النيجر: مسلحون يختطفون طياراً أميركياً من قلب العاصمة نيامي

مصدر: نشتبه في نقل الضحية نحو معاقل «داعش»

صور متداولة للمواطن الأميركي المختطف في النيجر
صور متداولة للمواطن الأميركي المختطف في النيجر
TT

النيجر: مسلحون يختطفون طياراً أميركياً من قلب العاصمة نيامي

صور متداولة للمواطن الأميركي المختطف في النيجر
صور متداولة للمواطن الأميركي المختطف في النيجر

اختطف ثلاثة مسلحين مجهولين، ليل الثلاثاء - الأربعاء، مواطناً أميركياً من قلب العاصمة النيجرية نيامي، واقتادوه نحو جهة مجهولة، وسط شكوك حول تورط تنظيم «داعش» في العملية، بينما عزَّزت السفارة الأميركية في نيامي إجراءاتها الأمنية بسبب ما قالت إنه تزايد خطر الاختطاف ضد رعاياها في النيجر.

صور متداولة للمواطن الأميركي المختطف مع عائلته في النيجر

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية حادثة الاختطاف، دون أن تكشف عن أي تفاصيل أخرى، في حين قالت مصادر محلية إن ثلاثة مسلحين على متن سيارة من طراز «تويوتا كورولا»، اقتحموا منزل المواطن الأميركي، وحيَّدوا حارسه الشخصي، قبل أن يقتادوا الضحية إلى جهة مجهولة.

وقالت صحيفة «أخبار النيجر» الناطقة باللغة الفرنسية، نقلاً عن مصادر أمنية، إن المسلحين «اقتحموا المنزل نحو الساعة الثانية والنصف من فجر الأربعاء، في منطقة لا تبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن القصر الرئاسي وفندق برافيا الكبير».

وتعدّ هذه المنطقة واحدة من أكثر المناطق تأميناً في العاصمة، حيث توجد فيها الوزارات والبنوك ومقار المنظمات الدولية العاملة في النيجر، ولكن الصحيفة أكدت أن المسلحين نجحوا في مهمتهم «ثم اختفوا دون أن يتركوا أي أثر».

وأوضحت أنه مع حلول ساعات الصباح انتشرت وحدات من قوات الأمن في العاصمة، وبدأت عملية البحث وتعقب منفذي الاختطاف، ونقلت عن مصدر دبلوماسي أنه «من المحتمل أن يكون الخاطفون قد اتجهوا نحو الحدود مع دولة مالي».

ولم تعلن أي جهة مسلحة مسؤوليتها عن الحادث حتى الآن.

هوية الضحية

حسب تقارير متداولة، فإن الضحية يدعى كيفن رايدوت، ويبلغ من العمر 48 عاماً، وكان يعمل طياراً في وكالة التبشير الإنجيلية «Serving in Mission»، وهي منظمة يوجد مقرها في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت تعرف سابقاً باسم «الجمعية الدولية التبشيرية».

وتنشط الوكالة في النيجر منذ سنوات، حيث تقدّم الدعم للكنائس المحلية والمستشفيات وتسهم في مشاريع توفير مياه الشرب والصحة والتعليم والزراعة، بينما كان الضحية يعملُ لصالح فرعها «Missionary Flights Global» المختص في النقل الجوي.

وحسب مصادر محلية، فإن رايدوت يقيم في النيجر منذ 2010، وكان يقدم خدمات تدريب الطيارين في مجال الطيران التبشيري والنقل الجوي الإنساني الطارئ عبر منطقة الساحل الأفريقي.

ولم تنشر المنظمة أي تعليق على حادث الاختطاف عبر موقعها الإلكتروني أو منصاتها على التواصل الاجتماعي، في حين نشرت قبل ساعة من الحادث مقطع فيديو يتحدث عن الضغوط والمضايقات التي تواجه مجتمعات (الفلاني) حين يعتنقون الدين المسيحي.

