بريطانيا تخصص أموالاً لمحاسبة المسؤولين عن معاناة المدنيين في السودان

وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول (يمين) وإيفيت كوبر وزيرة الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية (د.ب.أ)
وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول (يمين) وإيفيت كوبر وزيرة الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية (د.ب.أ)
TT

بريطانيا تخصص أموالاً لمحاسبة المسؤولين عن معاناة المدنيين في السودان

وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول (يمين) وإيفيت كوبر وزيرة الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية (د.ب.أ)
وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول (يمين) وإيفيت كوبر وزيرة الخارجية والكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وآيرلندا الشمالية (د.ب.أ)

وصف وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم (السبت) الوضع في السودان بـ«الكارثي»، في حين أعلنت بريطانيا مساعيها لتخصيص أموال من أجل محاسبة المسؤولين عن معاناة المدنيين في السودان، مع ورود تقارير عن فظاعات تُرتكب في الفاشر بعد سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها. وبعد حصار دام 18 شهراً، سيطرت «قوات الدعم السريع» التي تخوض معارك ضد الجيش منذ أبريل (نيسان) 2023 على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور الذي يغطي ثلث مساحة السودان. وأثارت التقارير الواردة من الفاشر عن انتهاكات واسعة تطول سكان المدينة، تنديداً دولياً.

وقال فاديفول إن «السودان في وضع كارثي تماماً. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم». وأضاف أن «(قوات الدعم السريع) تعهّدت علناً حماية المدنيين، وستحاسَب على هذه الأفعال». وجاءت تصريحاته أثناء «حوار المنامة» في البحرين إلى جانب نظيرَيه الأردني أيمن الصفدي، والبريطانية إيفيت كوبر، اللذين نددا أيضاً بالفظاعات التي تتحدث عنها التقارير من السودان.

وقالت كوبر إن «التقارير الواردة من دارفور خلال الأيام الأخيرة مروّعة حقاً... فظاعات وإعدامات جماعية وتجويع واستخدام مدمّر للاغتصاب كسلاح في الحرب، في حين يتحمّل الأطفال والنساء وطأة أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين».

وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر اليوم (السبت) أنها تقود جهوداً دبلوماسية مكثفة لمحاسبة المسؤولين عن معاناة المدنيين في السودان، وقررت تخصيص خمسة ملايين جنيه إسترليني إضافية إلى 120 مليون جنيه للسودان هذا العام.

وانتقدت الوزيرة البريطانية ما وصفته بفشل المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة الإنسانية والصراع المدمر في السودان، مؤكدة أن إهمال الصراع بالسودان لفترة طويلة فاقم المعاناة الإنسانية هناك.

وأعلنت «قوات الدعم السريع» تنفيذ عدة عمليات توقيف في صفوف المقاتلين عقب تقارير عن مقتل مئات الأشخاص.

وأفاد ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة «وكالة الصحافة الفرنسية» بعمليات قتل جماعية، وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم، وضرب ونهب للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار. وذكرت كوبر أن المملكة المتحدة ستقدّم دعماً إنسانياً إضافياً بقيمة خمسة ملايين جنيه إسترليني (نحو 6.6 مليون دولار) إلى السودان على خلفية العنف في الفاشر. وأعلنت بريطانيا في وقت سابق تقديم 120 مليون جنيه إسترليني إلى السودان.


مقالات ذات صلة

سبعة قتلى جراء استهداف مستشفى في السودان بطائرة مسيَّرة

العالم العربي تعرض مستشفى عسكري في مدينة الدلنج السودانية لهجوم بطائرة مسيرة (أ.ف.ب)

سبعة قتلى جراء استهداف مستشفى في السودان بطائرة مسيَّرة

قال مصدر في مستشفى عسكري بمدينة الدلنج السودانية الواقعة في الجنوب، التي تحاصرها «قوات الدعم السريع»، إن هجوماً عليها بطائرة مسيرة، الأحد، أسفر عن مقتل سبعة.

