كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع عامين من الحرب في غزة؟

أسهم الدفاع والذهب في صعود... والاقتصاد الإسرائيلي تحت الضغط

 منازل ومبانٍ مدمّرة جراء الغارات الإسرائيلية في جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
منازل ومبانٍ مدمّرة جراء الغارات الإسرائيلية في جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع عامين من الحرب في غزة؟

 منازل ومبانٍ مدمّرة جراء الغارات الإسرائيلية في جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)
منازل ومبانٍ مدمّرة جراء الغارات الإسرائيلية في جباليا شمال قطاع غزة (رويترز)

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ظلت الأسواق العالمية في حالة تأهب دائم، تتأرجح بين موجات من القلق والتعافي مع كل تطور ميداني أو سياسي جديد. وعلى مدى عامين، لم يقتصر تأثير الصراع على المنطقة فحسب، بل امتد إلى أسواق الطاقة والدفاع والذهب والعملات، حيث شكّل اختباراً حقيقياً لقدرة المستثمرين على التكيف مع المخاطر الجيوسياسية الممتدة.

فيما يلي خمسة رسوم بيانية تُبرز كيفية استجابة الأسواق المالية العالمية للحرب بين إسرائيل و«حماس» على مدار العامين الماضيين، وفق «رويترز»:

1. تقييم الوضع العام

شهدت الأسهم الإسرائيلية وأسهم كبرى شركات الصناعات الدفاعية العالمية ارتفاعات حادة منذ هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وكانت أسهم الدفاع قد بدأت بالصعود منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وتصاعد المخاطر الجيوسياسية حول العالم، لكن وتيرة الارتفاع تسارعت بشكل واضح مع اشتداد الصراع في غزة. وبلغت الآن مستويات تفوق بنسبة تزيد على 120 في المائة ما كانت عليه قبل هجمات «حماس».

كما صعد مؤشر «إم إس سي آي» للأسهم الإسرائيلية بأكثر من 80 في المائة، أي بما يزيد بنحو 30 نقطة مئوية على المؤشرات العالمية الكبرى، وارتفع الشيقل مقابل الدولار مع تراجع العملة الأميركية هذا العام. في الوقت نفسه، حافظت بعض البنوك الإسرائيلية على مسار صعودي متواصل مدعوم بارتفاع أسهم الدفاع.

بيانات السوق على جزء من لوحة إلكترونية في بورصة تل أبيب (رويترز)

2. تخفيضات التصنيف الائتماني

أدت التكلفة الباهظة للحرب إلى أول سلسلة تخفيضات في التصنيف الائتماني لإسرائيل في تاريخها عام 2024، بدأت مع وكالة «موديز» بعد أربعة أشهر من هجمات «حماس»، تلتها «ستاندرد آند بورز» في أبريل (نيسان)، ثم «فيتش» في أغسطس (آب) من العام نفسه. وفي ذروة الصراع، كانت أسواق مقايضات التخلف عن السداد الائتماني (CDS) تُسعّر احتمالات فقدان إسرائيل تصنيفها الاستثماري وهبوطها إلى فئة الديون عالية المخاطر. لكن هذه المخاوف تراجعت لاحقاً هذا العام، وتشير الأسعار الحالية إلى استقرار التصنيف دون توقعات لمزيد من الخفض.

3. الأثر الاقتصادي: تراجع اقتصاد إسرائيل، الذي يبلغ حجمه 580 مليار دولار، بشكل حاد نتيجة الحرب. ففي أكتوبر العام الماضي، قدّرت وزارة المالية الإسرائيلية أن التكلفة المباشرة بلغت نحو 14 مليار شيقل (3.75 مليار دولار) – وهو رقم يُرجَّح أنه تضاعف الآن. وشهد النمو الاقتصادي ركوداً شبه تام العام الماضي، لكن البنك المركزي الإسرائيلي يتوقع نمواً بنسبة 2.5 في المائة هذا العام، وربما يتجاوز 5 في المائة في العام المقبل إذا تحقق ما يُعرف بـ«أرباح السلام».

4. النفط والغاز

ارتفعت أسعار النفط فوق 90 دولاراً للبرميل، وقفزت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر عقب هجمات «حماس» في 2023، غير أن السوق سرعان ما امتصت الصدمة، ليتراجع خام «برنت» إلى نحو 75 دولاراً بنهاية العام. ثم أدى تصاعد التوترات مع إيران في مطلع 2024 إلى ارتفاع جديد في الأسعار، قبل أن تنخفض مجدداً مع تراجع المخاوف إلى مجرد مناوشات. وشهد العام الحالي موجة ارتفاع قصيرة بعد الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث.

