«مسرح إيطالي جديد في العالم» يُقدّم 4 قراءات بيروتية للجسد والذاكرة

«فيلوميلا» تُضيء المسافة بين الكلمة والمحو في عرض مؤثّر لريتا حايك ورودني الحداد

مشهد من مسرحية «فيلوميلا» حيث تتداخل لغة الإشارة مع الشِّعر والضوء (الشرق الأوسط)
مشهد من مسرحية «فيلوميلا» حيث تتداخل لغة الإشارة مع الشِّعر والضوء (الشرق الأوسط)
TT

«مسرح إيطالي جديد في العالم» يُقدّم 4 قراءات بيروتية للجسد والذاكرة

مشهد من مسرحية «فيلوميلا» حيث تتداخل لغة الإشارة مع الشِّعر والضوء (الشرق الأوسط)
مشهد من مسرحية «فيلوميلا» حيث تتداخل لغة الإشارة مع الشِّعر والضوء (الشرق الأوسط)

جمعت قاعة «غلبنكيان» داخل الجامعة اللبنانية الأميركية، 4 مسرحيات قصيرة في إطار أسبوع اللغة الإيطالية في العالم، تحت عنوان مُوحَّد هو «مسرح إيطالي جديد في العالم». شكَّلت الأمسية مساحة للتأمُّل في تحوّلات طرأت على المسرح المعاصر، وكيفية استمرار النصوص الإيطالية في استحضار أسئلتها القديمة عبر لغات أداء جديدة.

هذه النصوص، وإنْ تباينت أساليبها، التقت في جوهرها عند سؤال الإنسان المعاصر عن قدرة الكلمة أو الجسد على استعادة معناهما وسط انكسار التجربة وارتباك العالم. من هنا، بدا هذا الرباعي المسرحي صدى لأزمنة تتنازعها الذاكرة، فتُفتّش عن خلاص في الفنّ لا في الآيديولوجيا.

صراع الحبّ والحرّية جسَّدته ريتا حايك باختناق أنثوي لا يكاد يُحتَمل (حسابها الشخصي)

افتُتحت العروض بـ«فيلوميلا» من كتابة الإيطالية فلفيا تشييبولاري، وإخراج حنان الحاج علي. النصّ يستند إلى أسطورة يونانية قديمة انتقلت إلى الأدب الإيطالي عبر أوفيد ودانتي وغيرهما، عن شابة تُغتصَب ثم يُقطع لسانها كي تصمت، فتبتكر لغة بديلة تُطرّز بها حكايتها على قماش لتُفهم. في التفسير الإيطالي الحديث للأسطورة، تتخطّى «فيلوميلا» رمزية الضحية، لتصبح نموذجاً للتشبُّث عبر الخَلْق الفنّي، إذ تتحوَّل اللوعة إلى شكل من أشكال التعبير. هذا التحوُّل هو ما التقطته تشييبولاري في نصّها، مُصوِّرة الجسد على هيئة ذاكرة واللغة محاولة للخلاص.

باستبدال لغة الإشارة الحديثة بالنسيج القديم، صارت اليد بديلاً عن اللسان، والحركة وسيلة للكلام بعد فقدان الكلمة. ريتا حايك، في أول ظهور مسرحي لها وطفلٌ يخفق في أحشائها، ترجمت هذه الثنائية بجسد يحتوي الحضور والكتمان في آن. كونها حاملاً فعلياً جعل التجربة أكثر صدقاً واتحاداً بين الدور والحياة. راح جسدها يختبر معنى الخَلْق من الألم، حين أدَّت الشخصية بوعي للوجع ولحدود النُّطق، فبدت كلّ حركة محسوبة، وكلّ نظرة امتداداً لجملة غير منطوقة. إلى جانبها، قدَّم رودني الحداد حضوراً متّزناً يُكمل الصراع الداخلي؛ صراع الكلمة مع النزف، والرغبة في التعبير أمام هاوية الانفجار بالصوت.

