مسرحية «أم كلثوم» تُعيد اكتشاف محطات فارقة بحياة «كوكب الشرق»

عبر فقرات استعراضية غنائية

المخرج أحمد فؤاد في البروفات الخاصة بالمسرحية (الشرق الأوسط)
المخرج أحمد فؤاد في البروفات الخاصة بالمسرحية (الشرق الأوسط)
TT

مسرحية «أم كلثوم» تُعيد اكتشاف محطات فارقة بحياة «كوكب الشرق»

المخرج أحمد فؤاد في البروفات الخاصة بالمسرحية (الشرق الأوسط)
المخرج أحمد فؤاد في البروفات الخاصة بالمسرحية (الشرق الأوسط)

في محاكاة مميزة لحفلات «كوكب الشرق» الشهيرة في القاهرة، أعاد صناع مسرحية «أم كلثوم» إذاعة إحدى مُقدِّمات الإعلامي الراحل جلال معوض، وهو يُمهِّد لرفع الستار عن «الست» بكلمات حماسية يتردد صداها بين المشاهدين المتحمسين لإطلالتها الفريدة، ليرفع ستار المسرحية الجديدة مساء الجمعة عن صورة مبهرة لكوكب الشرق بتقنية الهولوغرام.

العرض الذي حضره فنانون ووزراء؛ أعاد اكتشاف محطات فارقة من مشوار «صاحبة الحنجرة الذهبية»، عبر أكثر من ساعتين، بداية من طفولتها في قرية طماي الزهايرة بالدقهلية (دلتا مصر) وحتى وصولها إلى سلم المجد في القاهرة والعالم العربي.

جانب من بروفات العرض (الشرق الأوسط)

مزج العرض، الذي كتبه مدحت العدل وأخرجه أحمد فؤاد، واعتمد على الوجوه الجديدة بشكل كبير، بين الدراما والغناء والاستعراض في صيغة «ميوزيكال»، مع استعراض أبرز محطات حياتها.

بدأت المسرحية بمشهد مؤثر في غرفة «كوكب الشرق» وهي تستريح بين وصلات حفلاتها الشهيرة، قبل أن تستعيد ذاكرتها في رحلة إلى الطفولة في قرية طماي الزهايرة بالدقهلية. جسَّدت شخصية الطفلة «أم كلثوم» الفنانة ملك أحمد، وقدَّمت بصوتها مشاهد البدايات تحت إشراف والدها الشيخ إبراهيم الذي لعب دوره عمر صلاح الدين، ثم انتقلت المسرحية إلى مرحلة الشباب التي جسَّدتها الفنانة أسماء الجمل، حيث ظهرت على المسرح لتؤدي الأغنيات الأولى وتواجه صراعاتها مع الفنانة منيرة المهدية، التي جسَّدتها الممثلة ليديا لوتشيانو بأداء قوي وصوت متمكن أعاد الجمهور إلى أجواء صراع البدايات.

مع تقدُّم الأحداث، تجسَّدت علاقة الحب الخالدة بين الشاعر أحمد رامي وأم كلثوم، وقدَّم دوره الممثل سعيد سلمان بصدق درامي لافت، بينما ظهر الممثل أحمد علي الحجار في شخصية محمد عبد الوهاب، مجسداً اللقاء الفني الذي وُصف بـ«لقاء السحاب» في أغنية «إنت عمري». واستعاد العرض هذه اللحظة التاريخية عبر حوار غنائي حاز مساحة واسعة من التفاعل الجماهيري واستبقها تنافسهما على مقعد نقيب الموسيقيين الذي فازت به أم كلثوم عام 1942، كذلك برزت شخصيات عدة في العرض لعبت أدواراً محورية في مسيرتها، منهم رياض السنباطي، وبليغ حمدي، ومحمد فوزي.

الجانب الإنساني في علاقتها بشقيقتها ووالدها لم يكن غائباً في اللحظات الإنسانية الكثيرة التي مرَّت بها في الأحداث، ومن بينها صدمة اكتشافها المعاناة من تضخم الغدة الدرقية، ومخاوف الفشل التي لاحقتها باستمرار في كل تجربة تقوم فيها بالتجديد.

