«مانجا العربية» تحصد جائزة التميز في النشر لفئة المنصات الرقمية بمعرض «الرياض للكتاب»
شركة «مانجا العربية» خلال تسلمها جائزة التميز في النشر لفئة المنصات الرقمية بمعرض الرياض للكتاب (الشرق الأوسط)
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
«مانجا العربية» تحصد جائزة التميز في النشر لفئة المنصات الرقمية بمعرض «الرياض للكتاب»
شركة «مانجا العربية» خلال تسلمها جائزة التميز في النشر لفئة المنصات الرقمية بمعرض الرياض للكتاب (الشرق الأوسط)
حققت شركة «مانجا العربية» إحدى شركات «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)» جائزة التميز في النشر ضمن جوائز «معرض الرياض الدولي للكتاب 2025»، وذلك تقديراً لدورها الريادي في تطوير ونشر المحتوى الإبداعي العربي والارتقاء بصناعة القصص المصورة في المنطقة.
ويأتي هذا التكريم تتويجاً لمسيرة «مانجا العربية» التي انطلقت عام 2021 بهدف تمكين المحتوى العربي الإبداعي وصناعة جيل جديد من القراء والمبدعين العرب، عبر إصداراتها الموجهة لكل من فئتي الشباب والصغار، ومنصاتها الرقمية والمطبوعة التي تجاوزت تطبيقاتها 12 مليون تحميل في أكثر من 200 دولة.
وعبّر الدكتور عصام بخاري، المدير العام ورئيس تحرير شركة «مانجا العربية»، عن اعتزازه بهذا الفوز، وقال: «نعتز في (مانجا العربية) بهذا الإنجاز الذي يعكس إيماننا العميق برسالتنا في تمكين الإبداع العربي وتقديم محتوى نوعي يليق بجمهورنا في المملكة والعالم العربي، هذه الجائزة هي ثمرة لجهود فريق العمل وشركائنا كافة، وتشكل حافزاً لمواصلة رحلتنا نحو توسيع حضورنا الإقليمي والدولي وتعزيز مكانة المملكة مركزاً رائداً في صناعة المحتوى الإبداعي».
ويُعد هذا الفوز تأكيداً للدور الذي تؤديه «مانجا العربية» في بناء منظومة متكاملة لدعم المواهب الإبداعية ونشر القصص العربية الأصيلة بأسلوب فني حديث يجمع بين القيم المحلية والرؤى العالمية، بما ينسجم مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في تعزيز صناعة الثقافة والإبداع.
احتفاءً بالخط العربي بوصفه فناً أصيلاً يحمل بين ثناياه دعوة للسلام، والانسجام الإنساني، أطلقت مصر الدورة العاشرة من «ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي».
تستخدم ندى صحناوي الألوان الزاهية، بالإضافة إلى الأسود والأبيض. وفي قوالب الزهور الحمراء والبيضاء، يخال للناظر إليها أنها تُشبه كعكة عيد...
فيفيان حداد (بيروت)
مصر: متحف التحرير يعرض التابوت «الاستثنائي» بعد استعادته من أميركاhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5222493-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%8A%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D9%87-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7
مصر: متحف التحرير يعرض التابوت «الاستثنائي» بعد استعادته من أميركا
التابوت الأخضر من القطع الأثرية النادرة (المتحف المصري بالتحرير)
أبرز المتحف المصري في التحرير (وسط القاهرة) التابوت الأخضر «الاستثنائي» الذي يعود إلى الكاهن «عنخ إن ماعت» لمصر، مؤكداً على القيمة الكبيرة لهذا التابوت، الذي يرجع عمره إلى 2600 عام، بعد معركة قانونية طويلة لاسترداد هذا التابوت الذي سُرق من مقبرة في أبو صير (غرب القاهرة) عام 2008، وتم تهريبه إلى ألمانيا ثم عرض في متحف بهيوستن إلى أن نجحت مصر في استرداده عام 2023، وفق بيان للمتحف المصري بالتحرير.