«الشرق الأوسط» (بورت سودان)
شمال افريقيا من عملية نقل الجنود القتلى إلى أبيي (متداولة)

«قوات الدعم السريع» تصعًِد في جنوب كردفان وتقصف مستشفى بالدلنج

صعدت «قوات الدعم السريع» من عملياتها في جنوب كردفان وقصفت بمسيرة مستشفى عسكري في مدينة الدلنج مما أدى إلى مقل 7 مدنيين

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا عناصر من «قوات التدخل السريع» يقومون بدورية في بلدة شمال السودان (أرشيفية - أ.ب) play-circle

«الدعم السريع» تهاجم مقر الأمم المتحدة بجنوب كردفان ومقتل 6 جنود بنغلادشيين

شنت «قوات الدعم السريع»، (السبت)، هجوماً بالمسيَّرات على مدينة كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان استهدف مقراً للأمم المتحدة، مما أدى إلى مقتل 6 جنود بنغلاديشيين.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جنود من الجيش السوداني يسيرون بجوار مركبات عسكرية مدمرة بعد معركة مع «قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز) play-circle

السودان: الجيش يتهم «الدعم السريع» بقصف مقر للأمم المتحدة أوقع 6 قتلى

قُتل ستة جنود بنغلادشيين على الأقل، السبت، في هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة تابعة لبعثة حفظ سلام أممية في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان المحاصرة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
أوروبا عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» (وسط) خلال اجتماعات لإطلاق «تحالف تأسيس» بنيروبي في فبراير الماضي (أ.ب)

عقوبات بريطانية على شقيق حميدتي وقادة من «الدعم السريع»

أعلنتِ المملكة المتحدة، أمس، فرضَ عقوبات على أربعة من قادة «قوات الدعم السريع» في السودان، بينهم الرجلُ الثاني فيها، عبد الرحيم دقلو، شقيق قائدها محمد حمدان.

أحمد يونس (كمبالا)

زيلينسكي يتخلى عن طموح عضوية «الناتو»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يتخلى عن طموح عضوية «الناتو»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، تخلي بلاده عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي مقابل ضمانات أمنية غربية باعتبارها حلاً وسطاً لإنهاء الحرب مع روسيا. وتُمثّل هذه الخطوة تحولاً كبيراً لأوكرانيا التي ناضلت من أجل الانضمام إلى الحلف العسكري الغربي بوصفه ضمانة في مواجهة الهجمات الروسية.

وجاءت تصريحات زيلينسكي قبيل جولة حوار رفيعة المستوى يشارك فيها مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومسؤولين أوروبيين في العاصمة الألمانية برلين.

وأكد الرئيس الأوكراني استعداده لـ«الحوار» في المحادثات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين بلاده وروسيا. وقال زيلينسكي أيضاً إنه يأمل في إقناع الولايات المتحدة بدعم فكرة تجميد خطوط القتال على الجبهة في أوكرانيا.


ويتكوف يؤكد إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات مع أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)
TT

ويتكوف يؤكد إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات مع أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)

أكد المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، يوم الأحد، إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات في برلين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهادفة لإيجاد حل دبلوماسي للحرب مع روسيا.

واستمر الاجتماع بين الرئيس الأوكراني والمبعوث الأميركي وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترمب، لأكثر من خمس ساعات وتضمن «مناقشات معمقة حول خطة السلام المكونة من 20 نقطة والبرامج الاقتصادية وغيرها»، وفق ما قال ويتكوف عبر منصة «إكس»، مضيفاً أن اجتماعاً آخر سيعقد صباح الاثنين.

وقاد ويتكوف مفاوضات مع أوكرانيا وروسيا بشأن مقترح أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ويُبرز اختيار إرسال ويتكوف تزايد حاجة واشنطن الملحة لسد الخلافات المتبقية مع كييف حول بنود خطة إنهاء الحرب.

ومع استمرار تبادل الهجمات بين الطرفين وسقوط مزيد من الضحايا، أبدى ترمب انزعاجاً واضحاً بشأن عدم إحراز تقدم في المحادثات المرتبطة بخطته لحل النزاع الذي اندلع في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا فبراير (شباط) 2022، وأسفر عن مقتل وإصابة مئات الآلاف.

وأكد زيلينسكي، في وقت سابق، أنّ واشنطن تطلب انسحاب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تُسيطر عليه من إقليم دونيتسك في شرق أوكرانيا، الذي من المفترض أن يُصبح «منطقة اقتصاد حر» منزوعة السلاح، من دون المطالبة بالأمر ذاته من القوات الروسية التي تحتل مناطق أوكرانية.

