يحاكي الخطاط المصري، حسن حسوبة، رقصات المولوية ذات الطابع الروحي، كما يحاكي حركات الخيول العربية، في لوحاته التي تضمنت أكثر من مدرسة فنية ذات أبعاد جمالية متنوعة، ضمن معرضه المقام بالمكتبة الموسيقية في دار الأوبرا المصرية حتى 24 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
المعرض الذي يحمل عنوان «فن المحاكاة» يضم 37 لوحة، يقدم من خلاله الفنان حسن حسوبة أعمالاً فنية تستعيد جماليات الخط العربي، بالتزامن مع انعقاد مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دورته 33 بدار الأوبرا المصرية، ليقدم أبعاداً جديدة لهذا الفن عبر لوحاته المتنوعة.

«المعرض يضم 37 لوحة وهو رقم يتماشى مع المسيرة الفنية لحسوبة، فهذا هو معرضه رقم 37، حيث يعرض في قاعات دار الأوبرا وساقية الصاوي منذ فترة طويلة»، وفق قوله، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هناك لوحة مركزية كبيرة تتصدر المعرض مقاسها 150×165سم، وهي الحلية في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعظمها بماء الذهب، بالإضافة إلى الزخرفة والكتابة، وباقي اللوحات على ورق مطوع للكتابة».

وأكد حسوبة أنه ينتمي للمدرسة الكلاسيكية في الخط العربي، وأنه يستخدم الأحبار المستوردة التي تقاوم الانطفاء مع مرور الزمن، ويعمل بالبوص والألوان، ويتم تدريج الألوان بشكل جمالي معين. وأردف: «اللوحة تكون مصممة في ذهني من البداية، وبمجرد أن أكتب آية، أبدأ التركيز على طريقة كتابتها بالألوان، ونوع الخط، وشكل التصميم، وعندها أشرع في تنفيذها وفق تخيلي لها».

أكثر من لوحة للمولوية قدمها الفنان حسوبة في معرضه، حيث يطلق العنان للحروف والكلمات لتشكل هيئة راقص المولوية وهو في حالة دوران من فرط الوجد، كما أن هناك لوحات استخدم فيها الحروف والكلمات لرسم رأس حصان، أو حصان كامل في وضع الوقوف، أو الجري، من بينها لوحة يظهر فيها حصان مرسوم بكلمات بيت المتنبي الشهير: «الخيل والليل والبيداء تعرفني... والسيف والرمح والقرطاس والقلم».

وعن مساحات التشكيل في لوحاته يقول: «اللوحات التي تحمل طابعاً تشكيلياً اعتمدت أيضاً على الحروف والكلمات وليس التجريد أو المدارس الفنية المعروفة، فالخط هو البطل الرئيس في اللوحات، فهناك مثلاً (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) التي تشكل رأس حصان، وهناك حروف تصنع تكويناً جمالياً، وهذا ما أعتمد عليه في بعض اللوحات».
الثلث والفارسي هما أكثر الخطوط التي يستخدمها حسوبة في أعماله بمعرض «فن المحاكاة»، مبرراً ذلك بأن «جماليات الخطين الثلث والفارسي هي التي تصلح للوحات المعارض، لذلك هي الأكثر حضوراً في أعمالي، وهناك لوحات أيضاً بالنسخ والرقعة، وغيرهما من أنواع الخطوط»، موضحاً أن «الفارسي يطلق عليه عروس الخطوط، والثلث هو الأصعب، بينما الخط الكوفي مثلاً له طابع جمالي خاص، وهو مشهور منذ زمن المماليك، حيث كانت تكتب به الرسائل».

ويضم المعرض الكثير من اللوحات التي يلعب فيها اللون مع الحرف دوراً جمالياً يبرز الخطوط، ويجعلها أكثر جذباً للجمهور، كما يثير الفضول لدى المتلقي الذي يحاول الوصول لمضمون اللوحة، وقراءتها. يشار إلى أن حسوبة لم يدرس الخط العربي أكاديمياً، إلا أنه «حاصل على أكثر من 32 شهادة في الخط العربي، وشارك بمعارض الخط العربي منذ عام 1975، كما أنه عضو في الاتحاد العربي للزخرفة الإسلامية بلندن».