ويعدّ هذا التابوت «استثنائياً»، لأن وجهه ملون بالأخضر بما يرمز للبعث والخلود، بينما جسم التابوت أسود وهو لون مرتبط بالإله أوزوريس، ويصل طوله إلى نحو 3 أمتار، فيما يصل وزنه إلى نصف طن، والتابوت عليه كتابات هيروغليفية من «كتاب الموتى» بماء الذهب.
وعدّ عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، عودة تابوت الكاهن المصري، عنخ إن ماعت، الذي يعود إلى نحو 2600 عام، إلى أرض الوطن وعرضه اليوم في المتحف المصري بالتحرير، «لحظة فارقة ومضيئة في مسيرة استرداد مصر لتراثها الحضاري المسلوب، وتؤكد من جديد أن الحضارة المصرية ليست مجرد تاريخ، بل قضية وطن وكرامة وهوية».
وأضاف عبد البصير لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا التابوت الاستثنائي ليس مجرد قطعة أثرية نادرة من العصر المتأخر، بل هو وثيقة حضارية متكاملة، تعكس عمق الفكر الديني، وجمال الفن الجنائزي، ودقة العقيدة المرتبطة بالحياة الأخرى لدى المصريين القدماء، فالكاهن عنخ إن ماعت كان جزءاً من منظومة دينية وفكرية متكاملة، آمنت بالخلود والبعث، وعبّرت عن ذلك بلغة فنية لا تزال تبهر العالم حتى اليوم».
التابوت الأخضر للعرض بالمتحف المصري بعد عودته من الخارج (المتحف المصري بالتحرير)
وتسعى مصر لاسترداد آثارها التي تم تهريبها للخارج بشكل غير مشروع، من خلال جهود قانونية ودبلوماسية متنوعة، وتمكنت بالفعل من استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية خلال 10 سنوات، وفق تصريحات سابقة لوزير السياحة والآثار، مؤكداً أن الدولة تولي ملف استرداد التراث الأثري أهمية كبيرة ضمن جهودها للحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية لمصر.
ووفق عبد البصير، فإن «استعادة هذا الأثر المهم من الولايات المتحدة يعكس تحولاً حقيقياً في ملف استرداد الآثار خلال عصر الجمهورية الجديدة، حيث أصبحت مصر تتحرك بثقة وقوة القانون الدولي، مدعومة بإرادة سياسية واعية، ومؤسسات ثقافية وأثرية محترفة، وتعاون وثيق بين وزارة السياحة والآثار، ووزارة الخارجية، والنيابة العامة، وكافة أجهزة الدولة المعنية».
ويصف المتخصص في الحضارة المصرية القديمة، الدكتور محمد حسن، التابوت الأخضر، بأنه «أحد التوابيت التي تعود للعصر المتأخر، ويحمل العديد من الدلالات المرتبطة بعقيدة المصري القديم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «استعادة هذا التابوت بفضل جهود إدارة الآثار المستردة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، ليتم وضعه في المتحف المصري بالتحرير، تشير إلى اهتمام مصر بتراثها المادي وحرصها على استعادته».
ويضم المتحف المصري بالتحرير الذي يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1902 مجموعات متميزة من الآثار المصرية تمتد من فترة ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني، من بينها لوحة الملك نعرمر التي تُخلد توحيد مصر تحت حكم ملك واحد، ومجموعة من التماثيل والقطع الأثرية لملوك عصر بناة الأهرامات، والمجموعة الجنائزية ليويا وتويا جدي الملك إخناتون، وكنوز تانيس، وآلاف القطع الأثرية الأخرى، وفق وزارة السياحة والآثار.
ويرى الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، أن «عرض هذا الأثر بعد عودته واسترداده فرصة عظيمة لنطالب دولاً في العالم مرة أخرى بإعادة المزيد من آثارنا المنهوبة، طالما هناك طرق ذكية رسمية وقضائية تتبعها وزارة السياحة والآثار المصرية لاسترداد الآثار»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «كما أن عرض هذه الآثار المستردة يراكم نوعاً من الثقافة التوعوية بالحضارة المصرية القديمة، وأهمية أن تكون آثار تلك الحضارة في مكانها الطبيعي ببلدها مصر وليس في أي دولة أخرى».