تتحوَّل اللوعة إلى شكل من أشكال التعبير (حساب ريتا حايك)

لحظة الذروة جاءت في المشهد الذي تتداخل فيه لغة الإشارة مع الشِّعر المكتوب على الشاشة. برؤية إخراجية لافتة، تقاطعت قصائد التحية لموهبة الشاعرة الراحلة أمل جنبلاط التي أنهت حياتها انتحاراً وهي تكتب عن الحبّ المفقود والغياب الأبدي، مع قصائد الشاعرة الإيطالية أنطونيا بوتزي التي انتحرت أيضاً بسنّ الـ26. هذا التوازي بين النصّين خلق حواراً مكبوتاً بين «فيلوميلا» القديمة والمرأة الحديثة التي تسأل عن جدوى الحبّ إذا كان لا يُنقذ. الضوء كان حليفاً ثالثاً للنصّين، إذ استُخدم أداة للترجمة الداخلية، فصار الوميض والمحو نوعاً من الترجمة العاطفية بين الكلام المستحيل والبوح الممكن.

في هذا التكوين، تحوّلت «فيلوميلا» إلى حكاية عن الإنسان المقهور الذي يُحرَم من لغته ويبحث عن بدائل للبقاء. وهذا التوجُّه يُذكّر بجذور المسرح الإيطالي الطليعي الذي وُلد بعد الحرب، حين صار الجسد أداة فلسفية وليس فقط حاملاً للنصّ.

وأنطونيا بوتزي التي تورَّطت بقصّة حبّ مع أستاذها (أدّى دوره رودني الحداد) وحملت منه ثم فقدت جنينها، لم يُنشر أي نصّ من كتاباتها. أضاف تسلُّط الأب (رودني الحداد أيضاً) مرارة إلى مأساتها. فقد كَتَم صوتها وحرمها التعبير بالكتابة. صراع الحبّ والحرّية والقلب والسلطة، جسَّدته ريتا حايك باختناق أنثوي لا يكاد يُحتَمل.

فضيحة معاصرة تُعرَض على «السجادة الحمراء» (حساب جنى أبي غصن)

المسرحية الثانية، «السجادة الحمراء» من كتابة الإيطالية جوليا تريفيرو. عملٌ مأسوي يستعيد روح التراجيديا الإغريقية في قالب معاصر، مُستلهماً حكاية عائلة أتريدس القديمة التي اتّحد فيها الدم بالذنب والانتقام.

الإعلام في النصّ أداة تُمجّد المأساة وتحوّلها إلى استعراض، مُطالبة بمزيد من مشهدية الدمّ. هكذا تصبح «السجادة الحمراء» رمزاً للتجميل الكاذب للمأساة وللواجهة التي تُخفي خلفها وحشية الواقع.

الممثلتان جنى أبي غصن وباميلا الهاشم أدّتا شخصيتَيْن تتنازعان بين إرث العائلة والرغبة في التحرُّر منه. في إخراج ميشال زلوعا، يتّخذ النص منحىً بصرياً مكثّفاً، تمهيداً لاختلاط المأساة القديمة بفضيحة معاصرة تُعرَض على «السجادة الحمراء» كأنها حفل موت يلمع تحت الأضواء.

واجه العرض ضعفاً في الإيصال الصوتي وافتقاراً إلى طبقات أداء تمنحه عمقاً إضافياً رغم جهد جنى أبي غصن لإحياء شخصية «إلكترا». ومع ذلك، احتفظ ببذرة رؤية تسعى إلى تحويل فكرة الشهرة إلى مرثية للإنسان المُجرّد من حقيقته.

الأمسية أحيت روح المسرح الإيطالي في الجامعة اللبنانية الأميركية (حساب ريتا حايك)

في «البوابة» للكاتبة إليانا روتيلا وإخراج ضنا مخايل، يقف الممثلان دانيال دافي ووسام دلاتي في فضاء مُغلق تحكمه العتمة. الأصوات المُسجّلة لنزهة حرب وألان سعادة تخلق طبقة من الحوار الداخلي، والفكرة تحمل طاقة عالية، لكن الأداء المُبالغ فيه أفقدها تماسُكها. بدا أنّ النصّ يتحرّك وحده بلا حامل جسدي كافٍ. ومع ذلك، تميَّز المشهد الأخير حين غطّت بودرة التجميل وجه الممثلة، فحوّلت الضوء إلى ضباب بصريّ يُشبه الانمحاء، في لحظة أعادت للمسرح دوره الأول في أن يُفكّر بالصورة كما يفكّر بالكلمة.