تصاعد الدخان والنيران في موقع منشأة متضررة جراء هجوم صاروخي من إيران على إسرائيل (رويترز)

5. حمى الذهب

قفز الذهب، الملاذ الآمن التقليدي، بنحو 3 في المائة مباشرة بعد هجمات «حماس» - وهي أكبر زيادة أسبوعية له خلال ستة أشهر - ولم يتراجع منذ ذلك الحين. ورغم تعدد العوامل التي تدفعه حالياً، فإن تلك الأحداث شكلت الشرارة الأولى لموجة صعود تاريخية بلغت نحو 120 في المائة، أوصلت الأسعار إلى ما يزيد على 4 آلاف دولار للأونصة لأول مرة على الإطلاق.


مقالات ذات صلة

للمرة العاشرة... حكومة نتنياهو تطلب تمديد منع دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة

شؤون إقليمية عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني يزيلون ركام منزل مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة بحثاً عن جثث فلسطينيين يوم السبت (إ.ب.أ)

للمرة العاشرة... حكومة نتنياهو تطلب تمديد منع دخول الصحافة الأجنبية إلى غزة

للمرة العاشرة على التوالي، تقدَّمت الحكومة الإسرائيلية بطلب للمحكمة العليا لتمديد مهلة الرد على التماس «رابطة الصحافيين الأجانب»؛ للسماح بالدخول الحر لقطاع غزة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي أطفال ينتظرون الحصول على نصيبهم من الطعام بمخيم النصيرات في غزة (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: ندعو لدخول الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية لغزة

رحب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأحد، بالتقدم الذي أُحْرِزَ بشأن المجاعة في غزة، لكنه أوضح أن هذا التقدم لا يزال هشاً للغاية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية سيدات فلسطينيات أمام جنود إسرائيليين يعتقلون مواطنين في مخيم نور شمس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

تقرير: إسرائيل تسمح للآلاف من جنود الاحتياط بالاحتفاظ ببنادق في منازلهم

يستعدّ الجيش الإسرائيلي لتسليح نحو 10 آلاف جندي احتياطي من الفرقة 96 ببنادق طويلة تُحفظ في منازلهم على مدار العام

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال اجتماع سابق (أرشيف - رويترز)

تقرير: اليونان تدرس إرسال مهندسين إلى غزة ضمن المرحلة الثانية من خطة ترمب

ذكرت قناة «إن 12» الإخبارية الإسرائيلية، يوم السبت، أن اليونان تدرس إرسال مهندسين إلى قطاع غزة ضمن المرحلة الثانية من اتفاق ترمب لوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
المشرق العربي والدة أحمد زيود خلال تشييع جثمانه خلال جنازته قرب جنين في الضفة الغربية اليوم (أ.ب)

مقتل 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة

قُتل ثلاثة فلسطينيين، صباح اليوم الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما قتل فتى وشاب برصاص الجيش الإسرائيلي في واقعتين منفصلتين بالضفة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

ماسك يلتقي قادة الإمارات لبحث فرص الذكاء الاصطناعي

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)
TT

ماسك يلتقي قادة الإمارات لبحث فرص الذكاء الاصطناعي

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)

بحث الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تعمل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مع قيادة دولة الإمارات، آفاق التعاون في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة، ضمن توجه أبوظبي لتعزيز شراكاتها العالمية في القطاعات ذات الأولوية، وتوسيع الاستفادة من الحلول الرقمية في دعم التنمية.

ووفق وكالة أنباء الإمارات (وام)، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ماسك في أبوظبي، حيث تناولت المباحثات آخر المستجدات في التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، وسبل توظيف ما تتيحه من فرص وتطبيقات لتحسين جودة حياة المجتمعات ودعم مسارات التقدم.

وأكّد الجانبان أهمية بناء شراكات دولية فاعلة في هذا المجال سريع التطور، لما توفره من تبادل للخبرات والمعرفة، وتسريع وتيرة تبني الحلول المبتكرة، بما يعزز جاهزية الدول والمؤسسات المتخصصة لقيادة التحول الرقمي ومواجهة تحديات المستقبل.

حضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين، بينهم الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم أبوظبي رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، إلى جانب مسؤولين ووزراء.


مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)

قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، محمود عصمت، إن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي يتم تجهيزه في صورته النهائية لبدء تشغيل المرحلة الأولى في القريب العاجل.

وأوضح عصمت خلال لقائه مع رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أنه من المقرر «تبادل 1500 ميغاواط (في المرحلة الأولى)، على أن يتبعها بشهور قليلة تشغيل المرحلة الثانية لتبادل 3000 ميغاواط مع السعودية».