هُنا تجدرُ الإشارة إلى أن أغلب قادة تنظيم «داعش في الصحراء الكبرى» ينحدرون من مجتمع (الفلاني)، وكثيراً ما يتحدثون عن خطر المنظمات التبشيرية على عقيدة المجتمعات المحلية في النيجر، ودول الساحل عموماً.

صور متداولة للمواطن الأميركي المختطف في النيجر

الملاحقة الصعبة

وبعد مضي 24 ساعة على الاختطاف، قالت مصادر رسمية أميركية لشبكة «فوكس نيوز» إنهم يشتبهون في أن الضحية تم نقله شمالاً، نحو المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وبالتحديد على الحدود مع دولة مالي المجاورة.

وتتوافق هذه الشكوك، مع ما أوردته مصادر أمنية منذ الساعات الأولى، حين قالت إن هاتف المواطن الأميركي المختطف تم تحديد موقعه بعد أقل من ساعة من الحادث، في منطقة تبعد نحو 90 كيلومتراً شمال نيامي، قبل أن يختفي أثره بشكل تام.

وبهذه المعلومات تتعزز فرضية نقل الضحية نحو معاقل تنظيم «داعش» على الحدود مع مالي، بينما تجدر الإشارة إلى أن المسافة من نيامي نحو الحدود مع مالي تستغرق ساعتين من السفر المتواصل، وتعدّ الحدود بين النيجر ومالي أحد مراكز نفوذ تنظيم «داعش»، وسيكون العثور على أي رهينة يصل هناك أمراً بالغ الصعوبة.

التعليق الأميركي

في غضون ذلك، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن هنالك «جهوداً منسقة من قِبل الحكومة الأميركية بأكملها» لضمان «تحرير المواطن الأميركي وعودته سالماً». وأضاف المصدر: «مسؤولو سفارتنا يتعاونون مع السلطات المحلية في نيامي».

وقال المتحدث: «تُعدّ سلامة كل مواطن أميركي أولوية قصوى لإدارة الرئيس ترمب، وهناك جهود تُبذل على مستوى الحكومة الأميركية بأكملها لضمان استعادة هذا المواطن وعودته سالماً».

من جانبها، أصدرت السفارة الأميركية في نيامي، الأربعاء، تحذيراً أمنياً نبَّهت فيه إلى أن المواطنين الأميركيين «ما زالوا معرَّضين لخطر متزايد من الاختطاف في جميع أنحاء النيجر، بما في ذلك العاصمة نيامي».

وقالت السفارة إنها عزَّزت الإجراءات الأمنية بسبب خطر الاختطاف، بما في ذلك «استخدام سيارات مصفحة لجميع تحركات موظفي السفارة وعائلاتهم، تقييد تنقلاتهم وفرض حظر تجول إلزامي، وحظر ارتياد المطاعم والأسواق المفتوحة على موظفيها وعائلاتهم».

تجارة الرهائن

يشكلُ اختطاف الرهائن وطلب فدية جزءاً مهماً من مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية في الساحل، وتزايد الإقبال عليه خلال الأشهر الأخيرة، حيث اختطف «داعش» 14 أجنبياً في النيجر وحدها خلال العام الحالي فقط، حيث اختطفت في يناير (كانون الثاني) الماضي المواطنة النمساوية إيفا غريتسماتشر في مدينة أغاديز (شمال النيجر)، ولا تزال قيد الاختطاف حتى اليوم.

وفي الشهر نفسه اختُطف أربعة سائقين مغاربة على الحدود مع بوركينا فاسو، وأُفرج عنهم بعد ثمانية أشهر من الاحتجاز، وفي فبراير (شباط) اختُطف مواطنان صينيان، وفي أبريل (نيسان) اختُطفت السويسرية كلوديا أبت في أغاديز، من طرف تنظيم «داعش»، وفي الشهر نفسه اختُطف خمسة هنود، وبعد شهرين اختُطف هندي سادس.

