شهدت مدينة القدية لحظة فارقة في مسيرة رياضة المحركات العالمية، مع تتويج الثنائي كيفن هانسن ومولي تايلور من فريق جميل لرياضة المحركات بلقب النسخة الأولى من كأس العالم للسباقات «إكستريم إتش»، في حدث تاريخي يُرسّخ مكانة المملكة في تبنّي تقنيات التنقل المستدام، ويفتح فصلاً جديداً في مستقبل رياضة المحركات المُعتمدة على وقود الهيدروجين.
مثّلت البطولة الافتتاحية نقطة تحول في عالم السباقات، باعتبارها أول منافسة رسمية لرياضة المحركات العاملة بخلايا وقود الهيدروجين والمعتمدة من الاتحاد الدولي للسيارات.
وشهدت المنافسات مشاركة 8 فرق دولية، تضم كل منها سائقاً وسائقة، تنافسا على مدار 3 أيام ضمن نظام سباقات مبتكر شمل تجارب الزمن، والمواجهات المباشرة، وصولاً إلى السباق الختامي الكبير الذي شاركت فيه 8 سيارات في مشهدٍ جمع بين الحماس الرياضي والتكنولوجيا النظيفة.

وفي محيط جبال طويق الخلابة، جسّد السباق مزيجاً ملهماً بين روح المنافسة والابتكار، مؤكداً قدرة تكنولوجيا الهيدروجين على قيادة مستقبل خالٍ من الانبعاثات دون المساس بالأداء أو تجربة القيادة.
بعد تألقهما في الجولات التمهيدية، حافظ الثنائي هانسن (السويد) وتايلور (أستراليا) على تفوقهما في السباق النهائي، حيث انطلق هانسن من مركز الصدارة ليحقق تقدماً مستحقاً في المراحل الأولى، قبل أن تتولى تايلور إكمال المهمة وتحقيق الفوز بفارق قدره 7.068 ثانية عن فريق «كارل كوكس موتو سبورتس»، فيما حلّ فريق إيفين ثالثاً على منصة التتويج.
وقال كيفن هانسن، عقب الفوز: «تحقيق أول لقب في تاريخ هذه البطولة هو بلا شك أهم إنجاز في مسيرتي. كان من الرائع أن أمثل فريقاً سعودياً وأشعر بدعم الجمهور هنا في القدية. هذه لحظة سنعتز بها دائماً».

وأضافت مولي تايلور: «لقد كان أسبوعاً حافلاً بكل المقاييس، وكل يوم كان يتطلب أقصى درجات التركيز. الفوز بهذا اللقب يُعد تتويجاً لعمل جماعي رائع قام به جميع أعضاء الفريق، وشرفٌ كبيرٌ لنا أن نصنع التاريخ معاً».
جاء تنظيم كأس العالم للسباقات «إكستريم إتش» ليجسد التزام المملكة بتعزيز مفاهيم الاستدامة والمساواة في الرياضة، إذ يضم كل فريق سائقاً وسائقة يتنافسان على قدم المساواة، في خطوة تعكس القيم التقدمية لرياضة المحركات الحديثة.
وعلى مدار 3 أيام من المنافسات، تألقت فرق متعددة؛ حيث فاز فريق «كي إم إس» بأول ميدالية في سباقات تحديد الزمن، وحقق ستارد انتصاراً في المواجهات المباشرة، قبل أن يختتم «جميل لرياضة المحركات» البطولة بالفوز بالسباق النهائي والتتويج باللقب العالمي الأول.

جاء هذا الإنجاز ليؤكد مكانة مدينة القدية كمركز عالمي رائد للرياضة والترفيه، ومحورٍ رئيسي لتحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في تنويع الاقتصاد ودعم الابتكار في التقنيات المستدامة.
وقال الأمير خالد بن سلطان العبد الله الفيصل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وشركة رياضة المحركات السعودية: «من قلب القدية، نكتب اليوم فصلاً جديداً في مسيرة رياضة المحركات العالمية. إطلاق كأس العالم للسباقات (إكستريم إتش) يمثل إنجازاً فريداً يثبت أن المنافسة والابتكار والاستدامة يمكن أن تجتمع في سباقٍ واحد. إنها بداية حقبة جديدة، مدعومة بالتكنولوجيا، مدفوعة بالطموح، ومبنية من أجل المستقبل».
وتعدّ القدية أول مدينة في العالم تُصمم بالكامل لتقديم تجارب ترفيهية عالمية المستوى، حيث تلتقي الرياضة والثقافة والمتعة في وجهة عصرية متكاملة. وأقيم السباق في منطقة جبال طويق الساحرة، بالقرب من موقع يجري تطويره ليصبح وجهة عالمية لرياضة المحركات.
ومع إسدال الستار على هذه البطولة المبتكرة، رسّخت المملكة مكانتها في طليعة مشهد رياضة المحركات النظيفة، لتنطلق من القدية شرارة جيل جديد من السباقات، يمزج بين الأداء المتفوق والمستقبل المستدام، نحو عالم سباقات أنظف وأسرع وأكثر إلهاماً.

