«توكلنا» لـ«الشرق الأوسط»: إتاحة جميع خدمات الجهات الحكومية السعودية في التطبيق بنهاية 2026

الرئيس التنفيذي كشف عن بدء استخدام تقنيّات الذكاء الاصطناعي لتسهيل الخدمات

TT

«توكلنا» لـ«الشرق الأوسط»: إتاحة جميع خدمات الجهات الحكومية السعودية في التطبيق بنهاية 2026

المهندس صالح مصيباح كشف أن تطبيق «توكلنا» بدأ بالفعل في نسخته المُحدَّثة الأخيرة استخدام عدد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لاقتراح الخدمات للمستخدم (تصوير: تركي العقيلي)
المهندس صالح مصيباح كشف أن تطبيق «توكلنا» بدأ بالفعل في نسخته المُحدَّثة الأخيرة استخدام عدد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لاقتراح الخدمات للمستخدم (تصوير: تركي العقيلي)

أكّد المهندس صالح مصيباح، الرئيس التنفيذي لتطبيق «توكلنا»، أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وجّه في نهاية عام 2023، بأن يحوّل «توكلنا» إلى تطبيق وطني شامل، مؤكداً أنه جرى العمل مع مجموعة كبيرة من الجهات الحكومية لإضافة خدماتها إلى التطبيق، كاشفاً أنه بنهاية عام 2026، ستكون كل خدمات الجهات الحكومية مدمجة في «توكلنا».

وعقب انطلاق الحملة الوطنية للتطبيق الوطني الشامل «توكلنا» بمفهومه الجديد، بصفته منصة رقمية وطنية موحدة تبرز عدداً كبيراً من الخدمات، ويستفيد ما يزيد على 34 مليون مستفيد، كشف مصيباح لـ«الشرق الأوسط» أن الحملة انطلقت الآن نظراً لوجود باقة كبيرة جداً من الخدمات الحكومية، وأصبحت هناك حاجة لزيادة وعي المجتمع حول هذه الخدمات، مشدّداً على أن الحملة ستكون مركزة إلى نهاية 2025، على أن تستمر جهود التوعية حتى بعد نهاية العام.

وقال الرئيس التنفيذي: «المملكة في مرحلة متقدمة جداً من رقمنة الخدمات الحكومية، ونعيد حالياً تصميم الخدمات وطريقة عرضها وتقديمها للمستخدمين بشكل موحد».

وكشف عن أن دور التطبيق الوطني الشامل «تسهيل وصول المستخدمين للخدمات، وهذا أصبح جهداً جماعياً بين الجهات الحكومية، التي تناغمت لتقديم خدماتها عبر منصة موحدة»، وأوضح أن هذا شمل ربط الخدمات بطريقة تُمكّن المستخدم من الانتقال من خدمة إلى أخرى بسهولة، لتشكيل رحلة متكاملة للمستخدم، عادّاً ذلك تجسيداً للعمل الحكومي المتقدم في البلاد، وطريقة تعاون فريدة بين الجهات المختلفة، وعَدَّ مستوى التعاون من الجهات الحكومية «رائعاً جدّاً»، والحملة الوطنية شهادة نجاح لذلك.

وحول معايير إضافة الجهات الحكومية الجديدة، أوضح الرئيس التنفيذي أن الخطوة الأولى تمثّلت في بناء إطار عام يشمل الجوانب التقنية والقانونية وتجربة المستخدم، بما يوفّر معايير تفصيلية محددة تمكّن الجهات من اتباع إطار موحّد يضمن تجربة متقاربة للمستخدمين، مع الحفاظ على قدر كبير من الاستقلالية في تطوير خدماتها. وعدّ أن الآلية المتبعة لدى الجهات تُعد خدمة ذاتية تتيح لها إدارة عملياتها ضمن هذا الإطار الموحّد.

وأضاف: «(توكلنا) ليس عنق زجاجة، فالجهات تُطور خدماتها بنفسها وتتحكم بها بالكامل، ودورنا يقتصر على مراجعة الخدمات قبل أن تنشرها الجهة للجمهور لضمان توافقها مع معايير (توكلنا)».

وأشار إلى أن نحو 250 جهة مشاركة حاليّاً، ولم يستبعد إضافة نحو 100 جهة جديدة خلال سنة من الآن، وبعض هذه الخدمات قد تكون مفاجئة للمستخدمين، واصفاً تنوّع الخدمات الكبير في التطبيق بأنه من أهم نقاط القوة، مع إمكانية إضافة خدمات من شركات القطاع الخاص في مجالات مختلفة لتسهيل حياة الناس اليومية.