حادثة اختطاف المواطن الأميركي، تعيد إلى الأذهان ما حدث في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2020، حين اختُطف المبشّر الأميركي فيليب والتون في قرية ماسالاتا، غرب البلاد، على بعد نحو 400 كلم من العاصمة نيامي قرب الحدود مع نيجيريا، وتم تحريره في 31 من الشهر نفسه بفضل تدخل قوات خاصة أميركية في شمال نيجيريا، بعد أن طالب خاطفوه بدفع فدية.

كما اختطف في أكتوبر 2016 العامل الإنساني الأميركي جيفري وودك على يد مجموعة إرهابية في أبالاك بمنطقة تاهوا غرب النيجر، قبل أن يُفرج عنه في عام 2023.


مقالات ذات صلة

جبل العمور والوادي الأحمر وجبل البشري... خريطة الضربات ضد «داعش» في سوريا

خاص طائرة «إف-15» في قاعدة بالولايات المتحدة قبل الانطلاق للمشاركة في الضربات الأميركية على مواقع «داعش» بسوريا الجمعة (سلاح الجو الأميركي - أ.ف.ب)

جبل العمور والوادي الأحمر وجبل البشري... خريطة الضربات ضد «داعش» في سوريا

قالت مصادر مقربة من وزارة الدفاع في دمشق إن عملية قوات التحالف ضد تنظيم «داعش» في البادية السورية، قد تكون عملية «مفتوحة» تمتد لأيام.

سعاد جروس (دمشق)
العالم باقات ورود في سيدني السبت إحياء لذكرى ضحايا هجوم شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الجاري (أ.ف.ب)

مسجد 4 معابد بوذية و3 كنائس... حي منفّذي هجوم بونداي

مسجد، وأربعة معابد بوذية، وثلاث كنائس، جميعها ضمن نطاق ميل واحد.. تعرّف على حي المشتبه بهما في هجوم بونداي بأستراليا.

ليفيا ألبيك - ريبكا وماكس كيم (سيدني)
المشرق العربي طائرة مقاتلة من طراز إف-16 فايتينغ فالكون من سلاح الجو الملكي الأردني تُحلق في سماء قاعدة جوية في شمالي الأردن يوم 29 أيار/مايو، 2014، خلال مناورة الأسد المتأهب. [موقع سلاح الجو الأميركي]
play-circle

الأردن شارك في الضربات على مواقع «داعش» بسوريا

شارك الأردن عبر سلاح الجو الملكي، فجر أمس (الجمعة)، بتنفيذ ضربات جوية دقيقة استهدفت عدداً من الأهداف التابعة لعصابة داعش الإرهابية في مناطق جنوبي سوريا.

«الشرق الأوسط» (عمان)
آسيا أفراد من الشرطة الأفغانية في احتفال تخرّج بجلال آباد يوم 11 ديسمبر الحالي (إ.ب.أ)

2000 مقاتل بتنظيم «داعش - خراسان» ينشطون في أفغانستان

أورد تقرير للأمم المتحدة أن تنظيم «داعش - خراسان» يحتفظ بنحو 2000 مقاتل في أفغانستان ويلقن الأطفال دون سن 14 عاماً أفكاره ويهدد الأمن الإقليمي بعمليات إرهابية.

«الشرق الأوسط» (كابل)
المشرق العربي 
الأمن العراقي قال إنه نفّذ إنزالاً بالأراضي السورية واعتقل قياديين في «داعش» (إعلام حكومي)

الحكيم يدعو إلى حصر السلاح بيد الدولة

دعا عمار الحكيم، أحدُ قادة تحالف «الإطار التنسيقي» في العراق، إلى حصر السلاح بيد الدولة، مشدداً على عدم استخدامه أداة للضغط على صناع القرار في البلاد.

