وزير الحرب الأميركي يعبّر عن مخاوف شديدة بشأن النشاط البحري للصين حول تايوان

وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث (يسار) يغادر بعد حضور اجتماع ثنائي وتوقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الدفاعي بين ماليزيا والولايات المتحدة في كوالالمبور 30 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث (يسار) يغادر بعد حضور اجتماع ثنائي وتوقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الدفاعي بين ماليزيا والولايات المتحدة في كوالالمبور 30 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

وزير الحرب الأميركي يعبّر عن مخاوف شديدة بشأن النشاط البحري للصين حول تايوان

وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث (يسار) يغادر بعد حضور اجتماع ثنائي وتوقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الدفاعي بين ماليزيا والولايات المتحدة في كوالالمبور 30 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)
وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث (يسار) يغادر بعد حضور اجتماع ثنائي وتوقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون الدفاعي بين ماليزيا والولايات المتحدة في كوالالمبور 30 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

أعرب وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث عن مخاوف خطيرة في محادثاته مع وزير الدفاع الصيني دونغ جون بشأن النشاط البحري لبكين حول تايوان وبحر الصين الجنوبي، مشيراً إلى تأثيره على شركاء الأمن الأميركيين في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وأجرى الوزيران مناقشات استمرت نحو 75 دقيقة، اليوم الجمعة، حسب تقرير مشترك بشأن اجتماعهما على هامش اجتماع لوزراء الدفاع من رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في العاصمة الماليزية كوالالمبور، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء اليوم الجمعة.

وأضاف التقرير أن هيغسيث أشار إلى أنه بينما لا تسعى أميركا إلى صراع، ستواصل الدفاع عن مصالحها وتحافظ على القدرات اللازمة للقيام بذلك في المنطقة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.

وزير الدفاع الوطني الصيني دونغ جون يحضر غداء وزراء دفاع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين في كوالالمبور - ماليزيا 31 أكتوبر 2025 (إ.ب.أ)

الصين تدعو أميركا لتوخي الحذر بشأن تايوان

من جهته، أبلغ وزير الدفاع الصيني دونغ جون، نظيره الأميركي بيت هيغسيث، بضرورة أن يرسي البلدان «ثقة» متبادلة، وذلك خلال المباحثات اليوم، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوردت وزارة الدفاع الصينية في بيان عن اللقاء أن دونغ قال لهيغسيث إن على الطرفين أن «يعززا الثقة ويبددا عدم اليقين»، داعياً إلى أن «يستكشف الجيشان السبيل الصحيح للتفاهم».

من ناحية أخرى، قال دونغ لهيغسيث إن أميركا يتعين أن تتوخى الحذر في أقوالها وأفعالها حول قضية تايوان وتعارض بشكل قاطع «استقلال تايوان».

وأكد دونغ أنّ «توحيد» الصين القارية وتايوان يسير وفق «مجرى التاريخ الحتمي»، وحثّ واشنطن على «اتخاذ موقف واضح ضد استقلال تايوان»، حسب بيان الوزارة.

يُشار إلى أن علاقات الولايات المتحدة العسكرية مع تايوان تثير التوتر بين واشنطن وبكين، نظراً لأن الأخيرة تعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من البر الرئيسي الصيني ويتعين إعادتها للوطن الأم بالقوة إذا اقتضت الضرورة ذلك.

وكان الاجتماع أول لقاء رفيع المستوى بين الصين وأميركا بعد قمة أمس الخميس بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية، حيث اتفق الزعيمان على نطاق واسع على الحد من التوترات التجارية الناجمة عن التعريفات الجمركية الأميركية واستقرار العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم.

تعاون دفاعي أميركي مع الهند

إلى ذلك، أشاد وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث أيضاً بإطار تعاون دفاعي جديد مدته 10 سنوات تم توقيعه مع وزير الدفاع الهندي راجنات سينغ، ووصفه بأنه «حجر الزاوية للاستقرار والردع في المنطقة».

وقال هيغسيث لصحافيين بعد التوقيع: «إنها خطوة مهمة لجيشينا وخريطة طريق لتعاون أعمق وأكثر جدوى في المستقبل».