وفي مقابل ذلك، تنص خطة ترمب على انسحاب الجيش الروسي من مساحات صغيرة غزاها في مناطق سومي وخاركيف ودنيبروبيتروفسك (شمال وشمال شرقي ووسط شرق)، مع احتفاظه بالسيطرة على أراضٍ أكبر في خيرسون وزابوريجيا (جنوب).


روسيا تصنف «دويتشه فيله» الألمانية «منظمة غير مرغوب فيها»

شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)
شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)
TT

روسيا تصنف «دويتشه فيله» الألمانية «منظمة غير مرغوب فيها»

شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)
شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)

أعلنت روسيا تصنيف هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) «منظمة غير مرغوب فيها».

وقال فاسيلي بيسكاريوف، النائب في البرلمان الروسي (دوما) عن الحزب الحاكم «روسيا الموحدة»، إن النيابة العامة الروسية اتبعت توصية مجلس «الدوما» باعتبار وسيلة الإعلام الألمانية «رائدة للدعاية المعادية لروسيا». ولم تصدر في البداية أي إفادة من النيابة العامة نفسها.

وانتقدت باربارا ماسينغ، مديرة مؤسسة «دويتشه فيله»، تشديد القضاء الروسي إجراءاته ضد «وسائل الإعلام الحرة»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

ونقل بيان للمحطة عن ماسينغ قولها إن مؤسستها لن تسمح بترهيبها «من خلال محاولات إسكات وسائل الإعلام الحرة»، وأضافت: «رغم الرقابة وحجب عروضنا من قبل الحكومة الروسية، فإن (دويتشه فيله) تصل اليوم عبر خدمتها باللغة الروسية إلى عدد أكبر من الناس مقارنة بالسابق».

وتابعت: «سنواصل التغطية بشكل مستقل حول الحرب العدوانية على أوكرانيا، وغيرها من القضايا التي لا تكاد تتوافر عنها معلومات داخل روسيا، كي يتمكن الناس من تكوين آرائهم بأنفسهم».

يشار إلى أنه لطالما أعربت السلطات الروسية على مدار سنوات عن انزعاجها من تغطية «دويتشه فيله»، التي سحبت وزارة الخارجية في موسكو اعتماد مكتبها وصحافييها.

ومنذ فبراير (شباط) 2022 فرضت موسكو حظراً على بث القناة وحجبت الموقع الإلكتروني لها، ومنذ مارس (آذار) 2022 تم تصنيف قناة «دويتشه فيله» في روسيا على أنها «عميل أجنبي»، وهو توصيف يطلق على كل من يتلقى تمويلاً من الخارج، بمن فيهم المدونون.

وأشار بيسكاريوف إلى أن أي تعاون مع المحطة الألمانية سيُعد الآن مخالفة قانونية. ويرأس بيسكاريوف لجنة مجلس «الدوما» المعنية بالتحقيق في وقائع تدخل دول أخرى في الشؤون الداخلية للاتحاد الروسي.

وأوضحت ماسينغ أن تصنيف محطتها على أنها «منظمة غير مرغوب فيها» يمثل «تصعيداً إضافياً» للوضع، لافتة النظر إلى أن التعاون مع المحطة بات يعرض من يفعل ذلك لغرامات مالية أو حتى لعقوبات بالسجن، وأردفت: «وهذا يمس على وجه الخصوص الموظفات والموظفين الروس في (دويتشه فيله) بشكل مباشر».

وأضافت أن المؤسسة لم تتلقَّ حتى الآن قراراً رسمياً من النيابة العامة، لكنها تعتمد إجراءات للتحايل على الرقابة حتى تستمر في الوصول إلى الجمهور داخل روسيا.

ولم تقتصر تصنيفات «غير مرغوب فيها» التي يصدرها القضاء الروسي على وسائل إعلام؛ إذ شملت أيضاً منظمات غير حكومية ومؤسسات، وتواصل القائمة الاتساع. وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف وصف إجراءات الرقابة في روسيا بأنها غير مسبوقة، مبرراً إياها بضرورة التصدي لـ«حرب المعلومات» التي ترافق الغزو الروسي لأوكرانيا.