حمزة مصطفى (بغداد)

الرئيس الانتقالي لغينيا بيساو: نفذنا انقلاباً «لتفادي إراقة الدماء»

الرئيس الانتقالي في غينيا بيساو الجنرال هورتا نتام خلال مؤتمر صحافي في بيساو (رويترز)
الرئيس الانتقالي في غينيا بيساو الجنرال هورتا نتام خلال مؤتمر صحافي في بيساو (رويترز)
TT

الرئيس الانتقالي لغينيا بيساو: نفذنا انقلاباً «لتفادي إراقة الدماء»

الرئيس الانتقالي في غينيا بيساو الجنرال هورتا نتام خلال مؤتمر صحافي في بيساو (رويترز)
الرئيس الانتقالي في غينيا بيساو الجنرال هورتا نتام خلال مؤتمر صحافي في بيساو (رويترز)

قال العسكريون الذين استولوا على الحكم قبل شهر في غينيا بيساو إنهم نفذوا انقلابهم «لتفادي إراقة الدماء»، فيما كانت البلاد، التي غالباً ما تهزّها اضطرابات سياسية، تنتظر نتائج الانتخابات.

في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، عشية الإعلان المرتقب عن النتائج غير النهائية للانتخابات الرئاسية والتشريعية في هذا البلد الناطق بالبرتغالية والواقع في غرب أفريقيا، أطاح عسكريون بالرئيس المنتهية ولايته أومارو سيسوكو إمبالو الذي تولّى الحكم في 2020 وعطلوا المسار الانتخابي.

وعيّن العسكريون الجنرال هورتا نتام، المقرّب من إمبالو، رئيساً للمرحلة الانتقالية التي من المفترض أن تستمرّ سنة واحدة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تصريح مساء الجمعة، قال نتام إن الانقلاب سمح بـ«تفادي إراقة الدماء بين أنصار الأحزاب المتنافسة». وأضاف: «نرفض الادعاءات التي تقول إن الانقلاب أوقف المسار الانتخابي».

وعند تنفيذ الجيش للانقلاب، كان كلّ من معسكر الرئيس المنتهية ولايته أومارو سيسكوكو إمبالو، وخصمه من المعارضة فرناندو دياس دي كوستا، يجاهر بفوزه.

وهو الانقلاب الخامس الذي تشهده غينيا بيساو منذ استقلالها عن البرتغال في 1974. وتعصف الأزمات السياسية بالبلد، وجرت فيه عدّة محاولات انقلاب.

وقال رئيس المجلس العسكري إن «النموذج الانتخابي الحالي لم يكن فعّالاً في حلّ الأزمات السياسية - العسكرية في غينيا بيساو»، مؤكداً أن «الانتخابات ليست حلاً».

والأسبوع الماضي، هدّدت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بفرض «عقوبات محددة الهدف» على أيّ جهة تسعى للحؤول دون عودة النظام المدني إلى غينيا بيساو.

ومن المرتقب أن يزور وفد من رؤساء الأركان في دول التكتل غينيا بيساو، الأحد.

وتدخّلت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قبل أسبوعين عسكرياً في سياق محاولة انقلاب في بنين.

وشهدت دول التكتل سلسلة من الانقلابات العسكرية بين 2020 و2023 في بوركينا فاسو وغينيا ومالي والنيجر، وهي بلدان لا تزال تحت حكم العسكر.


نيجيريا: مقتل قيادي «إرهابي» في عملية للجيش

الجيش النيجيري خلال تمشيط منطقة تنشط فيها مجموعات إرهابية (إعلام محلي)
الجيش النيجيري خلال تمشيط منطقة تنشط فيها مجموعات إرهابية (إعلام محلي)
TT

نيجيريا: مقتل قيادي «إرهابي» في عملية للجيش

الجيش النيجيري خلال تمشيط منطقة تنشط فيها مجموعات إرهابية (إعلام محلي)
الجيش النيجيري خلال تمشيط منطقة تنشط فيها مجموعات إرهابية (إعلام محلي)

أعلن الجيش النيجيري مقتل قائد إرهابي ومصوّره وعدد من العناصر الإرهابية الأخرى، ضمن المهام التي تنفذها قوات عملية «هادين كاي» العسكرية، في ولاية بورنو، أقصى شمال شرقي نيجيريا.