وكان هذا أول اجتماع بين هيغسيث وسينغ منذ أن فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 50 في المائة على البضائع الهندية في أغسطس (آب) لمعاقبة نيودلهي على شراء نفط روسي.

ودفعت الرسوم الجمركية، الهند، إلى وقف مشترياتها من المعدات الدفاعية الأميركية. ومن المتوقع أن يناقش الجانبان، اليوم الجمعة، مراجعة تجريها الهند لخطط شراء المعدات العسكرية.

وقال مسؤول، اشترط عدم نشر اسمه، إنه من المتوقع أن يلتقي هيغسيث وزراء دفاع إندونيسيا والفلبين وتايلاند ودول أخرى في الوقت الذي تتطلع فيه الولايات المتحدة إلى التصدي لتنامي النفوذ الصيني في المنطقة.

وتشارك وفود من أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وروسيا في قمة الدفاع.


مقالات ذات صلة

الفلبين: إصابة صيادين وتضرر قاربين جرَّاء هجوم صيني في منطقة متنازع عليها

آسيا لقطة جوية لسفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من منطقة متنازع عليها بينما تقوم طائرات تابعة لخفر السواحل الفلبيني بدوريات في بحر الصين الجنوبي (رويترز) play-circle

الفلبين: إصابة صيادين وتضرر قاربين جرَّاء هجوم صيني في منطقة متنازع عليها

أعلنت الفلبين عن إصابة 3 صيادين وتضرر سفينتَي صيد، جرَّاء إطلاق خفر السواحل الصيني مدافع المياه في منطقة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
تحليل إخباري مروحية تابعة للبحرية الصينية خلال رحلة استطلاعية فوق بحر الصين الجنوبي (أرشيفية - أ.ب)

تحليل إخباري الصين بوصفها قوّة بحريّة... هل تكسر استراتيجية الاحتواء الأميركية؟

من المنطقي أن تكون للصين عين بحريّة متقدّمة؛ فالأمن البحري، كما السيطرة على الممرّات البحريّة (Choke Points)، وحتى الآن، لا يزال تحت رحمة البحريّة الأميركيّة.

المحلل العسكري
الولايات المتحدة​ الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الأميركي دونالد ترمب يتحدثان خلال لقاء في كوريا الجنوبية (رويترز)

ترمب يشيد بعلاقات «قوية للغاية» مع بكين بعد مكالمة مع نظيره الصيني

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالعلاقات «القوية للغاية» بين الولايات المتحدة والصين بعد مكالمة مع نظيره شي جينبينغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا أرشيفية لسفينة خفر السواحل الصيني (أ.ف.ب)

سفن صينية تبحر عبر جزر تديرها اليابان وسط توترات سياسية

أعلن خفر السواحل الصيني، في بيان، أن تشكيلاً من سفنه أبحر عبر مياه جزر «سينكاكو» التي تديرها اليابان، اليوم (الأحد)، في «دورية لحماية الحقوق».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب وشي جينبينغ بعد محادثات القمة الأميركية - الصينية في مطار جيمهاي الدولي في بوسان بكوريا الجنوبية (أ.ب) play-circle

ترمب: الرئيس الصيني يدرك «العواقب» حال غزت بلاده تايوان

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، إن نظيره الصيني شي جينبينغ يُدرك «العواقب» التي ستترتب عن غزو بلاده لتايوان.

«الشرق الأوسط» (ويست بالم بيتش)

ترمب: سيتّضح خلال أسابيع ما إذا كان ممكناً إنهاء الحرب في أوكرانيا

ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)
ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)
TT

ترمب: سيتّضح خلال أسابيع ما إذا كان ممكناً إنهاء الحرب في أوكرانيا

ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)
ترمب يمد يده لمصافحة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات في مقر إقامته في بالم بيتش (ا.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه تم إحراز «تقدم كبير» في المحادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منتجع مارالاغو الأحد.

وقال ترمب للصحافيين خلال مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماعه مع نظيره الأوكراني: «نحن نقترب كثيراً، وربما نقترب جداً» من إنهاء الحرب، مشيراً إلى أن نتائج المفاوضات بشأن اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا قد تُعرف في الأسابيع المقبلة.

زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي مع ترمب عقب اجتماعهما في منتجع مارالاغو الأحد (رويترز)

وأضاف ترمب: «أعتقد أننا سنعرف في غضون أسابيع بطريقة أو بأخرى» ما إذا كانت المحادثات قد أثمرت، مشيراً إلى أن المفاوضات كانت "صعبة للغاية».

ورداً على سؤال حول زيارة محتملة لأوكرانيا، لم يستبعد ترامب ذلك وقال «اقترحت الذهاب إلى هناك والتحدث أمام برلمانهم».

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين (أ.ب)

من جهتها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، عقب مكالمة هاتفية مع الرئيس ‌الأوكراني ‌فولوديمير ‌زيلينسكي ،⁠والرئيس ​الأميركي ‌دونالد ترمب، وزعماء أوروبيين، إنه تم إحراز تقدم ملموس ⁠خلال المناقشات وشددت على ‌ضرورة تقديم ‍ضمانات ‍أمنية قوية ‍لأوكرانيا.

وكتبت على منصة التواصل الاجتماعي إكس قائلة: «​أوروبا مستعدة لمواصلة العمل مع أوكرانيا ⁠وشركائنا الأميركيين لتعزيز هذا التقدم. ويُعد تقديم ضمانات أمنية قوية منذ البداية أمراً بالغ الأهمية في هذا ‌المسعى».


مقتل شخص وإصابة آخر بجروح بتحطم مروحيتين في ولاية نيوجيرسي الأميركية

مروحية محطمة في مدينة هامونتون جنوبي ولاية نيوجيرسي الأميركية (أ.ب)
مروحية محطمة في مدينة هامونتون جنوبي ولاية نيوجيرسي الأميركية (أ.ب)
TT

مقتل شخص وإصابة آخر بجروح بتحطم مروحيتين في ولاية نيوجيرسي الأميركية

مروحية محطمة في مدينة هامونتون جنوبي ولاية نيوجيرسي الأميركية (أ.ب)
مروحية محطمة في مدينة هامونتون جنوبي ولاية نيوجيرسي الأميركية (أ.ب)

قال مسؤولون أميركيون إن شخصاً واحداً على الأقل لقي حتفه، فيما أصيب شخص آخر بجروح خطيرة إثر تحطم مروحيتين في مدينة هامونتون الواقعة جنوبي ولاية نيوجيرسي. ووصفت إدارة الطيران الاتحادية الحادث بأنه تصادم جوي.

وقال قائد شرطة هامونتون، كيفين فريل، إن فرق الإنقاذ تعاملت مع بلاغ عن حادث تحطم جوي قرابة الساعة 11:25 صباحاً بالتوقيت المحلي، اليوم الأحد، وإن الشرطة وفرق الإطفاء أخمدت لاحقاً النيران التي التهمت إحدى المروحيتين، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

ولقي شخص واحد حتفه، فيما نُقل آخر إلى مستشفى قريب وهو في حالة حرجة تهدد حياته. وأظهر مقطع فيديو من موقع الحادث مروحية وهي تدور بسرعة قبل ارتطامها بالأرض.

وذكر فريل أنه قد تم إبلاغ إدارة الطيران الاتحادية والمجلس الوطني لسلامة النقل بالحادث وسيباشران التحقيق في الحادث.


ترمب المتفائل: زيلينسكي وبوتين جادّان

جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)
جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)
TT

ترمب المتفائل: زيلينسكي وبوتين جادّان

جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)
جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ب)

بدا الرئيس الأميركي دونالد ترمب متفائلاً بقرب التوصل إلى اتفاق سلام لدى استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مارالاغو، الأحد، وقال أمام الصحافيين: «لدينا مقومات التوصل إلى اتفاق»، عادّاً أن «زيلينسكي وبوتين جادّان بشأن السلام» ويرغبان في التوصّل إلى اتّفاق، وأنّ الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا وصلت إلى مراحلها النهائية. كما أكّد الرئيس الأميركي العمل على «اتفاق أمني قوي» لصالح كييف تُشارك فيه الدول الأوروبية، دون تقديم تفاصيل حول طبيعة الضمانات الأميركية.