الملصق الترويجي للمسرحية (الشركة المنتجة)

كما لم يغفل العرض الدور الذي لعبته «كوكب الشرق» في المجهود الحربي، وهو ما استحوذ على جزء ليس بقليل من الوقت في الفصل الثاني، مع حفلاتها وجولاتها بعد النكسة التي جمعت خلالها ما يزيد على 4 ملايين جنيه، في وقت وُظِّفت فيه الشاشة السينمائية في الخلفية لتوثيق الأحداث عبر مقتطفات مما نشرته الصحف عنها.

وقال مخرج المسرحية أحمد فؤاد لـ«الشرق الأوسط» إن فريق العمل جرى اختياره من خلال اختبارات مكثفة امتدت لأيام عدة، شارك فيها أكثر من ألف متقدم، حيث كان الهدف البحث عن مواهب جديدة تستطيع الجمع بين التمثيل والغناء والقدرة على تقديم الاستعراض، لافتاً إلى أن «طبيعة الدراما الموسيقية فرضت على النص أن يكون مغنَّى بالكامل، وهو ما تطلّب قدرات مختلفة لدى الممثلين، مع الحرص على الاستعانة بوجوه جديدة في المسرحية».

وأضاف أن الرؤية الإخراجية انطلقت من تقديم أم كلثوم إنسانةً قريبةً من المتلقي، وليست مجرد شخصية أسطورية أو أقرب إلى صورة مثالية، لذا ركّز العرض على نقاط التحول في حياتها، وعلى إدارتها لموهبتها بشكل واعٍ ومثابر جعلها قادرة على التجدد والارتقاء الدائم، مشيراً إلى أنه كان حريصاً على عدم الانفصال عن توظيف أحدث الوسائل التقنية، مع استخدام المؤثرات البصرية والشاشات ووسائل التوثيق الصحافي لتدعيم الإيقاع السريع للعرض ونقل المتفرج بين الأزمنة والأماكن.

وعدّ الناقد خالد محمود لـ«الشرق الأوسط» أن العمل أعاد قراءة حياة أم كلثوم بشكل فني مبهر، في تجربة تميزت بالجرأة الإنتاجية والرؤية الإخراجية المتميزة، مشيراً إلى أن العرض افتقد بعض المحطات المهمة في حياة كوكب الشرق.

المخرج أحمد فؤاد في البروفات الخاصة بالمسرحية (الشرق الأوسط)

وأكد محمود أن «اعتماد العمل على وجوه جديدة وصاعدة يمثل مجازفة كبيرة من المنتج مدحت العدل، لكنه خطوة تُحسَب له لأنها أفرزت مواهب حقيقية»، مشيراً إلى أن «العمل سيكون موضع اختلاف فكري بين الجمهور والنقاد، لكنه سيُشكِّل بالوقت نفسه تجربةً فنيةً ثريةً». على حد تعبيره.

رأي دعمه الناقد محمد عبد الرحمن الذي يشير لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «العرض أتاح فرصةً استثنائيةً لمجموعة من الوجوه الجديدة لإثبات موهبتهم»، لافتاً إلى أن «هذه الطاقات الشابة كانت من أهم مكتسبات المسرحية».

وأضاف عبد الرحمن أن «المخرج أحمد فؤاد نجح في تقديم رؤية بصرية وحركية مميزة، تنقَّلت بالمُشاهد بين المراحل الزمنية بسهولة وانسيابية، مدعوماً بالمؤثرات المختلفة التي وظَّفها لخدمة العمل»، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن «المسرحية لم تحمل كثيراً من المفاجآت على مستوى النص، إذ اكتفى المؤلف مدحت العدل بتلخيص السيرة في شكل أقرب للتوثيق، دون تقديم رؤية مغايرة أو أسرار غير مطروقة».


