ظهور باسم يوسف الأول على شاشة مصرية بعد غياب يثير تبايناً

تحدث عن كواليس رحلته في الإعلام الأميركي

باسم يوسف عاد للظهور على قنوات مصرية (صفحة قناة أون على فيسبوك)
باسم يوسف عاد للظهور على قنوات مصرية (صفحة قناة أون على فيسبوك)
TT

ظهور باسم يوسف الأول على شاشة مصرية بعد غياب يثير تبايناً

باسم يوسف عاد للظهور على قنوات مصرية (صفحة قناة أون على فيسبوك)
باسم يوسف عاد للظهور على قنوات مصرية (صفحة قناة أون على فيسبوك)

أثارت عودة الإعلامي والكوميديان المصري باسم يوسف إلى الظهور على قناة مصرية بعد غياب دام 11 عاماً ردود فعل متباينة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بين متحمس ومتحفظ، في حين تصدرت الحلقة ترند «غوغل» و«إكس» في مصر، الأربعاء، بعد ظهوره ضيفاً في فقرة حوارية مع الإعلامي أحمد سالم، مقدم برنامج «كلمة أخيرة» المذاع على قناة «أون»، الثلاثاء.

وعدّت آراء المتحمسين «عودة يوسف بمثابة انتصار لفكرة التنوع والتعدد في منظومة الإعلام المصري؛ نظراً لطبيعة الآراء المشاغبة المعروف بها الكوميديان الشهير والتي تجسدت بقوة في برنامجه (البرنامج) الذي أذيع في الفترة من 2011 حتى 2014»، بينما رأى المتحفظون أن «ظهور باسم جاء منزوع الدسم وهادئاً على عكس تصريحاته النارية قديماً، كما أن الشكل الذي ظهر به تقليدي للغاية وضد طبيعته الشخصية التي تميل للابتكار والتجديد».

وعبّر آخرون عن «إحباطهم» بسبب ما عدّوه «جرعة غير مشبعة تتمثل في إطلالة وحيدة كل أسبوع»، مفضلين «لو كان ظهور يوسف جاء عبر صيغة يومية يخاطب فيها الجمهور مباشرة وليس عبر وسيط».

وتطرق باسم يوسف إلى أبرز العناوين لكواليس تجربته مع الإعلام الغربي، مشيراً إلى أنه «لم يكن على وفاق مع المذيع البريطاني الشهير بيرس مورغان، فقد هاجمه مورغان بسبب موقفه من القضية الفلسطينية، حتى أن الأخير قام بعمل حظر لباسم على حسابه بموقع (إكس)، لكن تطورات حرب غزة جعلت فريق برنامج مورغان يلحّون في طلب استضافة باسم بعد أن تعرفوا إليه سابقاً ككوميديان يقدم عروض (ستاند آب) في أوروبا».

وأضاف: «بعد أن رفضت الظهور مع مورغان مرتين، اضطررت في المرة الثالثة إلى الموافقة بعد أن رأيت أن الرواية الإسرائيلية للأحداث في غزة هي السردية الوحيدة على الساحة والتي لا يتم تداول غيرها».

باسم يوسف تحدث عن كواليس تجربته مع الإعلام الغربي (قناة أون)

ولفت إلى أنه «يعدّ علاقته بالإعلام الغربي اضطرارية، حيث لم يحب أو يخطط يوماً للظهور على شاشاته بوصفه محللاً سياسياً أو مختصاً بالدفاع عن وجهة النظر الفلسطينية والعربية؛ لأن هناك مَن هم أكثر منه كفاءة وعلماً وخبرة في هذا الجانب»، وفق قوله، مؤكداً أنه «مجرد بهلوان أخذ أكثر من حقه»، على حد تعبيره.

وعدّ الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، عودة باسم يوسف بمثابة «تجسيد للفارق أو المسافة بين الواقع والتوقع، فالجمهور يتوقع أو يبحث عن النسخة القديمة من باسم يوسف التي وصلت إلى ذروة نضجها عام 2013 من خلال السخرية السياسية من وصول تنظيم (الإخوان) إلى الحكم وما سبق ذلك من مقدمات»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الواقع الحالي لا يحمل مفردات ضاغطة على حياة الناس اليومية مثلما حدث في المناخ المصاحب لثورة 25 يناير (كانون الثاني)، وبالتالي تراجع الاهتمام قليلاً بنسخة باسم الحالية التي تركز فقط على تجربته أو اشتباكه مع الإعلام الغربي».