ترمب وزيلينسكي يتوسّطان وفديهما خلال المحادثات في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ف.ب)

وقبل ساعات قليلة من لقائه مع زيلينسكي، أجرى ترمب مكالمة هاتفية «جيدة جداً ومثمرة» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأكّد الكرملين أنّ الرئيسين الروسي والأميركي أجريا مكالمة هاتفية «ودية»، مشيراً إلى أنّهما سيتحدثان مجدداً بعد لقاء فلوريدا. وقال المستشار الدبلوماسي في الكرملين، يوري أوشاكوف، للصحافيين إنّ «المحادثة بأكملها دارت في جو ودي». وأضاف: «اتفق الطرفان على التحدث مجدداً عبر الهاتف بعد اللقاء بين الرئيس الأميركي وزيلينسكي».ونقل الإعلام الروسي والأميركي عن أوشاكوف قوله إن الاتصال، الذي جاء بمبادرة من الرئيس ترمب، استمرّ ساعة و15 دقيقة. وقال أوشاكوف، وفق منشور للصحافي الروسي بافيل زاروبين على «تلغرام»، إن الرئيس الأميركي وافق روسيا على أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا لن يؤدي إلا إلى «إطالة أمد النزاع وتعريضه لخطر تجدّد الأعمال القتالية». كما تحدّث عن اتفاق موسكو وواشنطن على تشكيل مجموعات عمل لبحث ملف أوكرانيا ابتداءً من يناير (كانون الثاني).

أمل أوكراني

استقبل الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني في مارالاغو، مقرّ إقامته الخاص في بالم بيتش، حيث يمضي الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاماً عطلته، والذي أصبح بمثابة ملحق للبيت الأبيض. ومن المقرر أن يستضيف ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المقر عينه، الاثنين.

ويسعى زيلينسكي للحصول على موافقة الرئيس الأميركي على النسخة الأخيرة من خطة السلام الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة مع روسيا منذ أربع سنوات. وقال الرئيس الأميركي لموقع «بوليتيكو»، الجمعة، إن نظيره الأوكراني الذي يصل حاملاً معه أحدث مقترحاته بشأن القضية الشائكة المتعلقة بتقاسم الأراضي، «لا يملك أي شيء حتى أوافق أنا عليه». مع ذلك، بدا ترمب واثقاً في نتائج المحادثات، قائلاً: «أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه. وأعتقد أنها ستسير على ما يرام مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين»، الذي يعتزم التحدث معه «قريباً».

جانب من استقبال ترمب لزيلينسكي في مارالاغو يوم 28 ديسمبر (أ.ف.ب)

وبعد لقاء زيلينسكي بترمب، من المرتقب أن يجري الرئيسان مكالمة هاتفية مع الزعماء الأوروبيين، حسب ما أفاد الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية. وقال سيرغي نيكيفوروف في تصريحات للإعلام إنه «من المرتقب إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب، والزعماء الأوروبيين»، بعد اللقاء الثنائي.وأعرب زيلينسكي خلال محطة له في كندا، السبت، عن أمله في أن يكون الاجتماع مع ترمب «بنّاءً للغاية»، مشيراً إلى أنه تشاور مسبقاً مع حلفائه الأوروبيين. وأكد الأوروبيون للرئيس الأوكراني «دعمهم الكامل»، وفق المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وفي كندا، حصل زيلينسكي على حزمة مساعدات اقتصادية جديدة بقيمة 2.5 مليار دولار كندي (1.8 مليار دولار أميركي) من رئيس الوزراء مارك كارني.

بوتين يُهدّد

تأتي القمة في فلوريدا عقب اقتراح الرئيس الأوكراني نسخة جديدة من الخطة الأميركية لإنهاء الحرب، بعد تعديلها إثر محادثات مع أوكرانيا؛ وهو ما أثار استياء موسكو. ويعتقد الكرملين أن كييف تحاول من خلال هذه النسخة الأخيرة «نسف» المحادثات، بعد نسخة أولية كانت أكثر مراعاة للمطالب الروسية.

