في الصين... سؤال محظور يلوح في الأفق: مَن سيخلف شي جينبينغ؟

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بدأت اجتماعاتها في بكين

يحكم شي الصين منذ 13 عاماً ولم يُظهر أي إشارة إلى رغبته في التنحي (أ.ف.ب)
يحكم شي الصين منذ 13 عاماً ولم يُظهر أي إشارة إلى رغبته في التنحي (أ.ف.ب)
TT

في الصين... سؤال محظور يلوح في الأفق: مَن سيخلف شي جينبينغ؟

يحكم شي الصين منذ 13 عاماً ولم يُظهر أي إشارة إلى رغبته في التنحي (أ.ف.ب)
يحكم شي الصين منذ 13 عاماً ولم يُظهر أي إشارة إلى رغبته في التنحي (أ.ف.ب)

خلف الأبواب المغلقة في بكين هذا الأسبوع، يجتمع كبار المسؤولين الصينيين لوضع اللمسات الأخيرة على خطة تهدف إلى تأمين قوة البلاد في عالم مضطرب. لكن سؤالين كبيرين يُخيّمان على مستقبل الأمة، حتى وإن لم يجرؤ أحد في الاجتماع على طرحهما: إلى متى سيحكم شي جينبينغ، ومن سيخلفه بعد رحيله؟

يحكم شي الصين منذ ثلاثة عشر عاماً، وقد جمع بين يديه سلطة مطلقة لم يشهدها البلد منذ عهد ماو تسي تونغ. ولم يُظهر أي إشارة إلى رغبته في التنحي.

ومع ذلك، فإن بقاءه الطويل في السلطة قد يزرع، إن أسيء التعامل معه، بذور اضطراب سياسي؛ إذ لا يملك وريثاً واضحاً ولا جدولاً زمنياً معلناً لتعيين خليفة.

ومع كل عام إضافي يمضيه في الحكم، تتعمق حالة الغموض بشأن من سيحلّ مكانه إذا تدهورت صحته مثلاً، وهل سيلتزم خليفته بخطّه المتشدد أم سيُخفّف منه؟

يواجه شي المعضلة التقليدية التي تواجه الحكام السلطويين طويلَي الأمد: تعيين خليفة قد يخلق مركز قوة منافساً ويُضعف قبضته، لكن الامتناع عن ذلك قد يهدّد إرثه السياسي ويُحدث انقسامات داخل النخبة الحاكمة.

وعند عمر الثانية والسبعين، سيُضطر شي إلى البحث عن خليفة محتمل بين جيل أصغر كثيراً من القادة الذين لم يختبرهم بعد في مواقع المسؤولية ولم يكتسبوا ثقته الكاملة.

إذا اختار شي في نهاية المطاف خليفة له، فإن الولاء المطلق له ولسياساته سيكون الشرط الأهم على الأرجح.

فقد قال مراراً إن الاتحاد السوفياتي ارتكب خطأً قاتلاً عندما اختار المصلح ميخائيل غورباتشوف، الذي أشرف على انهياره.

ويوم الجمعة الماضي، أظهر شي عدم تسامحه مع أي مظهر من مظاهر العصيان حين أعلنت المؤسسة العسكرية طرد تسعة ضباط كبار سيُحالون على القضاء بتهم الفساد وإساءة استخدام السلطة.

شرطي حراسة بساحة تيانانمين في بكين حيث بدأت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اجتماعاتها الاثنين (إ.ب.أ)

قال نيل توماس، الباحث في مركز تحليل الصين التابع لمعهد سياسة آسيا: «يدرك شي بالتأكيد أهمية مسألة الخلافة، لكنه يعرف في الوقت نفسه أن الإشارة إلى خليفة محتمل قد تقوّض سلطته الحالية. الأزمات السياسية والاقتصادية العاجلة التي يواجهها قد تستمر في تأجيل أي خطة واضحة لانتقال السلطة».

لكن التكهنات بشأن مستقبل شي تُعدّ قضية شديدة الحساسية وتخضع للمراقَبة في الصين، ولا يُعتقد أن سوى قلة من كبار المسؤولين على اطلاع على تفكيره في هذا الموضوع.

ولهذا؛ سيراقب الدبلوماسيون والخبراء والمستثمرون الأجانب من كثب ما قد يُستشف من الاجتماع الممتد أربعة أيام للجنة المركزية للحزب الشيوعي، الذي بدأ الاثنين بمشاركة مئات المسؤولين الكبار.