ثم اختار عرض «الزمن مفكّك» لجاكوبو جاكوموني، بإخراج علية الخالدي وتمثيل رفعت طربية وطوني فرح، الاشتغال على السؤال الميتافيزيقي حول الزمن والذاكرة. تَقدَّم الحوار كأنه تفكير بصوت مرتفع، تخلّلته لحظات من التكرار المقصود. الرؤية الإخراجية اعتمدت على تداخُل الأزمنة في فضاء واحد، فبدت الشخصيتان مثل مَن يعيدان تركيب صور تائهة من ماضيهما. رغم غياب الذروة، أوصل طربية إحساس الشخصية، وبقي في العرض شيء من التوازن بين الفكر والإيقاع.


مقالات ذات صلة

عودة «أنا وغيفارا»... الثورة والإنسانية على خشبة «جورج الخامس»

يوميات الشرق «أنا وغيفارا» تراهن على إكمال مسار المسرح الغنائي في لبنان (الشرق الأوسط)

عودة «أنا وغيفارا»... الثورة والإنسانية على خشبة «جورج الخامس»

نجح «الأخوان صبّاغ» في مقاربة سيرتَي رجلَي الثورة؛ كاسترو وغيفارا، بعيداً عن أي انحياز سياسي، وقدّماهما في إطار إنساني عزّز قيم السماحة والغفران.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)

«متحف باكثير»... يستعيد روائع الأديب اليمني الكبير برؤية معاصرة

يجمع العرض المسرحي «متحف باكثير» أعمال علي أحمد باكثير في تجربة مسرحية معاصرة، مع إطلاق جائزة سنوية لدعم الإبداع العربي وتكريم الفنانين المرتبطين بإرثه.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق في هذا المشهد لا خلاص واضحاً... فقط هدنة قصيرة مع الواقع (الشرق الأوسط)

«حبّ في شبه مدينة»... مسرحية عن الإنسان العالق في المكان المُنهَك

الحوار مُحمَّل بالدلالة ومبنيّ على شذرات اعتراف تتقاطع فيها السخرية السوداء مع الإحباط العميق...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)

«شي تيك توك شي تيعا»... طارق سويد يُحرز المختلف

اختار طارق سويد أبطال المسرحية من بين طلابه الموهوبين في أكاديمية «بيت الفنّ» التي تديرها زميلته الممثلة فيفيان أنطونيوس...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

يراهن المسرح المصري على إعادة تقديم العروض الناجحة لاجتذاب الجمهور من كل الفئات، وفي هذا الصدد أعلن البيت الفني للمسرح عن أسبوع حافل بالعروض في مسارح الدولة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
TT

لصحة نفسية أفضل... 5 عادات يجب أن تحملها معك لعام 2026

الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)
الحرمان من النوم يؤثر على المزاج والذاكرة والانتباه (بيكسلز)

يقترب عام 2025 من النهاية، ويستعد العديد من الأشخاص لدخول العام الجديد بعادات جيدة ومتينة، على صعيد الصحة العامة والصحة النفسية أيضاً.

ومن أبرز العادات المرتبطة بالصحة النفسية التي ينصح الخبراء باتباعها عام 2026:

الاهتمام بالنوم

النوم الجيد هو أساس الصحة النفسية الجيدة. قد يؤثر الحرمان من النوم على المزاج والذاكرة والانتباه. في عام 2026، اجعل النوم أولوية وليس ترفاً. استهدف الحصول على 7-8 ساعات من النوم ليلاً. نم واستيقظ في نفس الوقت حتى في عطلات نهاية الأسبوع. قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم بساعة على الأقل، وخفف إضاءة غرفة نومك.

تقليل وقت استخدام الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي

قد يتراكم التوتر والقلق في ذهنك دون وعي، ويصبح الشك في الذات ملازماً لك مع التصفح المستمر. ورغم أن الحياة الرقمية أمر لا مفر منه، فإن التدريب على وضع حدود لاستخدام الشاشات هو السبيل الوحيد لتحقيق السكينة النفسية. حاول الابتعاد عن الشاشات لمدة ساعة أو ساعتين على الأقل خلال اليوم. من الأفضل عدم تفقد هاتفك فور استيقاظك أو قبل نومك مباشرة. ألغِ متابعة الصفحات التي تثير توترك أو تولد لديك أفكاراً خاطئة، وتجنب المحتوى الذي يجعلك تشعر بالخوف أو الترهيب. كما أن تقليل وقت استخدام الشاشات يُسهم في صفاء ذهنك.