وأضاف الشناوي: «باسم اعتاد على وجود هامش واسع من حرية النقد في عامي 2013 و 2014، لكن المناخ الذي شهد آنذاك حالة من السيولة السياسية اختلف الآن وأصبح من الصعب العثور على مادة تسمح بالحجم نفسه من السخرية، وهو ما سيجعل تلقي إطلالته التلفزيونية الجديدة ليس بنفس زخم نظيرتها القديمة».

باسم يوسف وإعلان ظهوره على الشاشة بعد فترة غياب (قناة أون)

في حين قام الخبير الإعلامي، خالد البرماوي، بتوجيه الشكر لـ«كل من ساهم في رجوع باسم يوسف للشاشة المصرية ولو للحظة واحدة»، عادَّاً عبر منشور بصفحته على موقع «فيسبوك» أن «يوسف قوة ناعمة جبارة تضاف للإعلام المصري، ويكفي أن برنامجه كان يجمع المشاهدين حوله وكأننا بإزاء مباراة لكرة القدم».

وتحفظ البرماوي على شكل وصيغة عودة الكوميديان الشهير قائلاً إن «الناس متلهفة لعودة باسم يوسف؛ لأنها تريد تعليقاته الساخرة اللاذعة على الأحداث الجارية وليس لسماع تجربته في الغرب»، لافتاً إلى أن «الفرصة ما زالت قائمة لتعديل إطلالة باسم مستقبلاً».

وعدّ الناقد الفني محمد عبد الرحمن أنه «من المبكر الحكم أو تقييم تجربة عودة باسم يوسف، حيث لا تزال هناك 3 حلقات أسبوعية مقبلة لا بد من الاستماع إليها قبل إصدار رأي نهائي سلباً أو إيجاباً»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «باسم يتميز بأن من يحبون ومن يرفضون طبيعة المحتوى الذي يقدمه، كلاهما يحرص على مشاهدته؛ وهو ما يجعله من أصحاب الجماهيرية الاستثنائية».


مقالات ذات صلة

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

يوميات الشرق إميلي تتنقّل بين روما وباريس في الموسم الخامس من المسلسل (نتفليكس)

«إميلي» تعثَّرت في روما فمدَّت لها باريس حبل الإنقاذ

في الموسم الخامس من مسلسل «Emily in Paris»، الأزياء المزركشة والإعلانات التجارية تحتلُّ المساحة الكبرى.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق من التسوّق مروراً بالطهو وصولاً إلى التذوّق يغطّي البرنامج مراحل إعداد الطبق (شركة الإنتاج)

«طعم السعودية»... مطبخ وسياحة وثقافة في برنامج واحد

من الكبيبة، والرقش، والصياديّة، مروراً بالمليحية والمرقوق، وليس انتهاءً بالجريش والكليجة... برنامج يعرّف العالم على مطبخ السعودية وأبرز مناطقها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق «مستر بين» بحلّة جديدة... لقاء الكوميديا الخفيفة بالمعاني الإنسانية العميقة

«مستر بين» بحلّة جديدة... لقاء الكوميديا الخفيفة بالمعاني الإنسانية العميقة

عودة ميلاديّة للممثل روان أتكينسون، وشريكُه في البطولة رضيعٌ ساعده الذكاء الاصطناعي في التمثيل.

كريستين حبيب (بيروت)
«ذا فويس 6» والمدرّبون ناصيف زيتون وأحمد سعد ورحمة رياض (إنستغرام)

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

كانت لـ«الشرق الأوسط» لقاءات مع المدرّبين الثلاثة خلال تسجيل إحدى حلقات الموسم السادس، فأبدوا رأيهم في التجربة التي يخوضونها...

فيفيان حداد (بيروت)

ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفال

«الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
«الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
TT

ممدوح سالم: «الهندول» يتعمق في تأثير الفقد على الأطفال

«الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
«الهندول» رصد مناطق متعددة من مدينة جدة التاريخية (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

قال المخرج السعودي، ممدوح سالم، إن فيلمه «الهندول» ارتبط بمشهد عاشه في وداع جده، وإن الفكرة ظلت تلح عليه حتى كتبها بعد 10 سنوات، مؤكداً أن العمل السينمائي الذي قدمه ليس عن الموت فقط، بل عن الحياة أيضاً، وأن التحدي الأكبر الذي واجهه الفيلم هو تصويره في مقبرة حقيقية.