وأشار إلى التطوير والتجديد اللذين يجريان في المتحف المصري بالتحرير من خلال تحديث سيناريو العرض واختيار قطعة الشهر وتخصيص قاعة للمعارض المؤقتة، وبها معرض حالي عن نفارتاري زوجة رمسيس الثاني.
ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفالhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5222474-%D9%85%D9%85%D8%AF%D9%88%D8%AD-%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF%D9%88%D9%84-%D9%8A%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84
ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفال
«الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
قال المخرج السعودي، ممدوح سالم، إن فيلمه «الهندول» ارتبط بمشهد عاشه في وداع جده، وإن الفكرة ظلت تلح عليه حتى كتبها بعد 10 سنوات، مؤكداً أن العمل السينمائي الذي قدمه ليس عن الموت فقط، بل عن الحياة أيضاً، وأن التحدي الأكبر الذي واجهه الفيلم هو تصويره في مقبرة حقيقية.
وأضاف سالم في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «كل الفرص متاحة لصناع الأفلام السعوديين لكي يرووا حكاياتهم»، لافتاً إلى نضاله ورفاقه من السينمائيين السعوديين لعرض الأفلام؛ مما أحدث حراكاً سينمائياً «كانت نتيجته هذا الازدهار الذي تحققه السينما السعودية خلال سنوات قليلة»، على حد تعبيره.
ويعرض ممدوح سالم في أحدث أفلامه الروائية القصيرة «الهندول» قصة تأثير الفقد على الأطفال، من خلال طفل صغير يموت والده فجأة ويجد صعوبة بالغة في تقبل فكرة الموت، وبينما تنشغل الأم باستقبال المعزين، يتسلل الصغير إلى مقبرة أبيه، ويرفض مغادرتها على الرغم من مطاردة الحارس له، ويقوده ذلك إلى لقاء عفوي مع العم «سالم» الذي يعمل نجاراً، وحين تضع الأم مولوداً جديداً، يساعده «سالم» لكي يتجاوز أحزانه، ليدرك الطفل مع الوقت أن الموت هو الوجه الآخر للحياة، وأن الحب والذكريات يُبقيان الأحبة قريبين إلى الأبد. الفيلم من بطولة يوسف شيخ، ووليد باعشن، وابتسام محمد، وعائشة الرفاعي، ومن إنتاج وإخراج ممدوح سالم، والسيناريو والحوار لفاروق الشعيبي.
شارك الفيلم في الدورة الخامسة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» ضمن برنامج «أفلام السعودية الجديدة» الذي سلط الضوء على 21 فيلماً قصيراً وطويلاً تحمل رؤى وأفكاراً جديدة لصناع أفلام سعوديين، من بينهم المخرجة هيفاء المنصور وأحدث أفلامها «المجهولة».
المخرج السعودي ممدوح سالم (صفحته على فيسبوك)
بدأ ممدوح سالم نشاطه الفني ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً للعروض المسرحية والسينمائية، وقدم 8 أفلام ما بين وثائقية وروائية، إلى جانب عروضه المسرحية وأعماله الدرامية بالتلفزيون.
وتعود قصة الفيلم إلى ما قبل 10 سنوات، حين ذهب المخرج لوداع جده، ولفت نظره طفل في جنازة أخرى بدا عليه التأثر الشديد... يقول سالم: «جذبني الطفل بحالة الحزن التي تسكن روحه، فهو لم يختبر معنى الفقد والغياب، كيف يستوعب عقله الصغير كل ذلك؟ وظلت الفكرة في رأسي، وبنيتُ عليها الفيلم، وكتبتُ معالجة، وكتب فاروق الشعيبي السيناريو والحوار»، ويلفت سالم إلى أن «الهندول» يرمز إلى الحياة، «فالكلمة نفسها تعني سرير الطفل الرضيع»، مشيراً إلى أن فيلمه يقدم مقاربات بين الحياة والموت.