مقالات ذات صلة

«ما بين بين» لجنى بو مطر... خسارات عالقة بين المبهم والمحسوس

يوميات الشرق تُعرض المسرحية ابتداء من 18 الحالي (مسرح زقاق)

«ما بين بين» لجنى بو مطر... خسارات عالقة بين المبهم والمحسوس

يبدأ عرض المسرحية في 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي على خشبة مسرح «زقاق» في بيروت، ويستمرّ حتى 21 منه...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق ريم أحمد في لقطة من مسرحية «كارمن»  (البيت الفني للمسرح)

القاهرة تستضيف 16 عرضاً بمهرجان «المسرح العربي»

أعلنت الهيئة العربية للمسرح عن مشاركة 16 عرضاً مسرحياً من مختلف الدول العربية، في الدورة الـ16 من مهرجان «المسرح العربي» التي تنظمها الهيئة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تضمن العرض بعضاً من أغاني أم كلثوم خصوصاً عن فلسطين (وزارة الثقافة المصرية)

«سيرة في حب أم كلثوم»... مسرحية للعرائس تستعيد رحلة «الست»

في إطار استعادة مصر لسيرة أم كلثوم بالتزامن مع مرور 50 عاماً على رحيلها، استضاف «مسرح نهاد صليحة» بأكاديمية الفنون المصرية عرضاً مسرحياً للعرائس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان التونسي لمين النهدي (الشرق الأوسط)

لمين النهدي لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمسرح لأنه يمنحني الحرية

أكد الممثل التونسي لمين النهدي أنه انحاز للمسرح منذ بداية مسيرته الفنية لأنه يجد حريته في مواجهة الجمهور أكثر من السينما والدراما التلفزيونية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق نحو 24 ممثلاً يشاركون في مسرحية «أبو الزوس»

«أبو الزوس»... ضربة معلّم في الإبهار والعمق والكوميديا

تمثّل مسرحية «أبو الزوس» للمخرجة لينا خوري عودة مفرحة للمسرح اللبناني الأصيل، إذ تلتقي في العمل جميع العناصر الفنية المطلوبة لتقديم مسرحية متكاملة.

فيفيان حداد (بيروت)

مصر تنفي وجود عيوب في تصميم «المتحف الكبير»

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تنفي وجود عيوب في تصميم «المتحف الكبير»

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)

نفت الحكومة المصرية، السبت، وجود عيوب في تصميم المتحف المصري الكبير، بعد تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف خلال الأيام الماضية، مؤكدة أن التصميم كان يتوقع حدوث ذلك، ويتوافق معه.

وانتشرت مقاطع فيديو لتساقط الأمطار داخل البهو الرئيسي للمتحف المصري الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات لتراكم المياه في البهو، مما وصفه البعض بـ«غرق البهو»، في حين تخوف آخرون من أن تضر هذه المياه بالآثار الموجودة فيه، وفي مقدمتها تمثال رمسيس الثاني.

ورد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، في بيان اليوم، على هذه الانتقادات، قائلاً: «فيما أُثير بشأن تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف المصري الكبير، فإن تصميم بهو المتحف جاء وفق رؤية معمارية تعتمد على وجود فتحات في السقف بشكل هندسي، يسمح باستدامة دخول الإضاءة والتهوية الطبيعية إلى البهو، وهو أحد العناصر الأساسية في التصميم المعماري للمتحف».

وبدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير عام 1992، ووُضع حجر الأساس في عام 2002؛ حيث أعلنت الدولة المصرية -وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين- مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وفاز التصميم الحالي المُقدّم من شركة «هينغهان بنغ» للمهندسين المعماريين في آيرلندا، الذي اعتمد على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات».

وأضاف بيان مجلس الوزراء أن «تسرّب كميات محدودة من مياه الأمطار إلى البهو في أثناء هطولها أمر متوافق مع التصميم ومتوقع في مثل هذا الوقت من العام».

وافتتحت مصر المتحف الكبير مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحفل ضخم حضره عديد من القادة والرؤساء. ويشهد المتحف منذ افتتاحه إقبالاً جماهيرياً كبيراً، مما دفع إدارته إلى تعديل نظام الحجز فيه ليصبح إلكترونياً حصرياً.