يُعقد الاجتماع عادة خلف أبواب مغلقة في فندق «جينغشي» المشيّد خصيصاً لذلك في بكين، ومن المتوقع أن يُقرّ خطة التنمية الخمسية المقبلة للصين.

وقد جعل شي من تحقيق الريادة العالمية في الابتكار التكنولوجي والتصنيع المتقدم أولوية قصوى، ومن المرجح أن يتصدّر هذا الهدف جدول الأعمال.

وقد عبّر هو ومسؤولوه عن ثقة تامة بأن نهجهم سيتفوق على رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب وإجراءات تقييد الصادرات.

وجاء في تقرير أصدره كبار المشرعين الصينيين الشهر الماضي حول الخطة المقترحة: «جوهر التنافس الاستراتيجي بين القوى العظمى هو صراع على القوة الشاملة. ولا يمكننا كسب المبادرة الاستراتيجية إلا من خلال تعزيز قدراتنا الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية وقوتنا الوطنية الشاملة».

لمحة عن الجيل المقبل من القادة

من الناحية النظرية، قد يُتيح اجتماع هذا الأسبوع نافذة على الجيل المقبل من القيادات الصينية، إذا اختار شي ترقية مسؤولين شباب إلى مواقع أكثر بروزاً.

لكن كثيراً من المحللين يتوقعون أنه سيؤجل أي خطوات كبيرة على الأقل حتى بداية ولايته الرابعة المرجحة عام 2027 — وربما إلى ما بعد ذلك بسنوات.

يقول جوناثان تشين، الباحث في معهد «بروكينغز» والمتخصص في السياسة الصينية: «أعتقد أن مسألة الخلافة ستبدأ بالتنامي، إن لم يكن في ذهن شي نفسه، ففي أذهان المحيطين به. حتى لو لم يبدأ المقربون منه بالتنافس على المناصب لأنفسهم، فسيبدأون التنافس نيابة عن تلاميذهم أو رعاياهم».

شهد شي بنفسه كيف يمكن لصراعات الخلافة أن تزلزل الحزب الشيوعي.

فقد أُقيل والده، الذي كان مسؤولاً كبيراً، على يد ماو تسي تونغ.

وهو موظف محلي خلال احتجاجات عام 1989 المطالِبة بالديمقراطية، رأى كيف أدت الخلافات داخل القيادة إلى إدخال البلاد في دوامة اضطرابات، حين أقال دينغ شياو بينغ الأمينَ العام تشاو تسيانغ وعيّن بدلاً منه جيانغ زيمين وريثاً ظاهراً.

ويقول كريستوفر ك. جونسون، رئيس مجموعة استراتيجيات الصين والمستشار السابق في الاستخبارات الأميركية: «كونه شخصاً يكرّس وقتاً طويلاً لدراسة دورات التاريخ الإمبراطوري الصيني وتجربة الحزب الشيوعي السوفياتي، يدرك شي تماماً أن قضية الخلافة هي من أهم القضايا التي يجب أن يُفكّر بها بعناية».

مَن يخلف الرئيس الصيني إذا قرر التخلي عن الحكم؟ (أ.ب)

الاستمرارية في الحكم وتحدي الوريث

في الوقت الراهن، يبدو أن شي مقتنع بأن صعود الصين إلى القمة العالمية يعتمد على استمرار قيادته الشخصية.

فقد تجاوز النموذج الذي وضعه سلفه هو جينتاو للتقاعد المنظّم، وألغى عام 2018 الحد الأقصى لولايتين رئاسيتين؛ ما أتاح له البقاء في السلطة إلى أجل غير مسمّى على رأس الحزب والدولة والجيش.

لكن مع مرور كل عام إضافي، يصبح العثور على خليفة شاب يتمتع بالكفاءة والهيبة معاً أكثر صعوبة.

لقد ملأ شي اللجنة الدائمة للمكتب السياسي — وهي الهيئة المؤلفة من سبعة أعضاء وتُمثّل قمة السلطة في الحزب — بحلفائه القدامى الذين يبلغ معظمهم الستينات من العمر أو أكثر، أي أنهم أكبر من أن يكونوا خلفاء محتملين بعد بضع سنوات، وفقاً للخبراء.

فقد كان شي نفسه في الرابعة والخمسين عندما انضم إلى اللجنة الدائمة عام 2007، وهي خطوة كرّسته حينها مرشحاً مفضلاً لخلافة هو جينتاو.

