أكدت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولاين ليفيت، الثلاثاء، إن واشنطن تتعاون مع دول أخرى لإنهاء الصراع في السودان، وذلك بعد ورود تقارير عن عمليات قتل جماعي خلال سيطرة «قوات الدعم السريع» شبه العسكرية على مدينة هناك، الأسبوع الماضي.
وأضافت ليفيت: «تشارك الولايات المتحدة بنشاط في الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي للصراع المروع في السودان». وصرحت خلال مؤتمر صحافي: «نحن على تواصل منتظم مع شركائنا العرب، ونريد أن يصل هذا الصراع إلى نهاية سلمية... لكن الواقع هو أن الوضع الميداني معقد جداً».
وقال مدعون في المحكمة الجنائية الدولية، الاثنين، إنهم يجمعون أدلة على اتهامات بارتكاب عمليات قتل جماعي واغتصاب في مدينة الفاشر بالسودان.
مواصلة القتال
وأعلن وزير الدفاع السوداني حسن كبرون، الثلاثاء، أن الجيش سيواصل القتال في مواجهة «قوات الدعم السريع»، بعدما ناقش مجلس الأمن والدفاع مقترحاً أميركياً لوقف إطلاق النار، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وأفاد في خطاب بثه التلفزيون الرسمي: «نشكر إدارة ترمب على جهودها ومقترحاتها لتحقيق السلام... التجهيزات لمعركة الشعب السوداني متواصلة».
وقال عقب اجتماع المجلس في الخرطوم: «تجهيزاتنا للحرب حق وطني مشروع».
ولم تُعلن أي تفاصيل عن المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وامتدت رقعة الحرب التي أودت بعشرات الآلاف، وهجّرت الملايين في السنتين الماضيتين، إلى أماكن جديدة في السودان في الأيام القليلة الماضية مثيرة المخاوف من اشتداد الكارثة الإنسانية بشكل أكبر.
وبعد وساطة في نزاعات أخرى في أفريقيا والشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة، تسعى الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان.
ورفضت السلطات الموالية للجيش مقترح هدنة في وقت سابق كان ينص على استبعادها واستبعاد «قوات الدعم السريع» المتقاتلتين، من عملية الانتقال السياسي بعد إنهاء النزاع.
وتأتي المحادثات الأخيرة عقب تصعيد ميداني؛ إذ تستعد «قوات الدعم السريع» لشن هجوم على ما يبدو على منطقة كردفان (وسط) بعد أن استولت على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور في الغرب.
وأجرى الموفد الأميركي الخاص لأفريقيا مسعد بولس اجتماعات في القاهرة، الأحد، مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والاثنين، مع جامعة الدول العربية.
وخلال المحادثات شدد عبد العاطي «على أهمية تضافر الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية، ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان بما يمهد الطريق لإطلاق عملية سياسية شاملة في البلاد»، وفق بيان لـ«الخارجية».
والتقى بولس الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وقدم له «شرحاً مفصلاً (...) حول الجهود الأخيرة في السودان لإيقاف الحرب، وإدخال المساعدات بشكل سريع، والبدء في عملية سياسية سودانية داخلية»، وفقاً لبيان صادر عن جامعة الدول العربية، مساء الاثنين.