وأضاف سالم في حوار مع «الشرق الأوسط» أن «كل الفرص متاحة لصناع الأفلام السعوديين لكي يرووا حكاياتهم»، لافتاً إلى نضاله ورفاقه من السينمائيين السعوديين لعرض الأفلام؛ مما أحدث حراكاً سينمائياً «كانت نتيجته هذا الازدهار الذي تحققه السينما السعودية خلال سنوات قليلة»، على حد تعبيره.

ويعرض ممدوح سالم في أحدث أفلامه الروائية القصيرة «الهندول» قصة تأثير الفقد على الأطفال، من خلال طفل صغير يموت والده فجأة ويجد صعوبة بالغة في تقبل فكرة الموت، وبينما تنشغل الأم باستقبال المعزين، يتسلل الصغير إلى مقبرة أبيه، ويرفض مغادرتها على الرغم من مطاردة الحارس له، ويقوده ذلك إلى لقاء عفوي مع العم «سالم» الذي يعمل نجاراً، وحين تضع الأم مولوداً جديداً، يساعده «سالم» لكي يتجاوز أحزانه، ليدرك الطفل مع الوقت أن الموت هو الوجه الآخر للحياة، وأن الحب والذكريات يُبقيان الأحبة قريبين إلى الأبد. الفيلم من بطولة يوسف شيخ، ووليد باعشن، وابتسام محمد، وعائشة الرفاعي، ومن إنتاج وإخراج ممدوح سالم، والسيناريو والحوار لفاروق الشعيبي.

شارك الفيلم في الدورة الخامسة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» ضمن برنامج «أفلام السعودية الجديدة» الذي سلط الضوء على 21 فيلماً قصيراً وطويلاً تحمل رؤى وأفكاراً جديدة لصناع أفلام سعوديين، من بينهم المخرجة هيفاء المنصور وأحدث أفلامها «المجهولة».

المخرج السعودي ممدوح سالم (صفحته على فيسبوك)

بدأ ممدوح سالم نشاطه الفني ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً للعروض المسرحية والسينمائية، وقدم 8 أفلام ما بين وثائقية وروائية، إلى جانب عروضه المسرحية وأعماله الدرامية بالتلفزيون.

وتعود قصة الفيلم إلى ما قبل 10 سنوات، حين ذهب المخرج لوداع جده، ولفت نظره طفل في جنازة أخرى بدا عليه التأثر الشديد... يقول سالم: «جذبني الطفل بحالة الحزن التي تسكن روحه، فهو لم يختبر معنى الفقد والغياب، كيف يستوعب عقله الصغير كل ذلك؟ وظلت الفكرة في رأسي، وبنيتُ عليها الفيلم، وكتبتُ معالجة، وكتب فاروق الشعيبي السيناريو والحوار»، ويلفت سالم إلى أن «الهندول» يرمز إلى الحياة، «فالكلمة نفسها تعني سرير الطفل الرضيع»، مشيراً إلى أن فيلمه يقدم مقاربات بين الحياة والموت.

ويسوق المخرج مقاربات رمزية تعكس ذلك ما بين: النعش والهندول، والسرير والقبر، والليل والنهار، فالنجار الذي يصنع السرير هو أيضاً من يصنع نعش الموت. ويتابع: «لم يكن على بالي أن أقدم فيلماً قصيراً؛ لأنني أعكف على تحضيرات فيلمي الروائي الطويل الأول، لكن الفكرة كانت تُلح عليّ، وكل من قرأ السيناريو من أصدقاء أثق بهم تحمس له».

ولأول مرة تصوَّر مشاهد فيلمية داخل مقبرة حقيقية، وكان هذا تحدياً كبيراً، مثلما يقول سالم... «يُمنع في المملكة التصوير داخل مقبرة؛ لذا رفعنا طلباً إلى الجهات الرسمية وساعدتنا (هيئة الأفلام) في ذلك، وقد اعتمدت في التصوير على اللقطات الواسعة لُتظهر جانباً من معالم جدة التاريخية بأحيائها القديمة، وكذلك ظهرت ملامح المدينة في لقطات خروج الطفل من منزله».