يقول فيكتور شيه، أستاذ السياسة الصينية في جامعة كاليفورنيا – سان دييغو: «حتى المسؤولون الذين يُتوقع أن يترقّوا إلى القيادة المركزية في المؤتمر المقبل للحزب عام 2027، من المرجح أنهم سيكونون أكبر سناً من أن يخلفوا شي فعلياً».

وبالتالي، إذا واصل شي الحكم لولاية أخرى أو أكثر، فسيكون خليفته المحتمل من جيل السبعينات، أي من أولئك الذين يعملون الآن في الإدارات الإقليمية أو في أجهزة الحكومة المركزية.

ويقول وانغ هسين - هسين، أستاذ في جامعة «تشنغتشي» الوطنية في تايوان، إن الحزب بدأ فعلاً ترقية بعض المسؤولين الشباب الذين يندرجون ضمن هذا الجيل.

لكن يبدو أن شي قلق من أن كثيراً من هؤلاء لم يُختبروا بعد في مواجهة الأزمات أو المسؤوليات الكبرى.

وقد حذّر من أن الثغرات الصغيرة في شخصية المسؤول قد تتحول كوارث كبرى في أوقات الأزمات، مستخدماً تشبيهاً يقول فيه: «الشق الصغير في جدار السد يمكن أن يؤدي إلى انهيار ضخم».

ويضيف البروفسور وانغ: «شي شديد الارتياب بالآخرين، وخصوصاً أولئك الذين تربطهم به علاقة غير مباشرة. ومع تقدّمه في السن وتراجع علاقاته بجيل الخلافة المحتمل، ستزداد هذه المشكلة أهمية».

الخلافة المبعثرة والمستقبل الغامض

في السنوات المقبلة، قد تصبح المراتب العليا في الحزب أكثر سيولة، بينما يختبر شي مرشحين محتملين ثم يستبعدهم، وفقاً للخبراء.

وخلف الكواليس، قد يحتدم التنافس بين أعضاء دائرته المقربة على النفوذ والبقاء السياسي.

يقول فيكتور شيه: «هذا سيجعل عملية الخلافة أكثر تفككاً؛ لأنه لا يمكنه ببساطة أن يختار خليفة واحداً محدداً مسبقاً. لا بد أن تكون هناك مجموعة صغيرة للاختيار من بينها، وهذا يعني على الأرجح أن صراعات خفيفة المستوى ستنشب بينهم».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من الرئيس الصيني

الخليج وزير الخارجية السعودي يتسلم الرسالة من نظيره الصيني (واس)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من الرئيس الصيني

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطية من الرئيس الصيني شي جينبينغ، تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا ماكرون مستقبلاً شي في قصر الإليزيه (أرشيفية - أ.ب)

ماكرون يزور الصين بينما توازن أوروبا بين المنافسة والاعتماد على بكين

سيبدأ ماكرون رحلته بزيارة قصر المدينة المحرمة في بكين غدا الأربعاء وسيلتقي مع الرئيس شي جينبينغ يوم الخميس في العاصمة الصينية قبل أن يجتمعان مرة أخرى الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ مع زوجتَيهما بـ«الإليزيه» في مايو 2024 (إ.ب.أ)

ماكرون في «زيارة دولة» إلى الصين لتعزيز الشراكة

يتوجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين بين 3 و5 ديسمبر، في رابع زيارة له منذ وصوله إلى قصر الإليزيه في ربيع عام 2017.

ميشال أبونجم (باريس)
آسيا الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي يحييان الجنود لدى زيارتهما قاعدة بحرية أميركية في يوكوسوكا يوم 28 أكتوبر 2025 (رويترز)

ترمب يتصل بتاكايتشي وسط التوتر بين الصين واليابان

وسط التوتر مع الصين، قالت رئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اتصل بها وناقش معها التعاون الوثيق بين بلديهما.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا عَلما الصين وتايوان (رويترز)

رئيس وزراء تايوان: «العودة» للصين ليست خيارا للشعب التايواني

قال رئيس الوزراء التايواني تشو جونغ-تاي اليوم الثلاثاء إن «العودة» إلى الصين ليست خيارا لسكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليون نسمة.