واستبعد خبير الآثار، عضو لجنة التاريخ والآثار في المجلس الأعلى للثقافة، الدكتور عبد الرحيم ريحان، أي ضرر متوقع على تمثال رمسيس الثاني، نتيجة تعرضه لمياه الأمطار، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «التمثال عمره 3200 عام، وهو مصنوع من الغرانيت، وتم اكتشافه في عام 1820، وأمر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بوضعه في ميدان باب الحديد (رمسيس حالياً) في عام 1955، ومن وقتها وهو معرّض لكل عوامل التعرية المختلفة، وتعرّض للأمطار سنوات طويلة، ولم تسبب أي ضرر له».

وكان الإعلامي عمرو أديب قد انتقد، خلال برنامجه «الحكاية»، الجمعة، الصمت الرسمي تجاه ما يُتداول عبر «السوشيال ميديا» من غرق المتحف المصري الكبير، مطالباً المسؤولين بتوضيح حقيقة الأمر.

وتراهن مصر على المتحف الكبير في تحقيق استراتيجيتها السياحية خلال السنوات الست المقبلة، حيث تهدف إلى استقبال نحو 30 مليون سائح بحلول عام 2031، مقابل 15 مليون سائح خلال العام الماضي.

ويضم المتحف المصري ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية تحكي حقباً مختلفة من التاريخ المصري القديم، في سيناريو عرض متحفي يعتمد أحدث التقنيات، وتوقعت تقديرات سابقة أعلنها وزير السياحة المصري، شريف فتحي، في تصريحات متلفزة، أن يزور المتحف يومياً نحو 15 ألف سائح.


«أيام قرطاج السينمائية» للتركيز على القضايا الإنسانية

يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)
يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)
TT

«أيام قرطاج السينمائية» للتركيز على القضايا الإنسانية

يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)
يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)

انطلقت السبت فعاليات الدورة الـ36 من «أيام قرطاج السينمائية»، والتي تحتفي بالسينما الأرمينية وتسلط الضوء عليها من خلال عروض عدة، مع التركيز على القضايا الإنسانية بالأفلام المختارة للمشاركة في المسابقة الدولية للمهرجان.

وتضم المسابقة الرسمية للمهرجان 14 فيلماً سينمائياً ترتكز معالجاتها حول القضايا الإنسانية بشكل أساسي، من بينها الفيلم السعودي «هجرة» للمخرجة شهد أمين، والذي تدور أحداثه في المملكة عند اختفاء طفلة من جدتها، وتبدأ رحلة البحث عنها، وتتكشف خلالها العديد من الأسرار العائلية. في حين يقدم المخرج التشادي أشيل رونايمو في فيلمه «ديا» قصة «داين» السائق لدى منظمة إنسانية، والذي يقتل عن طريق الخطأ صبياً صغيراً خلال قيادة السيارة.

ومن مصر، يوجد في المسابقة فيلم «كولونيا» للمخرج محمد صيام، وتدور أحداثه حول ليلة واحدة يقضيها أب بعد خروجه من المستشفى مع ابنه، وتكون مليئة بالتوترات قبل أن يرحل في صباح اليوم التالي. في حين يوجد المخرج أبو بكر شوقي بفيلمه «القصص» الذي تدور أحداثه في ستينات القرن الماضي برحلة ترصد مسيرة تستمر عقدين حول شاب مصري تنشأ بينه وبين فتاة نمساوية علاقة صداقة عبر المراسلة بالخطابات.

الملصق الدعائي لفيلم «القصص» (الشركة المنتجة)

وتحضر القضية الفلسطينية في المسابقة الرسمية بفيلمين هما «كان ياما كان في غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر، وتدور أحداثه حول عالم الجريمة والفساد في غزة عام 2007، في حين تقدم المخرجة التونسية كوثر بن هنية فيلمها «صوت هند رجب» الذي يقدم مأساة الطفلة الفلسطينية التي قُتلت في غزة خلال الحرب، وهو العمل الذي حصد جائزة «الأسد الفضي» في النسخة الماضية من «مهرجان البندقية السينمائي».

