مايان السيد: دوري الجريء في «كولونيا» نقطة مضيئة بمشواري

الفنانة المصرية قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها متحمسة لـ«الشخصيات الشعبية»

مايان تحتفي بـ10 سنوات على انطلاقتها الفنية (حسابها على «إنستغرام»)
مايان تحتفي بـ10 سنوات على انطلاقتها الفنية (حسابها على «إنستغرام»)
TT

مايان السيد: دوري الجريء في «كولونيا» نقطة مضيئة بمشواري

مايان تحتفي بـ10 سنوات على انطلاقتها الفنية (حسابها على «إنستغرام»)
مايان تحتفي بـ10 سنوات على انطلاقتها الفنية (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة المصرية مايان السيد إنها لم تخطط للتركيز في عملها بالسينما، لكن فيلم «ولنا في الخيال... حب؟» الذي عُرض أخيراً، جعلها تشاهد أفلاماً عديدة وتقع في حب السينما، مؤكدةً أنها كانت محظوظة بتصوير 4 أفلام في توقيت متقارب وباختيار مخرجين لها لهذه الأدوار.

وأضافت مايان في حوارها لـ«الشرق الأوسط» أنها تسعى إلى التنوع في أدوارها، وإلى تقديم أدوار تعيد اكتشافها كممثلة، ولذا قدمت دور الفتاة الشعبية في فيلم «كولونيا» والاستعراض في فيلم «ولنا في الخيال... حب؟» وفي «هيبتا... المناظرة الأخيرة» كانت بطلة لقصة حب تعرضت لخديعة، فيما تترقب عرض فيلمها «قصر الباشا» خلال أيام وتقدم فيه دوراً مختلفاً.

ملصق أحدث أفلامها الذي تترقب عرضه (الشركة المنتجة)

وشاركت الفنانة الشابة في الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي بفيلمي «كولونيا»، و«ولنا في الخيال... حب؟»، الذي عُرض خارج المسابقة.

وعن هذا النشاط السينمائي المكثف قالت مايان: «الموضوع بدأ بفيلم (ولنا في الخيال... حب؟)، فقبل التصوير نصحتني المخرجة سارة رزيق بأن أشاهد أفلاماً قدر المستطاع لأن بطلة الفيلم طالبة بمعهد السينما، وفَعلت ذلك، فشاهدت أفلاماً حديثة وقديمة، وكنت أذاكرها جيداً فازداد حبي للسينما، وهذا ما جعل اختياراتي كلها في الفترة الأخيرة بها تركيز على الأفلام، ولم يكن ذلك مقصوداً لكنه شيء لا شعوري، وأتمنى أن أواصل هذا الأمر لأنني أحب السينما فهي فن خالد يحفظ تاريخ الفنان، وبالنسبة إليّ أهم وأجمل شيء».

وتؤكد الفنانة المصرية اهتمامها بالتنوع في أدوارها: «يعنيني كثيراً التنوع في أدواري لأن الممثل الجيد هو الذي يستطيع تقديم أدوار مختلفة، لذا لا أحب التكرار، وأتطلع لأن يقدمني كل دور بشكل مختلف ويستخرج منّي شيئاً جديداً لأن ما يحمسني أكثر هو التحدي بدور جديد أجتهد لإتقانه وأتعرف على عوالم جديدة، هذا ما يجعلني أحب التمثيل عموماً».

وقدمت مايان الاستعراض والغناء عبر فيلم «ولنا في الخيال... حب؟» الذي عَدته من أهم تجاربها، مثلما تقول: «هو من أحلى التجارب في حياتي، ليس على الصعيد المهني فقط بل الشخصي أيضاً، لأنني عملت مع فريق عمل بارع تعلمت منه الكثير، من بينهم المخرجة سارة رزيق والفنان أحمد السعدني الذي أصبح من أقرب الناس لي، وعمر رزيق مفاجأة الفيلم الذي جعلني أحب الرقص والغناء».