الفيلم من إنتاج ممدوح سالم أيضاً وبدعم جزئي من «هيئة الأفلام» بنسبة 40 في المائة من تكلفته عبر برنامج «ضوء». وأخرج سالم 8 أفلام قصيرة ووثائقية، من بينها «ليلة البدر» عام 2007، وهو وثائقي شارك في «مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية»، وعُرض في 12 مهرجاناً، ويتناول الحياة الاجتماعية في الحجاز، كما حاز تكريماً من «استوديو كازان».

ممدوح سالم وفريق عمل الفيلم في «مهرجان البحر الأحمر» (صفحة سالم على فيسبوك)

وفي فيلم «جدة ملتقى الثقافات والحضارات» تناول سالم أحداث السيول التي شهدتها مدينته جدة قبل سنوات، وحصل به على جائزة «أفضل فيلم وثائقي» في «مهرجان مسقط السينمائي»، كما أخرج فيلماً وثائقياً هو «صقر الجزيرة» عن توحيد السعودية، وله أيضاً فيلم «رواشين» الذي تطرق إلى الطراز المعماري في جدة التاريخية.

ورغم بداياته ممثلاً مسرحياً، وتقديمه عروضاً ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً، فإن سالم انشغل في أعمال بعيدة عن التمثيل، مؤكداً أنه أراد أن يركز أكثر في الإنتاج والإخراج والتوزيع السينمائي عبر شركته التي أسسها قبل سنوات.

وبدأ ممدوح سالم نشاطه الفني عقب تخرجه في الجامعة عام 2000، وحصل على دبلومة في إنتاج وإخراج الأفلام، وشارك في ورشات سينمائية عدة، وكان قد شارك ممثلاً في نحو 24 عملاً بين الدراما والكوميديا، من بينها مسلسل «بابا فرحان» الذي صدر في 18 جزءاً.

وظهر سالم في الفيلم السعودي الوثائقي «ضد السينما» للمخرج علي سعيد، بصفته أحد صناع الأفلام الذين نفذوا مبادرات مهمة أحدثت حراكاً سينمائياً مبكراً، ويتحدث عن مبادرته قائلاً: «أطلقت عام 2006 أول مهرجان سينمائي سعودي بعنوان (مهرجان جدة للعروض المرئية) ثم صدر قرار بوقفه في 2009، كما أقمت أول عروض سينمائية عام 2008 بعرض الفيلم السعودي (مناحي) من إنتاج (روتانا) في مدن جدة والطائف والرياض، وكنا نعرض الأفلام في قاعات مسرحية، وأحدثت حراكاً في مسار السينما السعودية».

وما بين الأمس واليوم، يبدو الفارق كبيراً مثلما يقول: «الوضع اختلف تماماً مع (رؤية المملكة 2030)، فقد أصبح هناك دعم كبير للثقافة؛ مما أحدث نهضة ثقافية كبيرة، سواء على مستوى السينما، ومستوى العروض المسرحية، وأتاح لكثير من المواهب أن تنطلق»، ويلفت سالم إلى أن «فرصاً هائلة متاحة للشباب أكثر من أيامنا، وهناك تجارب واعدة لصناع أفلام لديهم فكر ناضج ورؤى مختلفة، وهذا التنوع يصُب في مصلحة الثقافة السعودية»، وفق تعبيره.


في 2025... نجوم السينما لا تتلألأ كما بالأمس

دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)
دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)
TT

في 2025... نجوم السينما لا تتلألأ كما بالأمس

دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)
دواين جونسون تهاوى في «الآلة المدمرة» (A24)

عندما تبين أن فيلم «الآلة المدمّرة» (The Smashing Machine) فشل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في استقطاب جمهور بطله دواين جونسون أو أي جمهور آخر، علق الممثل المعروف قائلاً: «النجاح ليس بالأرقام وحدها». هذا القول، بالنسبة لممثل يُقال إنه يتقاضى 50 مليون دولار عن كل فيلم، لا يقلل من أهميته المهنية؛ فهو درس مهم مفاده عدم الخروج عن القوالب التي تعوّد الجمهور على رؤيته فيها. لقد أحبّه الجمهور في نوع أو نوعين فقط، ومن الأفضل الحفاظ على هذه الصورة للبقاء على سدّة النجاح من دون ثقب أسود.

