لماذا جوائز نوبل مهمة للعلم؟

تُمنح لمن قدموا خدمات «استثنائية» لصالح البشرية

تُمنح جوائز نوبل في 10 ديسمبر من كل عام (موقع جوائز نوبل)
تُمنح جوائز نوبل في 10 ديسمبر من كل عام (موقع جوائز نوبل)
TT

لماذا جوائز نوبل مهمة للعلم؟

تُمنح جوائز نوبل في 10 ديسمبر من كل عام (موقع جوائز نوبل)
تُمنح جوائز نوبل في 10 ديسمبر من كل عام (موقع جوائز نوبل)

ربما لا يقدم أي حدث علمي للعلم مثل ما يقدمه الإعلان عن جوائز نوبل للعلوم من فرص الدعاية والاهتمام العالمي، بدءاً من محاولات التنبؤ بأسماء الفائزين وانتهاءً بالمتابعة المستمرة الممتدة لنحو شهرين متصلين من كل عام، بما يضاهي أو ربما يفوق ترقب أسماء المرشحين لجوائز الأوسكار.

فمنذ بداية إطلاقها، جذبت جوائز نوبل للعلوم اهتمام الرأي العام، كما أنها كانت دوماً الأكثر قدرة على الوصول إلى وسائل الإعلام المختلفة، مقارنةً بأي جائزة علمية أخرى. وما بين عشية وضحاها، يصبح العلماء الحائزون على نوبل من المشاهير. كما تدفع الجائزة بالعلوم الأكثر تعقيداً إلى دائرة الضوء لتثير حالة غير مسبوقة من التساؤلات والنقاشات حول ماهية هذه الاكتشافات وأهميتها للعلم وللبشرية.

يقول الدكتور عبد الجبار المنيرة، أستاذ علم الأعصاب في معهد كارولنسكا بالسويد، وأحد أعضاء لجنة مُحكّمي جائزة نوبل في الطب أو الفسيولوجيا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تُمنح الجائزة للاكتشافات التي كان لها أعمق الأثر على البشرية، وتعترف بالعلماء الذين قرروا المغامرة في مناطق علمية مجهولة وتجاوزوا حدود المعرفة البشرية التقليدية».

ويشدد الدكتور ماهر القاضي، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء بجامعة كاليفورنيا الأميركية بلوس أنجليس، على أن: «جائزة نوبل هي أعلى وسام علمي في العالم يسلط الضوء على الأبحاث والاكتشافات التي غيّرت حياة البشر. هذا بالإضافة إلى أنها تتسبب في حركة علمية واسعة، وتخلق بيئة من الحماس والاكتشاف داخل المجتمع العلمي».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «أسماءً مثل ألبرت أينشتاين وماري كوري وألكسندر فليمنغ أصبحوا رموزاً خالدة في الذاكرة الإنسانية لأن الجائزة لا تكتفي بتكريم الإنجاز العلمي فقط، لكنها تحوِّل صاحب الإنجاز إلى قدوة تلهم أجيالاً كاملة من الباحثين والعلماء حول العالم».

المكانة المرموقة للجوائز

وفق القائمين على موقع «لينداو» المنظِّم للاجتماع السنوي لحائزي جوائز نوبل للعلوم، فإنهم يبحثون في الجوائز عن مرجعية، ليس فقط للتميز، ولكن أيضاً للمصداقية والدافعية والالتزام بالمثل العليا التي تُلهم الأشخاص العاديين والعلماء والباحثين الشباب.

ويقول الدكتور طارق قابيل، عضو هيئة التدريس بقسم التقنية الحيوية، بكلية العلوم، جامعة القاهرة المصرية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تُكرِّم الجوائز الاكتشافات التي تحقق أكبر منفعة للبشرية»، مما يربط الابتكار العلمي بالمنفعة الإنسانية المباشرة.

حفل توزيع جائزة نوبل لعام 2016 - استوكهولم (فعالية جائزة نوبل للتوعية 2016 - بي فريسك)

ويفسر جوستاف كالستراند، كبير أمناء متحف نوبل في تصريح لصحيفة «وايرد» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014، أسباب المكانة التي تحظى بها الجائزة بقوله: «مسألة أن مخترع الديناميت يخصص أمواله لإنشاء جائزة للسلام، أثارت اهتمام الكثير من الناس بالجائزة، كما اجتذبت الجائزة الكثير من الاهتمام بسبب قيمتها النقدية الضخمة».

