دراسة: النوم المنفصل بين الأزواج قد يحمل آثاراً غير متوقعة

 النوم المشترك يرتبط بشعور أفضل بالارتياح النفسي مقارنة بالنوم المنفصل (بكساباي)
النوم المشترك يرتبط بشعور أفضل بالارتياح النفسي مقارنة بالنوم المنفصل (بكساباي)
TT

دراسة: النوم المنفصل بين الأزواج قد يحمل آثاراً غير متوقعة

 النوم المشترك يرتبط بشعور أفضل بالارتياح النفسي مقارنة بالنوم المنفصل (بكساباي)
النوم المشترك يرتبط بشعور أفضل بالارتياح النفسي مقارنة بالنوم المنفصل (بكساباي)

النوم المنفصل قد لا يكون مفتاح السعادة الزوجية. ووفق تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز»، في السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة «الطلاق في النوم» التي تدعو إلى نوم الأزواج في غرف منفصلة لتحسين جودة النوم وتقليل الإزعاج، كما ساهمت الطريقة الإسكندنافية — التي تعتمد على استخدام لحافين منفصلين على السرير الواحد — في ترسيخ الفكرة، خاصة في بلدان مثل السويد والنرويج.

لكن دراسة جديدة أُجريت في تايوان تشير إلى أن النوم المنفصل قد لا يكون مفتاح السعادة الزوجية، بل قد يؤدي إلى تراجع في مستوى الرفاه النفسي. البحث، الذي نُشر في مجلة «BMC Public Health»، شمل 860 زوجاً وزوجة من كبار السن في شمال تايوان، وخلص إلى أن النوم المشترك يرتبط بشعور أفضل بالارتياح النفسي مقارنة بالنوم المنفصل.

شملت التحليلات كلاً من الخصائص الفردية والزوجية. وتم قياس الرفاه النفسي من خلال السعادة والرضا عن الحياة والإحساس بالإشباع، في حين جرى تقييم مقاييس النوم باستخدام طريقة إحصائية مفصّلة.

وكشفت النتائج عن أن الأزواج الأكبر سناً الذين ناموا في غرف منفصلة كانت لديهم مستويات أسوأ من الرفاه النفسي مقارنةً بالأزواج الذين ناموا معاً.

وبالنسبة للأزواج الأكبر سناً، كانت ترتيبات المعيشة، مثل تقاسم المنزل، أقل قدرة على التنبؤ بالرفاه النفسي من تقاسم مساحة النوم.

وخلص الباحثون إلى أن ترتيبات النوم تمثل «عاملاً مهماً» في الرفاه النفسي للأزواج، مشيرين إلى أن ذلك يبرز أهمية النظر إلى النوم «في سياق العلاقة الزوجية».

وقالت الدكتورة ويندي تروكسل، وهي باحثة أولى في مؤسسة «راند» ومؤلفة كتاب «Sharing the Covers: Every Couple’s Guide to Better Sleep» (مشاركة الأغطية: دليل كل زوجين لنومٍ أفضل)، إن النوم بشكل منفصل قد يؤثر في الرفاه الشخصي بسبب المسافة النفسية أو الانسحاب من الشريك.

وقالت: «للوهلة الأولى، يبدو أن ذلك يدعم الاعتقاد الشائع بأن النوم بشكل منفصل يشير إلى شيء سلبي في العلاقة».

وأضافت تروكسل: «ما يميّز هذه الدراسة الجديدة هو أنها تشير إلى أن ترتيب نوم الزوجين بحد ذاته قد يؤثر في الرفاه، ما يسلّط الضوء على مدى الترابط الوثيق بين النوم والعلاقات في دعم الصحة طوال مراحل الحياة».

أشارت تروكسل إلى أن الدراسة كانت مستعرضة، أي أنها تُظهر وجود علاقة، لكنها لا تثبت السبب والنتيجة.