لكن، كيف نلوم ممثلاً وجد سيناريو مختلفاً عن المعتاد، وقام بأداء دور جديد قد يفتح له المجال ليصبح ممثلاً درامياً حقيقياً، يطمح لقراءة اسمه ضمن قوائم الترشيحات؟ دور يقدّمه بصفته ممثلاً، لا بصفته مجرد شكل بطولي يعتمد على القوة البدنية فقط؟

الفيلم الذي دمّر نفسه

محاولة جونسون فشلت... الفيلم عن حياة المصارع مارك كر لم يرقَ للتوقعات (A24)

محاولة جونسون باءت بالفشل لأن الفيلم، الذي يروي جزءاً من سيرة المصارع مارك كر، لم يكن على مستوى التوقعات. لم يكن الفيلم سيئاً إلى حدٍّ مرفوض، لكنه لم يكن جيداً بما يكفي. هذا أمر لا يمكن لوم جونسون عليه، بل هو نتيجة كتابة وإخراج بيني صفدي، وتبنته شركة الإنتاج (A24) على أساس أنه فيلم ناضج لجمهور يقدّر القيمة الفنية.

هذا يعني بكلمات، أن الجمهور المستهدف كان ممن تجاوزوا منتصف الثلاثينات، وقدروا أفلام الشخصيات الناضجة. لكن المرير أن هذه الفئة لم تتجه إلى الصالات إلا بنسبة 8 في المائة مقارنة بالجمهور الشاب الذي توقع فيلم مغامرات مليء بالإثارة الرياضية.

شركة الإنتاج راهنت على أن اسم دواين جونسون سيكون كافياً لتجاوز أي عثرات، فأطلقت الفيلم في نحو 3000 صالة في شمال أميركا (الولايات المتحدة، والمكسيك، وكندا) بدل اعتماد نظام عروض محدود لبناء الجمهور تدريجياً عبر تأثير الكلمة الشفهية «Word of Mouth» اختيار معاملة الفيلم كأي فيلم سابق من بطولة جونسون كان فشلاً جسيماً كلَّف الشركة 50 مليون دولار (بالإضافة لأجر الممثل). هذا إلى جانب أن الأسواق العالمية باتت، منذ سنوات، مصابة بآفات السوق المعهودة داخل الولايات المتحدة، فما ينجح فيها سينجح (غالباً) حول العالم، وما يفشل فيها سيفشل خارجها.

طغيان النوع

لكن جونسون ليس الوحيد بين الممثلين الذين ساروا على درب معيَّن ثم حاولوا تجربة الخروج منه صوب دور مختلف ليجدوا أن ترحاب المعجبين (ما بين 18 و36 سنة) لم تتماثل مع الأدوار التي اشتهروا بها.

هذا ليس وليد اليوم، ففي زمن سابق حاول رهط من الممثلين الذكور والإناث الخروج من القالب المعتاد صوب آخر ليكتشفوا أن ما كان في البال لم يتحقق. من بين هؤلاء سكارلت جوهانسن في «شبح في الصدفة» (Ghost in the Shell) سنة 2017، وروبرت داوني جونيور في «دوليتل» (2020)، وڤِن ديزل في «جدني مذنباً» (Find Me Guilty) في 2006، وسواهم.

جنيفر لورنس كما ظهرت في «مُت يا حبيبي» (إكسيلانت كاداڤر برودكشنز)

هؤلاء الممثلون قدموا أعمالاً جماهيرية ضخمة مثل «آيرون مان»، وسلسلة «ذا أفنجرز» (بالنسبة لجوهانسن وداوني)، و«سريع وغاضب» (Fast and Fury) بالنسبة لڤِن ديزل. ومع تدجين هوليوود للجمهور لمتابعة أفلام الأكشن ومسلسلات الكوميكس، أصبح النوعان طاغيين على مستقبل الممثل وقيمته الفنية، ما يُحدِّد نجاحه أو فشله. إذا حاول الممثل إظهار مهاراته التمثيلية الحقيقية، غالباً ما تواجهه نسبة فشل أعلى من النجاح.

