ينطلق مسلسل «ورد وشوكولاتة» في إطار دراما نفسية واجتماعية تعيد النظر في العلاقات الإنسانية عندما تخرج عن مسارها الطبيعي، وتتحول من مأوى دافئ إلى ساحة صراع عبر منصة «يانغو بلاي» في 10حلقات مليئة بالإثارة والتشويق والمواقف الحياتية المأخوذة من قصة حقيقية.
وتدور أحداث المسلسل حول «مروة»، التي تقوم بدورها الفنانة زينة، وهي إعلامية جريئة ومشهورة، حيث تبدو في ظاهرها واثقة ومتمكنة، لكنها تحمل في داخلها هشاشة تبحث عن الاستقرار، في حين تتشابك حياتها مع «صلاح»، الذي يقوم بدوره محمد فراج، وهو محامٍ ناجح يخفي خلف مظهره الهادئ رغبة في السيطرة وإحساس دائم بالتفوّق.
وتنشأ بين الثنائي علاقة تبدو عاطفية في البداية، ثم تتحول مع الوقت إلى زواج سري، قبل أن تبدأ الانهيارات المتتابعة التي تكشف ما تخبّئه النفوس من ضعف وخوف وأطماع، ليقدم عبر الأحداث معالجة تستند إلى فكرة أن الجريمة لا تأتي من الشر الخالص، بل من تداخل العواطف والقرارات الخطأ.
المسلسل من تأليف محمد رجاء، وبطولة محمد فراج، زينة، مريم الخشت، عمرو مهدي، مها ناصر، ومن إخراج محمد العدل، ومن إنتاج جمال العدل، ويعرض عبر منصة «يانغو بلاي» بصفته أحد إنتاجاتها الأصلية.

وقال المنتج جمال العدل لـ«الشرق الأوسط» إن المسلسل يمكن أن يكون بداية لمشروع درامي مكون من عدة قصص بفرق عمل مختلفة أمام الكاميرا يتناول جرائم حقيقية وقعت بالفعل، مشيراً إلى أن الفكرة ستتحول إلى سلسلة درامية مستمرة تتناول في كل موسم حكاية مختلفة، لكن يجمعها الخط العام المتعلق بالجريمة داخل حياة تبدو في ظاهرها عادية.
وأضاف أنّ الهدف كان الابتعاد قليلاً عن المعالجات التقليدية لموضوعات القتل أو العلاقات، مشيراً إلى أن «الفكرة الجوهرية هي كيف يمكن أن تتحول حياة تبدو عادية بين طرفين إلى جريمة مأساوية، وهو أمر مختلف حتى عن الأعمال التي قدمت من قبل جرائم القتل درامياً».
وأوضح المخرج محمد العدل أن طبيعة كتابته في الإخراج ترتكز على بناء العلاقات الإنسانية المركبة، مشيراً إلى أن المسلسل يتناول علاقة سامة بين طرفين تنتهي بجريمة.

وأكد العدل أن «العمل مستوحى من قصص قتل حقيقية متعددة وليس من قصة واحدة، بعدما ربط البعض بينه وبين قصة الإعلامية شيماء جمال التي تعرضت للقتل على يد زوجها القاضي، وجرى إخفاء جثمانها لفترة طويلة قبل اكتشاف الواقعة»، لافتاً إلى أن «الفكرة انطلقت من محاولة فهم كيف يمكن للحب أن يتحول إلى علاقة خانقة تدفع أحد طرفيها إلى القتل، وهو ما جعله يركز على الجانب النفسي أكثر من الحدث ذاته».
وعبّر بطل العمل محمد فراج عن سعادته بخروج التجربة للنور وترقب رد فعل الجمهور بعدما حققته المشاهد الأولى التي أذيعت ضمن الحملة الترويجية من مشاهدات كبيرة وردود فعل واسعة، معرباً عن حماسه لمعرفة انطباعات الجمهور واستنتاجاتهم عن الأحداث.
وقالت الفنانة مريم الخشت إنّ «تجربة المسلسل كانت شديدة القسوة نفسياً»، مؤكدة أنّها «واجهت ضغوطاً كبيرة أثناء التصوير بسبب طبيعة الشخصية والأحداث، لكن أكثر ما كان يهمها هو الصدق في الأداء ونقل مشاعر الشخصية دون مبالغة». وفق تعبيرها.
وأوضحت أن «فريق العمل بالكامل كان في حالة تركيز عالية؛ لأن الموضوع يمس الإنسان في لحظات ضعفه وتحوله، وهو ما جعل كل تفصيلة صغيرة مؤثرة في البناء العام للمشاهد، الأمر الذي جعل كل يوم تصوير بمثابة تحدٍ جديد لهم للتعايش مع الشخصية».
وأكد رئيس قسم الإنتاج لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منصة «يانغو بلاي» جو الخوند «سعيهم من خلال هذا العمل إلى خوض تجربة إنتاجية مختلفة تعتمد على موضوعات قريبة من الجمهور وتمس حياته اليومية».

وأشار الخوند إلى أن «المسلسل يشبه الناس ويعبّر عنهم بصدق» على حد تعبيره. وأوضح الخوند أنّ «فكرة عرض حلقتين أسبوعياً تأتي من رغبة في الحفاظ على التشويق، وخلق تفاعل مستمر بين الجمهور وصناع العمل»، مؤكداً أن «النقاش الذي يدور بين عرض الحلقات هو جزء من متعة التجربة ويمدّ عمرها الفني في الوعي العام، خصوصاً أن هذا النمط من العرض يتيح للمشاهد فرصة للتفكير فيما شاهده قبل الانتقال إلى ما سيأتي، وهو ما يتناسب مع طبيعة العمل الدرامي الذي يعتمد على الغموض والتحليل النفسي».