في السنوات الأولى، كانت قيمة جوائز نوبل المادية تعادل نحو 20 عاماً من العمل الأكاديمي، مما جعلها بمنزلة «الجائزة العبقرية» النموذجية التي سمحت للعلماء بمتابعة اهتماماتهم الأخرى بحرية كاملة تقريباً. كما أنه عادةً ما يحظى حائزوها برغبة شديدة من الجماهير في مشاركة تجاربهم، والاستماع إلى نصائحهم، بل الشعور بالتضامن معهم.

يقول قابيل: «تعمل الجوائز مصدرَ إلهام للعلماء الشباب، مؤكدةً أن العمل المتقن للبحث والجرأة الفكرية يمكن أن يغيرا العالم»، مشدداً على أن «جوائز نوبل أصبحت معياراً عالمياً للتميز العلمي، حيث تظهر أن الإنجازات التي تشكل مستقبلنا تحصل على الاعتراف والدعم اللازمين لمواصلة رحلة الاكتشاف».

ومع الضجة الكبيرة التي صاحبت الجائزة منذ البداية وكذلك بريقها الذهبي، اكتسبت في نهاية المطاف سمعة طيبة في اختيار الفائزين البارزين، بفضل المنهجية التي وضعتها لجان التحكيم في عام 1901، وهو ما يعلق عليه كالستراند بالقول: «قرر أعضاء الأكاديمية التماس توصيات المجتمع العلمي الدولي منذ البداية، حيث تقوم لجنة مكونة من 5 أعضاء لكل جائزة بطلب ومراجعة آلاف الترشيحات. تحصل اللجنة على قدر هائل من المعلومات، ثم تُجري بحثاً دقيقاً ومراجعة صارمة، قبل اتخاذ القرار النهائي».

يقول البروفسور توماس بيرلمان، من معهد كارولنسكا، وسكرتير لجنة نوبل للطب أو الفسيولوجيا: «يتعلق الأمر بالتقاليد والتاريخ الطويل لهذه الجوائز. عندما بدأت في عام 1901، كانت الجوائز الدولية أمراً غير معتاد».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لقد اختارت نوبل العديد من الاكتشافات التي تميزت في تاريخ العلوم بأنها تحويلية ومبتكرة، لذا تطورت الجائزة لتصبح الأولى دولياً».

سفانتي بابو يتسلم جائزة نوبل من جلالة ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف (جوائز نوبل - ناناكا أداتشي)

125 عاماً من الجوائز

في كل عام منذ 1901، وباستثناء بضع سنوات خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، تُمنح جوائز نوبل في 10 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام، تاريخ وفاة مؤسس الجائزة ألفريد برنهارد نوبل (1833-1896). في ذلك التاريخ، يتسلم الفائزون ميدالياتهم الذهبية وجوائزهم النقدية، قبل أن يُلقوا محاضرة عن إنجازاتهم العلمية، كما يتم تكريمهم في مأدبة أنيقة يستضيفها ملك وملكة السويد في مدينة استوكهولم.

في حين يتم الإعلان عن أسماء الفائزين بالجوائز في شهر أكتوبر، أي قبل تسلم الجوائز بشهرين تقريباً، وهو الشهر ذاته الذي وُلد فيه ألفريد نوبل، مؤسس الجائزة الذي كان يملك رؤية لعالم أفضل. إذ كان يعتقد أن العلماء قادرون على المساعدة في تحسين المجتمعات من خلال نشر قيم المعرفة والعلم والإنسانية. لقد تم وضع الأسس الاقتصادية لتمويل جائزة نوبل في عام 1895، عندما وقَّع نوبل وصيته الأخيرة وترك الكثير من ثروته لإنشاء الجائزة ومؤسسة نوبل المكلَّفة بإدارة ثروته.

وتُمنح جائزة نوبل في مجالات: الفيزياء، والكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء أو الطب، والأدب، والسلام، فيما أُضيفت جائزة تذكارية في العلوم الاقتصادية عام 1968. ومن بين جميع جوائز نوبل الست، تتمتع جوائز العلوم بطابع يتسم بالتفرد، «إذ ترتبط هذه الجوائز بدرجة من الثقة والقبول لدى الجمهور العام ربما لا تتوفر بالقدر ذاته في جوائز نوبل للسلام والأدب الاقتصاد»، وفق خبراء.