ويسوق المخرج مقاربات رمزية تعكس ذلك ما بين: النعش والهندول، والسرير والقبر، والليل والنهار، فالنجار الذي يصنع السرير هو أيضاً من يصنع نعش الموت. ويتابع: «لم يكن على بالي أن أقدم فيلماً قصيراً؛ لأنني أعكف على تحضيرات فيلمي الروائي الطويل الأول، لكن الفكرة كانت تُلح عليّ، وكل من قرأ السيناريو من أصدقاء أثق بهم تحمس له».
ولأول مرة تصوَّر مشاهد فيلمية داخل مقبرة حقيقية، وكان هذا تحدياً كبيراً، مثلما يقول سالم... «يُمنع في المملكة التصوير داخل مقبرة؛ لذا رفعنا طلباً إلى الجهات الرسمية وساعدتنا (هيئة الأفلام) في ذلك، وقد اعتمدت في التصوير على اللقطات الواسعة لُتظهر جانباً من معالم جدة التاريخية بأحيائها القديمة، وكذلك ظهرت ملامح المدينة في لقطات خروج الطفل من منزله».
الفيلم من إنتاج ممدوح سالم أيضاً وبدعم جزئي من «هيئة الأفلام» بنسبة 40 في المائة من تكلفته عبر برنامج «ضوء». وأخرج سالم 8 أفلام قصيرة ووثائقية، من بينها «ليلة البدر» عام 2007، وهو وثائقي شارك في «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية»، وعُرض في 12 مهرجاناً، ويتناول الحياة الاجتماعية في الحجاز، كما حاز تكريماً من «استوديو كازان».
ممدوح سالم وفريق عمل الفيلم في «مهرجان البحر الأحمر» (صفحة سالم على فيسبوك)
وفي فيلم «جدة ملتقى الثقافات والحضارات» تناول سالم أحداث السيول التي شهدتها مدينته جدة قبل سنوات، وحصل به على جائزة «أفضل فيلم وثائقي» في «مهرجان مسقط السينمائي»، كما أخرج فيلماً وثائقياً هو «صقر الجزيرة» عن توحيد السعودية، وله أيضاً فيلم «رواشين» الذي تطرق إلى الطراز المعماري في جدة التاريخية.
ورغم بداياته ممثلاً مسرحياً، وتقديمه عروضاً ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً، فإن سالم انشغل في أعمال بعيدة عن التمثيل، مؤكداً أنه أراد أن يركز أكثر في الإنتاج والإخراج والتوزيع السينمائي عبر شركته التي أسسها قبل سنوات.
وبدأ ممدوح سالم نشاطه الفني عقب تخرجه في الجامعة عام 2000، وحصل على دبلومة في إنتاج وإخراج الأفلام، وشارك في ورشات سينمائية عدة، وكان قد شارك ممثلاً في نحو 24 عملاً بين الدراما والكوميديا، من بينها مسلسل «بابا فرحان» الذي صدر في 18 جزءاً.
وظهر سالم في الفيلم السعودي الوثائقي «ضد السينما» للمخرج علي سعيد، بصفته أحد صناع الأفلام الذين نفذوا مبادرات مهمة أحدثت حراكاً سينمائياً مبكراً، ويتحدث عن مبادرته قائلاً: «أطلقت عام 2006 أول مهرجان سينمائي سعودي بعنوان (مهرجان جدة للعروض المرئية) ثم صدر قرار بوقفه في 2009، كما أقمت أول عروض سينمائية عام 2008 بعرض الفيلم السعودي (مناحي) من إنتاج (روتانا) في مدن جدة والطائف والرياض، وكنا نعرض الأفلام في قاعات مسرحية، وأحدثت حراكاً في مسار السينما السعودية».
وما بين الأمس واليوم، يبدو الفارق كبيراً مثلما يقول: «الوضع اختلف تماماً مع (رؤية المملكة 2030)، فقد أصبح هناك دعم كبير للثقافة؛ مما أحدث نهضة ثقافية كبيرة، سواء على مستوى السينما، ومستوى العروض المسرحية، وأتاح لكثير من المواهب أن تنطلق»، ويلفت سالم إلى أن «فرصاً هائلة متاحة للشباب أكثر من أيامنا، وهناك تجارب واعدة لصناع أفلام لديهم فكر ناضج ورؤى مختلفة، وهذا التنوع يصُب في مصلحة الثقافة السعودية»، وفق تعبيره.