وأفاد بيان صدر الجمعة عن ضابط الإعلام في قوة المهام المشتركة في عملية «هادين كاي»، المقدم ساني أوبا، بأن العملية التي أسفرت عن مقتل الإرهابيين نُفذت يوم الخميس، حين حاول مسلحون قادمون من جبال ماندارا، التسلل إلى قاعدة عسكرية في منطقة بيتّا، قبل أن تبادر القوات بإطلاق نيران دفاعية منسقة.

وأوضح بيان الجيش أنه «بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة، رصدت القوات، بدعم من أنظمة مراقبة متطورة، تحركات إرهابيين كانوا يتقدمون نحو المنطقة»، وأضاف أنه «مع التحلي بأقصى درجات الانضباط التكتيكي والاحترافية، سمحت القوات للعناصر الإرهابية بالاقتراب إلى مدى اشتباك فعّال».

وأضاف البيان أن المجموعة الإرهابية تعرضت لإطلاق نيران دفاعية كثيفة ومنسقة من طرف الجنود، مشيراً إلى أن «الاشتباك أسفر عن تحييد عدد من المسلحين، من بينهم قائد إرهابي بارز ومصوّره».

وقال الجيش إنه «عندما حاول الإرهابيون الناجون الانسحاب، نفّذ المكون الجوي لعملية هادين كاي ضربات دقيقة لاحقة، ما أدى إلى إلحاق خسائر إضافية بالعناصر المنسحبة وتعطيل مسارات فرارها».

وحدات من الجيش رفقة ميليشيا محلية خلال مواجهات مع قطاع الطرق (إعلام محلي)

وأكد الجيش أنه «عقب الاشتباك، نفذت القوات تمشيطاً دقيقاً للمنطقة، أسفر عن ضبط معدات وإمدادات لوجيستية مهمة تعود للإرهابيين. وشملت المضبوطات كاميرا تصوير، وبنادق من طراز AK-47، وأحزمة ذخيرة، وأجهزة اتصال لاسلكية محمولة، و11 مخزناً لبنادق AK-47 محمّلة بالذخيرة، و7 هواتف محمولة، ورشاشات من نوع PKT، وعدة أحزمة ذخيرة مرتبطة لأسلحة PKT وGPMG، إضافة إلى دراجات نارية وهوائية».

وأضاف الجيش أن «التمشيط اللاحق كشف عن آثار دماء متعددة وقبور ضحلة، ما يشير إلى سقوط خسائر إضافية في صفوف الإرهابيين خلال الاشتباك والضربات الجوية اللاحقة»، وأكد الجيش أن «معنويات القوات وكفاءتها القتالية لا تزالان مرتفعتين، مع استمرار العمليات الرامية إلى حرمان الجماعات الإرهابية من حرية الحركة وضمان أمن وسلامة المجتمعات ضمن نطاق المسؤولية».

في غضون ذلك، حيّد الجيش النيجيري في ولاية سوكوتو 5 مسلحين من قطاع الطرق، واستعاد أسلحة ودراجات نارية، خلال عمليات عسكرية نُفذت في أجزاء من ولايتي سوكوتو وزامفارا، حيث تدور معارك طاحنة مع شبكات التهريب وقطاع الطرق.

تجمع متظاهرون أمام مبنى مجلس ولاية لاغوس خلال احتجاجات على مستوى البلاد في نيجيريا - في 17 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وقال مصدر موثوق في الجيش لوكالة الأنباء النيجيرية (NAN) في سوكوتو إن العملية المخطط لها انطلقت يوم الأربعاء. وأضاف المصدر أنها «ضربة موجعة لظاهرة قطاع الطرق، في إطار هجوم تمشيطي واسع استهدف أوكاراً معروفة للعصابات الإجرامية تمتد عبر ولايتي سوكوتو وزامفارا».