وترى غابرييلا غونزاليس، عالمة الفيزياء التجريبية في جامعة ولاية لويزيانا الأميركية، في تعليق لها على أهمية جوائز نوبل للعلوم، ضمن مقال تحليلي نُشِر على موقع الجمعية الفيزيائية الأميركية (APS)، 31 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022: «الفائدة الأساسية لجوائز نوبل هي أن هناك أسبوعاً من كل عام يظهر فيه العلم بشكل مؤكد في الأخبار، بالإضافة إلى برامج إذاعية وتلفزيونية تشرح نتائج الأبحاث المهمة التي أثَّرت في مسيرة العلوم الحديثة».

ويفسر قابيل قدرة جوائز نوبل على اختراق كل المنصات الإعلامية حول العالم وخلق حالة من الاهتمام غير المسبوق بأن: «الجائزة تمثل قصة إنسانية وعلمية فريدة تسمح لوسائل الإعلام بالاحتفاء بالعبقرية والابتكار، وتسليط الضوء على كيفية تأثير الاكتشافات العلمية المعقدة على حياة الناس اليومية، مما يثير الاهتمام العالمي بالعلم».

وحتى هذه اللحظة، لا توجد أي جائزة أخرى تعادل هيبة جوائز نوبل وما تلقاه من تقدير عالمي. بل إنه غالباً ما يتم استحضار جوائز نوبل باستمرار للإشارة إلى أهمية الجوائز الأخرى؛ إذ يطلق على جائزة تورينغ «جائزة نوبل للكمبيوتر»، وجائزة بريتزكر «جائزة نوبل في الهندسة المعمارية»، وفي الرياضيات تتنافس «جائزة أبيل» و«ميدالية فيلدز» على أيهما أجدر بالمقارنة بجائزة نوبل. ولكن لماذا هي مهمة إلى هذا الحد؟ وما مدى إسهامها في الارتقاء بمسيرة العلم الحديث؟

أهم وأبرز جوائز نوبل

هناك اتفاق بين العلماء على أن جوائز نوبل التي تُمنح للعلماء الذين قدموا مساهمات ملموسة في مجالات الكيمياء والفيزياء والطب، هي أبرز الجوائز العلمية التي تعكس حالة الإنجاز البشري في هذه المجالات الثلاثة. لقد أسهمت غالبية الإنجازات العلمية التي حازت تلك الجوائز في التقدم العلمي والحضاري للبشرية خلال الأعوام الماضية، كما ساعدت المجتمعات على التطور، بل الأهم أنها ساعدتنا على معرفة أنفسنا، وكذلك القوانين والآليات التي تحكم الكون والطبيعة، لقد جعلتنا ندرك مكاننا الحقيقي في الكون.

يقول القاضي: «جائزة نوبل مليئة بالمحطات المهمة والملهمة، والبداية كانت في عام 1901 عندما حصل العالم الألماني فيلهلم رونتغن على الجائزة الأولى في التاريخ لاكتشافه الأشعة السينية، مما أطلق ثورة في الطب والعلاج والتشخيص. محطة أخرى في عام 1945 عندما تم منح الجائزة للعالم ألكسندر فليمنغ بعد اكتشافه البنسلين، أول مضاد حيوي في التاريخ. كما شهدت بدايات القرن العشرين سلسلة من الجوائز المرتبطة بفهم تركيب الذرّة، وهو ما أحدث ثورة معرفية في الكيمياء والفيزياء والطب، وفتح الطريق لعصر العلم الحديث».

من جانب أخر، يرى الدكتور أحمد بن حامد الغامدي، من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، أن «أهم تلك الجوائز هي المرتبطة باكتشافات فيزياء الكم والجسيمات الأولية، وكذلك المرتبطة باكتشافات الجينات في مجالَي الطب وعلم الأحياء الجزيئية».

ويفسر الغامدي لـ«الشرق الأوسط» ذلك بأن «فهمنا للكون والعالم من حولنا لم يكن ممكناً لولا معرفتنا الدقيقة بعوالم الذرة والنواة والإلكترونات، وكذلك لم يكن ممكناً تصور وجود التقنيات الحديثة مثل الكمبيوتر والأقمار الاصطناعية والبث الإذاعي والتلفزيوني وأشعة الليزر وتكنولوجيات الطيران والصواريخ والأسلحة الذرية، من دون التقدم العلمي الذي فتحت أبوابه جوائز نوبل».

وأضاف أنه «على نفس النسق، يقف تحديد تركيب جزيء الـ(دي إن إيه) وراء الطفرة الكبيرة في مجالات علم الوراثة والتقنية الحيوية وهندسة الجينات، وما لها من تطبيقات هائلة في الطب وصناعة الدواء والمنتجات الزراعية».

