رغم توقف الحرب... مشاعر الإحباط والترقب تخيم على كثير من الفلسطينيين

فلسطينيون يحتشدون حول شاحنات مساعدات بعد دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم في خان يونس قبل يومين (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتشدون حول شاحنات مساعدات بعد دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم في خان يونس قبل يومين (أ.ف.ب)
TT

رغم توقف الحرب... مشاعر الإحباط والترقب تخيم على كثير من الفلسطينيين

فلسطينيون يحتشدون حول شاحنات مساعدات بعد دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم في خان يونس قبل يومين (أ.ف.ب)
فلسطينيون يحتشدون حول شاحنات مساعدات بعد دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم في خان يونس قبل يومين (أ.ف.ب)

أعرب عدد كبير من الفلسطينيين في غزة عن ارتياحهم يوم الاثنين لوقف إسرائيل هجومها العسكري المستمر منذ عامين على القطاع، وللإفراج عن عدد من الأسرى بعد إطلاق سراح الرهائن. ومع ذلك، يشعر الكثيرون أن لا شيء يدعو للاحتفال.

فبعد عامين من حرب تركت القطاع في خراب وحولت مدنه إلى أنقاض، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير النظام الصحي، تنتشر مشاعر اليأس والإحباط والترقب بين العديد من مواطني القطاع، ولا يرى الكثير منهم مستقبلاً بعد الآن.

وقال سعيد أبو عيطة، 44 عاماً، وهو نازح في وسط غزة لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: «من المهم أن القصف قد توقف، لكن لا يوجد ما يدعو للسعادة».

وأضاف: «قُتلت ابنتاي، ودُمر منزلي، وتدهورت صحتي».

كما أشار إلى أن هناك شظية اخترقت قفصه الصدري عندما ضربت غارة جوية إسرائيلية مسقط رأسه، جباليا، في شمال غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد بدء الحرب بوقت قصير. وأضاف أنه لأكثر من عام، لم يتمكن من العثور على طبيب قادر على إزالة الشظية.

اليوم أفضل من الأمس ولكن...

لقد عاش الفلسطينيون في غزة تحت وطأة الجوع والخوف والقصف، وقُتل منهم أكثر من 67 ألف شخص، منذ بدء الحرب.

ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الآن، تقول منظمات الإغاثة إنها تسعى إلى توسيع نطاق الإغاثة قدر الإمكان لتخفيف الكارثة الإنسانية وتمكين الناس من إعادة بناء حياتهم الممزقة.

فلسطينيون يجمعون المياه من أنبوب مكسور يحيط بالمباني المدمَّرة في مدينة غزة أمس (أ.ب)

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار، سيدخل ما لا يقل عن 600 شاحنة محملة بالإمدادات إلى غزة يومياً، بعد أن تسببت قيود فرضتها إسرائيل في نقص المواد الغذائية الذي أدى إلى انتشار الجوع وسوء التغذية في جميع أنحاء القطاع.

ويوم الأحد، أعلنت الأمم المتحدة أنها تعمل على تعزيز مساعداتها لغزة، بما في ذلك إدخال غاز الطهي لأول مرة منذ مارس (آذار). واضطر كثيرون في غزة إلى اللجوء إلى صنع الخبز باستخدام الحطب، لأن الغاز والكهرباء كانا نادرين جداً.

وقالت أماني ناصر (30 عاماً): «لعامين، حلمنا بهذه اللحظة. لقد سئمنا الخيام والنار والنزوح والعطش».

ومن جهته، قال عبد الناصر العجرمي، رئيس اتحاد الخبازين في غزة والذي يعمل مع برنامج الأغذية العالمي لتوزيع الخبز المدعوم، إن الوضع الإنساني في غزة يشهد تحسناً مطرداً منذ إعلان وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.

وقال: «اليوم أفضل من الأمس، ونأمل أن يكون الغد أفضل»، مضيفاً أن 17 مخبزاً تعمل الآن في وسط وجنوب غزة.

لكن ثمة بعض الشكوك في صمود وقف إطلاق النار.

فلم يتم بعد التوصل لاتفاق نهائي في بعض الأمور، من بينها نزع سلاح «حماس» وهيمنة الحركة على غزة.

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حكومته لن توافق على إنهاء الحرب حتى يتم تفكيك حكومة «حماس» وجناحها العسكري في غزة.

وفي حين أعربت «حماس» عن استعدادها لتسليم الحكم المدني في غزة إلى كيان فلسطيني آخر، إلا أنها لم تلتزم بالتخلي عن سلاحها.

ومنذ أن أوقفت إسرائيل هجومها العسكري وانسحبت من أجزاء من غزة في الأيام القليلة الماضية، بدأت «حماس» تعيد فرض وجودها في شوارع القطاع.