واستهدفت الهجمات المنسقة معاقل معروفة للعصابات في قرى غانغارا، وماكاوانا، وساتيرو، وبايتشي، وكوركوسو، ضمن منطقة الحكم المحلي إيسا بولاية سوكوتو. وأدى التقدم السريع للقوات إلى تفكيك الشبكات الإجرامية، ما أجبر العديد من عناصرها على الفرار، في حين بسط الجيش سيطرته على المناطق المضطربة، بحسب المصدر.

ووفقاً للمصدر ذاته، تصاعدت وتيرة العملية أيضاً في قرية باتامنا التابعة لمنطقة الحكم المحلي شينكافي بولاية زامفارا، حيث واجه الجنود مقاومة شديدة. وأضاف المصدر: «خلال تبادل كثيف لإطلاق النار، حيّدت القوات 5 من قطاع الطرق، واستعادت أسلحة ودراجات نارية وأجهزة اتصال من نوع (Baofeng) كان يستخدمها المسلحون في تنفيذ أنشطتهم الإجرامية».

يُذكر أن قوات الفرقة الثامنة في الجيش النيجيري كانت قد حيّدت، في ديسمبر الماضي، زعيمي عصابات بارزين هما كاشالا كالّام وكاشالا نا الله، في منطقتي الحكم المحلي سابون بيرنين وإيسا بولاية سوكوتو.


نيجيريا: هجمات «إرهابية» متفرقة والجيش في حالة استنفار

صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)
صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)
TT

نيجيريا: هجمات «إرهابية» متفرقة والجيش في حالة استنفار

صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)
صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)

أعلن الجيش النيجيري أنه حقق خلال الأيام الأخيرة سلسلة نجاحات أمنية في مناطق الشمال الغربي والشمال الأوسط والشمال الشرقي، شملت إنقاذ مختطفين، وإحباط هجمات إرهابية، وتنفيذ عمليات دهم استهدفت جماعات إرهابية وشبكات إجرامية، في وقت لا تزال فيه البلاد تواجه تحديات أمنية معقدة بفعل الإرهاب وجرائم الخطف والعنف المرتبطة بالنزاعات المحلية.

وقالت مصادر عسكرية موثوقة في قيادة أركان الجيش لـ«وكالة الأنباء النيجيرية» (NAN)، إن قوات الجيش أنقذت 11 شخصاً مختطفاً واستعادت أسلحة ومعدات خلال عمليات منسقة نُفذت ضمن عدد من العمليات العسكرية، أبرزها «فإنسان ياما»، و«ميسا»، و«السلام الدائم»، و«ويرل ستروك».

صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)

ووفقاً للمصادر، تمكنت القوات العاملة ضمن عملية «فإنسان ياما» الأربعاء، من تحرير سائقي شاحنتين اختُطفا على طريق ماغامي –غوساو في منطقة مارو بولاية زامفارا، بعد مطاردة مكثفة أجبرت المسلحين على التخلي عن رهائنهم في أثناء انسحابهم.

وفي ولاية سوكوتو، أسفرت معلومات استخبارية قدمها سكان محليون عن استعادة بندقية من طراز AK-47 كانت مخبأة في أرض زراعية بقرية غارين هيلو التابعة لمنطقة سابون بيرني، في مؤشر على تنامي دور المجتمعات المحلية في دعم الجهود الأمنية.

