهود من أن حكومة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، لم تتحرك بالسرعة الكافية، حتى بعد أن قدمت مبعوثة الحكومة لمكافحة معاداة السامية، جيليان سيغال، قائمة طويلة بالإجراءات المقترحة في يوليو (تموز).
أصبحت الحراسة المسلحة والحواجز والاحتياطات السرية جزءاً من الحياة وسط الهجمات المعادية للسامية والخطوط غير الواضحة بين الغضب من إسرائيل وكراهية اليهود (نيوريوك تايمز)
وقال واين ميلر (50 عاماً)، الذي انتقل من جنوب أفريقيا عام 2008 بعد تعرضه للعنف هناك: «لم نعد نشعر بالأمان في أستراليا». وكان ميلر من بين المشاركين في الاحتفال الذي استُهدف يوم الأحد، برفقة ابنتيه البالغتين 3 و4 سنوات. وأضاف: «نشعر بأن حكومتنا خذلتنا».
كما تعرض طفلا دي فيرولي، كلوي (7 سنوات) ولوي (5 سنوات)، لمشاعر معاداة للسامية في وقت سابق من هذا العام، عقب تخريب جدران مدرستهما برسومات بذيئة معادية لليهود. وعلى أثر ذلك، أغلقت المدرسة أبوابها ليوم كامل، واستمر وجود ضباط شرطة بزيّ رسميّ داخلها لأسابيع، إلى جانب الحراس المسلحين المعتادين.
وعندما سألها طفلاها لماذا استهدفت مدرستهما، عجزت عن تفسير الأمر، واكتفت بالقول إن هناك «أناساً سيئين في هذا العالم».
وفي صباح اليوم التالي لإطلاق النار، كان لدى لوي سيلٌ من الأسئلة من جديد، فشعرت والدته بعجز أكبر عن تفسير السبب وراء تحولهم إلى أهداف للكراهية لمجرد أنهم يهود.
واكتفت بالقول: «الأمر صعب. نحن أنفسنا لا نملك إجابات».
وفي سياق متصل، قال كثير من اليهود الأستراليين إن شعورهم بالانتماء إلى البلاد اهتز بقوة بعد يومين فقط من هجمات السابع من أكتوبر، عندما تجمّع متظاهرون مؤيدون لفلسطين على درجات دار أوبرا سيدني، وأطلق بعضهم شعارات معادية للسامية.
ومع استمرار الحرب في غزة، وجد كثيرون أنفسهم ممزقين بين الرغبة في التعبير بحرية عن هويتهم اليهودية، والخوف من أن يجعلهم ذلك هدفاً لأعمال عنف. وفي منتدى مجتمعي على موقع «ذا جويش إندبندنت»، كتب أحدهم أنه يشعر «وكأنك تمشي على جسر حبال هش».
من ناحيتها، قالت إيرين فيهرر، اختصاصية نفسية تنظم جلسات دعم جماعية وفردية بعد الهجوم، إن بعض مرضاها اليهود لجأوا إليها بعد شعورهم بأن معالجيهم السابقين يعارضون حرب إسرائيل في غزة، الأمر الذي كان يختلط أحياناً بمشاعر كراهية لليهود.
وأضافت أن ابنتها -التي تدرس في مدرسة يهودية يحمل شعارها رمزاً عبرياً- بدأت تخاف من ارتداء الزي المدرسي علناً، بعد أن تعرضت مع صديقاتها للسباب ورمي الأغراض عليهن في مركز تجاري.
وعلّقت إيرين فيهرر على ذلك بقولها: «تشعر بأن كل تفصيلة صغيرة في حياتك يمكن أن تكون مصدر خطر».
(صورة من الأعلى) مشيعون يحضرون مراسم تأبين ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني 21 ديسمبر 2025 يُتهم أب وابنه بإطلاق النار على حشد محتفل بعيد الحانوكا في 14 ديسمبر بتأثرهما بـ«فكر تنظيم داعش» (أ.ف.ب)
وفي سياق متصل، أوضحت سارة شوارتز، المحامية المعنية بمجال حقوق الإنسان في سيدني، التي شاركت في تأسيس مجلس اليهود في أستراليا بعد بدء الحرب، أنها فعلت ذلك لمواجهة الخطابات اليمينية من مؤسسات يهودية تدعم إسرائيل بشكل مطلق.
وأضافت أن اليهود سيدفعون الثمن إذا جرى تحميل الهجوم على شاطئ بونداي لحركة التضامن مع فلسطين أو للهجرة، بدلاً من تحميله لآيديولوجية «داعش».
وقالت: «إذا انتصرت هذه الرسائل المثيرة للانقسام، فلن تؤدي إلا إلى تأجيج الكراهية والمعاداة للسامية تجاه اليهود».
ومثل دي فيرولي، قضت جيسيكا تشابنيك كاهن الأيامَ التالية للهجوم في التفكير بما يجب أن تقوله لأطفالها، وبأي قدر من التفصيل.