ويوجد في المسابقة فيلمان تونسيان هما «سماء بلا أرض» للمخرجة آريج السحيري، وتدور أحداثه حول 3 مهاجرات أفريقيات جمعتهن الصدفة في تونس وسط آمال بحياة أفضل، لكن أحلامهن تصطدم بصعوبات الواقع المرير، ونال الفيلم مؤخراً «النجمة الذهبية» بالنسخة الماضية من «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش».

كما تنافس المخرجة التونسية آمال القلاتي بفيلمها «وين ياخدنا الريح» الذي تدور أحداثه حول «عليسة» - المتمردة - ذات التسعة عشر عاماً، و«مهدي» الشاب الخجول، ذي الثلاثة والعشرين عاماً، حيث يستعين الثنائي بخيالهما للهروب من واقعهما، وعندما يكتشفان مسابقة تتيح لهما فرصة للهروب، ينطلقان في رحلة إلى جنوب تونس، متجاوزين العقبات التي تعترض طريقهما.

ومن الأردن، تقدم المخرجة زين دريعي تجربتها «غرق»، وهو الفيلم الذي يناقش العلاقة بين أُمّ ونجلها المراهق والصدمات التي تحدث بينهما. في حين يشارك المخرج الجزائري يانيس كوسيم بفيلمه «رقية» الذي عُرض للمرة الأولى عالمياً في النسخة الماضية من «مهرجان البندقية». ويُعرض في المسابقة فيلم «إركالا حلم كلكامش» للمخرج محمد الدراجي، وهو العمل الذي يمزج بين الواقع والخيال في أحداثه.

يُعرض الفيلم التونسي «وين ياخدنا الريح» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)

وتترأس لجنة تحكيم مسابقة «الأفلام الروائية الطويلة» الكاتبة والمخرجة الفلسطينية نجوى نجار، في حين تضم في عضويتها المخرج التونسي لطفي عاشور، والكاتبة والمخرجة الرواندية كانتاراما غاهيغيري، مع المخرج والمنتج الجزائري لطفي بوشوشي، والناقد السينمائي الفرنسي جون ميشيل فرودون.

ويحتفي المهرجان هذا العام بالسينما الأرمينية التي قدمت على مدار أكثر من 100 عام العديد من الأعمال التي ترسخ الهوية الثقافية الأرمينية، وقد جرى اختيار 11 فيلماً أرمينياً للعرض ضمن فعاليات المهرجان، تنوعت ما بين الوثائقي والروائي، من بينها فيلم «أشباحي الأرمينية» للمخرجة تامارا ستيبانيان الذي شارك أخيراً في عدد من المهرجانات السينمائية.

وقال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، إن «أيام قرطاج السينمائية»، رغم إمكاناته المادية المحدودة نسبياً، يظل «مهرجاناً استثنائياً» تقوده رؤية فكرية واعية قبل أي حسابات أخرى، موضحاً أن «المهرجان يُقام في توقيت تسبقه فيه ثلاثة أو أربعة مهرجانات عربية كبرى، ومع ذلك لا يدخل في سباق (العرض الأول)، بل يراهن على الاختيار الجيد».

وأضاف أن «هذا الوعي يحوّل (قرطاج) إلى ما يشبه البوتقة التي تنصهر فيها حصيلة الأفلام العربية المعروضة على مدار العام، مع منح مساحة أوسع للأفلام غير العربية، وهو ما يمنحه قوة حقيقية واستمرارية ثقافية»، مشيراً إلى أن التركيز على الجانب الإنساني لا يمكن فصله عن جوهر السينما نفسها، فـ«أهم رسالة يمكن أن تقدمها السينما هي خلق هذا النوع من التعاطف الإيجابي مع البشر ومآسيهم؛ لأن الفن الحقيقي هو القادر على دفع المُشاهد إلى الفهم والمشاركة الوجدانية، لا الاكتفاء بالمشاهدة السطحية»، على حد تعبيره.