وفي إطار عملية «ميسا»، نجحت القوات، بالتعاون مع لجان الحراسة الشعبية، في إنقاذ تسعة مختطفين في ولايتي كوجي وكوارا. وشملت العملية تحرير ثلاثة مزارعين في مجتمع أوجييو إيغومي بمنطقة ديكينا بولاية كوجي، إضافة إلى استعادة دراجة نارية، فضلاً عن إطلاق سراح ستة قرويين اختُطفوا في قرية إيكوسين التابعة لمنطقة إيفيلودون بولاية كوارا، بعد مطاردة أجبرت الخاطفين على الفرار وترك دراجتين ناريتين خلفهم.

صور حصيلة عملية عسكرية استهدفت مجموعة إرهابية في نيجيريا (إعلامي محلي)

وأكدت المصادر أن الجهود ما تزال متواصلة لإنقاذ أربعة مختطفين آخرين جرى اختطافهم في منطقة أوا أونيري بإيفيلودون في أثناء تنفيذ مشروع طريق.

وفي تطور لافت يعكس تصاعد قدرات الجماعات الإرهابية، أعلنت قيادة الجيش أن قواته العاملة ضمن عملية «هادين كاي» أحبطت هجوماً بطائرات مسيّرة استهدف القاعدة الأمامية المتقدمة في قرية ديلوا بمنطقة كوندوغا في ولاية بورنو، معقل جماعتي «بوكو حرام» و«داعش – ولاية غرب أفريقيا».

وبحسب المصادر، استخدم المسلحون أربع طائرات مسيّرة مفخخة، غير أن القوات تمكنت من تحييدها بنجاح. ولا تزال عمليات التمشيط جارية لتحديد نقطة الإطلاق وتعقب منفذي الهجوم، في وقت تواصل فيه القوات في القطاعات الثاني والثالث والرابع عملياتها الهجومية ضمن حملة «ديزرت سانيتي 4».

وفي سياق متصل، نفذت قوات عملية «سيف هيفن» مداهمات استهدفت أوكاراً إجرامية وموقع تعدين غير قانوني في منطقتي رافين باونا وجبال غيرو بولاية بلاتو، أسفرت عن توقيف ثلاثة مشتبهين، وضبط بندقية محلية الصنع، وذخيرة، ومولد كهربائي، ومعدات تُستخدم في التعدين غير المشروع.

كما تمكنت قوات عملية «ويرل ستروك» من إنقاذ مختطف في منطقة يليواتا التابعة لمنطقة غوما بولاية بينو، بعد أن تخلى عنه الخاطفون فور رصدهم تحرك القوات. وكان الضحية قد اختُطف من متجره في منطقة غيدان وايا بولاية نصراوا.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار أعمال العنف، حيث قُتل ما لا يقل عن 12 عامل تعدين في هجوم نفذته مجموعة مسلحة مجهولة على موقع تعدين في منطقة راتوسو فان التابعة لمنطقة الحكم المحلي باركين لادي بولاية بلاتو.

وأفاد سكان محليون بأن الهجوم وقع ليل الثلاثاء، عندما اقتحم المسلحون الموقع وفتحوا النار عشوائياً، ما تسبب في حالة من الفوضى وفرار عدد كبير من العمال. وقالت منظمة بيروم التعليمية والثقافية إن عدداً من الأشخاص لا يزال في عداد المفقودين، في حين أكد رئيس المنظمة دالانغ دافوت أن الحصيلة المؤكدة حتى الآن تبلغ 12 قتيلاً، دون صدور تأكيد رسمي من الشرطة حتى لحظة إعداد التقرير.

وتعكس هذه الأحداث تعقيد المشهد الأمني في نيجيريا، حيث تتداخل تهديدات الإرهاب في الشمال الشرقي مع جرائم الخطف والعصابات المسلحة في الشمال الغربي، فضلاً عن النزاعات المحلية والعنف المرتبط بالتعدين غير القانوني في ولايات الوسط. ورغم النجاحات العسكرية المتكررة، يرى مراقبون أن التحدي الأبرز يبقى في استدامة هذه المكاسب، وتعزيز التنسيق بين الجهد العسكري والتنمية المحلية، لمعالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية للصراع.