مايان السيد مع مخرجة وفريق فيلم «ولنا في الخيال... حب؟» بمهرجان الجونة (إدارة المهرجان)

وتتابع: «كان من أحلامي أن أقدم عملاً استعراضياً لأنني أحب الرقص والغناء والموسيقى، وكنت أشارك في الرقصات الشعبية خلال دراستي بالجامعة الأميركية، وسعدت بأن أجد من يرى فيّ القدرة على أداء هذه الأدوار، كما أسعدني أن من شاهدوا الفيلم أشادوا به».

وفي فيلم «كولونيا» لعبت مايان دور فتاة ليل شعبية تسعى للزواج ببطل الفيلم، ورأى نقاد أنها تبدأ مرحلة جديدة لها بهذا الدور، وتعترف قائلةً: «دوري بالفيلم كان جريئاً وخطوة مختلفة في اختياراتي كممثلة، وهو دور فتاة شعبية سكندرية تحاول دفع البطل لعلاقة حتى لو كان يرفضها، وأنا أحب أداء الأدوار الشعبية لأنني من حي السيدة زينب، ورأيت مثل هذه الشخصيات منذ صغري وحتى الآن بحكم إقامة عائلتي بها، وأتمنى من كل قلبي أن يرشحني المخرجون لهذه الأدوار، وسعدت بالعمل مع المخرج محمد صيام وبما حققه الفيلم».

وفي فيلم «هيبتا... المناظرة الأخيرة» الذي يُعرض حالياً عَدَّت مايان نفسها «محظوظة بالعمل فيه»، مبررةً ذلك بقولها: «لأن الجزء الأول كان من الأفلام الأيقونية وكنا نصور بالإسكندرية وهي من المدن التي أعشقها»، وتبرر بكاءها بعد العرض الخاص للفيلم: «بكيت لأنه كان أول عمل لي أشاهده بعد فترة كبيرة من الشغل والانتظار، وسعيدة لأنني شاركت مع كل هؤلاء النجوم، وقد أتاح لي العمل مع المخرج هادي الباجوري، وكنت محظوظة باختياره لي، وهو هادئ بالفعل في عمله ويثق بالممثل».

ينطلق الأسبوع المقبل عرض فيلم «قصر الباشا» الذي تشارك مايان في بطولته، وتصفه بأنه «من أجمل أجواء التصوير»، وتوضح: «كنا في سعادة لأن المخرج محمد بكير يعطي طاقة جميلة للممثل ويقدم شغله باحترافية كبيرة».

تحب تقديم الأدوار الشعبية والاستعراضية (حسابها على «إنستغرام»)

المفارقة أن مايان كانت تصور الأفلام الأربعة في وقت متقارب، مما مثل تحدياً لها، وقالت: «أحياناً كان يحدث تداخل في مواعيد تصويرها، وهذا كان تحدياً أكبر أن أدخل في شخصية وبعد ذلك نتوقف لأعود للشخصيات الأخرى، كان هذا يستلزم مذاكرة وتركيزاً وجهداً كبيراً، وساعدني المخرجون المتميزون الذين عملت معهم في ذلك».

وتحتفي الممثلة المصرية بمرور 10 سنوات على بدايتها الفنية قائلةً: «أعمل منذ 10 سنوات وهي من أجمل سنوات حياتي، وقد اختلفت شخصيتي مع اكتسابي خبرات في العمل، وأرى أن عملي بالفن نعمة كبيرة، وأشعر بالمسؤولية تجاه تقديم أدوار ليس فقط لإسعاد الناس ولكن لتؤثر فيهم وتجعلهم يتغيرون للأفضل، هذه مسؤولية أضعها نصب عيني. لكي أكون جزءاً من مستقبل السينما المصرية».