وأضافت: «قد يكون الأمر أن الأزواج الأكبر سناً الذين ينامون بشكل منفصل يواجهون بالفعل تحديات صحية أو صعوبات في النوم، مثل الأمراض المزمنة أو انقطاع النفس في أثناء النوم أو الأرق، وهي عوامل تؤثر في قرارهم بالنوم بشكل منفصل وصحتهم النفسية».

قالت تروكسل إن «الدراسة لم تبحث أيضاً في السبب أو الكيفية التي اتخذ بها الأزواج قرار النوم بشكل منفصل، وهو غالباً العامل الأهم في تحديد الطريقة التي يؤثر بها هذا القرار على العلاقة».

وأضافت أن كبار السن يواجهون «قابلية مزدوجة للتأثر» عندما يتعلق الأمر بالنوم والصحة النفسية، إذ تُظهر الدراسات أن ما يصل إلى نصف البالغين فوق سن الستين يُبلّغون عن أعراض الأرق أو أحد أشكال اضطرابات النوم الأخرى.

وقالت: «مع التقدّم في العمر، يصبح النوم أخفّ وأكثر تقطعاً، ونلاحظ ميلاً إلى النوم والاستيقاظ في أوقات أبكر، إلى جانب انخفاض في مرحلة النوم العميق البطيء».

روتينات مخصّصة

لا يوجد نموذج واحد يناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بالنوم الصحي، وفقاً لتروكسل.

وقالت: «بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن مشاركة السرير تعزّز الشعور بالقرب والأمان، في حين أن آخرين — خصوصاً عندما تكون اضطرابات النوم أو العادات غير المتوافقة حاضرة — قد يكون النوم في غرف منفصلة خياراً حكيماً ومفيداً للصحة، شريطة أن يتوصّل الأزواج إلى هذا القرار من خلال تواصل صريح وصادق».

وأشارت تروكسل إلى وجود «أدلة قوية» تدعم أن القرب الجسدي، مثل الاحتضان، يمكن أن يفيد الصحة النفسية.

فالنوم معاً والاحتضان يمكن أن يحفّزا إفراز هرمون الأوكسيتوسين، المعروف بـ«هرمون الحب»، كما يمكن أن يخفضا هرمونات التوتر ويعزّزا الشعور بالأمان، ما يساعد على تنظيم العاطفة وتحسين جودة النوم.

وعلى الرغم من هذه الفوائد، أشارت تروكسل إلى أن تحرّك الشريك في السرير، أو الشخير، أو اختلاف درجات حرارة الجسم يمكن أيضاً أن يسبّب اضطرابات في النوم وحرماناً منه.

وقالت: «إن سوء النوم المزمن يقوّض المزاج والتعاطف والصبر، وهي مكوّنات أساسية في العلاقة الصحية».

واقترحت تروكسل أن الأزواج الذين يختارون النوم بشكل منفصل يمكنهم الاستمرار في تعزيز التواصل والحميمية من خلال مشاركة روتين استرخاء مسائي قبل التوجّه إلى أماكن نومهم المنفصلة.

وأضافت: «في نهاية المطاف، فإن أفضل ترتيب للنوم هو ذلك الذي يدعم النوم الجيّد المنتظم، والتواصل العاطفي، والرفاهية الطويلة الأمد».


مقالات ذات صلة

لحرق الدهون وتحسين النوم... ما الوقت الأمثل لتناول العشاء خلال الشتاء؟

صحتك توقيت تناول العشاء خلال فصل الشتاء يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتك (رويترز)

لحرق الدهون وتحسين النوم... ما الوقت الأمثل لتناول العشاء خلال الشتاء؟

توقيت تناول العشاء خلال فصل الشتاء يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتك وعلى جودة نومك وقدرتك على حرق الدهون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تناول العنب يمنح الجسم فوائد صحية مختلفة (رويترز)

أفضل وقت لتناول العنب لتحسين النوم وإنقاص الوزن وتعزيز الطاقة

العنب ليس مجرد وجبة خفيفة، بل فاكهة تقدم فوائد صحية مختلفة حسب وقت تناولها. وقد يساعد العنب في تعزيز الطاقة، ودعم أهداف إنقاص الوزن، وتحسين جودة النوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك الدراسة تسلّط الضوء على أهمية إعطاء النوم أولوية بوصفه ركيزة أساسية من ركائز الصحة (بكساباي)