التحدث عن مشاعرك دون الشعور بالذنب

كبت المشاعر مدمر للصحة النفسية على المدى البعيد. بحلول عام 2026، ينبغي أن يصبح من المعتاد مناقشة مشاعرك، سواء مع صديق مقرب أو شخص مختص. التعبير عن المشاعر لا يعني الضعف، بل يساعد على تخفيف التوتر وإتاحة الفرصة للآخرين للوجود معك. عندما تشعر بثقل المشاعر، بادر بالتحدث مبكراً بدلاً من الانتظار حتى تتفاقم الأمور.

تحريك جسمك يومياً

ترتبط التمارين الرياضية ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية. فهي تُحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ تُحسّن المزاج، ما يُساعد على تخفيف التوتر والقلق. ولا تتطلب التمارين الرياضية جهداً كبيراً، فممارسة اليوغا في المنزل أو الرقص وتمارين التمدد الخفيفة مع المشي يومياً كافية. اختر الأنشطة التي تُحبها، لأنها ستُصبح جزءاً من العناية الذاتية، لا مجرد خطوة روتينية.

اللطف مع الذات

كثير من الناس هم أشدّ منتقدي أنفسهم. الشعور بالنقد الذاتي المستمر قد يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والثقة بالنفس. كن رحيماً بنفسك، وأنت تستقبل عام 2026. تقبّل فكرة أنه لا بأس بأخذ فترات راحة والعمل متى شئت. استمتع بالانتصارات الصغيرة، ولا تقارن مسيرتك بمسيرة الآخرين.


«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح
TT

«نوابغ العرب» تمنح المصري نبيل صيدح جائزة الطب لعام 2025

الدكتور المصري نبيل صيدح
الدكتور المصري نبيل صيدح

منحت جائزة «نوابغ العرب 2025» الدكتور المصري نبيل صيدح جائزة فئة الطب، تقديراً لإسهاماته العلمية التي أسهمت في تطوير فهم صحة القلب وآليات تنظيم الكوليسترول، وما ترتب عليها من أدوية تُستخدم اليوم على نطاق واسع لتقليل مخاطر أمراض القلب.

وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الدكتور صيدح على فوزه، مؤكداً أن رسالة المنطقة في تطوير العلوم الطبية «مستمرة مع العقول العربية الفذة» الساعية إلى الابتكار من أجل الإنسان. وقال في منشور على منصة «إكس» إن الفائز، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء العصبية الحيوية في معهد مونتريال للأبحاث السريرية، قدّم إسهامات رائدة في فهم كيفية تعامل الجسم مع الدهون وتنظيم مستويات الكوليسترول، مشيراً إلى أنه نشر أكثر من 820 بحثاً علمياً، واستُشهد بأبحاثه أكثر من 71 ألف مرة.

وأضاف الشيخ محمد بن راشد: «الطب رسالة إنسانية، ومنطقتنا كان لها فضل كبير، على مدى قرون، في تطوير علومه وممارساته وأدواته وأبحاثه»، لافتاً إلى أن جائزة «نوابغ العرب» تعيد «البوصلة إلى مسارها الصحيح» عبر الاحتفاء بما يقدمه الإنسان العربي وإبراز نماذجه قدوة للأجيال.

الدكتور المصري نبيل صيدح

وتُعد من أبرز محطات المسيرة العلمية للدكتور صيدح مساهمته في اكتشاف إنزيم «بي سي إس كيه 9» (PCSK9)، الذي يلعب دوراً محورياً في التحكم بمستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ بيّن هذا الاكتشاف أن زيادة نشاط الإنزيم قد تقود إلى ارتفاعات خطرة في الكوليسترول، ما شكّل نقطة تحول أسهمت في تطوير جيل جديد من العلاجات المعروفة باسم «مثبطات بي سي إس كيه 9»، التي تُستخدم على نطاق واسع لخفض الكوليسترول وتقليل مخاطر أمراض القلب.

وإلى جانب أبحاثه في صحة القلب، قدّم صيدح إسهامات علمية في فهم أمراض الكبد الدهني واضطرابات السمنة وانتشار السرطان، إضافة إلى تفسير كيفية دخول بعض الفيروسات إلى الخلايا البشرية، بما فتح مسارات جديدة أمام تطوير علاجات مبتكرة في أكثر من مجال طبي.