نجوم حقيقيون

نتيجة ما سبق أصبح تأثير الممثل على شباك التذاكر أقل، مقابل صعود تأثير الفيلم نفسه. خذ مثلاً كريس هيمسوورث، أو روبرت داوني جونيور، أو سكارلت جوهانسن؛ أو أي نجم من نجوم سلسلة «The Avengers»، ستجد أن الإقبال لن يتأثر على أي جزءٍ جديد من السلسلة إلا بنسبة بسيطة قد لا تتجاوز 10 في المائة، ما دام الممثلون الباقون موجودين فيه.

بذلك بات الممثلون في هذه المسلسلات، مثل توم هولاند في «سبايدر مان»، ورايان رينولدز في «Deadpool»، ودواين جونسون في «جومانجي»، يعيشون في فخ أو حقل ألغام بلا خريطة.

هذا لم يكن الحال في سابق سنوات هوليوود، حين كان بإمكان الممثل اختيار أدواره بحرية دون عواقب كبيرة. نتحدّث عن همفري بوغارت، وريتا هايوورث، وهنري فوندا، ومارلون براندو وإليزابث تايلور، وصولاً إلى أنطوني هوبكنز، وكلينت إيستوود، وبيرت رينولدز، وعشرات آخرين انتقلوا من الكوميديا إلى الدراما ومن فيلم بوليسي إلى فيلم حربي، أو وسترن بالنجاح نفسه. هؤلاء كانوا نجوماً يتلألأون في كل مناسبة وإن فشل أحد أفلامهم فإن ذلك لا يشكل ضربة مؤثرة، بل مجرد حكّة بسيطة وعابرة.

سكارلت جوهانسن أخرجت وأنتجت «إليانور العظيمة» (سوني كلاسيكس)

هذا العام تعددت النماذج التي تشهد بأن النجومية لم تعد تتلألأ كما سبق لها أن فعلت قبل طغيان أفلام الكوميكس وباقي المسلسلات.

إلى جانب فشل جونسون في مهمّته التدميرية وجدنا جنيفر لورنس تواجه المعضلة نفسها عبر فيلمها الأخير «مت يا حبيبي» (Die My Love). زميلتها سكارلت جوهانسن أقدمت على إنتاج وإخراج فيلم عن الهولوكوست عنوانه «إليانور العظيمة» (Eleanor the Great) وحصدت فشلاً ذريعاً، كذلك الحال مع جوليا روبرتس في «بعد الصيد» (After the Hunt)، وجوني ديب في «مودي: ثلاثة أيام على جناح الجنون» (Three Days on the Wing of Madness) من بين أمثلة قليلة أخرى.

هذا ما خلفه الاعتماد على أفلام لا معنى لها تُنتج بمئات ملايين الدولارات لأن الجمهور السائد يرغب في الترفيه عن نفسه في كل يوم من أيام السنة. الممثلون يلتقطون هذه الأدوار لأنها عمل مضمون بأجر كبير، لكن إذا ما كانت آمالهم معلّقة بأدوار مختلفة وعميقة وتمنح جوائز، فإن الخروج عن الموديل السائد سيعني، في غالب الأحوال، ذلك النوع من الفشل الذي يبقى في البال طويلاً ويجعل الممثل خائفاً من فشل آخر قد يهبط بأجره المادي.


«SRMG» و«Snapchat» لشراكة استراتيجية لتعزيز الابتكار الإعلامي ونمو صناع المحتوى

ندى المبارك الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية وعبد الله الحمادي المدير العام لـ«Snapchat» بالسعودية في أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
ندى المبارك الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية وعبد الله الحمادي المدير العام لـ«Snapchat» بالسعودية في أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

«SRMG» و«Snapchat» لشراكة استراتيجية لتعزيز الابتكار الإعلامي ونمو صناع المحتوى

ندى المبارك الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية وعبد الله الحمادي المدير العام لـ«Snapchat» بالسعودية في أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
ندى المبارك الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية وعبد الله الحمادي المدير العام لـ«Snapchat» بالسعودية في أثناء توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

أعلنت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG) و«سناب شات» (Snapchat) شراكة استراتيجية تهدف إلى دفع عجلة الابتكار الإعلامي، وتطوير منظومة صُناع المحتوى، وتقديم حلول تجارية متكاملة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتجمع هذه الشراكة بين علامات «SRMG» الرائدة التجارية الإعلامية، وخبرتها العميقة في صناعة المحتوى، وقدراتها، وبين منصة «Snapchat»، التقنية ومنظومتها الواسعة من صناع المحتوى. وسيعمل الشريكان معاً على استكشاف نماذج جديدة للسرد القصصي، وتعزيز تفاعل الجمهور، وتطوير سبل التعاون الإعلاني، بما يعكس التطور المتسارع للمشهد الإعلامي الرقمي إقليمياً وعالمياً.