دراسة: قلة النوم تهدد الصحة وطول العمر

يُعدّ النوم غير الكافي من أقوى العوامل المرتبطة بانخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الكرز يرفع مستويات الميلاتونين مما يؤثر إيجاباً على النوم (رويترز)

لنوم أفضل... 9 فواكه غنية بالميلاتونين

الميلاتونين عبارة عن هرمون ينتجه الجسم بشكل طبيعي. يلعب هذا الهرمون دوراً حيوياً في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
صحتك الإفراط في شرب الكافيين صباحاً يمكن أن يُربك روتين النوم بالكامل (بكسلز)

5 عادات صباحية تقلّل جودة النوم ليلاً

يُعدّ الحصول على قدر كافٍ من النوم أمراً أساسياً للصحة الجسدية والعاطفية، ومع ذلك يعاني عدد كبير من الناس من نقصه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
TT

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)

جاءت مقبرة الملك تحتمس الثاني ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم لعام 2025، وفقاً لما أعلنته مجلة الآثار الأميركية «Archaeology»، حيث تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها من عصر الأسرة 18 منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.

وصدّرت المجلة غلاف عددها المخصص لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2026 بأحد النقوش المكتشفة داخل المقبرة.

وكانت المقبرة التي تم اكتشافها بالبر الغربي في الأقصر، تم تأكيد نسبتها للملك الشهير بالأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد) تحتمس الثاني، الذي تزوج من حتشبسوت وتولّت المُلك من بعده، وتم اكتشاف نسبة المقبرة له في فبراير الماضي.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الاختيار «تأكيداً جديداً على القيمة الاستثنائية للاكتشافات الأثرية المصرية، ويعكس المكانة العلمية الرائدة لمصر في مجال علم الآثار»، مؤكداً، في بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت، أن «هذا الإنجاز يُجسّد ثمرة التعاون والجهود المتواصلة التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وتحقيق اكتشافات نوعية تُسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم وإثراء المعرفة الإنسانية».

جانب من المقبرة المكتشفة لتحتمس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بواسطة بعثة أثرية مصرية - إنجليزية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة، وذلك في أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية بمقبرة رقم C4، بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر.

ووفق بيان الوزارة في بداية أعمال الحفائر، اعتقد فريق العمل أن المقبرة قد تعود لزوجة أحد ملوك التحامسة (الأسرة الـ18)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أُعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتولى حكم البلاد بوصفها ملكة وتُدفن في وادي الملوك. إلا أنه مع استكمال أعمال الحفائر كشفت البعثة عن أدلة أثرية جديدة وحاسمة حددت هوية صاحب المقبرة: الملك تحتمس الثاني.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن اعتبار مقبرة الملك «تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025 بمثابة «دفعة علمية للكشف والبحث عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسوف يكون ذلك بمثابة باب لتوالي الاكتشافات الأثرية».

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعدّ أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 103 أعوام تقريباً، وقد أوضحت النصوص والنقوش أن من تولت إجراءات دفن تحتمس الثاني هي الملكة حتشبسوت، كما سوف يوضح هذا الكشف طريقة فهم الباحثين لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة ومعرفة أسرار وادي الملوك، الذي يضم العديد من المقابر الملكية ذات الأهمية الأثرية الفائقة».

ووفق بيان الوزارة، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على أجزاء من الملاط تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، إلى جانب زخارف ونصوص من كتاب الإمي دوات، وتتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط، يُعد نواة لمقابر عدد من الملوك الذين توالوا على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة.


الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية العالمية المرتبطة بعيد الميلاد والعام الجديد، وكذلك الترنيمات والأغاني المرتبطة بهذه المناسبة.