في حين يرى قابيل أن «أبرز محطات نوبل للعلوم هي الإنجازات التي أعادت تعريف مسار البشرية، مثل اكتشاف الأشعة السينية، والبنسلين، وتركيب الحمض النووي، وتقنية كريسبر أو ما يعرف بـ(مقص الجينات) الذي يتيح تعديل أشرطة الحمض النووي بدقة فائقة، فاتحاً آفاقاً غير مسبوقة لعلاج الأمراض الوراثية وتطوير المحاصيل». كما لا ينسى قابيل «علوم فيزياء الكم التي أسست لفهمنا للعالم تحت الذري، ومهَّدت الطريق لتطوير التكنولوجيا الحديثة».

إيمانويل شاربنتييه من مطوري تقنية كريسبر الثورية تتسلم ميدالية جائزة نوبل (جوائز نوبل)

القليل من الجدل

وفي وقت، أثارت جوائز السلام والآداب الكثير من الجدل، لم تثر جوائز نوبل في العلوم سوى القليل من الجدل حول مدى استحقاقها، على الرغم من أن بعض الأعمال المهمة لم تعترف بها الجائزة.

ومن أمثلة ذلك، جائزة الطب التي ذهبت إلى طبيب الأعصاب البرتغالي، إيغاس مونيز، الذي قدم في عام 1936، عملية جراحية لعلاج مرض انفصام الشخصية. لقد أظهرت هذه العملية نجاحاً كبيراً في بادئ الأمر، حيث تحولت سلوكيات المرضى من الحدة والعنف إلى الهدوء، ولكن على المدى الطويل طرأ على المرضى بعض التغيرات والاضطرابات الحادة في الشخصية والسلوك وفقدان الطموح والحافز في الحياة.

في ذلك الوقت لم يكن هناك أي علاج فعال على الإطلاق لمرض انفصام الشخصية، وقد أصبحت هذه العملية شائعة وحصل مونيز على جائزة نوبل في عام 1949. ولكن في عام 1952، تم تقديم أول دواء للمرض، ما أثار حالة من السخط العام. ووفق موقع الجائزة على الإنترنت، فإنه لا يوجد أي سبب لهذا السخط على ما حدث في الأربعينات، حيث لم تكن هناك بدائل أخرى في وقت الإعلان عن الجائزة.

وكذلك الحال، عندما اعتقدت لجنة الفيزياء أن ابتكارات الإنارة بالمنارات البحرية تستحق أعلى جائزة علمية في العالم، تلك التي نالها المخترع السويدي، جوستاف دالين، قبل علماء آخرين أكثر تأثيراً وأهمية، من أمثال ألبرت أينشتاين ونيلز بور، وهو ما علق عليه الغامدي: «حالة التعاطف الإنساني مع دالين هي سبب ترشيحه ثم حصوله على الجائزة في عام 1912. وكان دالين قد أصيب بالعمى بسبب انفجار غاز الأسيتيلين في أثناء إجرائه تجارب لتصميم منظِّم وصمام خاص لتدفق الغاز في شعلة المنارة البحرية».

في هذا الصدد، يقول الغامدي: «أشعر بالإحباط بسبب خلو سجل الفائزين بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2019 -خُصّصت لمن أسهموا في تطوير بطاريات الليثيوم- من اسم العالم الفرنسي الجنسية والمغربي الأصل، رشيد اليزمي. فعلى الرغم من المكانة العلمية الرفيعة التي يحظى بها اليزمي في هذا المجال، وأنه سبق أن نال عدداً من الجوائز المرموقة بالاشتراك مع العلماء الذين نالوا جائزة نوبل في الفيزياء 2019، فإنه جرى استبعاد اسمه من جوائز نوبل».

وتابع الغامدي أنه «من الأمور المثيرة للجدل في تاريخ الجائزة، أنها لم تُمنَح لعالم الكيمياء الروسي المعروف ديمتري مندلييف، صاحب الجدول الدوري للعناصر الكيميائية. في حين جرى منح الجائزة لكيميائي أقل بكثير في الأهمية من مندلييف وهو الفرنسي، هنري مواسان، مكتشف عنصر الفلور. وكذلك الحال مع الفيزيائي الاسكوتلندي ذائع الصيت، اللورد كالفن، ذي الأثر البالغ في علم (الثيرموديناميك)».