وترتكز الشراكة على خمس ركائز استراتيجية تشمل: الإعلام، والمحتوى، وصُناع المحتوى، والرياضة، والابتكار التجاري. كما تتضمّن تطوير صيغ تحريرية وقصصية جديدة مدعومة بأدوات منصة «Snapchat»، وإطلاق مبادرات تدريبية متخصصة بالتعاون مع أكاديمية «SRMG»، ووضع استراتيجيات محتوى مشتركة تهدف إلى دعم المواهب الصاعدة وبناء منظومات قابلة للتوسع لصُناع المحتوى.

كما تتمحور هذه الشراكة حول التزام مشترك ببناء نماذج إعلامية مستدامة تجارياً، ومتجذرة في المشهدَين الثقافي والرقمي للمنطقة. وتؤمن كل من «Snapchat» و«SRMG» بأن المحتوى والتجارب التي يصوغها الجمهور المحلي ليست أكثر جاذبية فحسب، بل هي أيضاً أعلى قيمة للعلامات التجارية. ومن خلال الدمج بين البيئات الإعلامية النوعية، وأساليب السرد القصصي التي تحتويها المنصة، والتخطيط التجاري المشترك، تهدف هذه الشراكة إلى فتح آفاق أوسع للفرص، وتقديم أعمال ذات كفاءة أعلى، وتوسيع النطاق، وتحقيق نتائج ملموسة للمعلنين في المملكة العربية السعودية والمنطقة ككل.

وقالت ندى المبارك، الرئيسة التنفيذية لـ«SRMG» للحلول الإعلامية: «تعكس هذه الشراكة استراتيجية (SRMG) طويلة المدى لبناء منظومة إعلامية مترابطة، تعتمد على البيانات، وتتمتع بمرونة اقتصادية عالية. وذلك من خلال المواءمة بين محتوانا ومواهبنا وقدراتنا التجارية مع الابتكار التقني لمنصة (Snapchat)، وابتكار مسارات أكثر فاعلية للمعلنين، مع دعم الجيل القادم من صُناع المحتوى في جميع أنحاء المنطقة».

من جانبه، قال عبد الله الحمادي، المدير العام لـ«Snapchat» في السعودية: «في ظل التسارع الذي يشهده قطاع الإعلام والتقنية في السعودية، فإن التزامنا يُعد طويل الأمد وعميق الارتباط بالمشهد المحلي. ومع وجود أكثر من 26 مليون شخص يستخدمون (Snapchat) شهرياً في المملكة، أصبحنا جزءاً من أسلوب الحياة اليومي لهذه السوق. ونظراً إلى ما تتمتع به (SRMG) من حجم وتأثير وريادة، فإنها تُعد الشريك الأنسب لتوسيع هذا الأثر المتنامي. معاً، نجمع قوتَين بارزتَين جنباً إلى جنب، تتمتع كل منهما بنقاط قوة مكملة للأخرى، لخلق أوجه تعاون جديدة تُمكّن صناع المحتوى، وترتقي بالعلامات التجارية، وتُسهم بشكل هادف في رؤية المملكة لهذا القطاع».

وتحظى «Snapchat» بمكانة قوية واستثنائية في السعودية، مدفوعةً بمعدلات تفاعل يومية عالية، ومنظومة متنامية من صُناع المحتوى المحليين، وارتباط ثقافي عميق مع مختلف فئات المجتمع في السعودية. وللمعلنين، تُعد «Snapchat» منصة أثبتت فاعليتها من حيث الأداء، حيث تحقق نتائج قوية عبر مراحل الإعلان المختلفة، وذلك من خلال صيغ مُصممة لتتوافق مع طرق التواصل والتفاعل الطبيعية للناس.

ومن المقرر أن تنطلق الشراكة عبر مراحل متعددة تبدأ في عام 2026، مع تفعيل المبادرات عبر العلامات التجارية الإعلامية التابعة لـ«SRMG»، وتقديم الحلول المشتركة بقيادة «SRMG» للحلول الإعلامية.