الحفل الذي قدمته فرقة أوبرا القاهرة، الجمعة، تحت إشراف مديرها الفني عماد عادل احتفالاً بالكريسماس بمصاحبة عازف البيانو مينا حنا وأخرجه حازم طايل، شهد حضوراً جماهيرياً حاشداً، كما حضره رئيس دار الأوبرا، الدكتور علاء عبد السلام، والقنصل التركي بالإسكندرية، دينيز جانكايا، ونائبها علي مرتجان كيليتش، وفق بيان لدار الأوبرا المصرية.

وخلال الحفل الذي مزج بين الموسيقى والأغاني، جاءت الأصوات الفريدة لنجوم الفرقة لتعبر عن أجواء عيد الميلاد، وما تحمله المناسبة من فرحة ودعوة للسلام والمحبة، وتفاعل الحشد الجماهيري الذي امتلأت به مقاعد المسرح التاريخي، وأجاد النجوم ليلى إبراهيم، أحمد الشيمي، جيهان فايد، عزت غانم، مينا رافائيل، أسامة علي، إيمان مصطفى، منى رفلة في أداء أغانٍ من بينها «فليحفظكم الله سعداء»، و«القديسة مريم»، و«ليلة مقدسة»، و«عيد الميلاد الثلجي»، و«إنه عيد الميلاد»، و«بشائر عيد الميلاد»، و«أيا مؤمنون»، و«فلتجلجل الأجراس بقوة»، و«الجليد الأبيض»، و«فلتنعم بعيد ميلاد سعيد»، و«أغنية الأجراس»، و«العذراء تغسل ملابس الطفل وهو نائم»، و«إنه أجمل وقت في السنة»، و«عيد ميلاد مجيد»، و«فلتسقط الثلوج»، و«شجرة الكريسماس».

جانب من حفل الكريسماس بمسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

وعدّ رئيس الأوبرا الحفل «يمثل نغمة تفاؤل ورمزاً للرسالة التي يحملها الفن بمختلف صوره والمتضمنة قيم السلام والمحبة»، مشيراً إلى قدرة الموسيقى على جمع القلوب حول مبادئ الخير والجمال.

وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت عن احتفالات بمناسبة الكريسماس في العديد من مواقعها الثقافية، خصوصاً حفلات الأوبرا، ومن بينها حفل للفنانة نيفين علوبة، بمسرح الجمهورية «وسط القاهرة»، الأحد، يتضمن تقديم مختارات من الأعمال الغنائية العالمية التي عبرت عن هذه المناسبة منها «وقت الكريسماس»، و«نخبكم» من أوبرا كارمن، و«أغنية الكريسماس»، و«شروق... غروب»، و«السلام عليك يا مريم»، و«الفتاة الصغيرة الجميلة»، و«روك أجراس الميلاد»، و«شتاء ساحر»، و«ليلة صامتة»، و«الحلم المستحيل»، و«وقت المرح»، و«أشتاق للجبال»، و«الحياة سهلة»، و«قائمة أمنيات عيد الميلاد»، وغيرها.

ويشارك بالأداء خلال الحفل كارما باسم، وجورج جمال، وحسين حواس، وأندرو عطية، وسراج محمود، وفريدة بركات، وكريستين مجدي، ولوريت، وعمر وردة، ولانا بن حليم، وجورج جمال، وسارة شريف، وزينة، وإيفا البارودي، وكيرولوس محب.

كما أعلنت الأوبرا عن تقديم حفل لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، بمشاركة الميتزوسوبرانو جالا الحديدي مع كورال كابيلا، بمناسبة الكريسماس على المسرح الكبير بالأوبرا، السبت، متضمناً العديد من المقطوعات الموسيقية العالمية لروسيني وهاندل وتشايكوفسكي وكالمان، والمرتبطة بأعياد الميلاد والكريسماس.


ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
TT

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)

تتميز حيوانات الكنغر بشكلها الفريد وأسلوب حركتها المميز. عند السرعات المنخفضة، تستخدم هذه الحيوانات مشية خماسية الأرجل؛ حيث تلامس أطرافها الأمامية والخلفية وذيلها الأرض، بينما عند السرعات العالية تستخدم مشيتها المميزة بالقفز، ويمتد هذا التميز ليشمل مقدار الطاقة المستهلكة المطلوبة لاتخاذ هذه الحركات، وفق نتائج دراسة جديدة.

حقق فريق الدراسة من جامعة صن شاين كوست الأسترالية، تقدماً ملحوظاً في فهم كيفية زيادة سرعة قفز الكنغر دون تكبّد تكلفة إضافية من الطاقة المبذولة.

وأظهرت دراستهم، المنشورة في مجلة «إي لايف (eLife)» أن تغير وضعية الكنغر عند السرعات العالية يزيد من إجهاد أوتار القدم ومن عملية تخزين الطاقة واستعادتها، وأن عملية التخزين والاستعادة المتزايدة للطاقة تعادل القوة العضلية المطلوبة عند زيادة السرعة.

توضح لورين ثورنتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة، جامعة صن شاين كوست، أن فرضية «تكلفة توليد القوة»، التي تم تطويرها في دراسة سابقة، «تشير إلى أنه كلما زادت سرعة حركة الحيوانات وقلّ زمن ملامستها للأرض، زادت تكلفة الطاقة المبذولة، لكن حيوانات الكنغر تخالف هذا الاتجاه».

وتضيف: «لا تزال الآليات الكامنة وراء قدرة حيوانات الكنغر على فصل سرعة قفزها عن تكلفة الطاقة غير واضحة، لذلك شرعنا في معالجة هذا الأمر من خلال دراسة حركة أطرافها الخلفية، والقوى التي تؤثر على هذه الحركة أثناء قفزها بسرعات مختلفة».

يقول محررو «eLife» إن البحث يقدم أدلة دامغة للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال الذي طال أمده في ميكانيكا الحركة الحيوية، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات للتحقق بشكل أدق من كيفية ارتباط سرعات قفز الكنغر بالتكلفة الأيضية للطاقة.

ابتكرت ثورنتون وزملاؤه نموذجاً ثلاثي الأبعاد للجهاز العضلي الهيكلي للكنغر، بالاعتماد على بيانات التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد ولوحة قياس القوة - المتعلقة بالقوة المبذولة على الأرض أثناء القفز - لتحليل حركات الكنغر الأحمر والرمادي.

باستخدام هذا النموذج، قيّموا كيفية تأثير كتلة جسم الحيوان وسرعته على شكله وحركته أثناء القفز، وما يرتبط بها من إجهاد على أوتار عضلات بسط الكاحل؛ وجهد الكاحل المبذول.

وكشفت تحليلاتهم أن وضعية الطرف الخلفي للكنغر تتغير بتغير كتلة الجسم وسرعته، وأن الطرف الخلفي كان أكثر انحناءً مع زيادة سرعة الحركة.

وأظهر تحليل طاقة مفاصل الكنغر أن معظم العمل والطاقة التي يبذلها الحيوان في كل قفزة في الطرف الخلفي تُؤدى بواسطة مفصل الكاحل. ومع ازدياد انحناء الطرف الخلفي مع زيادة السرعة، انخفضت الطاقة الحركية المرنة للكاحل.

تقول ثورنتون: «وجدنا أنه كلما زادت سرعة قفز الكنغر، زاد انحناؤه، ويعود ذلك أساساً إلى تغيير زوايا مفصلي الكاحل ومشط القدم السلامي، مما يُقلل من الطاقة الحركية المرنة للكاحل. ونتيجة لذلك، يزداد إجهاد وتر أخيل، وبالتالي تزداد كمية الطاقة المرنة التي يمكنه تخزينها وإعادتها في كل قفزة».

وتضيف: «وجدنا أن هذا يساعد الكنغر على الحفاظ على نفس مقدار صافي العمل عند الكاحل، ونفس مقدار العمل العضلي، بغض النظر عن السرعة».