في 2025... نجوم السينما لا تتلألأ كما بالأمسhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5222439-%D9%81%D9%8A-2025-%D9%86%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D9%84%D8%A3%D9%84%D8%A3-%D9%83%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B3
عندما تبين أن فيلم «الآلة المدمّرة» (The Smashing Machine) فشل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في استقطاب جمهور بطله دواين جونسون أو أي جمهور آخر، علق الممثل المعروف قائلاً: «النجاح ليس بالأرقام وحدها». هذا القول، بالنسبة لممثل يُقال إنه يتقاضى 50 مليون دولار عن كل فيلم، لا يقلل من أهميته المهنية؛ فهو درس مهم مفاده عدم الخروج عن القوالب التي تعوّد الجمهور على رؤيته فيها. لقد أحبّه الجمهور في نوع أو نوعين فقط، ومن الأفضل الحفاظ على هذه الصورة للبقاء على سدّة النجاح من دون ثقب أسود.
لكن، كيف نلوم ممثلاً وجد سيناريو مختلفاً عن المعتاد، وقام بأداء دور جديد قد يفتح له المجال ليصبح ممثلاً درامياً حقيقياً، يطمح لقراءة اسمه ضمن قوائم الترشيحات؟ دور يقدّمه بصفته ممثلاً، لا بصفته مجرد شكل بطولي يعتمد على القوة البدنية فقط؟
الفيلم الذي دمّر نفسه
محاولة جونسون فشلت... الفيلم عن حياة المصارع مارك كر لم يرقَ للتوقعات (A24)
محاولة جونسون باءت بالفشل لأن الفيلم، الذي يروي جزءاً من سيرة المصارع مارك كر، لم يكن على مستوى التوقعات. لم يكن الفيلم سيئاً إلى حدٍّ مرفوض، لكنه لم يكن جيداً بما يكفي. هذا أمر لا يمكن لوم جونسون عليه، بل هو نتيجة كتابة وإخراج بيني صفدي، وتبنته شركة الإنتاج (A24) على أساس أنه فيلم ناضج لجمهور يقدّر القيمة الفنية.
هذا يعني بكلمات، أن الجمهور المستهدف كان ممن تجاوزوا منتصف الثلاثينات، وقدروا أفلام الشخصيات الناضجة. لكن المرير أن هذه الفئة لم تتجه إلى الصالات إلا بنسبة 8 في المائة مقارنة بالجمهور الشاب الذي توقع فيلم مغامرات مليء بالإثارة الرياضية.
شركة الإنتاج راهنت على أن اسم دواين جونسون سيكون كافياً لتجاوز أي عثرات، فأطلقت الفيلم في نحو 3000 صالة في شمال أميركا (الولايات المتحدة، والمكسيك، وكندا) بدل اعتماد نظام عروض محدود لبناء الجمهور تدريجياً عبر تأثير الكلمة الشفهية «Word of Mouth» اختيار معاملة الفيلم كأي فيلم سابق من بطولة جونسون كان فشلاً جسيماً كلَّف الشركة 50 مليون دولار (بالإضافة لأجر الممثل). هذا إلى جانب أن الأسواق العالمية باتت، منذ سنوات، مصابة بآفات السوق المعهودة داخل الولايات المتحدة، فما ينجح فيها سينجح (غالباً) حول العالم، وما يفشل فيها سيفشل خارجها.
طغيان النوع
لكن جونسون ليس الوحيد بين الممثلين الذين ساروا على درب معيَّن ثم حاولوا تجربة الخروج منه صوب دور مختلف ليجدوا أن ترحاب المعجبين (ما بين 18 و36 سنة) لم تتماثل مع الأدوار التي اشتهروا بها.
هذا ليس وليد اليوم، ففي زمن سابق حاول رهط من الممثلين الذكور والإناث الخروج من القالب المعتاد صوب آخر ليكتشفوا أن ما كان في البال لم يتحقق. من بين هؤلاء سكارلت جوهانسن في «شبح في الصدفة» (Ghost in the Shell) سنة 2017، وروبرت داوني جونيور في «دوليتل» (2020)، وڤِن ديزل في «جدني مذنباً» (Find Me Guilty) في 2006، وسواهم.