مقالات ذات صلة

ظافر العابدين: وافقت على «السلم والثعبان 2» من باب الفضول

خاص الفنان التونسي ظافر العابدين (حسابه على «فيسبوك»)

ظافر العابدين: وافقت على «السلم والثعبان 2» من باب الفضول

أكد الفنان التونسي ظافر العابدين أن مشاركته بالجزء الثاني من فيلم «السلم والثعبان» المعروض حالياً بالصالات السينمائية ارتبطت بعدة عوامل منها إعجابه بالجزء الأول

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق سينتيا زافين تُصغي إلى ذاكرتها قبل أن تتحدَّث (الشرق الأوسط)

موسيقى الأفلام بين استقلالها عن الصورة وذوبانها فيها

اللقاء كان واحداً من أبرز محطّات أسبوع «مهرجان بيروت لأفلام الفنّ»، من تنظيم أليس مغبغب...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق طارق العريان مخرج فيلم «السلم والثعبان» (صفحته على «فيسبوك»)

طارق العريان: «السلم والثعبان 2» يعالج الملل والاعتياد في الحياة الزوجية

قال المخرج المصري، طارق العريان، إن فكرة تقديم جزء ثانٍ من فيلم «السلم والثعبان» الذي عرض عام 2001 لم تكن مطروحة في البداية.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا المحبوب عبد السلام خلال المقابلة (الشرق الأوسط)

البشير أيّد تصفية منفذي محاولة اغتيال مبارك «لطمس الأدلة»

يروي الدكتور المحبوب عبد السلام، أحد أبرز المقربين من منظر انقلاب 1989 الدكتور حسن الترابي، تفاصيل دقيقة عن مسار الحركة الإسلامية في السودان وتحولها من تنظيم

غسان شربل (القاهرة)
العالم السفير أنطونيو دي ألميدا ريبيرو الأمين العام المكلّف للمركز (كايسيد)

جنيف تستضيف «المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين» الاثنين

ينظّم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار (كايسيد) أعمال النسخة السادسة من «المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين 2025» في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الرياض تشهد انطلاق أكبر هاكاثون عالمي لتطوير حلول تقنيّة مبتكرة

4 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف أنحاء السعودية يشاركون في الهاكاثون لمدة 3 أيام (واس)
4 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف أنحاء السعودية يشاركون في الهاكاثون لمدة 3 أيام (واس)
TT

الرياض تشهد انطلاق أكبر هاكاثون عالمي لتطوير حلول تقنيّة مبتكرة

4 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف أنحاء السعودية يشاركون في الهاكاثون لمدة 3 أيام (واس)
4 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف أنحاء السعودية يشاركون في الهاكاثون لمدة 3 أيام (واس)

شهدت العاصمة السعودية، الخميس، انطلاق أكبر هاكاثون في العالم «أبشر طويق»، ضمن فعاليات «مؤتمر أبشر 2025»، المقام تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية، بمشاركة أكثر من 4 آلاف مواطن ومواطنة من مختلف أنحاء البلاد، ويستمر حتى السبت.

ويتيح الهاكاثون للمشاركين فرصة الفوز بجوائز مالية تصل إلى مليون ريال سعودي، تتضمّن 3 مقاعد في منتج (MVPLAB) برعاية البرنامج الوطني لتنمية قطاع تقنية المعلومات.

وجاء هذا الحدث ضمن مبادرة «أبشر طويق»، إحدى فعاليات «مؤتمر أبشر 2025»، المخصّصة لتمكين أكثر من 100 ألف مستفيدٍ ومستفيدة في جميع مناطق البلاد؛ لبناء قدرات وطنية متميّزة تؤكد مكانة السعودية عالمياً في التقنيات الحديثة والتحول الرقمي.

ويأتي الهاكاثون، الذي تنظمه وزارة الداخلية بالتعاون مع «أكاديمية طويق»، وبشراكة استراتيجية مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وسط أجواء تنافسيّة مليئة بروح العمل الجماعي بين الفرق في مكانٍ واحد، بإشراف خبراء ومختصّين في عدة مجالات تقنيّة.

4 مسارات متنوّعة تتيح للفرق المشاركة تطوير حلول تقنيّة مبتكرة (واس)

ويضم «أبشر طويق» أربعة مسارات متنوّعة، تشمل الذكاء الاصطناعي والتنبؤ الأمني، والهوية الرقمية وتطبيقاتها الأمنية، وإنترنت الأشياء والتقنيات الميدانية، وابتكار وتطوير خدمات منصة «أبشر»، التي تتيح للفرق المشاركة تطوير حلول تقنيّة مبتكرة.