وفي السياق ذاته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء ورئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً بالدكتور صيدح أبلغه خلاله بفوزه، مشيداً بأبحاثه المتقدمة التي فتحت آفاقاً لتوظيف أحدث التقنيات والبيانات في ابتكار أدوية جديدة وعلاجات تخصصية ترتقي بمستويات الرعاية الصحية.

ويجسد مشروع «نوابغ العرب» مبادرة استراتيجية عربية أطلقها الشيخ محمد بن راشد لتكريم العقول العربية المتميزة في 6 فئات تشمل: الطب، والهندسة والتكنولوجيا، والعلوم الطبيعية، والعمارة والتصميم، والاقتصاد، والأدب والفنون، بهدف استئناف مساهمة المنطقة العربية في مسار الحضارة الإنسانية.


طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
TT

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)
طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة، ورغم ظهوره القليل فإن الفنان الراحل استطاع ترك بصمة مميزة في عالم الفن من خلال أعماله، وفق نقاد ومتابعين.

وفور إعلان خبر رحيل طارق الأمير، تصدر اسمه «الترند» على موقعي «إكس»، و«غوغل»، الأربعاء، في مصر، وتداول البعض على مواقع «سوشيالية»، لقطات فنية من أعماله، كما ربطوا بين توقيت رحيله، ودراما رحيل الفنانة نيفين مندور التي توفيت قبل أيام، خصوصاً أنهما شاركا معاً في بطولة فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً حينها.

وقبل أيام، تعرّض طارق الأمير لأزمة صحية مفاجئة، مكث على أثرها في أحد المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، ولم تنجح محاولات الأطباء في علاجه.

وشيعت جنازة الفنان الراحل من أحد مساجد القاهرة، ظهر الأربعاء، وسط حضور فني وأسري بارز، لمساندة شقيقته الفنانة لمياء الأمير، كما حضر نجل خاله الفنان أحمد سعيد عبد الغني، والأخير نعاه عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، وكتب: «توفي إلى رحمة الله ابن عمتي الغالي الفنان طارق الأمير»، كما نعى الأمير عدد آخر من الفنانين بحساباتهم على مواقع التواصل، من بينهم، روجينا، ونهال عنبر، ويوسف إسماعيل، بجانب نعي نقابة «المهن التمثيلية»، بمصر.

الفنان الراحل طارق الأمير (حساب الفنان أحمد سعيد عبد الغني على موقع فيسبوك)

وعن موهبة الفنان الراحل طارق الأمير، يقول الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، إن «الفنان الراحل من الألغاز التي رحلت عن عالمنا بلا إجابة»، لافتاً إلى أنه «من الفنانين المبدعين الذين تركوا بصمة مميزة في الكتابة والتمثيل في وقت قليل جداً».

وأضاف عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاركة طارق الأمير في فيلمين من أكثر الأفلام تحقيقاً للمشاهدة، وهما «اللي بالي بالك»، و«عسل إسود»، كان من حسن حظه، رغم مرور أكثر من 20 عاماً على إنتاجهما.

محمد سعد وطارق الأمير في لقطة من فيلم «اللي بالي بالك» (يوتيوب)

وأكد عبد الرحمن أن «طارق الأمير لم يحصل على مساحته بشكل جيد، وغالباً ما يكون الأمر مرتبطاً بعدم رغبته أو قدرته على تسويق نفسه، أو انتمائه لجيل معين، وعندما تراجع هذا الجيل تراجع هو الآخر بالتبعية، ولكن في المجمل، ورغم أعماله القليلة في الكتابة والتمثيل، فإنه كان صاحب موهبة حقيقية».

في السياق، بدأ طارق الأمير مسيرته التمثيلية في تسعينات القرن الماضي، وشارك خلالها في عدد من الأعمال الفنية، وقدم أدواراً مميزة من بينها شخصية «الضابط هاني»، في فيلم «اللي بالي بالك»، مع الفنان محمد سعد، وكذلك شخصية «عبد المنصف»، في فيلم «عسل إسود»، حيث شكل مع الفنان أحمد حلمي «ديو» كوميدي لافت، بجانب مشاركته في أفلام «عوكل»، و«كتكوت»، و«صنع في مصر»، وبعيداً عن التمثيل، كتب طارق الأمير السيناريو لعدد من الأفلام السينمائية، مثل «مطب صناعي»، و«كتكوت»، و«الحب كدة»، وغيرها.