وقال شهود عيان في غزة إنهم بدأوا يرون مجموعات صغيرة من المقاتلين التابعين لـ«حماس» يقفون حراساً عند بعض التقاطعات.

ومساء الأحد، اشتبك مقاتلو «حماس» في مدينة غزة مع «عصابة» مسلحة وحاولوا أسر أعضائها، وفقاً لوزارة الداخلية التي تديرها الحركة.

وأشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الاثنين إلى أن حركة «حماس» حصلت على ضوء أخضر للقيام بالعمليات الأمنية الداخلية التي تقوم بها في قطاع غزة، قائلاً إن الحركة تريد «وقف المشكلات» و«أعطيناهم الموافقة لفترة من الوقت».

وأضاف: «لديك ما يقرب من مليوني شخص يعودون إلى المباني التي تم هدمها، ويمكن أن تحدث الكثير من الأشياء السيئة. لذلك نريدها أن تكون آمنة. أعتقد أن الأمور ستكون على ما يرام».

ومن جهته، قال الفلسطيني عبد الله شهاب (32 عاماً) إنه قلق من أن يكون وقف القتال مؤقتاً فقط، مشيراً إلى أن حركة «حماس» لم توافق بعد على جميع شروط اتفاق وقف الحرب.

وأضاف شهاب أن «حماس» حاولت في الأيام الأخيرة إظهار أنها «لم تتخل عن حكمها» في غزة.

وقال إن مسلحين ملثمين، يعتقد أنهم أعضاء في «حماس»، أوقفوه يوم الأحد وهو في طريقه إلى طبيب الأسنان وفتشوا سيارته.

ووصف شهاب الوضع الحالي بأنه «هش للغاية».


مقالات ذات صلة

تقرير: أميركا وحلفاؤها يجددون مساعيهم لعقد مؤتمر حول إعادة إعمار غزة

المشرق العربي منظر عام لمخيم للنازحين الفلسطينيين في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة (أ.ف.ب)

تقرير: أميركا وحلفاؤها يجددون مساعيهم لعقد مؤتمر حول إعادة إعمار غزة

ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، نقلاً عن مصادر مطلعة، اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يجددون مساعيهم لعقد مؤتمر حول إعادة إعمار قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية جندي إسرائيلي ينبطح أرضاً لدى سماعه دوي صفارات الإنذار بغلاف غزة في أكتوبر 2023 (أ.ب) play-circle

نتنياهو يدفع لتحقيق منزوع الصلاحيات حول هجوم «7 أكتوبر»

صادقت لجنة وزارية إسرائيلية على مشروع قانون قدمه حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق في هجوم «7 أكتوبر» (تشرين الأول).

«الشرق الأوسط» (تل أبيب - غزة )
المشرق العربي فلسطيني يحمل جثمان رضيع توفي بسبب البرد القارس في خان يونس جنوب غزة (رويترز)

إسرائيل تُحرّك الخط الأصفر في جباليا لتعميق سيطرتها شمال غزة

تواصل القوات الإسرائيلية تعميق سيطرتها داخل قطاع غزة عبر إحكام قبضتها على العديد من المناطق، إذ توغلت آلياتها العسكرية بشكل مفاجئ في مخيم جباليا شمال القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو يواصل الاعتراض على تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في 7 أكتوبر

يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض فتح تحقيق مستقل في الهجمات غير المسبوقة التي شنتها حركة «حماس» وغيرها من المسلحين في إسرائيل قبل عامين.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم امرأة فلسطينية تبكي وهي تحمل طفلاً رضيعاً قُتل في غارة إسرائيلية بمدينة غزة (أ.ف.ب)

«حرب على الأمومة»... كيف أصبحت النساء الحوامل والأطفال أهدافاً في النزاعات؟

كشف تحقيق جديد عن مستوى غير مسبوق من العنف يطول النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة، في ظل النزاعات المشتعلة حول العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لبنان: انطلاقة «غير آمنة» لمشروع «استعادة الودائع»

مودعون يعترضون على مشروع قانون حكومي لاستعادة الودائع بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في القصر الرئاسي شرق بيروت (الشرق الأوسط)
مودعون يعترضون على مشروع قانون حكومي لاستعادة الودائع بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في القصر الرئاسي شرق بيروت (الشرق الأوسط)
TT

لبنان: انطلاقة «غير آمنة» لمشروع «استعادة الودائع»

مودعون يعترضون على مشروع قانون حكومي لاستعادة الودائع بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في القصر الرئاسي شرق بيروت (الشرق الأوسط)
مودعون يعترضون على مشروع قانون حكومي لاستعادة الودائع بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في القصر الرئاسي شرق بيروت (الشرق الأوسط)

عكستِ الاعتراضات على مشروع قانون استعادة الودائع المجمدة منذ عام 2019 في لبنان، انطلاقةً غير آمنةٍ له، إذ بدأتِ الحكومة بمناقشة المسودة، بالتزامن مع اعتراضات سياسية من قوى ممثلة بالحكومة وخارجها، وانتقادات عميقة من قبل «جمعية المصارف»، فضلاً عن تحركات شعبية نُظمت بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء.

وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أنّه لا يقف مع أي طرف ضدّ آخر، وأنّ النقاش يجب أن يتم تحت قبة البرلمان، فيما دافع رئيس الحكومة نواف سلام عن المسودة، وشدّد على أنَّ مشروع قانون الفجوة المالية واقعي وقابل للتنفيذ، مؤكداً أنَّ أي تأخير في إقراره قد يضر بثقة المواطنين والمجتمع الدولي.

وبرزتِ اعتراضات قانونية على إدراج مواد ذات «مفعول رجعي» لضرائب واقتطاعات وتعديلات في القيم الدفترية للمدخرات المحوّلة بعد عام 2019، والعوائد المحصّلة على الودائع في سنوات سابقة.


مواجهات في حلب توقع قتلى وجرحى

نقل المصابين إلى مشفى الرازي  جراء القصف من حي الشيخ مقصود على الأحياء السكنية في حلب (سانا)
نقل المصابين إلى مشفى الرازي جراء القصف من حي الشيخ مقصود على الأحياء السكنية في حلب (سانا)
TT

مواجهات في حلب توقع قتلى وجرحى

نقل المصابين إلى مشفى الرازي  جراء القصف من حي الشيخ مقصود على الأحياء السكنية في حلب (سانا)
نقل المصابين إلى مشفى الرازي جراء القصف من حي الشيخ مقصود على الأحياء السكنية في حلب (سانا)

قتل شخصان وأصيب 6 مدنيين بينهم امرأة وطفل بجروح جراء اشتباكات اندلعت في مدينة حلب شمال سوريا بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تزامنت مع زيارة وفد تركي إلى دمشق، في وقت توشك مهلة تنفيذ بنود اتفاق 10 مارس (آذار) بين «قسد» والسلطات على الانتهاء.

وفي حين تبادل الطرفان الاتهامات بالتسبّب في اندلاع الاشتباكات، أفادت مصادر في واشنطن لـ«الشرق الأوسط»، بأن المبعوث الأميركي توم برّاك وقائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر، يجريان اتصالات لتهدئة الاشتباكات لمنع تصعيد يستفيد منه «داعش»، وقوى إقليمية معادية.

واتهمت أنقرة ودمشق «قسد» بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقية الموقعة في 10 مارس الماضي، وأكدتا رفض أي محاولات للمساس بوحدة سوريا واستقرارها.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي بدمشق ‌بعد محادثات بين وفد تركي رفيع المستوى ‌والرئيس السوري ​أحمد الشرع ‌ووزير الخارجية أسعد الشيباني وآخرين، وقال الشيباني إن دمشق لم تلمس «أي مبادرة أو إرادة جادة» من «قسد» لتنفيذ الاتفاق، لكنها اقترحت في الآونة الأخيرة عليهم طريقة أخرى لدفع العملية قدماً.


ائتلاف السوداني يطرح مبادرة لحسم رئاسة وزراء العراق

جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)
جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)
TT

ائتلاف السوداني يطرح مبادرة لحسم رئاسة وزراء العراق

جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)
جانب من أحد اجتماعات قوى «الإطار التنسيقي» (وكالة الأنباء العراقية)

يعتزم ائتلاف «الإعمار والتنمية»، الذي يترأسه محمد شياع السوداني، رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، طرحَ «مبادرة سياسية شاملة» لحسم منصب رئاسة الوزراء.

وذكر إعلام «تيار الفراتين»، الذي يتزعمه السوداني، في بيان، أمس، أنَّ ائتلاف «الإعمار» يعمل على «بلورة مبادرة سياسية متكاملة» تهدف إلى كسر حالة الانسداد السياسي، مشيراً إلى أنَّ تفاصيلها ستُطرح أمام قوى «الإطار التنسيقي» في اجتماعه المرتقب.

إلى ذلك، قال العضو في ائتلاف «الإعمار والتنمية» قصي محبوبة لـ«الشرق الأوسط» إنَّ «المبادرة ستكون عبارة عن شروط الائتلاف لاختيار رئيس الوزراء»، دون ذكر تفاصيل.

من ناحية ثانية، رحب مارك سافايا، مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى العراق، في تدوينة عبر منصة «إكس» بإعلان بعض الفصائل المسلحة استعدادها لبحث نزع سلاحها، لكنَّه شدّد على «أن يكون نزع السلاح شاملاً، وغير قابل للتراجع».