وكشف أن «توكلنا» فعليّاً يُقدم عدداً محدوداً من خدمات القطاع الخاص الآن. وأردف أنه جرى إطلاق «بيئة تجريبية» للقطاع الخاص، ودُعي عبرها مَن يرغب في تقديم خدمة تُفيد الأفراد، مضيفاً أن 60 إلى 80 شركة، تقدّمت، ونتيجة ذلك أُطلقت خدمة «تتبّع الطرود» من شركة «جاهز»، متوقّعاً أن تكون هناك مجموعة من الخدمات تقدّمها مجموعة من الشركات لتُسهم في تسهيل حياة الناس، وتمكين القطاع الخاص.

وأضاف أن القطاع الخاص استشعر القيمة المضافة في «توكلنا»، وبادروا بناءً على ذلك باقتراح أفكار تسهم في وصولهم إلى شريحة من عملائهم عبر التطبيق.

وأوضح الرئيس التنفيذي أن التطبيق بدأ النسخة المحدّثة الأخيرة في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لاقتراح الخدمات للمستخدم بناءً على المعلومات المتاحة لدى «توكلنا»، لتمكين المستخدم من الوصول إلى الخدمات بسهولة وفاعلية.

ولفت المهندس مصيباح إلى أن عدداً من الدول رأت في نموذج «توكلنا»، بوصفه تطبيقاً وطنياً شاملاً لتمكين مقدمي الخدمات بناءً على معايير محدّدة، «طريقةً يمكنهم الاستفادة منها».

وكشف عن وجود نقاشات في إطار «تبادل التجارب والخبرات فقط»، مشيراً إلى أن بعض الدول التي ترى في تطبيق «توكلنا» نموذجاً ناجحاً في مجال رقمنة الخدمات الحكومية في المملكة العربية السعودية، لم تصل بعد إلى مستوى النضج الذي بلغته المملكة في هذا المجال منذ سنوات.

وأكد أن تطبيق «توكلنا» يعمل كقناة تُمكّن المستخدم من مشاركة بياناته مع مقدّم الخدمة بالحد الأدنى، وفقاً لوثيقة حوكمة خاصة تم إعدادها قبل نحو عام ونصف العام. وأشار إلى أن المعلومات التي يحتاج إليها مقدّم الخدمة تُستخدم فقط لغرض تقديم الخدمة المطلوبة وتسهيل إجراءاتها، مع الالتزام التام بخصوصية بيانات المستخدم وعدم استخدامها لأي أغراض أخرى. كما أوضح أن البيانات التي تُقدَّم لمرة واحدة تُستخدم حصرياً لأغراض تقديم الخدمة، مع ضمان وعي المستخدم وموافقته المسبقة.

وعدَّ مصيباح أن التطبيق أصبح وطنياً شاملاً من ناحية الخدمات الحكومية، في حين سيكون ممكّناً وليس منافساً لخدمات القطاع الخاص، بمعنى لن يكون على غرار تطبيقات تقدِّم خدمات القطاع الخاص وتنافس عليها، وأضاف أن عدداً من خدمات القطاع المالي بدأت التواصل لتقديم خدماتها عبر «توكلنا»، الأمر الذي من شأنه تسهيل تقديم الخدمات للمستخدمين.

ولفت إلى أن الجهات الحكومية تعمل حالياً على تطوير خدماتها عبر الويب، ونظامي «iOS» و«Android»، إضافة إلى «توكلنا»، بحيث يتمكن المستخدم من الوصول إلى الخدمة من خلال أيّ من هذه القنوات. وأوضح أن عدداً من المستخدمين لا يُقدِمون على تحميل تطبيقات بعض الجهات لعدم حاجتهم الدورية إلى خدماتها، وهنا يأتي دور «توكلنا» بوصفه منصة تجمع خدمات الجهات الحكومية كافة في مكان واحد. وأضاف أن خدمات هذه الجهات متاحة عبر «توكلنا» دون إلغاء قنواتها الخاصة، ما يُتيح وصولاً أوسع وأسهل للمستخدمين.

وكشف مصيباح، أنه من المتوقع بنهاية عام 2026، أن تكون كل خدمات تطبيقات الجهات الحكومية مدمجة في «توكلنا»، وتابع: «بجهود الجهات الحكومية، بلغت التطبيقات الحكومية اليوم نحو 80 تطبيقاً، وأظهرت دراسة أن معدّل التطبيقات الحكومية التي يحمّلها المستخدم في هاتفه لا يتجاوز 9 تطبيقات غالباً»، مشيراً إلى أن «توكلنا» يسهم في إيصال خدمات هذه الجهات الحكومية إلى شريحة أوسع، الأمر الذي رُصد له أثر خلال هذه الفترة، ومتوقّع أن يشهد أثراً أكبر في المرحلة المقبلة.



بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».