ويقام «مؤتمر أبشر 2025» هذا العام خلال الفترة من 17 إلى 19 ديسمبر (كانون الأول)، بالشراكة بين وزارة الداخلية وأكاديمية طويق، وبرعاية رئيسية من شركة «عِلم».

ويحل المؤتمر بمفهومٍ جديد ونهج مبتكر بعد مرور 10 أعوام على انطلاق ملتقى «أبشر»، إبرازاً لأحدث الابتكارات الوطنية الرقميّة، وتأكيداً لريادة المملكة عالمياً في مختلف المجالات.


«ساوندستورم 2025» يُحوِّل «بنبان» الرياض إلى مدينة نابضة بالموسيقى

أحد المسارح الجديد لنسخة هذا العام من فعالية «ساوندستورم» في الرياض (الشرق الأوسط)
أحد المسارح الجديد لنسخة هذا العام من فعالية «ساوندستورم» في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«ساوندستورم 2025» يُحوِّل «بنبان» الرياض إلى مدينة نابضة بالموسيقى

أحد المسارح الجديد لنسخة هذا العام من فعالية «ساوندستورم» في الرياض (الشرق الأوسط)
أحد المسارح الجديد لنسخة هذا العام من فعالية «ساوندستورم» في الرياض (الشرق الأوسط)

تحوَّلت منطقة بنبان شمال الرياض، الخميس، إلى وجهة موسيقية نابضة مع انطلاق «ساوندستورم 2025»، الذي يقام خلال الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول)، في نسخة تعدّ الأضخم منذ تأسيس المهرجان.

ويأتي الحدث من تنظيم منصة «ميدل بيست» ضمن روزنامة الترفيه السعودية، مستقطباً جمهوراً واسعاً من داخل المملكة وخارجها. ويُنظر إلى «ساوندستورم» بوصفه أكبر مهرجان موسيقي في الشرق الأوسط، نسبة إلى حجم منصاته، وتنوع عروضه، واتساع نطاق الفنانين النجوم.

وكشف تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه السعودية، عبر مقطع فيديو نشره على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، مساء الخميس، عن قرب نفاد تذاكر المهرجان بالكامل؛ إذ «تبقى أقل من 20 في المائة منها»، داعياً الجمهور لعدم تفويت مفاجآت النسخة الحالية التي تجمع أبرز النجوم العرب والعالميين.

ويطرح «ساوندستورم 2025» برنامجاً موسيقياً يتضمن أبرز الفنانين العالميين، من بينهم بوست مالون، وكالفن هاريس، وكاردي بي، وسويدش هاوس مافيا، وهالسي، وأفا ماكس، ودي جي سنيك، وبنسون بون، إلى جانب مشاركة لافتة لنجوم الساحة العربية مثل عمرو دياب، وحسين الجسمي، ومحمد رمضان، وأنغام، ودي جي أصيل.

وقُسّمت عروض المهرجان على مسارح عملاقة مجهزة بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة، كما يقدم الحدث تجارب تفاعلية، ومناطق مخصصة للإبداع البصري، وفضاءات تحتضن مشاريع فنية مبتكرة ضمن أجواء تعكس هوية الرياض كمركز عالمي للموسيقى والترفيه.

ويعدّ «ساوندستورم» واحداً من أبرز فعاليات «ميدل بيست» منذ انطلاقه؛ إذ نجح خلال الأعوام الماضية في ترسيخ حضوره كحدث يجذب مئات الآلاف من محبي الموسيقى من دول العالم كافة.

ويمثل المهرجان منصة لتطوير صناعة الموسيقى الحديثة في السعودية، عبر استقطاب أسماء دولية، ودعم المواهب المحلية، من خلال بنية تنظيمية ضخمة، وتجربة جماهيرية مصممة لتقديم شكل جديد من المهرجانات الموسيقية بالمنطقة.


