دق المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «سيتاديل» للاستثمار العملاقة، كين غريفين، ناقوس الخطر إزاء ما وصفه بتحول كبير في سلوك المستثمرين؛ يتمثل في سحب رؤوس الأموال من الأصول التقليدية المقومة بالدولار وتحويلها إلى مخازن قيمة بديلة مثل الذهب والبتكوين. ووصف هذا الاتجاه بأنه «مقلق حقاً»، مشيراً إلى أن فقدان ثقة المستثمرين في الدولار يعكس شكوكاً عميقة بشأن الاستقرار المالي والنقدي للولايات المتحدة.
جاء هذا التحذير في وقت واصلت فيه البتكوين صعودها لتخترق حاجز 125 ألف دولار، فيما وصل الذهب إلى مستويات قياسية، مما يؤكد دوره التاريخي كملاذ آمن. وتشير هذه التحركات مجتمعة إلى أن المستثمرين يتبنون استراتيجية مزدوجة للبحث عن الأمان في كل من الأصول التقليدية والرقمية.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية تدفقات مؤسسية غير مسبوقة على البتكوين، حيث تعزز صناديق التحوط والمكاتب العائلية ومديرو الأصول تعرضهم للعملة المشفرة. وقد تعززت سمعة البتكوين كـ«مخزن للقيمة» في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة عجزاً مستمراً، وارتفاعاً في مستويات الدين، ومخاوف بشأن القيمة طويلة الأجل للدولار.
تؤكد تحذيرات غريفين المخاوف المتزايدة من أن المسار المالي للولايات المتحدة قد يضعف الثقة العالمية في الأصول المقومة بالدولار. ففي الوقت الذي يواجه فيه «الاحتياطي الفيدرالي» مساحة محدودة لمزيد من التشديد النقدي وتتراكم مستويات الدين، يبدو أن المستثمرين يتحوطون ضد أي تدهور محتمل في القيمة على المدى الطويل. وقد جعلت هذه البيئة الذهب والبتكوين وجهتين جذابتين لرؤوس الأموال الباحثة عن الأمان من المخاطر النظامية.
لكن غريفين حذر من أن الابتعاد واسع النطاق عن الدولار قد يشكل تحديات كبيرة للسيولة العالمية وأسواق رأس المال. وشدد على الحاجة إلى انضباط مالي أقوى ووضوح في السياسات لاستعادة الثقة في الأدوات المالية التقليدية.
وفي ضوء استمرار صعود البتكوين، تشير رسالة «سيتاديل» إلى لحظة محورية: لم تعد الأصول الرقمية مجرد خيارات مضاربة هامشية، بل أصبحت مكونات أساسية في الاستراتيجية المؤسسية. هذا التحول نحو البتكوين والذهب يرسل إشارة أوسع حول إعادة تعريف الثقة في الاقتصاد الحديث، حيث يبحث المستثمرون بشكل متزايد عن الاستقلال عن الأنظمة النقدية التقليدية.