صورة وزّعها الكرملين يوم 27 ديسمبر لزيارة بوتين أحد مراكز قيادة القوات المسلحة الروسية في موقع غير محدد (رويترز)

وفي تصعيد للضغط الميداني، أعلنت روسيا، السبت، أنها سيطرت على بلدتين جديدتين في شرق أوكرانيا، هما ميرنوغراد وغوليايبول. وقال بوتين، السبت: «إذا لم ترغب السلطات بكييف في تسوية هذه القضية سلمياً، فسنحل كل المشكلات التي تواجهنا بالوسائل العسكرية». وأضاف الرئيس الروسي أن «قادة نظام كييف ليسوا في عجلة من أمرهم لحلّ هذا النزاع سلمياً». واستذكر قائلاً: «لقد تحدثت عن هذا الأمر قبل عام في خطاب ألقيته في وزارة الخارجية». وعشية الاجتماع في فلوريدا، هاجمت موسكو كييف والمنطقة المحيطة بها بمئات المسيّرات وعشرات الصواريخ؛ ما أسفر عن مقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل. وأعلنت شركة «دتيك»، أكبر مستثمر خاص في قطاع الطاقة الأوكراني، الأحد استئناف تزويد «جميع المنازل في العاصمة» بالتيار الكهربائي.ورأى زيلينسكي أن هذا الهجوم يُجسّد «ردّ روسيا على جهودنا السلمية». ولم يعد دونالد ترمب يُخفي استياءه من طول أمد المفاوضات. فقد صرّحت الناطقة باسمه كارولاين ليفيت في 11 ديسمبر (كانون الأول) أنه «يشعر بإحباط شديد من كلا الجانبين». وفي 19 ديسمبر، حثّ الرئيس الأميركي أوكرانيا على اتخاذ إجراءات لإنهاء المراوحة المستمرة.

من جهته، أكّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستواصل «انخراطها مع المفاوضين الأميركيين لوضع اتفاقات دائمة تعالج الأسباب الجذرية للنزاع»، مع انتقاده للأوروبيين، وفق تصريحات نقلتها وكالة «تاس» للأنباء. وقال لافروف: «بعد تغيّر الإدارة في الولايات المتحدة، أصبحت أوروبا والاتحاد الأوروبي العقبة الرئيسية أمام السلام»، عادّاً أن الأوروبيين «لا يخفون نواياهم في الاستعداد لحرب ضد روسيا». وتابع أن «طموح القادة الأوروبيين يعميهم حرفياً: فهم ليسوا غير مبالين بالأوكرانيين فحسب، بل يبدو أنهم غير مبالين أيضاً بشعوبهم».

20 بنداً

تقترح الوثيقة المكونة من 20 بنداً تجميد خطوط القتال على الجبهة، من دون التطرق إلى المطلب الروسي بسحب القوات الأوكرانية من نحو 20 في المائة من منطقة دونيتسك الشرقية التي لا تزال تحت سيطرتها. إلا أن زيلينسكي عبّر عن انفتاح مشروط على إنشاء «منطقة منزوعة السلاح» و«اقتصادية حرّة» تؤمّنها شرطة أوكرانية في دونباس، في حال وافقت روسيا على سحب قواتها.

أوكرانيون يعاينون الدمار الذي خلّفه القصف الروسي على كييف يوم 28 ديسمبر (أ.ف.ب)

كما أن النص الجديد لم يعد يتضمن أي التزام قانوني على أوكرانيا بالامتناع عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو مطلب رئيسي آخر للكرملين. إلى جانب مصير دونباس، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا التي تطالب بها موسكو، ومصير محطة زابوريجيا النووية التي يحتلها الروس في الجنوب، من المتوقع أن يناقش الرئيسان الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها القوى الغربية في جزء من اتفاق سلام محتمل.

جانب من اجتماع زيلينسكي وكارني مع قادة أوروبيين عبر اتّصال فيديو في هاليفاكس يوم 27 ديسمبر (أ.ف.ب)

وشدّد زيلينسكي، السبت، على أن «هذه الضمانات الأمنية يجب أن تأتي بالتزامن مع نهاية الحرب». وكان الرئيس الأميركي قد أشار مؤخراً إلى أن أوكرانيا، من وجهة نظره، لديها كل المصلحة في تجميد خطوط الجبهة بأسرع وقت ممكن في مواجهة أي تقدم روسي مستقبلي، يعدّه حتمياً. وقال في الثامن من ديسمبر إن «روسيا متقدمة، ولطالما كانت كذلك». لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت، السبت، عقب مكالمة هاتفية مع زيلينسكي، على ضرورة أن يحافظ أي اتفاق سلام على «سيادة» أوكرانيا و«وحدة أراضيها».