جنيفر لورنس كما ظهرت في «مُت يا حبيبي» (إكسيلانت كاداڤر برودكشنز)
هؤلاء الممثلون قدموا أعمالاً جماهيرية ضخمة مثل «آيرون مان»، وسلسلة «ذا أفنجرز» (بالنسبة لجوهانسن وداوني)، و«سريع وغاضب» (Fast and Fury) بالنسبة لڤِن ديزل. ومع تدجين هوليوود للجمهور لمتابعة أفلام الأكشن ومسلسلات الكوميكس، أصبح النوعان طاغيين على مستقبل الممثل وقيمته الفنية، ما يُحدِّد نجاحه أو فشله. إذا حاول الممثل إظهار مهاراته التمثيلية الحقيقية، غالباً ما تواجهه نسبة فشل أعلى من النجاح.
نجوم حقيقيون
نتيجة ما سبق أصبح تأثير الممثل على شباك التذاكر أقل، مقابل صعود تأثير الفيلم نفسه. خذ مثلاً كريس هيمسوورث، أو روبرت داوني جونيور، أو سكارلت جوهانسن؛ أو أي نجم من نجوم سلسلة «The Avengers»، ستجد أن الإقبال لن يتأثر على أي جزءٍ جديد من السلسلة إلا بنسبة بسيطة قد لا تتجاوز 10 في المائة، ما دام الممثلون الباقون موجودين فيه.
بذلك بات الممثلون في هذه المسلسلات، مثل توم هولاند في «سبايدر مان»، ورايان رينولدز في «Deadpool»، ودواين جونسون في «جومانجي»، يعيشون في فخ أو حقل ألغام بلا خريطة.
هذا لم يكن الحال في سابق سنوات هوليوود، حين كان بإمكان الممثل اختيار أدواره بحرية دون عواقب كبيرة. نتحدّث عن همفري بوغارت، وريتا هايوورث، وهنري فوندا، ومارلون براندو وإليزابث تايلور، وصولاً إلى أنطوني هوبكنز، وكلينت إيستوود، وبيرت رينولدز، وعشرات آخرين انتقلوا من الكوميديا إلى الدراما ومن فيلم بوليسي إلى فيلم حربي، أو وسترن بالنجاح نفسه. هؤلاء كانوا نجوماً يتلألأون في كل مناسبة وإن فشل أحد أفلامهم فإن ذلك لا يشكل ضربة مؤثرة، بل مجرد حكّة بسيطة وعابرة.
هذا العام تعددت النماذج التي تشهد بأن النجومية لم تعد تتلألأ كما سبق لها أن فعلت قبل طغيان أفلام الكوميكس وباقي المسلسلات.
إلى جانب فشل جونسون في مهمّته التدميرية وجدنا جنيفر لورنس تواجه المعضلة نفسها عبر فيلمها الأخير «مت يا حبيبي» (Die My Love). زميلتها سكارلت جوهانسن أقدمت على إنتاج وإخراج فيلم عن الهولوكوست عنوانه «إليانور العظيمة» (Eleanor the Great) وحصدت فشلاً ذريعاً، كذلك الحال مع جوليا روبرتس في «بعد الصيد» (After the Hunt)، وجوني ديب في «مودي: ثلاثة أيام على جناح الجنون» (Three Days on the Wing of Madness) من بين أمثلة قليلة أخرى.
هذا ما خلفه الاعتماد على أفلام لا معنى لها تُنتج بمئات ملايين الدولارات لأن الجمهور السائد يرغب في الترفيه عن نفسه في كل يوم من أيام السنة. الممثلون يلتقطون هذه الأدوار لأنها عمل مضمون بأجر كبير، لكن إذا ما كانت آمالهم معلّقة بأدوار مختلفة وعميقة وتمنح جوائز، فإن الخروج عن الموديل السائد سيعني، في غالب الأحوال، ذلك النوع من الفشل الذي يبقى في البال طويلاً ويجعل الممثل خائفاً من فشل آخر قد يهبط بأجره المادي.