وضع حجر الأساس لـ«حديقة رفيق الحريري» على الواجهة البحرية

الرئيس نواف سلام مفتتحاً حديقة رفيق الحريري (مصمم الحديقة فلاديمير دجوروفيك)
الرئيس نواف سلام مفتتحاً حديقة رفيق الحريري (مصمم الحديقة فلاديمير دجوروفيك)
TT

وضع حجر الأساس لـ«حديقة رفيق الحريري» على الواجهة البحرية

الرئيس نواف سلام مفتتحاً حديقة رفيق الحريري (مصمم الحديقة فلاديمير دجوروفيك)
الرئيس نواف سلام مفتتحاً حديقة رفيق الحريري (مصمم الحديقة فلاديمير دجوروفيك)

على مساحة 80 ألف متر مربعٍ ستُقام «حديقة رفيق الحريري» التي تُعدّ واحدة من أجمل الحدائق العامة في بيروت وأضخمها. وقد وُضع حجر الأساس لها على الواجهة البحرية للعاصمة، بحضور رئيس الحكومة نواف سلام، وبمشاركة عدد كبير من الشخصيات اللبنانية، وفي مقدّمتهم النائبة السابقة بهية الحريري، شقيقة الرئيس الراحل.

يتكوّن المشروع من جزأين متكاملين: مساحة الحديقة التي تمتد على 80 ألف متر مربع، والممشى البحري المتفرّع منها بمساحة 44 ألف متر مربع، ليشكّلا معاً قلب الواجهة البحرية لبيروت. وتضمّ الحديقة مساحات خضراء واسعة، وأكثر من 2500 شجرة، وعشرات الآلاف من الشجيرات والنباتات، ما يجعلها متنفساً طبيعياً لسكّان العاصمة وزوّارها.

وتعتمد الحديقة نظاماً متقدّماً للاستدامة المائية. ويشمل التصميم خزّانات ضخمة لتجميع مياه الأمطار. وشبكة كاملة لري المساحات الخضراء، بما يوفّر لها اكتفاءً ذاتياً من المياه ويجعلها جزءاً من منظومة بيئية متكاملة في قلب المدينة.

كما تحتضن الحديقة شبكة مسارات مخصّصة للتنزّه وممارسة مختلف الأنشطة، تنتهي بمدرّج مفتوح على البحر، يتيح للزوّار متعة المشهد البحري.

ممرات خاصة للمشي داخل الحديقة (مصمم الحديقة فلاديمير دجوروفيك)

يُذكر أنّ المشروع يأتي ثمرة لاتفاق أُبرم عام 1994 بين شركة «سوليدير» والدولة اللبنانية، وقد واكبه «مجلس الإنماء والإعمار» منذ انطلاقته.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يروي مصمم الحديقة ومنفّذها، المهندس فلاديمير دجوروفيك، قائلاً: «هذا المشروع طرحه الرئيس الراحل رفيق الحريري قبل سنوات طويلة من استشهاده. وقد اجتمعت معه مراراً لمناقشة الصورة التي يجب أن تبدو عليها الحديقة. كما عملنا معاً على مشروعات حدائق أخرى، بينها حديقة السرايا الكبير». ويضيف: «كان الرئيس الحريري يرغب بأن تكون هذه المساحة الخضراء مشهداً طبيعياً يُثري العاصمة، على غرار الحدائق الكبرى في مدن عالمية، مثل (سنترال بارك) في نيويورك، وحديقة (لوكسمبورغ) في باريس».

ويشرح دجوروفيك أنّ مساحة الحديقة تعادل 3 أضعاف مساحة حديقة متحف «Nezu»في طوكيو، وأن لها 3 مداخل رئيسية يمكن للزائرين الدخول منها. وتنبع أهميتها من طبيعة المناظر التي تحتضنها، إذ تطلّ مباشرة على البحر المتوسط، حيث يحلو تأمّل مشهد الغروب. أما الغابة التي تشكّل جزءاً أساسياً منها، فستُزرع بأشجار تنمو أصلاً على الساحل اللبناني، وتشمل 4 أنظمة بيئية منتشرة على امتداده، من بينها الصنوبر، والسنديان، وأنواع تعيش قرب المياه المالحة كما في منطقة الناقورة.