«الشرق الأوسط» (تايبه)

السلطات الباكستانية تخلي مخيماً للاجئين بعد هجوم على سيارة شرطة

يقف أفراد الأمن حراساً بالقرب من كاتدرائية القديس يوحنا قبيل احتفالات عيد الميلاد في بيشاور 20 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
يقف أفراد الأمن حراساً بالقرب من كاتدرائية القديس يوحنا قبيل احتفالات عيد الميلاد في بيشاور 20 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

السلطات الباكستانية تخلي مخيماً للاجئين بعد هجوم على سيارة شرطة

يقف أفراد الأمن حراساً بالقرب من كاتدرائية القديس يوحنا قبيل احتفالات عيد الميلاد في بيشاور 20 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
يقف أفراد الأمن حراساً بالقرب من كاتدرائية القديس يوحنا قبيل احتفالات عيد الميلاد في بيشاور 20 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

أفادت تقارير بقيام مسلحين بالهجوم على سيارة تابعة للشرطة بالقرب من مخيم للاجئين الأفغان يقع على طريق كوهات في بانو بإقليم خيبر باختنخوا الواقع شمال غربي البلاد، ما دفع السلطات إلى إصدار أوامر بإخلاء المستعمرة.

يقف أفراد الأمن حراساً بالقرب من كاتدرائية القديس يوحنا قبيل احتفالات عيد الميلاد في بيشاور في 20 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

وأفادت صحيفة «ذا إكسبريس تريبيون» الباكستانية، الأحد، بأن الحادث وقع أثناء سفر نائب قائد الشرطة، مفيز خان، من مستعمرة بانو إلى منطقة دوميل. وفتح المهاجمون، الذين كانوا مختبئين بالقرب من المخيم، نيران أسلحتهم على سيارة خان، فيما وصفته الشرطة بأنه «كمين مدبر». ورد أفراد الشرطة بإطلاق النار، ما أجبر المهاجمين على الفرار. ولحقت أضرار جزئية بسيارة الشرطة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. وقامت الشرطة بتطويق المنطقة وبدأت عملية بحث لتعقب المشتبه بهم.

على صعيد متصل، قال قائد شرطة المنطقة، ياسر أفريدي، إن المخيم كان يستخدم من قبل مسلحين غطاءً لشن هجمات متكررة على قوات الأمن.

في غضون ذلك، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه تم إعادة نحو 2.8 مليون أفغاني من إيران وباكستان. وأضافت المفوضية أن مستقبل اللاجئين الأفغان في باكستان لا يزال غير مؤكد، وأن وضعهم يسبب قلقاً بالغاً، حسب قناة «طلوع نيوز» التلفزيونية الأفغانية الأحد.

وفي أحدث تقرير لها، قالت المفوضية إن المساعدات الإنسانية في أفغانستان تواجه نقصاً حاداً في التمويل، حيث لم يتم تأمين سوى 37 في المائة من مبلغ 478 مليون دولار المطلوب لعام 2025 حتى الآن. وأضاف التقرير: «تواجه أفغانستان أزمة إنسانية متفاقمة، ناجمة عن تدهور وضع حقوق الإنسان والصعوبات الاقتصادية المستمرة وتكرار حدوث كوارث طبيعية والوصول المحدود إلى الخدمات الأساسية». وأدى عودة 2.8 مليون أفغاني على نطاق واسع من إيران وباكستان في عام 2025 إلى زيادة الضغط على الموارد.


باكستان: مقتل 4 جنود في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على موقع عسكري

عناصر من الجيش الباكستاني في حالة استنفار (أرشيفية - متداولة)
عناصر من الجيش الباكستاني في حالة استنفار (أرشيفية - متداولة)
TT

باكستان: مقتل 4 جنود في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على موقع عسكري

عناصر من الجيش الباكستاني في حالة استنفار (أرشيفية - متداولة)
عناصر من الجيش الباكستاني في حالة استنفار (أرشيفية - متداولة)

أفادت السلطات الباكستانية بمقتل 4 جنود وإصابة 15 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، جراء اشتباك مسلح استمر ساعةً اندلع نتيجة هجوم شنه انتحاري بسيارة مفخخة

وثلاثة مسلحين على موقع عسكري بالقرب من قرية في شمال غرب باكستان، الجمعة.