أحمد السقا في مرمى الانتقادات بسبب طريقة دعمه لمحمد صلاح

أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)
أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)
TT

أحمد السقا في مرمى الانتقادات بسبب طريقة دعمه لمحمد صلاح

أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)
أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)

تعرض الفنان المصري أحمد السقا لانتقادات على «السوشيال ميديا» عقب مقطع فيديو نشره على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، يعلن فيه دعمه لكابتن منتخب مصر، محمد صلاح، في أزمته الحالية مع نادي ليفربول الإنجليزي.

وظهر السقا في الفيديو الذي نشره وهو يتحدث بالعربية تارة، وبالإنجليزية تارة أخرى، وهو يؤكد على المكانة الكبيرة والبطولات الكثيرة التي حققها محمد صلاح مع نادي ليفربول، كما يؤكد على المأمول منه وما ينتظره الجمهور المصري من إنجازات قادمة في بطولة الأمم الأفريقية، وبطولة كأس العالم لكرة القدم، قائلاً له: «أنت فخر العرب بالفعل. اجعل ثقتك بنفسك تزيد ولا تهتز»، كما شدد على دعمه قائلاً له: «يا جبل ما يهزك ريح».

وكان محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي وكابتن المنتخب المصري، قد تعرض لأزمة مع ناديه خلال الأيام الماضية، بعد إدلائه بتصريحات يبدي فيها انزعاجه وغضبه لعدم اللعب مع ناديه ثلاث مباريات، واصفاً شعوره قائلاً: «كأنه تم الرمي بي تحت الحافلة».

واشتعلت «السوشيال ميديا» بتعليقات كثير من الداعمين والمؤيدين له، وسط تكهنات مفتوحة حول إمكانية انتقاله إلى نادٍ آخر، أو التوافق مرة أخرى مع إدارة النادي الإنجليزي ومديره الفني.

محمد صلاح (إنستغرام)

وتصدر اسم أحمد السقا «الترند» على «إكس» بمصر، السبت، عقب نشر الفيديو الداعم لمحمد صلاح، وأعاد نشره أكثر من مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، للتدليل على ما يمثله الفيديو من دعم يقدمه الفنان للَّاعب، مع وصف بعض التعليقات الفيديو بعبارات مثل: «حركة جدعنة عابرة للقارات»، بينما قال تعليق آخر: «كان الأفضل لو لم يفكر في هذا الأمر»، بينما استدعى آخرون عبارات تاريخية تعليقاً على الفيديو.

وتوالت التعليقات مع انتشار الفيديو بشكل واسع على منصات عدة. وأشار تعليق منسوب للسقا إلى أنه تم حذف الفيديو من على منصات «فيسبوك» و«إنستغرام» دون معرفة سبب ذلك، مؤكداً أنه لم يحذف الفيديو الموجَّه لليفربول.

ووصف الناقد الرياضي والخبير في «السوشيال ميديا» محمد البرمي، الفيديو، بأنه «مُحرِج بعض الشيء»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يفهم التصرف وغايته من الأساس»، مشيراً إلى أن «الطريقة التي ظهر بها أحمد السقا، وطريقة الحديث، ولكنته في الإنجليزية، وتوجيه الرسالة إلى جماهير ليفربول» أثار استغرابه. وأضاف: «يمكن أن تكتب رسالة دعم لصلاح ومحبة، ولكن ما الهدف من الفيديو؟»، وتابع: «منذ البداية توقعت أنه سيتحول إلى (ترند) ساخر؛ لأن كل ما جاء في الفيديو يوحي بذلك فعلاً».

ولفت البرمي إلى أن «كثيراً من النجوم في مصر والمنطقة العربية بحاجة لفهم طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل معها، لأنها تمثل احتكاكاً مباشراً مع الجمهور». وأوضح أن أي محتوى يُنشر يصبح «مادة دسمة» للتفاعل، سواء بالسخرية أو بالتعامل الجاد. وشدد على ضرورة أنه كان يجب على السقا أن يستشير قبل إقدامه على نشر الفيديو بتلك الطريقة، مؤكداً أنه «نجم كبير يجب ألا يضع نفسه في مثل هذا الموقف».