في أثناء الهجوم، ألقت جيسيكا بنفسها فوق ابنتها البالغة 5 سنوات على الأرض الخرسانية في منطقة النزهات، في حين حاول آباء آخرون مذعورون إبقاء أطفالهم ساكنين وصامتين حتى لا يجذبوا انتباه المسلحين. وقالت إن ابنتها، شيمي، كانت ساكنة إلى حد أنها خشيت أن تكون قد خنقتها بالخطأ.
أما ابنها البالغ 9 سنوات، فقد ركض حافي القدمين مع والده باتجاه مكان إطلاق النار بحثاً عنها وعن أخته، وسأل في تلك الليلة: لماذا قد يفعل أحدهم شيئاً مثل هذا في احتفال حانوكا؟
واستطردت قائلة إنه: «عندما تسمع طفلاً يحاول فهم الأمر، يبدو الأمر أشد عبثاً».
وأضافت أن أطفالها مدركون لهويتهم اليهودية، لكنها وزوجها تعمّدا إبعادهم حتى الآن عن معرفة أي شيء عن معاداة السامية، أو الحرب العالمية الثانية، أو هتلر.
وقالت إنها ردّت على ابنها بأكبر قدر من الصدق الممكن: «هناك أناس في هذا العالم يتخذون قرارات سيئة للغاية. يتركون الكراهية تُسيطر عليهم، ويعتقدون، بشكل خاطئ، أن إيذاء الآخرين سيجعلهم سعداء».
ولاية أسترالية تعتزم تشديد القوانين ضد رفع رايات متطرفة بعد هجوم بوندايhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A2%D8%B3%D9%8A%D8%A7/5221704-%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%B2%D9%85-%D8%AA%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%86-%D8%B6%D8%AF-%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%8A
وصل رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية كريس مينز إلى شاطئ بونداي قبل مراسم إحياء «اليوم الوطني للتأمل» في ذكرى الضحايا والناجين من حادثة إطلاق النار في بونداي يوم الأحد 21 ديسمبر 2025 في أعقاب الحادثة التي وقعت يوم 14 ديسمبر (أ.ب)
سيدني:«الشرق الأوسط»
TT
سيدني:«الشرق الأوسط»
TT
ولاية أسترالية تعتزم تشديد القوانين ضد رفع رايات متطرفة بعد هجوم بونداي
وصل رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية كريس مينز إلى شاطئ بونداي قبل مراسم إحياء «اليوم الوطني للتأمل» في ذكرى الضحايا والناجين من حادثة إطلاق النار في بونداي يوم الأحد 21 ديسمبر 2025 في أعقاب الحادثة التي وقعت يوم 14 ديسمبر (أ.ب)
تعتزم ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية فرض قوانين أشد صرامة لحظر عرض رايات تنظيم «داعش» أو الرموز المتطرفة في الأماكن العامة، عقب حادث إطلاق النار الأخير بدافع معاداة السامية، الذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً على شاطئ بونداي بمدينة سيدني.
تحدث رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية كريس مينز خلال حفل أقيم بمناسبة «اليوم الوطني للتأمل» في الضحايا والناجين من حادث إطلاق النار في بونداي بمدينة سيدني يوم الأحد 21 ديسمبر 2025 في أعقاب الحادث الذي وقع يوم 14 ديسمبر (أ.ب)
وبموجب مسودات قوانين ستُبحث في برلمان الولاية، فسيُعدّ استعراض راية «داعش» أو رموز جماعات متطرفة أخرى في الأماكن العامة، جريمةً يعاقَب عليها بالسجن لمدة تصل إلى عامين، إضافة إلى غرامات مالية، وفق تقرير من «أسوشييتد برس» الأحد.
وقال رئيس حكومة الولاية، كريس مينز، إن هتافات مثل «عولمة الانتفاضة» ستُحظَر أيضاً، كما ستُمنح الشرطة صلاحيات أوسع لمطالبة المتظاهرين بإزالة أغطية الوجه خلال المظاهرات. وأضاف مينز، السبت، أن «خطاب الكراهية أو التحريض عليها لا مكان له في مجتمعنا».
وتُترجم كلمة «انتفاضة» العربية عادة إلى «تمرد» أو «انتفاض». وفيما يقول متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين إن الشعار يعبّر عن الاحتجاجات العالمية على الحرب في غزة، يرى قادة يهود أنه يؤجج التوتر ويشجع على استهداف اليهود.
وقال مينز للصحافيين: «الأحداث المروعة الأخيرة أظهرت أن شعار (عولمة الانتفاضة) يشكل خطاب كراهية ويشجع على العنف داخل مجتمعنا. إنكم تخاطرون كثيراً إذا فكرتم في استخدام هذه العبارة».
ومن المتوقع أن يناقش برلمان نيو ساوث ويلز هذه التعديلات، الاثنين، بعد أن دعا رئيس الحكومة إلى عقد جلسة استثنائية.