وأفاد الجيش الباكستاني والشرطة المحلية بأن الهجوم وقع في شمال وزيرستان، المعقل السابق لـ«طالبان باكستان» وجماعات مسلحة أخرى بإقليم خيبر بختونخوا على الحدود مع أفغانستان. وقالت الشرطة إن الانفجار تسبب في انهيار منازل مجاورة، مما أدى إلى إصابة مدنيين. وأعلن الجيش، في بيان، مقتل جميع المهاجمين على يد قوات الجيش أثناء

الاشتباكات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على الفور، لكن الجيش حمّل «طالبان باكستان» مسؤولية الهجوم.

وأوضح الجيش أن المهاجمين حاولوا في البداية اقتحام محيط الموقع، لكن تم صدهم. وأضاف البيان أن المسلحين بعد ذلك اخترقوا الجدار الخارجي بسيارة محملة بالمتفجرات. وأشار الجيش إلى أن قوة الانفجار ألحقت أضراراً بالمنازل القريبة وبمسجد مجاور.

وقال الجيش إن الهجوم تم التخطيط له وتوجيهه عبر الحدود في أفغانستان. ولم يصدر تعليق فوري من جانب كابل، التي أكدت لسنوات أنها لا تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات على أي دولة، بما في ذلك باكستان.

في غضون ذلك، ذكر تقرير للأمم المتحدة أن تنظيم «داعش - خراسان» يحتفظ بنحو 2000 مقاتل في أفغانستان ويلقن الأطفال دون سن 14 عاماً أفكاره ويهدد الأمن الإقليمي بعمليات إرهابية مستمرة. وأضاف التقرير أن البشتون الأفغان يهيمنون على قيادة عناصر «داعش» بأفغانستان، بينما يأتي العديد من المقاتلين من دول آسيا الوسطى، حسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء، السبت.

وتابع التقرير أن الأهداف الرئيسية لتنظيم «داعش - خراسان» تشمل تنفيذ هجمات واسعة النطاق على مستوى العالم وإظهار قدرته على تجنيد مقاتلين وجذب دعم مالي. ويحذر محللون من أن اتساع نطاق التنظيم يشكل تهديداً مستمراً لأفغانستان والمنطقة ككل. وأضاف التقرير أنه مما يثير القلق بشكل خاص أن تنظيم «داعش - خراسان» أنشأ مدارس في أجزاء من شمال أفغانستان ومناطق بالقرب من الحدود الباكستانية، حيث يتم تلقين الأطفال دون سن 14 عاماً أفكاره وتدريبهم على تنفيذ مهام انتحارية.

ووصفت الأمم المتحدة هذا الاستخدام للقصر بأنه أمر بالغ الخطورة. ويقول خبراء إن تقرير الأمم المتحدة يؤكد استمرار دور أفغانستان ملاذاً آمناً للعديد من الجماعات المتطرفة. وتزداد مخاوف السلطات الإقليمية والدولية من أنه بدون إجراءات منسقة لمكافحة الإرهاب، فإن تلك المنظمات يمكن أن توسع نفوذها وتنفذ المزيد من الهجمات بمختلف أنحاء المنطقة.


تايوان ترصد 7 طائرات عسكرية و8 سفن صينية حول الجزيرة

مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

تايوان ترصد 7 طائرات عسكرية و8 سفن صينية حول الجزيرة

مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

رصدت وزارة الدفاع التايوانية سبع طائرات عسكرية وسبع سفن بحرية وسفينة رسمية واحدة تابعة للصين حول تايوان بين الساعة السادسة صباح أمس السبت والسادسة صباح اليوم الأحد.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن خمس طائرات عبرت الخط الفاصل في مضيق تايوان ودخلت منطقة تحديد الدفاع الجوي الشمالية والجنوبية الغربية للبلاد. ورداً على ذلك أرسلت تايوان طائرات وسفناً بحريةً ونشرت أنظمة صواريخ ساحلية لمراقبة النشاط الصيني، حسب موقع «تايوان نيوز» اليوم الأحد.

وحتى الآن هذا الشهر، رصدت تايوان طائرات عسكرية صينية 235 مرة وسفناً 148 مرة. ومنذ سبتمبر (أيلول) 2020، كثفت الصين استخدامها لتكتيكات المنطقة الرمادية بزيادة عدد الطائرات العسكرية والسفن البحرية العاملة حول تايوان تدريجياً.

ويعرف «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» (سي إس آي إس) تكتيكات المنطقة الرمادية بأنها «جهد أو سلسلة من الجهود تتجاوز الردع الثابت وضمان تحقيق أهداف الأمن لدولة ما بدون اللجوء إلى الاستخدام المباشر والهائل للقوة».