ويؤكد دجوروفيك أنّ بيروت تفتقر بشدّة إلى المساحات الخضراء، إذ تبلغ نسبتها 10 مرات أقل من المعدّل العالمي المطلوب لضمان بيئة سليمة. وتتميّز الحديقة أيضاً بأحواض خاصة تُزرع فيها نباتات محلية تُعرف بـ«الحاضنات الطبيعية». تُترك فيها الشتول لتنمو تلقائياً وفق نظامها البيئي، مما يعزز استمرارية الحديقة ويحافظ على خضرتها لعقود طويلة.

وتطرّق الرئيس نواف سلام في كلمة ألقاها بالمناسبة إلى افتقاد بيروت للمساحات الخضراء. مشيراً إلى أنه رغم تاريخها العريق وجمالها الفريد، تعاني العاصمة نقصاً حاداً في المساحات المخصّصة لتنفس أطفالها وراحة أهلها. ليس فقط لأن مساحاتها الخضراء بقيت محدودة جدّاً وتآكلت مع الزمن، بل لأنّها راحت تعاني أيضاً من تلوّث الهواء وأزمة السير.

ومن ناحية أخرى، ستتمتع الحديقة باكتفاءٍ ذاتي لمياه الري بفضل شبكة متكاملة تُجمع فيها مياه الأمطار خلال فصل الشتاء. وتستخدم صيفاً في ري الأشجار والنباتات عند الحاجة. وستسهم هذه المنظومة في ضمان استدامة المساحات الخضراء من دون الاعتماد على مصادر مائية إضافية.

كما ستستقطب الحديقة الطيور والحشرات التي تنتمي إلى البيئة اللبنانية. بما يضمن تكاثرها ونموها في محيط طبيعي مشابه لبيئتها الأصلية. ويعود ذلك إلى اعتماد أنواع محلية من الأشجار والنباتات. فهناك دراسات تشير إلى أنّ استخدام مزروعات محلية يساهم في زيادة تكاثر الفراشات والطيور بنسبة تصل إلى 25 ضعفاً مقارنة بزراعة نباتات مستقدمة من دول أخرى، منها إيطاليا. ويعلّق المهندس فلاديمير قائلاً: «هذا الأسلوب في تشجير الحدائق باستخدام نباتات محلية يجب أن يتّبع في مختلف المشروعات المشابهة. فهي نباتات تنمو وحدها وتتأقلم مع مناخ لبنان بنسبة أعلى بكثير من غيرها. ومن دون الحاجة إلى عناية دائمة أو ري مستمر».

ستشكّل الحديقة عنواناً للهدوء والسكينة (مصمم الحديقة فلاديمير دجوروفيك)

وتجدر الإشارة إلى أنّ عملية بناء الحديقة ستعتمد على بقايا أحجار الرخام وغيرها من المواد التي تفرزها المصانع اللبنانية، مما يساهم في إعادة تدوير الموارد ويجعل المشروع أكثر استدامة.

وستشكّل الحديقة، التي تُعدّ الأكبر من نوعها في لبنان، مساحة جامعة لجميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وخلفياتهم، وعنصراً بيئياً جديداً يُسهم في تغيير وجه العاصمة. ومن المتوقع أن يستقطب محيطها العمراني هواة السكن قرب المساحات الطبيعية الخلابة.

ويشير فلاديمير دجوروفيك إلى أنّ المشروع يحتاج إلى نحو عامين لإنجازه، موضحاً: «نحن اليوم في مرحلة تلقي العروض لتنفيذ المناقصات اللازمة. وعند تحديد موعد انطلاق الأعمال سيستغرق المشروع نحو عام ونصف العام حتى اكتماله».

ويختم حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «العالم كلّه يخسر بيئته بوتيرة سريعة ومؤسفة، وهذا سينعكس سلباً على الإنسان. أهم ما نقوم به عبر هذا المشروع هو وضع نموذج من طبيعة لبنان في قلب العاصمة. وعلينا أن نكرر هذا النوع من المبادرات في بيروت وسائر المناطق اللبنانية».