وصرح محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن رئيس الوزراء تعرف من وزير الكهرباء على الموقف الحالي للقدرات المركبة من الطاقة المتجددة، حيث أشار الوزير إلى أن إجمالي قدرات الطاقة المتجددة وصل الآن إلى 8866 ميغاواط من طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والمصادر المائية، إلى جانب 300 ميغاواط/ ساعة قدرات بطاريات التخزين.

وأضاف أن الفترة من يوليو (تموز) عام 2024 حتى الآن شهدت إدخال قدرات 1150 ميغاواط من طاقة الرياح، و700 ميغاواط من الطاقة الشمسية، و300 ميغاواط/ ساعة قدرات بطاريات التخزين.

وأوضح الوزير أنه «بنهاية عام 2027 من المتوقع أن تصل القدرات المركبة من الطاقات المتجددة إلى 17991 ميغاواط، إلى جانب 9320 ميغاواط/ ساعة قدرات بطاريات التخزين».


السعودية تواصل تقدمها في مؤشر الأداء الإحصائي للبنك الدولي

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تواصل تقدمها في مؤشر الأداء الإحصائي للبنك الدولي

مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

حقَّقت السعودية، ممثلةً في «الهيئة العامة للإحصاء»، منجزاً جديداً بمواصلة تقدمها في مؤشر «الأداء الإحصائي»، الصادر عن البنك الدولي منذ تحديث البيانات عام 2020، إذ ارتفع تقييمها إلى 83.3 في المائة خلال العام الماضي، مقارنةً بما نُشر في عام 2023 عند 81.5 في المائة، محافظةً بذلك على ترتيبها في المرتبة الأولى عربياً، ومتقدمةً 3 مراتب بين دول مجموعة العشرين.

وجاءت المملكة في المرتبة الـ11 بعد أن كانت في المرتبة الـ14، وفق ما نُشر في عام 2023، كما تقدَّمت 4 مراتب لتصبح في المركز الـ51 بين 188 دولة.

وأرجعت الهيئة هذا التقدم إلى التطور الإحصائي الذي تشهده المملكة، ونهج التحول الرقمي الذي تطبّقه في المنظومة الإحصائية الوطنية، إلى جانب إسهاماتها في بناء القدرات، وتبنّي الابتكار، وتعزيز الشفافية، ودعم قياس التقدم المُحرز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

خدمات البيانات

وكان البنك الدولي قد أعلن، عبر موقعه الرسمي، نتائج تقييم مؤشر الأداء الإحصائي لعام 2024، حيث تناول التقييم 5 محاور رئيسية يندرج تحتها 51 مؤشراً، تغطي: استخدام البيانات، وخدمات البيانات، ومنتجات البيانات، ومصادر البيانات، والبنية التحتية للبيانات.

وحصلت المملكة على المرتبة السادسة بين دول مجموعة العشرين، بتقييم بلغ 93.2 في المائة في المحور الثاني الخاص بخدمات البيانات، إضافةً إلى حصولها على المرتبة السابعة على مستوى دول مجموعة العشرين في المحور الرابع الخاص بمصادر البيانات، وتقدمها إلى المرتبة الـ17 عالمياً مقارنةً بالمرتبة الـ36، وفق ما نُشر في العام قبل الماضي.

كما حقَّقت نتائج متقدمة بدخولها ضمن أعلى 20 في المائة من مجموعة الدول في 3 محاور: خدمات البيانات، ومصادر البيانات، والبنية التحتية للبيانات.

كفاءة العمليات

وأشار رئيس الهيئة العامة للإحصاء، فهد الدوسري، إلى ما تحظى به الهيئة من دعم واهتمام من الحكومة، مؤكداً أن هذا الدعم المتواصل أسهم في الارتقاء بجودة وكفاءة عمليات ومخرجات القطاع الإحصائي، وتطوره الكبير، ومواكبته للمستجدات والمتغيرات العالمية المتسارعة في هذا المجال، بما يعكس نضج المنظومة الإحصائية السعودية.

يُذكر أن «الهيئة العامة للإحصاء» تواصل جهودها في تنفيذ التحول الإحصائي الشامل، الذي يستهدف تطوير البنية التحتية للمسوحات الميدانية والرقمية، وتعزيز التكامل مع الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية. وتستند الهيئة في تحقيق هذا التحول إلى الابتكار وتوظيف التقنيات الحديثة في جمع البيانات وتحليلها، بما يسهم في رفع جودة المخرجات الإحصائية، وتمكين متخذي القرار من الحصول على بيانات دقيقة تدعم تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، إلى جانب سعيها المستمر نحو بناء القدرات الوطنية، وتبنّي أفضل الممارسات والمنهجيات العالمية؛ لضمان استدامة التطور الإحصائي ومواكبة التحولات العالمية المتسارعة في هذا القطاع.