هل هناك حاجة إلى التطوير؟

وهنا يطفو على السطح سؤال مهم: «هل يجب أن تستمر جوائز نوبل كما هي، أم يجب تطويرها في المستقبل القريب؟ يقول الدكتور عبد الجبار المنيرة: «جوائز نوبل والطرق المنظمة لمنحها راسخة بقوة في وصية ألفريد نوبل».

ويضيف: «لذلك، فإن معاييرنا صارمة، ويجب أن تكون أهمية الاكتشاف استثنائية حقاً؛ يجب أن يمثل اختراقاً حقيقياً يحمل تميزاً استثنائياً، مع مساهمة واضحة في تحسين البشرية. تلتزم جميع لجان الجائزة بشكل صارم بوصية ألفريد نوبل، وعلى مدار القرن الماضي، أثبت هذا النهج باستمرار أنه المسار الصحيح للمستقبل».

وفيما يتعلق بمحاولات البعض التشكيك في نزاهة جوائز نوبل، أجاب المنيرة بأن «دور لجنة نوبل يتمثل في تقييم واختيار الاكتشاف الأكثر استحقاقاً كل عام. ومن الضروري أن يحافظ حائزو الجائزة على إرث وصية ألفريد نوبل، وقد نص صراحةً على أنه في منح الجوائز لا ينبغي النظر إلى الجنسية؛ بل يجب منح الجائزة للأفراد الأكثر استحقاقاً».

وفيما يتعلق بوجود أي نوايا لتطوير الجائزة لتشمل مجالات علمية أخرى أو إضافة قواعد جديدة لعملية الاختيار، نفى البروفسور بيرلمان، وجود أي خطط من هذا النوع: «لا توجد مثل هذه الخطط، على الأقل لا نية لأي تغييرات كبيرة. من الضروري الإشارة إلى أن إضافة مجالات علمية جديدة تتطلب تغييرات كبيرة في النظام الأساسي لمؤسسة نوبل»، مضيفاً أنه «من الناحية القانونية، مثل هذه التغييرات معقَّدة لأن النظام الأساسي يستند إلى وصية ألفريد نوبل، وهناك قيود صارمة لضمان الالتزام بالوصية الأصلية».


مقالات ذات صلة

أبرز 5 شخصيات طبعت سنة 2025

العالم الشرع خلال إلقائه كلمته (سانا)

أبرز 5 شخصيات طبعت سنة 2025

فيما يأتي لمحة عن أبرز 5 شخصيات طبعت سنة 2025 في مختلف المجالات ومن مختلف أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أميركا اللاتينية زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو (رويترز)

فنزويلا تعتزم اعتبار زعيمة المعارضة «هاربة» في حال سفرها لتسلم جائزة نوبل

تعتزم فنزويلا اعتبار زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو «هاربة من وجه العدالة» في حال مغادرتها البلاد إلى النرويج لتسلم جائزة نوبل للسلام التي نالتها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس)
آسيا ساناي تاكايتشي لدى وصولها إلى مقر رئاسة الوزراء في العاصمة اليابانية طوكيو (أرشيفية - أ.ب)

رئيسة وزراء اليابان تعتزم ترشيح ترمب لجائزة نوبل

تستعد رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي لترشيح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لجائزة نوبل للسلام، مشيرة إلى أنها تقوم بالترتيبات اللازمة لإبلاغه بنواياها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق عالم الفيزياء النظرية الحائز جائزة نوبل تشين نينغ يانغ (صحيفة تشينا ديلي)

وفاة العالم الصيني نينغ يانغ حائز «نوبل» في الفيزياء عن 103 أعوام

توفي عالم الفيزياء النظرية الحائز جائزة نوبل، تشين نينغ يانغ، في بكين اليوم (السبت) عن عمر ناهز 103 أعوام.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد عرض صور الفائزين بالجائزة لعام 2025 (من اليسار إلى اليمين) جويل موكير وفيليب أغيون وبيتر هاويت وهم يتحدثون إلى الصحافيين أثناء الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد (أ.ف.ب)

«نوبل» للاقتصاد لثلاثي طوّر نظرية «النمو المعتمد على الابتكار»

اختُتمت، أمس، فعاليات موسم جوائز نوبل لعام 2025 بمنح جائزة الاقتصاد إلى الأميركي جويل موكير والكندي بيتر هاويت والفرنسي فيليب أغيون، تقديراً لإسهامهم في تفسير

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.