والدة ماتيلدا البالغة من العمر 10 سنوات صغرى ضحايا حادث إطلاق النار الجماعي المميت الذي وقع خلال احتفالات «عيد الأنوار - حانوكا» اليهودي على شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر 2025 تحضر وقفة «النور فوق الظلام» لتكريم الضحايا والناجين في سيدني بأستراليا يوم 21 ديسمبر (رويترز)
من جهتها، أعلنت الشرطة أن الهجوم الذي استهدف احتفالاً بعيد «حانوكا» على أشهر شواطئ أستراليا، كان «هجوماً إرهابياً مستوحى من تنظيم (داعش)». وأضافت أنها عثرت على رايتين محليتي الصنع للتنظيم داخل المركبة التي استخدمها المشتبه فيهما.
من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، بطرح مقترحات إجراءات للحد من التطرف والكراهية، من بينها توسيع تعريف جرائم خطاب الكراهية، ليشمل الدعاة الدينيين والقادة الذين يروّجون للعنف، وتشديد العقوبات على مثل هذه الجرائم. كما تتضمن المقترحات تصنيف بعض الجماعات «جماعات كراهية»، والسماح للقضاة بِعَدّ دافع الكراهية ظرفاً مشدداً للعقوبة في قضايا التهديدات والمضايقات عبر الإنترنت.
وأعلن ألبانيزي أيضاً خططاً لتشديد قوانين حيازة السلاح؛ الصارمة أصلاً.
وقال رئيس الوزراء، الذي زار، الجمعة، أفراد الجالية اليهودية في «كنيس سيدني الكبير»، إن «روح الجالية اليهودية الأسترالية غير قابلة للكسر». وأضاف: «لن تسمح أستراليا لهؤلاء الإرهابيين المعادين للسامية بتقسيمنا. مهما اشتدت الظلمات، سيظل النور منتصراً».
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات أن البلاد ستُحيي «يوماً وطنياً للتأمل» في ذكرى الضحايا والناجين، الأحد، وهو اليوم الأخير من عيد «حانوكا»، تكريماً للضحايا. وستُنكس الأعلام على جميع المباني الرسمية، كما سيشارك ألبانيزي وآخرون بدقيقة صمت في بونداي عند الساعة الـ6:47 مساءً، وهو التوقيت الذي تلقت فيه الشرطة أول بلاغات إطلاق النار.
وقالت الشرطة إن أحد المشتبه فيهما، وهو ساجد أكرم، قُتل بالرصاص يومها، فيما لا يزال ابنه، نويد أكرم (24 عاماً)، قيد الاحتجاز في مستشفى بولاية نيو ساوث ويلز. وقد وُجهت إليه 59 تهمة، بينها القتل وارتكاب عمل إرهابي، فيما تواصل الشرطة مراجعة الأدلة ضده.
حضر المشيعون مراسم تأبين ضحايا حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني يوم 21 ديسمبر 2025... ويُتهم أب وابنه بإطلاق النار عشوائياً على حشد من العائلات المحتفلة بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على أشهر شواطئ سيدني يوم 14 ديسمبر بزعم تأثرهما بفكر تنظيم «داعش» (أ.ف.ب)
وأثار الهجوم تساؤلات بشأن ما إذا كان اليهود في أستراليا يحظون بحماية كافية في ظل تصاعد مشاعر معاداة السامية.
يذكر أن عدد سكان أستراليا يبلغ نحو 28 مليون نسمة، بينهم نحو 117 ألف يهودي. وقد تضاعفت حوادث معاداة السامية - بما فيها الاعتداءات والتخريب والتهديدات والترهيب - أكثر من 3 مرات خلال العام الذي تلا هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما أعقبه من حرب إسرائيلية على غزة، وفق ما أفادت به المبعوثة الحكومية الخاصة لمكافحة معاداة السامية، جيليان سيغال، في يوليو (تموز) الماضي.
وقد تلقت شبكات التلفزيون والإذاعة طلباً بوقف البث لدقيقة صمت عند الساعة الـ6:47 مساءً.
وقال الحاخام إيلي فيلدمان إن المجتمع الأسترالي الأوسع دُعي إلى الانضمام لليهود في بونداي لإحياء اليوم الكامل الأخير من «حانوكا»، الذي ينتهي عند غروب شمس الاثنين. وأضاف في تصريح لـ«هيئة الإذاعة الأسترالية»: «الجالية اليهودية، إلى جانب جميع أصدقائنا الأستراليين، مدعوون لإضاءة الشمعة الثامنة هنا، لإظهار أن النور سيتغلب دائماً على الظلام».
بدوره، قال أليكس ريفتشين، الرئيس التنفيذي المشارك لـ«المجلس التنفيذي ليهود أستراليا»، إن عائلات الضحايا تشعر بأنها «خُذلت بشكل مأساوي لا يُغتفر» بسبب إخفاقات الحكومة في التصدي لتنامي معاداة السامية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» عام 2023.
وأضاف: «أمضيت وقتاً مع عائلات الضحايا... إنهم في حالة ذهول وصدمة، ولا يعرفون كيف يتصرفون، ناهيك بالتفكير في المضي قدماً والتعافي». وتابع: «هناك قدر كبير من الغضب داخل المجتمع أيضاً. نشعر بأننا نمر بمراحل مختلفة من المشاعر، وهناك إحساس حقيقي بالخذلان والخيانة. المجتمع يريد إجابات، ونريد أن نلمس تغييراً حقيقياً».